الرد على: لماذا يجب رفض الماده الثانيه من الدستور
سوريا ومرحلة التحول :
يعيش الشعب السوري منذ أكثر من أربعة عقود حالة الاختناق التام في جميع الأصعدة , في ظل نظام قمعي تعسفي عسكري, هذا النظام الذي هدر الدماء وأستباح الأعراض, وجرد المواطن من جميع الحقوق والقيم, وأتبع سياسة زرع الخوف والغبن في صميم شخصية المواطن, والذي لا يعرف شيئاً سوى يده والعصا على كل رأس تتطاول, أو تحاول أن تعبر عن كيانها بشكل أو بأخر, سوريا باتت دولة عسكرية بكل ما تعنيها هذه الكلمة, إذ لاوجود للقانون الذي يحرص أمن المواطن ويصون كرامته, بل هنالك حالة مزاجية قسرية أجبرت المواطن للخضوع لها والتعايش معها, وطبق أقسى القوانين المختلقة والمحرفة لتبيد المواطن وتمنعه من التنفس والعيش بحرية وكرامة, حتى بات المواطن السوري يحس بالاغتراب داخل وطنه, ولم تشهد الساحة السورية أية مقاومة ملحوظة سوى أحداث حماه وثورة قامشلي, التي حاولت من خلالها الحكومة السورية زرع فتنة طائفية بين الأكراد والعرب, ورغم ذلك أرتكب الكثير من المجازر الوحشية بحق الشعب عموماً دون استثناء, وهكذا نظام بحاجة إلى ستار ليختبئ خلفه, وهذا الستار هو المقاومة ضد عدو شبه خيالي, يستهدف أمن الوطن, ولا أدري كيف إن الشعب سيقاوم عدواً وهو يكاد يموت جوعاً, ويعيش في ظل نظام يمارس أبشع الجرائم بحق الإنسانية, فوطننا محتلٌ من قِبل الأسد وحاشيته والمرتزقة, الذين مصوا الدماء ونهبوا المال العام, سوريا تحتضر على يد هؤلاء, حتى أنهم أغفلوا دور الإرادة الحرة, والذي جاء بدوره إيجابياً, واليوم نشهد تحولاً جذرياً وتمرداً في كافة المحافظات, منادية بالحرية, وإلغاء حالة الطوارئ, والإفراج عن المعتقلين السياسيين, وجاءت تصريحات بثينة شعبان مليئة بالوعود الإصلاحية .....؟, وتلاها تصريح بشار الأسد الذي جاء فارغاً من المضمون, وجاء بمثابة تحدٍ مباشر للشعب وإرادته, لأنه لم يتعود أن يتعامل مع الشعب على أن له حقوق مشروعة, بل يعتبر كل مواطن عبداً لا أكثر, إذ جرت العادة أن لا حقوق للعبيد, (ورد الاعتبار جاء في يوم الذي تلا تصريحه المخزي لأمال الجماهير), ولا نزال نحيا كل يوم عشرات القتلى والجرحى على يد الأجهزة الأمنية, وحملات اعتقاليه, في كافة المحافظات, وأكثرها احتقاناً مدينة درعا وبانياس وبعض المدن الأخرى, وظهرت في آونة الأخيرة ما يسمى بالمندسين على حد تعبيرهم, وهؤلاء ما هم إلا من جماعتهم, يقومون بالقتل العشوائي, للعودة بنا إلى العدو المتخيل, والمؤامرات الخارجية, وتصريحاتهم الأخيرة جاءت أكثر حدةً,وازدادت عمليات القتل والاعتقال, فأرتفع سقف المطالب ليصل إلى إسقاط النظام, والنظام السوري يترنح الآن, فهو يحاول زرع الفتنة بين فئات الشعب, وخلق أجواء جديدة للممارسات الوحشية, ترى ما الذي ينتظرنا في المستقبل ؟
" سوري يحلم بالحرية "
|