في ذكرى سنة النكسة...و أمور أخرى
في ذكرى سنة النكسة...و أمور أخرى
لم يكن هنالك ثمة شيء أحب إلى نفسي من الصلاة في وقتها, و الصدقة...أيضا القرآن برغم أنه مضجر...
سنة النكسة
لازلت أذكر سنة النكسة, نكسة عام 2002, لا لست مجنوناً أدّخل شعباناً في رمضان ,كانت نكستي الخاصة وليست نكسة "العربان" المشهودة, تلك الهزيمة القاسية على كرامة العربي , تلك التي صارت تدرس في صفوف الكليات العسكرية.
في تلك السنة المجيدة- و أعني 2002 - و في شهر أكتوبر المجيد, كان لي حوار "ماسنجري" مع أحد الأخوة.
هذا الأخ الفاضل الناجح ,العظيم, الذي لا شبيه له , أهدى إلىّ بيتاً من الشعر على "الماسنجر" زاعماً بأنه من شعر "المعري" , صاحبي يهوى الغريب من الأخبار و المخطوطات و الأشعار, أتصور بأن رأسه مثل مكتبته ," أنتيكات " لسقط المتاع من ثقافة عربية إسلامية مزورة.
لم أهتم بالتدقيق حول ما نسبة لأبو العلاء المعري أهو حقيقة أم خيال ,يقول حبيبي :
أنهيت عن قتل النفوس تعففاً و تبعث لأخذها ملكين
وتزعم أن لها معاداً ثانياَ ما كان أغننا عن الحالين
و بعد ذلك...
كان البيت الأخير هو القشة التي قصمت ظهر البعير, البعير الذي كان يحملني إلى المسجد كل يوم, سقط بعيري فاغراً عن لسانه و الزبد يقطر من فمه, لم يعد يقوى على قطع المسافة من باب البيت إلى المسجد برغم أنها قد لا تتعدى العشرة أمتار .
لا تخونني الذاكرة أبداً, فهي كذاكرة الفيل – هل حقاً الفيل ذو ذاكرة فوتوغرافية !! - في تلك السنة الفضيلة أذكر نفسي ماسكاً كوباً من الشاي و سيجارة و أطل من نافذتي على الشارع ,لا جديد في هذا المنظر , سوى أنه كان الساعة الثانية ظهراً من رمضان.
لعل إيماني المطلق بالعدالة الربانية , لعل محبتي لكائن عظيم لم أشاهده إلا كوساوس في رأسي إذا أخطأت , لعل إيماني ,و يا للسخرية , هو سبب إلحادي.
ما كان أغننا عن الحالين
" ما كان أغننا عن الحالين" !! صرخة كان صوتها مزعجاً داخل عقلي أيقظت كل النائمين في تلك النواحي المظلمة , فقامت من سباتها الأسئلة التي قمعتها و بصقت بها إلى الظلام مسلسلة بـ "الله أعلم " .
الـ"لماذا الكبيرة" استيقظت و نفضت الغبار عن نفسها وتململت, و جلست في صدر المجلس على صدري أنا.
كنت دائماً أسأل نفسي لماذا ؟؟ لماذا كل هذا ؟؟ لأذهب إلى الجنة ؟؟ ثم ماذا ؟؟ لينتهي كل شيء بعد ذلك كل الوجود و كل الكواكب و كل النجوم إلى شخص يأكل و يسكر و ينام و يمارس الجنس إلى الأبد ؟؟ هل هذا معقول بقاء لا نهائي في الجنة ؟؟ أنها خاطرة مملة بالنسبة لي, كلا أنا لا أريد هذا .
ما هو إيماني إذاً, حسناً سأقول لكم , سأقول لكم بأن الوجود أعقد بكثير مما نتصور من جنة و نار و أكوان متوازية و أبعاد لا تنتهي , أو حتى مجرد ديمومة غبية تسير بنا إلى الفناء .
ربما لأن كل شيء واحد , و الواحد هو كل شيء .كلنا بنجومنا و أشجارنا و أحشائنا و أحلامنا و طموحاتنا لا نخرج عن شبكة مترابطة معقدة من الظواهر الكونية و البيولوجيا أحدها , نحن الذين خلقنا كل شيء و نحن المسؤلين عن هذا . لا يعجبكم ما أقول ؟؟
حسناً لعله حلم , و لعل الحلم هو اليقظة . لعل كل شيء مجرد أفكار و وساوس داخل بعقل أحدهم , و هو بدوره وسواس في عقل آخر .
هل تريدون شيئاً من الفيزياء , إن الكون يبدأ ثم ينتهي ليبدأ بعد ذلك مجدداً في دورة أبدية مملة .
النتيجة أوقفوا كل شيء
هل فهمتم شيئاً مما سبق !! ! كلا, أنا لا أفهم ما أقول, أنا لا أعرف, أنا لا أفهم مجدداً, أنا غير مهتم و كفى, وعلى من جاء بي من العدم أن يتحمل مسؤولية أفعالة, لقد رميت بقفازي و منشفتي إلى أرض الحلبة و انسحبت, أوقفوا كل شيء فأنا نازل من هذا الكوكب الصاخب, مع السلامة و ألقاكم قريبا ربما في الجحيم لا أدري, لكن لا بد لي من القول قبل الانصراف بأني أفضل من بعضكم هنا لأني أقررت بكوني لا أفقه شيئاً .
و على فكرة قررت أصوم
لازال هذا الأخ عزيز على نفسي , برغم أنه لا يرد أي اتصال , و كثيراً ما "يلفع " الماسنجر في وجهي , لا ألومه , فماذا يريد بشخص نزق مثلي , أذكر بأنه تعرف على عدد النخبويين , أو المخمليين أو بقايا الإقطاعيين أو من حاشيتهم أرستقراطيين أو برجوازايين ,لا أدري , عموماً هم ناس ليسوا مثلنا , و لو كان صاحبي ذكياً بالقدر الذي يحب فيه جميع المخطوطات و غرائب الأخبار , فإنك ستجده الآن يطالع شاشة الأسهم و يحسب أرباحه و يضع الريال فوق الريال .
لا أتمنى له سوى الخير, و أن يجمع أول مليون في أقرب ما يمكن , لكنى يجب أن أعترف بأنه يحز في نفسي أن يكون هو من يجمع الملايين و أنا ممن يدخن أثناء ساعات الصيام , لذا , قررت أن أصوم هذه السنة.
إلى أن نلتقي يا أخوتي في عدم أو جحيم!!(f)
تحياتي .
شيفا
Long live anarchy
|