طارق

(ربما تقصد بالأحرى كوادر الحركات الأصولية.
ولكن هذه الحركات بحاجة لقاعدة شعبية والأكثرية بهذه القواعد هم برأيي من البسطاء الذين لم يتسنَ لهم الولوج لعالم المعرفة
نعم بالضبط انا اقصد الكوادر ولا اقصد القاعدة الاجتماعية..النخب الاسلاموية لها خطاب شعبوى وبسيط ومباشر ويختزل حل سلسلة هائلة من الازمات فى حلول على شكل شعارات عامة جدا مفهومة جدا من قبل هذه القاعدة الاجتماعية والاخطر انها تستخدم وتستثير الارث الثقافى العميق ( رغم انه ارث مشترك للجميع )الجماعات الاسلاموية تاريخها اصبح يفوق النصف قرن ( وعلى كل حال هى حالة ديناميكية جدا وقادرة على تحديث مشروعها واقلمته وليس كما يعتقد او يتمنى البعض) لقد خيضت تجاهها كل انواع الحروب بدءا من الحروب الامنية وانتهاءا بالحروب الدعائية والايديولوجية ... لكن شروط وجودها والتى تنتجها وتعيد انتاجها لم يتم مساسها بتاتا

الفشل والعوائق والمازق الذى نعيشه لم تصنعه الجماعات الاسلامية فهى لم تكن فى السلطة وليس لديها الادوات والمصادر للتاثير الجدى على المسار العام ... الفشل صنعته قوى غير اسلاموية بل وكان بعضها ذو توجه علمانى واضح جدا

.
( فتحت المجال لحركات إسلامية تتميز ببساطة طرحها وسهولة وصوله للشرائح البسيطة من المجتمع إضافة لتمويل البترودولار لها وهذا عامل مهم وخصوصاً في فلسطين (في غزة مثلاً حيث نسبة البطالة عالية وحيث تكتسح الجمعيات الإسلامية الميدان من خلال مساعدتها مادياً للعوائل الفقيرة) إضافة أيضاً لوجود مؤسسة مسموح بها في كل البلاد العربية للتبشير بالفكر الإسلامي ، ألا وهي : المسجد.)

لا فى غزة الوضع يختلف تماما
هنا فى فلسطين التعددية السياسية مسموحة بالكامل... حماس فى مرحلة تلقت تسهيلات غير مباشرة هائلة من الاحتلال فى بداية الثمنينات وكان تنظيمها علنى وغير ملاحق من قبل الاحتلال لان اسرائيل كانت تحاول تدمير منظمة التحرير باى ثمن حينها فمنظمة التحرير لها مشروع عقلانى ومقبول دوليا ( وهذا كان يخيف اسرائيل ) وفى حينها كان مشروع استخدام الحركات الاسلامية مشروع كونى فى مرحلة الحرب الباردة لمواجهة الشيوعية و كان مركزه واشنطن .. فى بداية التسعينات كانت ميزانية حماس القادمة من دول الخليج نكاية بمنظمة التحرير تتجاوز كل ميزانية منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية التى كان عليها ادارة مجتمع كامل ودفع رواتب لعشرات الالاف وبناء مشاريع الخ الخ

لكن بالرغم من ذلك هى لم تستطيع ان تتحول لقوة قيادية للشعب الفلسطينى ولن تتمكن ابدا فهى مرشحة للانكماش ( فنحن نعرف ان النواة الصلبة لها حوالى (9-12 % ) من مجموع الناخبين وليس اكثر احيانا ترتفع النسبة من خارج هذه النواة نكاية باسرائيل عند اشتداد الصراع....... لكن ظلت حركة فتح كحركة ديمقراطية ليبرالية وذات توجه علمانى ( لكن غير متصادم مع الدين ) ومشروع اجتماعى على يسار الوسط ( عضو فى الاشتراكية الدولية ) هى القوة القائدة للمجتمع والاكثر قبولا وبما لا يقاس

هذا درس يمكن استخدامه من بقية القوى الليبرالية العربية ان يفهموا كيف حدث ذلك ولم يتم تهميش قوة من هذه النوع كما هو فى بقية البلدان الاخرى وكيف استطاعت منع الاندفاع الاصولى رغم الدعم الهائل الذى تلقاه هذا التيار