آذار 1969.. مؤتمر البعث أمام 3 احتمالات ولكنها كلها لمصلحة الفريق الاسد

اخبار وصحف ايام زمان
شارك
http://www.syria-news.com/readnews.php?sy_seq=147183
الفريق الاسد يدعو الى حماية المواطنين من تصرفات قوات الاستخبارات في البلاد والى اعادة الضباط الذين فصلوا من القوات المسلحة

تعتبر الفترة ما بعد ثورة 8 آذار عام 1963 ووصول الفريق حافظ الاسد الى السلطة عام 1970 فترة غنية بالاحداث شهدت صراعا شديدا بين قوى سياسية متعددة كالبعثيين والناصريين والمستقلين, حيث استطاع البعث ان يقصي الناصريين والضباط المستقلين الذين شاركوه في الثورة والقضاء على حكم الانفصال.

وعند تسلم البعث السلطة بدأ صراع داخلي شديد في الحزب كانت بدايته بين القيادة القومية ممثلة بالأمين العام للحزب ميشيل عفلق والفريق امين الحافظ وغيرهم, مع اللجنة العسكرية التي كان من ابرز شخصيتها الضابطان صلاح جديد وحافظ الاسد, وعندما حسمت اللجنة العسكرية الصراع لمصلحتها في 23 شباط 1966, بدأ الصراع يأخذ أشكالا أخرى وصل إلى صراع بين جديد والأسد اشتد بدءا من اواخر 1968.

ففي ايلول عام 1966 جاء تهديد خطير للنظام من داخله من خلال قيام الرائد سليم حاطوم, احد اهم الشخصيات التي قامت بانقلاب 23 شباط, بمحاولة فاشلة لانقلاب على الحكم الجديد, أدت به الى اللجوء الى الأردن, ثم جاءت كارثة حرب حزيران علم 1967, واهتزت صورة الحزب والحكومة وتبادل العسكريون والمدنيون الاتهامات حول مسؤولية ما جرى, حيث راح العسكريون يلقون اللوم على المدنيين لقيامهم بجر البلاد الى الحرب بينما راح المدنيون يشجبون العسكريين لعدم كفاءتهم.. وصولا إلى استمرار الصراع الداخلي في الحزب الذي تطور فيما بعد ليصبح بين رجلي سورية القويين الأمين القطري المساعد صلاح جديد ووزير الدفاع الفريق حافظ الاسد.

وبدأت بعد عام 1967 الخلافات في الحزب تشتد وخاصة على الأولويات بدءا من الخيارات الداخلية مثل إنفاق موارد الدولة حرب الطبقات, السياسة الخارجية.. الموضوع الفلسطيني وغيرها... حيث تفاقمت هذه الأمور بين تيارات الحزب وأصبحت غير قابلة للمصالحة في المؤتمر القطري للحزب في أيلول عام 1968.

وأصبح بعد ذلك الحديث عن خلاف بين الاسد وجديد, مدار الحديث في الحزب وفي الجيش فقد استمر الاسد بصفته وزيرا للدفاع من احكام سيطرته على الجيش, فيما كان جديد يهيمن على الجهاز الحزبي وانفجر التنافس والعداوة بين جديد والاسد في شباط عام 1969 إلى صراع بين الرجلين وأتباعهما..

ونستعرض في صحيفة "لسان الحال" اللبنانية في عددها رقم 21247 الصادر في 25 اذار 1969 مادة بعنوان "الاسد يتعاون مع الحوراني والبيطار.. صدام عنيف في مؤتمر البعث بين الاسد وجديد.. مؤتمر البعث امام 3 احتمالات ولكنها كلها لمصلحة الاسد".. جاء فيها ان صداما عنيفا وقع اللواء صلاح جديد والفريق حافظ الاسد في المؤتمر القطري لحزب البعث وتطور النقاش بين أنصار الفريقين الى شبه مشادة, وقد حدث ذلك في الجلسة الخاصة التي عقدها المؤتمر مساء الاحد 24 اذار واستمرت حتى منتصف الليل.

وكان المؤتمر القطري الاستثنائي لحزب البعث بدأ أعماله في 21 آذار 1969, للبحث في خلافات داخل الحزب حملت الفريق حافظ الاسد على الاستيلاء على السلطة الفعلية قبل 3 أسابيع من التاريخ المذكور, وقد عارضه في ذلك الأعضاء المدنيون في القيادة القطرية بمن فيهم الدكتور نور الدين الاتاسي رئيس الدولة السورية ورئيس الوزراء والأمين العام للحزب.

واوضحت المصادر ان الفريق الاسد قال لدى عرضه الوضع, في تقرير قدمه الى المؤتمر, انه منذ ان تسلم حزب البعث السلطة عام 1963 مارست القيادة المدنية الوصاية على الشعب وزرعت الشقاق بين اعضاء الحزب, داعيا الى التعاون مع القوى التقدمية والعناصر القومية الاخرى والى حماية المواطنين من تصرفات قوات الاستخبارات في البلاد والى اعادة الضباط الذين فصلوا من القوات المسلحة.

وكان المؤتمر عقد بعد حوالي 3 اسابيع من انتحار رئيس مكتب الامن القومي عبد الكريم الجندي المعروف بقسوته, الذي كان يسيطر على أجهزة الأمن.

وتقول المصادر ان "الفريق الاسد قال لدى سماعه تقرير القيادة القطرية ان هذا نفاق وكذب ومجرد حديث صحف".

وكانت القيادة القطرية حملت بصورة غير مباشرة على الفريق الاسد ومن ايدوه من العسكريين واتهمته بتجاهل انظمة الحزب ومبادئه وبالسعي الى السيطرة.

وكانت القيادة القطرية تقدمت بما مجموعه 16 طلبا بينه تخويل القيادة المدنية جميع الصلاحيات العسكرية التي يتمتع بها الفريق الاسد, بحسب الصحيفة.

وقالت مصادر حزب البعث العربي الاشتراكي في بيروت ان المؤتمر يواجه 3 احتمالات هي:

اولا: ان يتوصل الى تسوية يتم معها اسقاط 5 من المتطرفين المدنيين من عضوية القيادة, بالاضافة الى اسقاط رئيس الاركان اللواء مصطفى طلاس الذي يؤيد الفريق الاسد.

والخمسة هم الدكتور يوسف زعين رئيس الوزراء الاسبق, الدكتور ابراهيم ماخوس وزير الخارجية السابق, السيد محمد عيد عشاوي وزير الخارجية, والسيدان محمد سعيد طالب الوزير السابق, وعادل نعيسة احد المحافظين.

وتقول المصادر ان عضوية اللواء صلاح جديد الامين العام المساعد للحزب الذي يعارضه الفريق الاسد ليست موضوع اعتراض.

الثاني: الاحتمال الثاني مرهون بحصول الفريق الاسد على أكثرية ثلثي أصوات المؤتمر الذي يحضره 159 عضوا وعندها سيقصي جميع المناوئين الفريق الاسد من عضوية القيادة ويخول الفريق الاسد صلاحية تشكيل الحزب في سورية.

وينتظر ان يسفر الاحتمال الثاني في حال الاخذ به الى تخويل الفريق الاسد صلاحية بدء حوار مع البعثيين المنشقين خارج البلاد واعادة الضباط المفصولين.

وسيتم انشاء قيادة جديدة تخول الفريق الاسد تطهير الحزب من الدخلاء والتعاون مع السيد صلاح الدين البيطار رئيس الوزراء السابق والسيد أكرم الحوراني احد النواب السابقين لرئيس الجمهورية العربية المتحدة خلال الوحدة مع مصر ومن زعماء سابقين.

وينتظر ان يواصل الفريق الاسد كذلك الحوار الحالي مع حكام العراق الحاليين الذي بدأ بعد ان تسلم الفريق الاسد سلطة السلطة الفعلية في البلاد

الثالث: اذا فشل الفريق الاسد في الحصول على على اكثرية الثلثين فانه ينتظر اما ان يقبل على مضض بالأمر الواقع مع البقاء في خوف من معارضة خصمه البارع صلاح جديد وان يقوم بانقلاب عسكري.

ومن العوامل المهمة التي سيترتب على الفريق الاسد التفكير بها فيها باستمرار وجود اللجنة العسكرية التي تضم 15 رجلا برئاسة اللواء طلاس والتي تشكل قاعدة لسلطة الفريق الاسد.

سيريانيو