أخي حيران،
شكرا جزيلا للمعلومات التي تفضلت بها أعلاه. هنالك اعتراض واحد (لا أراه مهما) وهو أن غالبية المخطوطات اليونانية بالفعل تطرح خاتمة إنجيل مرقس جزءا منها لا العكس كما تفيد الشروحات في الترجمة الإنجليزية. وهنالك أربعة مخطوطكات تقدم لنا كلا الخاتمتين القصيرة والطويلة الواحدة تلو الأخرى.
أحب أن أضيف -وهنا أقتبس بالحرف من الملاحظة التفسيرية التي يضعها الكتاب المقدس باللغة لإيطالية La Bibbia di Gerusalemme- بانه لوحظ أن انتهاء إنجيل مرقس عند الآية 8 يبقي النص وكأنه مبتور مقطوع، الأمر الذي رجّح على أساسه بأن خاتمة إنجيل مرقس الحقيقيّة فُقِدَت أو تلفت لسبب من الأسباب. وعليه تمّ إضافة الخاتمة الحالية للتعويض عن الجزء المفقود. وهذه الإضافة تحتوي مختصر ظهورات السيد المسيح القائم ، والتي تختلف في أسلوبها عن أسلوب مرقس الواقعي.
على أية حال، انتشرت هذه الخاتمة منذ القرن الثاني الميلادي حيث ذكرها تاتسيانو والقديس إيرينيوس، كما وأنها وجدت مكانها في غالبية المخطوطات اليونانية.
ورغم أنها ليست من وضع مرقس، إلا أنها "تبقى ذخيرة حقيقية من الجماعة المسيحية الأولى".
(انتهى الاقتباس).
وبالطبع، في نقاشنا هذا يهمنا أمر واحد وهو: ماذا يترتب على كون هذه الخاتمة مضافة وليست أصلية؟
بالطبع سيجد يه الكثيرون من غير المسيحيين دليل تحريف وتعديل في الكتاب الموحى.
ولكن، بالنسبة للمسيحي الذي يعرف ويفهم الوحي كما شرحته مفصلا في موضوع
رسالة يوحنا الأولى 5 : 7-8 وأيضا في موضوع
مفهوم الوحي في المسيحية فسيعرف بأن الأمر لا يتعلق بتحريف او تزوير ، لأن الكتاب المقدس هو تقدمة التقليد والكنيسة (أي الجماعة المسيحية) لنا ولجميع البشر لأنه يحوي كلام الله الحقيقي والصحيح.
وهذا الأمر يؤكده أن كتاب خاتمة مرقس الحالية لا تعدو كونها اقتباس من إنجيل يوحنا ولوقا ومتى ودمج لما ورد فيهما بخصوص أحداث ظهورات المسيح وذلك للتعويض عن المفقود.
فالخاتمة تقسم إلى أربعة أجزاء:
1. ظهور يسوع لمريم المجدلية 16: 9-11
وهذا نجده مذكورا في يوحنا 20: 11-18
2. ظهور يسوع لتلميذين 16: 12-13
وهذا نجد له مرادفا في ظهور يسوع لتلميذي عماوس (لوقا 24: 13-35)
يلاحظ هنا استعمال تعبير "بعد ذلك" وهو تعبير لا يستخدمه مرقص أبدا بل يستخدمها يوحنا (مثلا 20: 14. 19).
3. ظهور يسوع للأحد عشر 16: 14-18
نجده في لوقا 24: 36-49 ويوحنا 20: 19-23 ومتى 28: 16-20.
4. الصعود إلى السماء وبدء الرسالة التبشيرية 16: 19-20
وهذا نجده في لوقا 24: 50-51
وعليه ليس ثمة أي داعي للتفكير في تحريف أو تزوير أو أي شيء سلبي.
بل تعتبر الكنيسة هذا النص قانوني ومحى به ويتمتع بقيمة مساوية لبقية إنجيل مرقس تماما.