Rfik_kamel
Banned
المشاركات: 3,925
الانضمام: Apr 2011
|
رحيل ابراهيم اصلان صاحب رواية "مالك الحزين"
هل كان هو زميلنا القدير "مالك الحزين" أم أغلب الظن أنه كاتب مصري آخر ? "
نتمنى لأسرته الصبر والسلوان:
القاهرة: توفي السبت في القاهرة الروائي ابراهيم اصلان مؤلف رواية "مالك الحزين" وأحد ابرز كتاب الستينات في مصر عن عمر يناهز 77 عاما اثر اصابته بازمة صحية، كما اعلنت اسرته. وقال نجل المتوفي هشام اصلان لوكالة فرانس برس ان والده توفي بعد ظهر السبت بعد اسبوع من اصابته بنزلة برد.
واوضح اصلان، وهو صحافي في جريدة الشروق، ان والده "تناول دواء لمعالجة ازمة برد الا ان هذه الادوية اثرت على عضلة القلب واربكت وظائفه خصوصا وانه اجرى قبل سنوات عملية قلب مفتوح".
والروائي الراحل المتميز بشح كتاباته، حيث يطلق عليه بعض معجبيه لقب "الكاتب بالمحو" اي انه يكتب ثم يمحو ثم يعيد كتابة عمله الادبي اكثر من مرة ليقدمه لقرائه مكتملا، وهو ما دفع عددا من النقاد والمثقفيين الى دعمه وهو الموظف البسيط ليصبح واحدا من ابرز الرموز الثقافية في مصر والعالم العربي.
واصلان مولود في محافظة الغربية (شمال) الا انه عاش غالبية سنوات عمره في ضاحية امبابة الشعبية في القاهرة.
بدأ مشواره الادبي بكتابة القصة القصيرة، واصدر اول مجموعاته القصصية "بحيرة المساء" التي جذبت بشدة له الكاتب والمفكر يحيى حقي الذي وقف الى جانبه وساهم بنشر الكثير من اعماله القصصية في مجلة "المجلة" كان يرأس تحريرها.
وفي نهاية الستينات ساهم الروائي المصري الراحل نجيب محفوظ الحائز جائزة نوبل للاداب والناقدة الراحلة لطيفة الزيات في نقل اصلان من عمله كموظف بسيط في البريد للتفرغ للانتاج الثقافي.
وحظيت باكورة رواياته "مالك الحزين" باهتمام المثقفين المصريين والعرب وجمهور القراء، وقد اختيرت واحدة من بين اهم مئة رواية عربية.
ومن هذه الرواية استوحى احد كبار المخرجين المصريين دواود عبد السيد فيلمه "الكيت كات" الذي اختير من ابين اهم مئة فيلم انتجتها السينما المصرية منذ انطلاقتها قبل اكثر من 112 عاما، وقد حقق الفيلم نجاحا باهرا عند عرضه في السينما.
وعمل ابراهيم اصلان رئيسا للقسم الادبي في جريدة الحياة اللندنية منذ بداية التسعينات وحتى رحيله، وكان تولى ايضا منصب مدير سلسلة نشر في هيئة قصور الثقافة مهتمة بنشر الابداعات العربية وكان لنشره رواية "وليمة الاعشاب البحر" لحيدر حيدر ازمة اثارها التيار الاسلامي.
وبعد اندلاع الثورة ضد نظام الرئيس حسني مبارك اواخر 2010 اختير ليكون احد المشرفين على انتقاء الكتب التي يمكن للهيئة المصرية العامة للكتاب ان تنشرها.
ويتميز ابراهيم اصلان بحسب عارفيه بانه مثقف كبير ومحدث بارع وناقد فني من الطراز الرفيع في الفن التشكيلي.
ومن كتبه التي صدرت مؤخرا عن دار الشروق "عصافير النيل" التي تحولت الى فيلم قام باخراج وكتابة السيناريو له المخرج مجدي احمد علي، ورواية "حكايات فضل الله عثمان" و"وردية ليل" المستوحاة من عمله كساعي بريد و"خلوة الغلبان".
وحصل اصلان على عدد كبير من الجوائز كان اخرها جائزة ساويرس في الرواية عن "حكايات من فضل الله عثمان". وكان حصل على جائزة طه حسين من جامعة المنيا عن اولى رواياته "مالك الحزين"، وقبلها حصل على جائزة الدولة التقديرية عن مجموع اعماله.
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 01-07-2012, 10:13 PM بواسطة Rfik_kamel.)
|
|
01-07-2012, 10:07 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
الحوت الأبيض
Party Pooper
المشاركات: 2,292
الانضمام: Jun 2010
|
RE: رحيل ابراهيم اصلان صاحب رواية "مالك الحزين"
قرأت هذا النص قبل سنوات، أعيد نشره هنا تخليدا لذكراه.
إبراهيم أصلان : كتبت الرواية مصادفة
ملحق ثقافي
17/4/2007م
أنور بدر
في أول زيارة للكاتب والروائي المصري إبراهيم أصلان إلى دمشق شكل إغراء بالتعرف إليه, في أمسية قدم بها شهادة عن عالمه الروائي, لنكتشف أنه لا يشبه إلا ما كتب, وأنه يمتلك حيزا غنيا من اللاوعي يشكل عمقا لما يكتب, ولعلاقته بمفردات الحياة أيضا, مما يغري بالحوار معه:
بداية أعترف أنّ إبراهيم أصلان الذي سمعته لايُشبه إلا إبراهيم أصلان الذي قرأته؟ لأن الإنسان ليس شيئا مُنفصلاً عمّا يكتبهُ, أو عن الأشياء التي يتعلق بها, ستكتشف وجها للشبه بينه وبينها, أما بالنسبة لي فأنا قد أكون إنساناً طيباً أو مُجاملاً في أحيان وودودا, لكنني في لحظة الكتابة أحقق ذاتي فيها بصدق,وأحقق إرادتي الحرّة تماماً, وأحسّ بالضبط أنّ ما أكتبه يُشبهني فعلاً. أعمال إبراهيم أصلان الأولى فيها شيء كثير من السيرة الذاتية, بينما في أعمالهِ الأخيرة لعبَ على المادة الصحفيّة؟ كل عمل إبداعي, في أي مجال من المجالات, هو سيرة على نحو ٍ أو آخر, حتى لو لم يتعلق الأمر بتجربة الكاتب أو سيرته الشخصيّة. كل عمل إبداعي يتضمّن شيئاً من تطوّر الكاتب الروحي أو الوجداني. مع أنني قادر في كتاباتي على ترك مسافة ما بيني وبين التجربة, حتى لو كان أحد الأشخاص يُشبهني. وهي نفس المسافة ما بيني وبين أي شخص آخر, لأنني محكوم باعتبارات فنيّة على ضوء تصوري لعمليّة الكتابة. أما في أعمالي الأخيرة, فأنا أحاول تقديم اقتراح إبداعي. حين أسجل وقائع... أحداث... ألتقي بوجوه, وهي لحظات تستوقفني, فعندما أكون مشغولاً على النص أكون محكوماً ببعض الاعتبارات أو المبادئ الفنيّة التي التزمت بها, وهي بالتأكيد تشكل حائلاً على مساحة من التعبير أبتعد عنها, كالاستجابات القصصيّة أو الروائيّة التي تبقى في حدود الإطار الوهمي ذاك. ففي كتابي "خلوة الغلبان" أقوم بوقفات أو اقتطاعات مع شخوص معروفة منها البياتي, نجيب محفوظ, حفيظ رجب.... وآخرين كثر في دائرة المناخات ثقافية. بينما لديّ كتاب جديد على نفس النمط, إلا أنني انتقلت فيه إلى دائرة ما يُمكن اعتباره شخصيات عابرة في حياتنا, وهذا منحني حريّة التعليق أو الخروج من الاعتبارات الفنيّة. وفي نفس الوقت, أنا مؤمن أنّ تفاصيل الحياة اليومية مليئة بطاقات جمالية وشعرية, وأنّ المادة أي مادة تتعامل معها, ليس مُهماً أن تكون مُتخيّلة أو واقعيّة, المهم كيفيّة التعامل مع هذه المادة. لذلك تجدني أستعين على بعض هذه التفاصيل اليومية بأدوات فنية, وفي هذا المستوى أنا أرسم شخصية أو أجسّد حالة. وهذا مُجرّد اقتراح قد يكون مُفيداً. دخل إبراهيم أصلان عالم الرواية عن طريق المصادفة, لكنه اشتهر ككاتب روائي أكثر منهُ كاتباً قصصيّاً؟ هذه المسألة تثير استغرابي حقاً. فجيل الستينات كلنا بدأنا بكتابة القصة القصيرة التي كانت تتصدر المشهد الثقافي, من صنع الله إبراهيم وعبد الحكيم قاسم, حتى جمال الغيطاني أصدر في بداياتهِ مجموعة قصص قصيرة. وأنا كنت اكتب القصة القصيرة حين اندربت على لقاء الجمعة الذي كان يحضره نجيب محفوظ ومجموعة من الأصدقاء, بعضهم رحل وبعضهم ما زال حيّاً, يحيى الطاهر, أمل دنقل... ومنهم من استقال من الكتابة ومنهم من استمر, وكان نجيب محفوظ مُهتماً بالقصص القصيرة التي أنشرها, حتى لاحظ تغيبي عن لقاءات الجمعة, وعرف أنّ ذلك بسبب عملي في هيئة المواصلات السلكية واللاسلكية, قسم البرقيات الخارجية, إذ كنت أشتغل وردية ليل, فسارع إلى كتابة تذكية كي أحصل على منحة سنة تفرّغ, كما كتبت لطيفة الزيات و صلاح عبد الصبور, وحصلت على منحة تفرغ سنة قابلة للتمديد, وبدأت تظهر الأخبار في الصحف, أنّ إبراهيم أصلان حصل على منحة تفرّغ كي يكتب رواية, فنفيت الخبر مؤكداً أنني كاتب قصة قصيرة, لكنه أتضح لي أنه لا يوجد تفرّغ للقصة القصيرة, وأنّ التفرغ يعني أن تكتب رواية أو مسرحية أو بحثاً طويلاً, فقلت: ما دام حصلت على التفرغ فلا توجد مُشكلة, سوف أكتب رواية. ولأنني لست روائياً, أو بالأحرى كتبت الرواية مصادفة, أردت أن اسميه كتاباً. وهذا ما آخذه في اعتباري, كتاب لا يَنتسب لملامح روائية ثابتة وشائعة ومعروفة, لأنني كتبتها بلا تصور روائي على الإطلاق. فيما بعد نما الاهتمام بالرواية داخل المشهد الأدبي, مع أنني لا أرى أي مُبرر لذلك, فالقصة القصيرة باعتقادي أكثر مُلاءمة لهذا العصر الراهن, بحيث لا يوجد وقت للقراءة, ويبدو الناس في حالة انهماك مُستمر بما هو يومي. لكن ما ضاعف من شيوع رواية "مالك الحزين" هو إنتاجها السينمائي, وهذا منحني شهرة لا تتوفر لكتب أو روايات أخرى. هذه الرواية التي تكتبها بلا تصور, والتي لا تنتسب إلى ملامح روائيّة ثابتة, اعتبرها أكثر من ناقد فتحاً جديداً في الرواية ؟ أيضاً لا أملك تعليلاً لذلك, فأنا أكتب قصة قصيرة ثم دخلت مجالاً أوسع للتعبير, مما طرح مشكلات بالنسبة لي, فكل مجال للتعبير هو مجال للإدراك في الوقت نفسه, وكلما اتسع مجال التعبير كلما اتسع مجال الإدراك أيضاً. ودائماً عناصر الإضافة تطرأ أثناء العمل, قد تطرأ نبرة مُغايرة, مُجرّد استلهام هذه النبرة يستدعي بُنية مُغايرة, وشخوصاً مُغايرين... الخ. ويبقى على الكاتب اختبار هذه العناصر في نص آخر. فعمليّة تطوير فن تنبع من داخله, ولا تبنى على تصور نظري مُعيّن. فعناصر التطوير تنبع من خلال العمل نفسه, ولا بُدّ أن يكون الكاتب يقظاً تماماً لمجرّد كلمة قد يستخدمها لأوّل مرة, يحس أنها اكتشاف من جديد, فما بالك بالتفاصيل والدلائل التي قد لا تكون واضحة في ذهن الكاتب, بل هي تفرض نفسها عليه. ربما ساعدني في ذلك, أنّ القصة القصيرة التي أكتبها بالأساس لم تكن استجابة لمنبه منفصل عن حالة عامة, بل كانت مجموعة القصص عبارة عن استقصاءات داخل هذه الحالة, بحيث أنّ المجموعة القصصية قابلة لاكتساب شخصية مُستقلة, حتى لو تباينت الموضوعات بداخلها, لأنّ المناخات العامة لكتابة هذه القصص تمنحها وحدة عامة. ففي "وردية ليل" /15/ مشهداً, وتوجد مساحات زمنيّة بين كل مشهد وآخر, وتوجد وقائع مُستبعدة, لكن هذه الوقائع والمشاهد المستبعدة تظل مختزنة في ذاكرة الكاتب أو في لا وعيه, تبقى كإحساس وراء القليل الذي قيل, لأنّ المهم لا يكمن فيما تقوله, بل بالإحساس الذي يُقال به, والذي يُساعد على توصيل دلالة ما. "عصافير النيل" تجربة مختلفة تماماً, لكنها تكونت مما توفر لها من "مالك الحزين" ومن "ورديّة ليل", وهكذا علاقتي بالكتابة. أما تقييم النقاد فهذا من اختصاصهم. إبراهيم أصلان يحتفي بالتفاصيل الصغيرة للمكان, وهذا ينم عن إحساس بالأمان, لكن كل أبطالك يعانون من ازدواجية عالية من الإحساس بالوحدة أو الغربة ؟ هذا ليس إحساساً بالأمان, بل هو سعي باتجاهه. فأنت عندما ترتب حجرتك الخاصة, تحاول اكتشاف بدائل لضبط فوضاك الداخلية, وفحص هذه التفاصيل أو وصفها هو وصف للحالة التي تكون عليها, وكأنك تراها لأول مرة كأي شخص أعمى يحاول أن يتعرّف الأشياء من حوله. دائماً يوجد إحساس بهذه التفاصيل وهو ما يشي بإمكانية الحوار بينها, إمكانية للجدل وتطوّر الحدث, لأنّ الحدوتة ليست أساسيّة بالنسبة لي. هذا يقودنا إلى سؤال آخر, يتعلق بغياب الحدوتة في أعمال إبراهيم أصلان, مع ذلك هي الأكثر إغواءً بالنسبة للسينمائيين؟ لأنني أعتمد كتابة بصرية إن صح التعبير, حتى أنّ النص يبدو جاهزاً للتصوير كما هو. وهذا غير ممكن, لكن داوود عبد السيد جعل هذه المعادلة ممكنة حين أخذ شخصية وركز عليها. والعلاقة بين السينما والأدب فيها مُشكلة تاريخية, تعددت فيها الآراء, ولا توجد وصفة تحل هذا الإشكال. بالعكس نجد أنّ الأعمال التي لا تنتسب لجنسها تماماً, أيّاً كان هذا الجنس, يًُمكن أن تعين على عمل سينمائي وعلى استخلاص حدوته منها, فليس شرطاً أن تعطي رواية جيدة فيلماً جيداً. كما أنّ بعض الروايات التي لم تحظ باهتمام كاف ٍ يُمكن أن تتحوّل إلى فيلم جيد. ف"وردية ليل" تتألف من خمسة عشر نصاً أو جزءاً, تحولوا إلى حوالي (25) مشروع تخرج في معهد السينما, وجرى تصويرهم. كذلك قصص كثيرة من "بحيرة المساء" وبشكل خاص قصة "العازف" وغيرها تحوّلت إلى أفلام روائية قصيرة, وبعضها حصل على جوائز مُهمّة. وإن كان هذا لم يمنع اللعب على هذه النصوص الصغيرة, ولم يمنع أن يُسيء أحدهم فهم النص. كما تحوّلت "وردية ليل" إلى سيناريو كبير كمشروع للتخرّج, واشتغل مجدي أحمد علي لسنوات على "عصافير النيل" لكن بعد سنوات صادفته مشاكل إنتاجية. هذه الكتابة تبدو من السهولة بمكان أن تتحوّل إلى السينما, لكن هذا لا يعني أن يؤخذ النص كما هو, فهذا غير عملي, ولذلك عندما قرأت سيناريو "الكيت كات" وكنت قد أطلعت على سيناريوهات متقدمة, استهوتني فكرة كتابة نص سينمائي يُمكن أن يُقرأ بشكل جيد. لأنني اكتشفت أن هذا الجهد في تقديم ما هو مرئي, وكل التفاصيل الحيّة التي تنمو في داخلك. ومن جهة أخرى أنا أعرف أنّ الكاتب في الرواية يعمل مُخرجاً ويعمل مونتيراً, يرسم الشوارع والشجر ويصنع الممثلين, لكنني في أحيان كثيرة أنسى هذه الرغبة, أو أتكاسل, وفي بعض الأحيان أخاف. بعدما كتبت "مالك الحزين" تصورت إمكانية استخلاص كتاب ثانٍِ منه, وليس جزءاً ثانياً. وشجعني بعض الأصدقاء, وأغوتني بعض المناطق داخل النص على التحرّك فيها بشكل مخروطي يبدأ من نقطة وأتوسع فيها عمقاً. لكن بعد نجاح الفيلم خشيت أن يُقال أنني أستثمر نجاحه في عملي الروائي, فألغيت المشروع, وحسناً فعلت. عناصر التطوير تنبع من خلال العمل نفسه ولابد أن يكون الكاتب يقظاً لا توجد وصفة لحل المشكلة بين السينما والأدب.
نقلا عن صحيفة الثورة.
|
|
01-07-2012, 10:52 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
الحوت الأبيض
Party Pooper
المشاركات: 2,292
الانضمام: Jun 2010
|
RE: رحيل ابراهيم اصلان صاحب رواية "مالك الحزين"
هذا نص لمقابلة مع دويتشه فيله قبل حوالي عامين تكلم فيها عن عدة أمور من أسلوبه الفني ورأيه بتحويل رواياته إلى أفلام وحتى الوضع السياسي الراهن في مصر. أنصح الجميع بالاستماع إلى نص المقابلة الكامل لأنها تحوي العديد من التفاصيل التي يتغاضى عنها النص المكتوب (ولا أعلم عمدا أو سهوا)... أعطيكم مثالا رأيه في الوضع السياسي فحين سأله المذيع حول التوريث قال:
"يعني هو اللي أنا شايفه إنو في إصرار على أن يتم توريثها بالفعل [...] في ركون من النظام على إنو يخبر هذا الشعب ويعرفه [...] ولكن مهما طال المدى بيأتي الوقت اللي يتحاسب كل إنسان على ما جنت يداه وهذه مسألة لا يمكن المفاصلة فيها.
[فيسأله المذيع] وهل سيأت هذا؟
لازم يأتي لأنو إذا ما أتاش يبقى ضد التاريخ، آه إذا ما أتاش يبقى ضد التاريخ، ما ينفعش وهذا شعب إنت متقدرش تضمنو، هذا شعب قام في 17 و18 يناير 77 دغدغ البلد كلها. صحيح ثاني يوم الناس خرجت بقت مستغربة من الحاجات إللي هي عملتها، لكن عملت ده. مهو إنت مشكلتك إنك بتعيش في ظل عدد من التناقضات إللي بتحرمك من إنك تشوف مقدمات ما ممكن تتصور ليها نتائج ما. كم من التناقضات اللي حاصلة إنت لازم تبقى في... يعني سياق ما تتصورله نتائج ما."
بينما لو قرأتم الفقرة الأخيرة من النص أدناه سترى مضمونا مختلفا أغلبه نص سؤال الصحفي وفي جملة عابرة قال ابراهيم أصلان ما قاله... لكن في السياق الكامل نرى أن موقفه هو موقف المتفائل من التغيير وليس موقف الانهزامي كما يتبدى من النص المبتور.
إبراهيم أصلان: مصر تحوَّلت إلى شيء كئيب والتوريث قادم
اتجه في الفترة الأخيرة للكتابة على الكمبيوتر: إبراهيم أصلان في غرفة مكتبه بحي المقطم بالقاهرة
في مقابلة خاصة مع "دويتشه فيله" بمناسبة عيد ميلاده الخامس والسبعين (3/3/1935) تحدث الكاتب المصري الكبير إبراهيم أصلان عن أسلوبه في الكتابة وتأثره بتشيخوف وهيمنغواي، كما أدلى بآراء جريئة عن الوضع السياسي الراهن في بلاده.
إبراهيم أصلان كاتب مُقل لكن مؤثر. صدرت له في مطلع السبعينات مجموعة قصصية بعنوان "بحيرة المساء" كانت علامة بارزة في القصة القصيرة في مصر أعقبها بعد نحو عشر سنوات بروايته "مالك الحزين" التي تحولت إلي فيلم شهير بعنوان "الكيت كات". وربما كان هذا الفيلم هو الذي جعل اسم إبراهيم أصلان يذيع بين الناس، بعد أن كان لا يعرفه سوى المهتمين بالأدب. أما آخر أعمال أصلان فقد صدر قبل أسابيع بعنوان "حجرتان وصالة". في هذه "المتتالية منزلية" – كما أطلق عليها أصلان - يدخل صاحب "عصافير النيل" إلى العالم الداخلي لرجل مسن، ويحدثنا بحساسية مرهفة وسخرية لاذعة، مضحكة مبكية، عن تغير علاقات هذا الرجل بالناس والأشياء مع تقدمه في العمر. كتب أصلان هذه المتتالية بأسلوبه المقتصد المميز الذي يكثّف أكثر مما يشرح؛ وهو في حواره مع "دويتشه فيله" (للاستماع إلى المقابلة كاملة اضغط على الرابط في أسفل الصفحة) يكشف عن أثر الكاتب الروسي تشيخوف في اختياره لهذا الأسلوب، ويقول: "قرأت تشيخوف ككاتب مسرحي، وانبهرت به تماماً، وبدأت أستكمل قراءته والتعرف على عالمه بشكل فيه قدر من التكامل، فقرأت مختارات قصصية له كانت مترجمة بشكل جيد – أول قصة قرأتها له كان "موت موظف"، تلك القصة الشهيرة، وبمجرد ما قرأتها انتابني الإحساس بأني كاتب قصة قصيرة، وأن القصة القصيرة هي الإطار الذي من الممكن أن أودعه أحلامي وما يستوقفني من شئون هذا العالم الذي أعيش فيه."
"لا أريدك أن تقرأ، بل أن تسمع وترى وتشم"
الكاتب الروسي تشيخوف (1860 - 1904)
بعد تشيخوف قرأ أصلان هيمنغواي، وتأثر به أيضاً: "أحببته جدا ككاتب" يقول أصلان، ثم يضيف لـ"دويتشه فيله": "ولكن أنا ككاتب لي عوالمي الخاصة. ما دمت تعتمد على عينيك، فاللغة ليست الوسيط الأمثل لتقديم شيء مرئي، على عكس مشهد سينمائي أو لوحة. كل وسيط له امكاناته التعبيرية الخاصة، عندما يتعرف الكاتب على إمكانات الفنون البصرية في التعبير، مثل الفن التشكيلي أو السينما، فهو يغني الوسيط الذي يعمل به. ومن هنا أنا طول الوقت عندي سعي حثيث نقيض لفعل القراءة، لا أريد منك أن تقرأ، بل أريد لك أن ترى وتسمع وتشم وتتلمس. عندما تقدم بي العمر أعتقد أني استطعت أن أستقر على النبرة الملائمة لي وللعمل الذي أكتبه".
عندما يقول أصلان أن الرؤية بالنسبة له هي الأساس ككاتب، فقد يتخيل المرء أن من السهل تحويل نصوصه إلى مشاهد بصرية وإلى أعمال سينمائية. وقد تحولت رواية أصلان "مالك الحزين" إلى فيلم "الكيت كات" من إخراج داود عبد السيد، وهو فيلم اشتهر كثيراً واختير ضمن أفضل مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية، كما تم حديثاً تحويل رواية "عصافير النيل" إلى فيلم من إخراج مجدي أحمد علي، وقد تم عرضه في مهرجان برلين السينمائي الدولي (برليناله) هذا العام.
بين الأدب والسينما
في الكوب الزجاجي بقايا الأقلام الرصاص التي كتب بها أصلان "مالك الحزين"
أحب أصلان فيلم "الكيت كات" كما يقول في حديثه إلى "دويتشه فيله"، لأنه "حقق معادلة يسعى إليها معظم السينمائيين: صنع عمل فني به قيمة جمالية، وتحقيق نجاح جماهيري واسع. أحببت الفيلم رغم التغيرات التي لحقت بالرواية واستبعاد كل العناصر السياسية. وأعتقد أني كنت محظوظاً، المشاركون كانوا في أفضل حالاتهم. أما بخصوص رواية "عصافير النيل" فأنت تكتشف وأنت تقرأها أنها تتسم بتقنية سينمائية. المشاهد مرتبة حسب تصاعدها الدرامي وليس حسب تصاعدها الزمني. فمن الممكن أن تلتقي في مشهد شخصية ماتت في مشهد سابق. هذه السمة جعلت عديدين من كتاب السيناريو يعملون لتحويل الرواية إلى فيلم، ولكنهم لم ينجحوا. داود عبد السيد نفسه قرأها وكان معجباً بها جداً، لكنه أحس بهذه المشكلة. الرواية بها مناخ ريفي، وتحتاج إلى مخرج ذي جذور ريفية مثل مجدي أحمد علي، لهذا بُهر بها مجدي. لقد استطاع المخرج أن يصنع فيلماً جيداً جداً، ولكن بالطبع كاتب الرواية له ملاحظاته على الفيلم التي قد لا يرضى عنها." عندما سألته عن هذه الملاحظات رفض أصلان الإفصاح عنها قائلاً: "لن أعلق، لأن الأفلام أنتجت وأصبحت ملكاً للمتفرج."
محفوظ يشهد له بموهبة "فريدة فذة"
إبراهيم أصلان كاتب قصة قصيرة بالأساس، وهو عندما يكتب رواية يكتبها "بمزاج كاتب القصة"، مثلما يقول. وقد لا يعلم كثيرون أنه اتجه إلى الرواية بمحض الصدفة. حدث ذلك عندما علم عميد الرواية العربية نجيب محفوظ بظروف عمل أصلان في هيئة المواصلات السلكية واللاسلكية، فكتب له تزكية للحصول على منحة تفرغ للكتابة، قال فيها: "أصلان فنان نابه، مؤلفاته تقطع بموهبة فريدة وفذة ومستقبل فريد، ولمثله نشأ مشروع التفرغ، وعند أمثاله يثمر ويزهر".
فرح أصلان بالمنحة وأراد التفرغ لكتابة مجموعة قصصية جديدة، غير أنه اكتشفت أن شرط الحصول على منحة التفرغ هو كتابة رواية أو بحث، لا مجموعة قصصية، فقرر عندئذ كتابة رواية، وكانت الثمرة "مالك الحزين". أصلان يعود دوماً إلى هذا الشكل الفني المحبب إلى قلبه، مثلما رأينا في "حكايات من فضل الله عثمان" أو "خلوة الغلبان"، أو في عمله الجديد "حجرتان وصالة".
مسئولية الدولة والإخوان عن الأحداث الطائفية
في مقالته الجميلة "هذه المسائل الكبيرة" من كتابه "شيء من هذا القبيل" يقول إبراهيم أصلان: "إذا حدث وقرأت قصصاً لا تتعرض لأي من الأحداث أو القضايا الكبيرة التي نعيشها فلا تظن أن هذه القصص المعنية بصغائر الأمور كانت بمنأى عن هذه الأحداث الكبيرة أبدا. فالأحداث الكبيرة هي كبيرة فقط لأنها تصوغ وتلون المناخ أو المزاج العام الذي يعيش فيه الخلق من عباد الله، وهي تؤثر بالتالي أعمق التأثير في تفاصيل الحياة اليومية وفي طبيعة العلاقة العادية بين الإنسان ونفسه، وبالآخرين، وبالدنيا التي يعيش فيها. والسعي فنيا من أجل التعبير عن طبيعة هذه العلاقة الإنسانية، هو وظيفة الفنون جميعا." ويستشهد أصلان بقصة "الخبز" للكاتب الألماني فولفغانغ بورشرت التي رأي فيها أصلان مثالا لقصة هي "تعبير رفيع عن ضراوة الحروب جميعا، دون كلمة مباشرة واحدة."
أقباط يتظاهرون في ساحة الكاتدرائية بالقاهرة (عام 2004) مطالبين بمزيد من الحقوق
وكأن أصلان هنا يتحدث عن هدفه الفني ومسعاه في الأدب، فلن نجد في روايات وقصص صاحب "مالك الحزين" كلاماً عن الفساد أو الغلاء أو تدهور الأوضاع، مثلاً، لكننا نجد انعكاس هذا كله على شخصيات أعماله. وإذا كانت أعمال أصلان تبدو خالية من الهم السياسي المباشر، فإنه في حديثه لا يتجنب "القضايا الكبيرة". عندما تحدثت معه عن الأحداث الطائفية الأخيرة التي اندلعت في نجع حمادي وغيرها، قال دون مواربة: "هناك بعض المؤسسات الرسمية مسؤولة عن هذا الأمر، مثل الإعلام والتربية والتعليم. أنت تعيش في ظل نظام جهول لا رؤية لديه، ولا يعمل من أجل الارتقاء بالمجتمع والنظر إلى المستقبل، نظام يستعين بإرضاء مشاعر العامة – هذه هي المأساة الحقيقية".
ويتابع الكاتب المصري الكبير قائلا: "الإخوان المسلمون لهم دور مؤسف، غير أني أتصور أن علاج هذه الحالة ميسور، إذا الإعلام استبعد كل الدعاة الذين يقبضون بالدولار، وخفتت مسألة الغزل والمزايدة الموجودة على الإخوان على حساب الناس الموجودة في الشارع، وهو ما حول مصر إلى شيء كئيب جداً ينذر بالخطر. لا ينفع أن يقبل البابا شنودة شيخ الأزهر، ثم يتوكل كل منهم على الله".
"الحكام يوظفون سيكولوجية الشعوب لصالحهم"
أما بخصوص توريث الحكم في مصر، فيقول صاحب "خلوة الغلبان": "هناك إصرار على أن يتم توريث البلد بالفعل، عبر بنود معينة في الدستور تقف حائلاً في طريق كل شخصية راغبة في أن ترشح نفسها. هناك إصرار. وسوف يُقال إن جمال مبارك من حقه أن يترشح مثل أي مواطن، ثم يتم تزوير الانتخابات، كما هو الشأن دائماً." هذه العبارة تجعلني أسأله: ولماذا لا يعارض الناس ذلك، لماذا لا يثورون؟ فنحن إذا استثنينا ثورة 1919 نجد أن الشعب المصري لم يخرج خلال تاريخه الحديث في ثورة حقيقية. حتى 1952 لا يمكن اعتبارها ثورة شعبية. في 1977 حدثت انتفاضة ومظاهرات، ولكن لم تحدث ثورة. عديدون يعتبرون الوضع الآن أسوأ مما قبل 1952 وأيام 1919، ومع ذلك هناك حالة من قبول الأمر الواقع. يطرق أصلان متأملاً لدى سماعه هذه العبارات، ثم يقول: "آه، آه، مشكلة، مشكلة. هناك شيء اسمه سيكولوجية الشعوب، نعم، هناك شيء اسمه كذلك". ثم يضيف بعد برهة: "والأنظمة والحكام في مصر يدركون هذا ويعملون على أساسه".
حاوره في القاهرة: سمير جريس
مراجعة: عبده جميل المخلافي
نقلا عن: دويتشه فيله.
يمكنك الاستماع للمقابلة كاملة في موقع دويتشه فيله.
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 01-07-2012, 11:47 PM بواسطة الحوت الأبيض.)
|
|
01-07-2012, 11:44 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
|