الصابئة والحجاب :
http://www.mandaeanunion.org/Views/AR_Views_602.html
المرأة المندائية والعنف :
لقد عاش المندائيون منذ مئات السنين قرب الأنهار في مدن وقصبات جنوب العراق ذات الأغالبية المسلمة حسب ما تتطلبه طقوسهم الدينية وبسبب الأحتكاك المباشر مع محيطهم الأسلامي وصعوبة الحياة وتعرضهم للأضطهاد الديني والأجتماعي وضعف التعليم أخـذ البعض منهم مع الأسف الكثير من التقاليد الأسلامية والعادات العشائرية المتخلفة والبعيدة كل البعد عن الديانة المندائية وتعاليمها واخذ البعض بتطبيقها عمليا" ومنها النظرة الدونية المتخلفة للمرأة ومعاملتها في الحياة اليومية
واجبار البنات على لبس الحجاب ومنعهن من الذهاب الى المدارس أو مواصلة العمل وبقي هذه السلوك مع الأسف متوارث حتى بعد انتقالهم الى دول اخرى .
وهنا يأتي السؤال هل الديانة المندائية تحث على العنف ضد المرأة ....؟ لنرى ما تقوله كتبهم المقدسة بخصوص المرأة ......
المرأة في الديانة المندائية :
لقد اعطت الديانة المندائية الكثير من الحقوق للمرأة تفوق ما اعطته الديانات الأخرى لها ، وتحث على نبذ العنف وبأي شكل وتؤكد على الأحترام المتبادل بين افراد العائلة ، ويعتبر الزواج في الشريعة المندائية من أكثر الأمور أحتراما" وقدسية . وعادة ما تأخذ اجراءات طقوس الزواج ساعات طويلة من النهار ، وقد نص الكتاب المقدس للمندائيين ( الكنزا ربا ) على أحترام المرأة والرابطة الزوجية المتكافئة وحرص على ديمومتها والألتزام بها .. وان الأخلال بهذا التكافئ سيؤدي بالتالي الى المشاكل اليومية التي عادة ما تنتهي بالعنف .
ومن وصايا الكتاب المقدس ... ( يا رجال ويا نساء إن نويتم الزواج أظهروا المحبة الصادقة وأختاروا وأشبكوا ، فاذا كتب لكم ذلك وملأ الحب قلوبكم تزوجوا ، ولكن أذا لم تختاروا وتزوجتم فليتحمل أحدكم الأخر كالمريض على فراش المرض ، فأذا عملت أعمالا" كريهة غير مألوفة لنفسها أبتعدوا عنها ولا تمنحونها الثقة لأنها تشبه المرض العضال الذي لا شفاء منه ) .
ويقال للعريس عندما يتصافح مع عروسه في أثناء مراسيم الزواج .... (( حلفت بالحي العظيم وملائكته الأطهار ألا تنقض وعدك ولا تنكث عهدك وتحافظ على قرينتك ، تعزها وتكرمها ، لا تأكل ولا تشرب بدونها ، كن عصاها التي تتوكأ عليها أيام المحن ، أبتعد عن الخمرة والسرقة والكذب لأنها تدمر حياتك الزوجية ، هذا ما أمرني به ربي وأنا آمرك أن تلتزم به . أما قَسم الزوجة أن تحافظ على زوجها في السراء والضراء والغيبة والحضور وفي ماله وعرضه )) .
وهنا نلاحظ إن الرباط الزوجي في الدين المندائي متين ومقدس ، فبواسطته تبقى روحا الزوجين مرتبطان في الدنيا والأخرة إلا في حالتين هما من أرتكب الزنا أو من خرج من الدين المندائي ففي كلا الخطيئتين يحذف إسمه من بيت الكمال وينقطع رباطه المقدس لأنه دنس هذا الرباط وخان الثقة التي منحت له وحنث بالقسم الذي قطعه على نفسه .
ورغم ما ذكر من وصايا حول الزواج وقدسيته بالنسبة للمندائيين ولكون الى ان الدين المندائي دينـا" سمحا" لا يـؤمن بالعنف والأضطهاد والأكراه وخاصة في الزواج نلاحظ إن العنف ضد المرأة في المجتمع المندائي لا زال موجودا" ويمارس مع الأسف حتى من قبل البعض من المندائيين فقرائهم وأغنيائهم ، المثقفين وغير المثقفين وهناك أمثلة لا تحصى على هذه الممارسات اللاأنسانية ضد المرأة التي تتخذ أشكال مختلفة ...... ترى ما هي الأسباب التي تشجع على العنف ضد المرأة والديانة المندائية كما أسلفنا تحترم المرأة وحقوقها وتقدس الزواج وتنبذ العنف .