الانسان في الطريق للسيطرة على نمو وسقوط الشعر
يقترب الانسان من اللحظة التي يستطيع فيها فك الرموز التي تسيير عملية نمو وسقوط الشعر وبالتالي القدرة على السيطرة التامة عليها وتقرير في اي منطقة من الجسم سينمو الشعر فيها وعن ايها سيسقط لتزداد مساحة سيطرة الانسان على مصيره.
بالرغم من ان الشعر يغطي معظم انحاء جسم الانسان تماما كما هو الامر عند بقية الحيوانات، فأننا نعاني إما من نقصه في المناطق المرغوب فيها او من كثافته في المناطق الغير مرغوب فيها او توزعه الغير عادل.
الانسان يحب شعره إذا كان ينمو في الاماكن المطلوبة، ولذلك يصرف الكثير من النقود على العناية به. والشعر اما ينمو بكثافة في مناطق مثل الرأس والوجه والعانة او بشكل اقل كما على صدر الرجال، او غير مرئي كما هو على ساق النساء بشكل خاص. غير ان المؤكد انه ينمو على سطح الجسد بأكمله بالضبط كما هو عند اقربائنا القردة.
العلماء يعملون من اجل المساعدة على السيطرة على نمو الشعر او منع نموه، وفي هذا الشأن نستخدم المعرفة التي قدمتها لنا اكتشافاتنا في علم المورثات وايضا التشابه الجيني بيننا وبين والحيوان.
من العدد الكلي للشعر الموجود على سطح جسم الانسان والذي يصل الى حوالي 5 ملايين شعرة، ينمو فقط 100 الف شعرة منهم . هذا يشير بوضوح الى ان جسمنا ممتلئ بالابصال الشعرية تماما مثل اجدادنا، بالرغم من انها في كثير من المواضع على حافة الزوال والانقراض عند الانسان الحديث.
كل شعرة تنشأ وتنمو في كيس خاص بها ومرتبطة بمواد موجهة ومنشطة او كابحة للنمو او مسببة السقوط، تدعى هرمون. ومن حيث الجوهر لايوجد اي فرق بين بنية الخمسة ملايين شعرة بالرغم الاختلاف الواسع في طريقة تصرفاتهم من منطقة الى اخرى، مما يشير الى ان المواد الكابحة والمنشطة (الهرمونات) هي التي تلعب الدور الرئيسي في تحديد اسلوب تصرفاتهم. هذا الامر يوضح اسباب سقوط الشعر من الرأس مسبباً الصلع وظهوره في الانف والاذن..
كل يوم يفقد المرء في المتوسط من 50 الى 100 الف شعرة، حيث تسقط من الكيس الشعري وتتحول البصلة الى حالة الراحة. البصلة يمكن ان تبقى عدة اشهر في هذه الحالة.
العالم الامريكي Elaine Fuchs من جامعة شيكاغو كان الاول الذي استطاع تحديد احدى المواد الداخلة في عملية التنشيط والكبح، وهي المادة التي اطلق عليها LEF1. هذه ليست المادة الوحيدة المشتركة بالعملية، إذ اننا نعلم انها لاتصبح فاعلة إلا بعد اتحادها مع مادة منشطة اخرى في كيس الشعرة، وحركة هذه المادة موجه من قبل مادة اخرى يطلق عليها الرمز Wnt. غير ان وظيفة المادة الاولى هي الاكثر اشتهاراً.
بأمر من مادة اخرى لازالت مجهولة، تبدأ المادة LEF1 بالتشكل في احدى الاكياس الشعرية التي لازالت في فترة مرحلة الراحة، مما يجبر الكيس الشعري على الغوص اعمق في في الطبقة الجلدية مما يعطي قدرا مستقرا من العمق لبدء نمو الشعرة الجديدة، منهياً فترة الراحة.
الفأر حصل على شعر كثيف
فأر التجربة الابيض أظهر انه بدون المادة المنشطة لايمكنه تعويض شعره الضائع، في حين يزداد انتاج الشعر مع إضافة المادة المنشطة وحتى يجري نشوء مواضع جديدة لاكياس الشعر.
عادة تنشأ جميع الاكياس الشعرية عند الولادة، وبعد ذلك يكف عن ظهور اكياس جديدة. الفأر المستخدم بالتجربة اظهر ان من الممكن خلق اكياس جديدة بإستخدام الهرمون المحفز.
وبالرغم من ان النتائج تشير الى إمكانية استخدام الهرمون من اجل ايقاظ الشعر من فترة راحته ومن اجل خلق اكياس جديدة، فأن الامر ليس بدون خطورة. في كلا الحالتين عند تنشيط الشعر في حالة الراحة وعند خلق اكياس جديدة تبدأ الحلايا الجلدية في عملية الانقسام الخلوي عند المعالجة بالهرمونات. وإذا لم نتمكن من السيطرة على هذه العملية فأن ذلك يعني الاصابة بالسرطان. والتجربة اثبتت ان الفأر المعالج يصاب بالسرطان.
ماهي اسباب الشيب؟
للجواب حول اسباب ظهور الشيب في الشعر، جرت بضعة تجارب على الفئران اظهرت وجود خلايا جذعية في الكيس الشعري وظيفتها المحافظة على استمرار انتاج نوع معين من الخلايا تسمى، melanocyter مهمتها انتاج بيغمنت اللون. العلماء اكتشفوا انه مع التقدم في العمر تنخفض نسبة احتواء الكيس الشعري على الخلايا الجذعية، المزيد من الاختبارات اشارت الى ان هذا الشئ نفسه يحصل عند الانسان ايضاَ. طفرات صغيرة قد تتعرض لها الخلايا الانسانية وعلى الاخص تحدث للجين الذي يرمز اليه برمز Bc12, ومن وظيفته ان يعيق موت الخلية المبكر، قد تؤدي الى فقدان القدرة على الاحتفاظ بلون الشعر مما يوضح اسباب الشيب المبكر عند الشباب.
تجري الان تجارب نشيطة من اجل تتطوير معارفنا حول بقية انواع الهرمونات الداخلة في العملية من السيطرة على المنظومة بأكملها، خصوصا وان شركات الادوية مهتمة بالعملية للغاية بسبب السوق الواسعة لها. عند التوصل الى الحصول على بقية المعلومات، يصبح بالامكان صناعة مراهم لإعادة خلق الشعر او إزالته.
2/2002, 14/2005 s.26
http://www.alzakera.eu/music/vetenskap/Bio...ia/bio-0044.htm