وراء كل فكر متطرف حرب كامنة بانتظار فتيل من يُشعلها، منذ أعوام كنت من الذين يُحاورون المتطرفين ويجادلونهم في مواقفهم، ويظهرون لهم أنها ليست من الدين ، وأن مواقفهم تلك هي من عند أنفسهم...وأن نتيجة هذه المواقف ستكون وخيمة على الجميع ،وهم أول من سيكتوي بنارها..

الآن بعد أن فشل هذا الحوار -الذي شارك فيه بعضنا- لعوامل متعددة منها طمع الساسة وغبائهم، والمال الذي تدفق على أدعيائهم حتى ظهروا في الفضائيات وخلقوا تياراً مخرباً يتحدث باسم الدين..

كانت النتيجة أن اشتعلت حروبهم في مصر وسوريا وليبيا واليمن والعراق..لم يتركوا أحد، فهم يحاربون الشيعة والمسيحيين ، ويحاربون الجيوش العربية والشعوب التي تقف ورائهم، كل هذا بعد أن فشل الحوار، وبعد اليأس من تغيير موقف واحد من مواقفهم المتطرفة .

تلك المواقف هي التي ساهمنا بغبائنا في صناعتها ، فخُدِعَ البعض بمعسول الكلام، وبعالم اليوتوبيا الفاضلة التي روّج لها هذا التيار العَفِن، حتى انتشر الجهل وفشت الجريمة وزادت نوازع الانتقام، وأصبحت سلوكياتنا هي مجرد ردود أفعال...

إن وراء كل فكر سلفي جماعات متطرفة خاملة بحاجة إلى فتيل ينقلها من حالة الاستعداد والشحن إلى حالة الحرب والتدمير..

قولوا لهم أن الجيش العراقي نصفه من السنة، والجيش السوري أغلبه من السنة، والجيش المصري كله من السنة...

أنتم لا تحاربون الشيعة بل السنة، ولا تحاربون المسيحيين بل المسلمين..

إذا جاز لكم قتال الناس وقتلهم بدعوى حراسة الدين ..فالأولى أن تُقاتلوا من يمدونكم بالسلاح وبالمال، أتحدى أي إنسان منكم أن يعرف من أين يأتي السلاح الذي يقتل ويبطش به...!!