coco
عضو رائد
المشاركات: 1,795
الانضمام: Oct 2004
|
قراءة في قصص الزميل / فخري الليبي
سوف أتناول هنا بعض القصص لزميلنا المحترم / فخري الليبي وسوف تجدونها منشورة هنا في النادي علي هذه الروابط
صوت النفير وصوت البعير
قصة كريمة
العودة للرضاعة في الغرب
باستقراء هذه القصص سوف نجد أن الكاتب يكاد ينتهج نهجا واحدا في بناء قصصه وما يهمني في هذه العجالة أن نعرف علي هذا النهج ونبين خصائصه ومدي ملائمته لما يطرحه كاتبنا من أفكار و لماذا يلجأ إلي هذا النهج بالذات دون نهج آخر
والنهج الذي استعمله زميلنا في هذه الأعمال هو السرد الفانتستيك والتعريف كما يضعه تودروف ( هو تردد كائن لا يعرف سوي القوانين الطبيعية أمام حادث له صبغة فوق طبيعية ) ومن هذا التعريف نجد أن العناصر المكونة للسرد الفانتستيك هي أولا وجود تعارض ما بين القوانين الطبيعية المألوفة لنا ونفهم بها العالم وهي السببية والزمان والمكان وكافة المنظورات التي نتعامل بها مع الواقع وبين نظرة أخري تتجاهل كل تلك القوانين الطبيعية فتضرب بقانون السببية عرض الحائط وتتخلي عن مفاهيم مثل الزمان والمكان حسب بعدهما المألوف لنا كبشر وتتبني مفاهيم لا تأبه لهذه المفاهيم والمنظورات وثانيا ونتيجة لهذا التعارض ينشأ نوع من الحيرة والتردد والدهشة إزاء هذا العالم الفوق طبيعي ويراجع في ذلك ( شعيبي حليفي شعرية الرواية الفانتستيك )
إن السارد وهو يبني قصته يقدم لنا هذا التعارض الجلي بين ما هو طبيعي وغير طبيعي فيصنع لدي المتلقي نوعا من الدهشة والحيرة كما أشرت قاصدا بذلك أن يجعله مدركا أن هناك اختلالا ما يحتاج إلي التصحيح وأن هناك مفارقة بين الثوابت المتكونة لديه وبين ما يقرأه والكاتب ببعث هذه الحيرة في نفس المتلقي يهدف كما سنري من بعد إلي جعل المتلقي بطرقة سيكولوجية وعن طريق فعل القص ذاته يدرك أن هناك تعارضات كثيرة لا تتفق مع النظرة العلمية للواقع إذ أن المتلقي لديه ثوابت أخلاقية ودينية واجتاعية وسياسية لا تتفق مع النظرة العقلية الطبيعية للأمور من وجهة نظر الكاتب وهذا التمهيد السيكولوجي للمتلقي ما هو إلا حيلة لتقبل أفكار الكاتب التي تتعارض مع الثوابت المتكونة لدي المتلقي وتجعله ينظر لتلك الثوابت بنظرة الريبة والشك وتجعله قابلا للتخلي عنها وتبني نظرة الكاتب فيما سوف يبثه في ثنايا خطابه من رسالة موجهة لتعيل سلوك المتلقي إزاء تلك القضايا والأفكار التي سوف يطرحها في عمله هذا من ناحية تساؤلنا عن مدي ملائمة هذا النهج لما سوف يطرحه من أفكار أما يلجأ كتابنا لهذا النهج في مثل تلك القصص التي تحمل الطابع الفكري فهذا الأمر ربما يرجع إلي طريقة تفكير الكاتب نفسه وإحساسه بضخامة الفجوة وعمقها القائمين بين الواقع كما يراه من منظوره وبين الواقع كما يتجلي لدي الجمهور وبالتالي وكرد فعل لذلك يحاول صناعة نوع من الصدمة لدي المتلقي وهذا السبيل هو طريقة الفانتستيك هذا من ناحي ومن ناحية أخري فإن طريقة الفانتستيك أيضا بما تحوي من غرائبية وعجائبية تجعل العقل الإنساني وكأنه يمضي إلي دور طفولته الأولي حين كان لا يعرف الآليات الحقيقية التي تسيطر علي عالمه وتسيره فكان يقف موقف الدهشة من تصرفات الطبيعة ويحاول أن ينسب أفعالها إلي قوي فوق طبيعية وفي هذه المرحلة من طفولة العقل البشري كان للخيال دوره القوي في ربط تصرفات القوي الطبيعية للعالم بتفسيرات سحرية ثم دينية علي تطوراتها فيما بعد , ما يهمني أن دور الخيال الخلاق كان له السيطرة الكاملة في التفسير ونري آثار ذلك في قناعات الطفل بالإجابات الخيالية التي نقدمها له علي بعض أسئلته الكونية فالخيال هنا وهو وسيلة الفن الأساسية والذي يعطي للفن جانب المتعة واللذة يجد طريقه لوجدان المتلقي من خلال هذا الجانب ومن هنا يستطيع الكاتب من خلال هذا النهج في الطرح ( الفانتستيك ) أن يجعل القارئ في حالة استسلام سهل لما سوف يقدمه له من رؤية .
في قصة (صوت النفير وصوت البعير ) نجد الكاتب يلجأ لتلك الحيلة حين يعطي للحيوان ( الجمل ) بعدا إنسانيا فيضع المتلقي في موقف الدهشة والحيرة والتي تدفعه إلي إتخاذ قرار إننا لسنا إزاء حيوان بل إنسان لأن الأبعاد التي يخلعها الكاتب عليه تحمل الصفات الإنسانية ولكن المفارقة أننا وكما يطرح العمل نفسه إزاء حيوان إذن فهو حيوان متأسن ونكون أمام تركيبة لا يستطيع صنعها سوي الفانتستيك ونظل نتابع ذلك الحيوان المتأنسن خلال السرد بمزيج من الدهشة والحيرة ولكننا في قرارة أنفسنا نعرف أننا إزاء بعد إنساني خالص
في قصة ( قصة ) كريمة نفس الشئ ولكن بطريقة مختلفة إن الكاتب هنا يكسر فينا منظورا الزمان والمكان فبعد أن تموت كريمة وتدفن فإننا نجد لها دورا فاعلا في العالم المادي علي غير العادة في أن الموتي لا يأثرون في عالمنا وعلي سير الأحداث فيه بطريقة مادية فالمفارقة تنشب في ثنايا العمل من هذين النقيضين
في قصة (العودة للرضاعة في الغرب ) نجد نفس الفكرة ولكن بشكل آخر حين يحطم الكاتب منظور طريقة التصرف الإنساني الاعتيادي المنطلق من مجموعة من المواضعات الأخلاقية والقانونية المتفق عليها لدي مجتمع معين حين يجعل من عملية تعرية الجسم الإنساني وتداوله بطريقة تكاد تكون جنسية نوعا من الشرعية وعدم الحرمة والمفارقة تنشأ من وجود هذا الوضع ولكن في ظل حماية شرعية ودينية وأخلاقية له .
يتبع
كوكو
|
|
10-02-2008, 12:52 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}