العزيز فارس، سأوضح ابتداء المغالطات التي وقعت فيها،
اقتباس:أنا لم أقل بالديموقراطيه أنا قلت أن الأسلام فرضه البدو بالقوه على البلاد التي دخلوها بالقوه والإسلام أخذ فرصته وزياده
أول مغالطة البدو،
البداوة ليست مرادفة للعرب، فمن العرب بدو ومنهم حضر، والبداوة هو نظام حياة متنقل، ومن الطبيعي أن المدينة والهجرة كانت تفصل بين البداوة والتحضر. ثم إن اليمنيين حضر أصلا، والبداوة عليهم طارئة؟
من أتى والإسلام إلى مصر لم يكونوا بدوا بل عربا حضرا، فيهم بعض البدو صحيح، لكن النظرة السابقة هي نظرة استعلائية.
الأمر الثاني هو أن الإسلام فرض بالقوة، هل تعني الإسلام الدين، أم الإسلام النظام؟
الأمر الثالث، عزيزي لست في معرض الدعوة لفرصة ثانية للإسلام، بل لو تابعت ما أكتبه منذ 2004 إلى اليوم، هو في إعطاء العالمانيين فرصة إن احترموا ثقافة وطابع الأمة التي يعيشون فيها، هوذا أنا أعيش سعيدا في أوربا دون شكوى نسبيا، أصلا وجودي هنا يرجع إلى الطابع الاستئصالي العنيف للعالمانيون العرب.
اقتباس:لماذا لم ينتج الأسلام شكلا من أشكال التدوال السلمي للسطه عبر تاريخه المديد ( بلاش الديموقراطيه )
إذا كان الإسلام في عز مجده كان يتم تداول السلطه فيه من خلال القتل وسفك الدماء والبطش بالمخالفين والمعارضين
عزيزي فارس،
كم معركة تمت من أجل السيطرة على الحكم؟ وهل التوريث وولاية العهد تداولا سلميا أم دمويا للسلطة؟ هذا عما أفرزه المجتمع
أما عن الإسلام نفسه، فهو نصوص، فأين تجد النصوص التي تحض على تدوال دموي للسلطة؟
يعني خلينا نحسب الفترة الذهبية للسلطة المركزية، من خلافة أبي بكر وحتى تولي المتوكل
كم مرة صار في عنف عند انتقال السلطة؟ لا أقول معارضة سياسية، أريد عنفا دمويا!
اقتباس:وأي هويه يجب أن نتمسك بها ، هوية بني أميه أم هوية بني العباس ؟
هوية التفاخر الأجوف والكر والفر والإستعلاء على بني البشر ولغه متخلفه وغير عمليه
أم هوية رعي الغنم وبيت الشعر وسنين القحط والسعي خلف الكلأ
الإسلام هو دين الله المتنزل على محمد، وليس المتنزل على بني أمية وبني العباس
التفاخر الأجوف والكر والفر بنص القرآن والأحاديث من عمل الجاهلية
رعي الغنم مهنة، وبيت الشعر مكان للعيش وسنين القحط أمر لا يد للبشر فيه ولا علاقة له بموضوع الحديث
اللغة العربية متخلفة قد تكون في نظر من لم يدرسها ولم يعرفها، وكذلك كل لغات الدنيا
كما قال المثل المصري يللي بيعرفش النسر يشويه
هل أنت متخصص لسانيات فقيمت اللغة العربية أنها متخلفة؟
عزيزي، اللغة العربية، وسائر لغات الدنيا، أوعية ثقافية.. قيمتها بقيمة الثقافة التي تحملها وليس بذاتيتها، مهما أوتيت من قدرات وأساليب عجيبة في التعبير.
الثقافة لأي أمة ترتفع بنهضتها وتنخفض بانحطاطها، وحين تكون الأمة ناهضة تحتاج أساليب تعبيرية جديدة للتعبير عن نهضتها فتزدهر لغتها، والعكس بالعكس... ولا علاقة لذلك باللغة ذاتها.
أما بحث نفس اللغة إن كانت قادرة على التمدد لاستيعاب الثقافة الخاصة بأمتها أم لا، فهو بحث يحتاج علماء لغات وإنسانيات، فحبذا لو أرشدتني إلى بحث محترم قام به بعضهم ونشر في مجلة محكمة يشير إلى مكامن الضعف في اللغة العربية
أما عن الهوية التي أريدها للناس اليوم، أريد حقيقة أن أفسح المجال للعالمانيين العرب أن يتيحوا لنا أن نتمسك بهوية ما ونعض عليها ونتمسك بها، وأن يبينوا لنا لم كانت هذه الهوية هي الصواب دون غيرها، وما هي الأسباب التي دفعتهم أن يختاروها... أما عن الهوية الإسلامية، فسنضعها على الرفّ لنستعملها حين تفشلون، فاحرصوا على عدم الفشل إذن...
اقتباس:هل أختار الناس الإسلام بإرادتهم أم رغما عنهم
و إذا كان قد فرض على الناس بالقوه على مدار 1200 عام
فلماذا تستنكر فرض الأفكار العلمانيه بالقوه ( مجازا) لأن من يريد أن يصلى ويصوم ويلتحي ويفرض الحجاب على زوجته ويضع أمواله في فرع المعاملات الإسلاميه لا أحد يمنعه من ذلك .
كما أن العلمانيه لا تجبر أحد على المخادنه أو على شرب الخمر أو على أكل الربا أو على أي شيئ
أنت سألت فأجبت سؤالك
وقد سألتك عن سؤالك هذا، هل تعني الإسلام كدين أم الإسلام كنظام؟
أما عن حديثك عن النظم فهو حديث فرعي بعض الشيء، يتعلق أصلا بالأساس القانوني الذي تبنى عليه.
إن وضعت الدولة في نظامها منعا للمقامرة، وأوجبت عقوبة على المقامرين، فهل نقامر مخافين القانون؟
إن وضعت الدولة في نظامها أساسا لقيام الشركات، وقام شخصان بإجراء شراكة على خلاف القانون التجاري الموضوع من قبل الدولة، ثم اختلفا، هل تعبؤ الدولة بما أجرياه من اتفاق مخالف لقانونها؟
بالمثل الدولة الإسلامية تضع في نظامها الإقتصادي منعا للمعاملات الربوية، وقد ألفت في ذلك الكتب والمراجع التي بينت أسباب منع الربا دون ذكر آية (وأحل الله البيع وحرم الربوا)، فلو أحببت أن تطلع قليلا على النظام الاقتصادي الإسلامي أنصح لك بقراءة اقتصادنا والبنك الإسلامي اللاربوي للسيد محمد باقر الصدر، والنظام الإقتصادي في الإسلام للقاضي تقي الدين النبهاني، ففيه من الشرح والتبري لأضرار الربا وأسباب منعه في النظام الإسلامي بمزيد كبير عن الآية التي نعرفها.
تريد فرض العالمانية بالقوة في مجتمع يرفضها أو لا يريدها، كيف تريد إجراء هذه القوة تفضل؟
إن تريد أن تحمل الناس على الحوار في الشوارع والمنتديات والمساجد والمدارس وكل مكان حول أفضلية العالمانية، فأظن أن الإسلاميون شبه مجمعون على الترحيب بك، وجلهم يقبل هذا التحدي ويريدون أن تتاح لهم الفرصة أن يحاوروك في العلن، نستثني السلفيين من السنة والشيعة على حد سواء.
أما إن كنت تريد ذلك بجمع علماء المسلمين وإلقائهم في غياهب السجون، وسحل المعارضين، فاهنأ بالكرسي إذن، واهنأ بمن يخرج للانتقام، ولا تعتب عليه واعتب على نفسك. وإن كنت تريد حمل الناس عليها بالإقناع فلا تغضب إن اختاروا غيرك وانظر فيم قصرت أنت...
أظن أنك تعني فرض الإسلام كدين على أهل البلاد... وجود الأقليات الدينية الغير مسلمة دليل على فساد دعواك، وجود الأقليات الأثرية مثل السامرة في فلسطين والصابئة بفرعيها في العراق، والنصارى النساطرة في العراق، هذه الأقليات التي لو أسلمت لم يكن لتنقص الخراج بإسلامها لقلتها.. على أن الخراج لا يسقط بالإسلام، فهو ضريبة على الأرض المزروعة لا علاقة لها مباشرة بمالكها.
اقتباس:الحريات
لا يقول عاقل بالحرية المطلقة، وكل من دعا إليها دعا إلى حرية ضمن قيود وضوابط.
من صاحب الحق في وضع هذه القيود والضوابط ولماذا؟