(10-17-2011, 01:45 PM)الحوت الأبيض كتب: بهجت لماذا دوما تدافع عن الجيش كأنه معصوم عن الخطأ.
(10-17-2011, 03:33 PM)نظام الملك كتب: .....................
عزيزى الحوت الابيض
اسمح لى ان اعتبر سؤالك موجه لكل من يدافع عن الجيش المصرى.
أنا من أكثر منتقدى الجيش المصرى بينى وبين نفسى لأننى بحكم عملى اعلم مواطن الضعف فيه.
ولكن فى هذه المرحلة العصيبة ، فالجيش هو طوق الانقاذ الوحيد للوطن.
الوحيد بمعنى الوحيد ولا احتمالات اخرى.
رائع نظام الملك .
...................
الحوت الأبيض .
سأكلمك بلهجتنا المصرية شوية ..
فيه قاعدة اتبعها عند الحديث بأهمية عن أي موضوع اسميها القاعدة الذهبية ، هي ببساطة تنوع على مبدأ " رولز " في العدل ، القاعدة تقول : " اعرف كل شيء عن الموضوع و انسى كل شيء عن نفسك " ، يعني كلامي عن المجلس العسكري لا علاقة له بي انا نهائيا ، فلو كنت احب المجلس او اكرهه لا علاقة له بموقفي .
شوف يا حوت .. المجلس العسكري له دور سياسي انتقدته كثير قوي و منذ البداية و من أشهر طويلة ، و الغريب أن موضوعاتي أكثر الموضوعات قراءة و لكن كل الأقكار المهمة لم يقرأها من يحاورني .طيب زين .. ايه رأيك انقل لك و للزملاء هنا فقرات مما كتبت في اكثر من موضوع منها فقرة من موضوع " إدارة الأمل " مداخلة 62 بتاريخ 30/7/2011 و هي تقول بالنص :
( هل التوتر بين شباب التحرير و المجلس العسكري هو نتيجة لتجاوزات أولئك الشباب الذين قفزوا إلى صدارة المشهد وأرادوا اختطاف الثورة منتهزين فرصة فراغ الساحة السياسية وغياب القيادة التي تعبر عن الإجماع الشعبي ، أم أن هناك أسباب أبعد من ذلك يشارك فيها المجلس العسكري نفسه ؟ .
بداية أعتقد أن هناك دور كبير للظروف التي تمر بها البلاد ، و التي تخرج عن إرادة أي من الجانبين سواء شباب التحرير أو المجلس العسكري ، كما أن هناك أسباب تعود إلى المجلس العسكري نفسه ،و إن كانت كلها لا تبرر الموقف التحريضي الذي يتخذه البعض من قيادة القوات المسلحة ، بل من القوات المسلحة ذاتها ، خاصة في ضوء الذعر الذي يصيب " ثوار " التحرير من السلفيين و الإسلاميين عموما ، الأمر الذي دفعهم للفرار المهين من ميدان التحرير اليوم .
حسنا لنبدأ من المجلس العسكري .. ماهي أخطاء المجلس و كيف يعالجها .
1- المجلس العسكري بحكم تكوينه المهني أبعد مايكون قدرة على القيام بدور سياسي ، و هكذا فإن المجلس لم يستطع أن يبلور لا الرؤية النافذة و لا خريطة الطريق السديدة التي تهيأ له قيادة المرحلة الإنتقالية بكفاءة . بالتالي سنجد أن المجلس خلال الأشهر الماضية قد عانى من الارتباك ، وربما الارتجال في قراراته . إضافة إلى ذلك لم يجد المجلس طرفا مسؤولا يحدد له ما المطلوب بالضبط ، وما هي الأولويات التي يتعين الالتزام بها. ولحل ذلك الإشكال فإنه لجأ إلى اجتهادات أعضائه من ناحية وإلى سلسلة الحوارات التي أجريت مع مختلف الفرقاء والخبراء من جهة ثانية، ومن الواضح أنهم جميعا غرقوا في بحر الاجتهادات والآراء التي حصلوها خلال تلك الحوارات ، التي كان معظمها أقرب إلى حلقات الثرثرة منها إلى جلسات العمل.
2- المجلس العسكري يقف وحيدا بلا رصيد من قوى شعبية أو سياسية يعتمد عليها ، لذا هو يستند فقط على رصيده المعنوي و دوره في تأمين الثورة ،وهذا يضعف موقفه في مواجهة الضغوط الداخلية التي لا يستهان بها، خصوصا إذا أدركنا أن تلك الضغوط صادرة عن طرف في غطرسة شباب التحرير أو في جلافة السلفيين. هذا جعل المجلس يرحب بما يعرضه الإخوان المسلمون من دعم ، وهذا يثير حساسية بالغة ليس في شباب التحرير فقط ، بل لدى القوى السياسية العلمانية الأخرى ،و لكن بدلا من تفهم حساسيات المجلس العسكري ، يبادر كثير من القوى العلمانية بالهجوم على المجلس ،و يصل الأمر ببعض المتطرفين من منتسبي التحرير إلى محاولة " غزو " مقر المجلس في يوم عيد القوات المسلحة كما حدث تماما مع الشرطة !.
3- هناك تقصير واضح من المجلس الأعلى في التواصل مع شباب التحرير ، هذا التواصل المستمر و الشفاف ، الذي يؤدي إلى توضيح ما استغلق فهمه من التصرفات و القرارات ، و مما يزيد الأمر سوءا سقوط الإعلام المصري في الفوضى و السوقية ،و إتجاهه إلى الإثارة والتهييج على حساب الموضوعية والمسئولية ،و بدلآ من أن يكون أداة تجسير بين القوى الوطنية أصبح أداة للوقيعة وسوء الظن .
4- إنفراد المجلس باتخاذ قرارات مصيرية تؤسس للمجتمع المصري ، هذه القرارت تتجاوز زمنية المجلس كسلطة مؤقتة ،و بالتالي من الواجب استشارة القوى السياسية الفعالة قبل اتخاذها .
5- غموض بعض المواقف والقرارات الهامة التي يتخذها المجلس ، مثل حركة المحافظين الأخيرة و التي تعتبر امتدادا للنظام السابق ، كذلك التأخر في محاكمة المسؤولين عن قتل المتظاهرين ،و الإهمال في رعاية أسر الشهداء و مصابي الثورة .
6- صدور بعض التصريحات الانفعالية والغاضبة عن بعض أعضاء المجلس العسكري ، ثم تطور الغضب إلى الطعن في نزاهة بعض التجمعات ، كما حدث بالنسبة ل 6 إبريل و كفاية ، وهو اتهام يعوزه الدليل الحاسم ، الذي إذا لم يشهر على الملأ فإنه يبدو بمثابة خطاب تخويني يفترض أن تكون الثورة تجاوزته وطوت صفحته .
7 - ضيق الصدر الذي يبديه بعض أعضاء المجلس تجاه نقد الآراء التي تصدر عن بعض أعضائه ، رغم أن هذا النقد ممارسة طبيعية تجاه السلطات السياسية في العالم كله ،ورفض النقد بالنسبة للسياسي هو ديكتاتورية صريحة لا يقبلها أحد . و لعل من التكرار أن نقول كم كره الجميع ذلك التشدد الذي يبديه بعض أعضاء المجلس العسكري في خطاب يتحدث بعبارات مثل أننا "لن نسمح" بكذا وكذا " ، فهذه العبارات لن يقبلها شعب ثائر .)
هذا مجرد نموذج . و لكن هناك فرق بين نقد يقوم به مراقب وطني لأداء المجلس العسكري السياسي و بين الإشتراك في مخطط لتدمير القوات المسلحة التي تمثل الأثر الوحيد الباقي من الدولة المصرية . أما المطالبة بحل الجيش المصري فهذا مطلب لا يقول به سوى إما جاهل أو عميل ، وهذا يجعلني أسألك ما هي دولتك ؟. وهل تفكر حقا في أن تحل جيشها لأنه يدافع عن الشعب و يحميه ؟.ولو حللنا الجيش المصري و السوري و العراقي و .... فمن سيتصدى لإسرائيل ؟ .
رغم كل اخطاء المجلس العسكري فهو يحظى بتقدير أكثر من 90% من الشعب المصري ولا يفكر في تدميره سوى من يفكر في حرق مصر كلها من بعض الصبية المغرر بهم أو المشترين بالأموال و العربات ال بي إم دبليو و المراهقين السياسيين ،وهؤلاء لا قيمة لأفكارهم لأنهم أصحاب مصالح لا فكر .