الدكتور زغلول النجار في محاضرة بدبي :مكة المكرمة في وسط اليابسة على الرغم من تحرك القارات
دبي – جمال المجايدة
بدات فعاليات المحاضرات الدينية الثقافية المصاحبة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم , وأكد الدكتور زغلول النجار عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمصر وعضو مجلس إدارة الهيئة العلمية للإعجاز العلمي بمكة المكرمة أن القرآن الكريم يحتوي على ألف آية صريحة في الإعجاز العلمي للقرآن، مشيراً إلى أن القرآن الكريم معجز في نظمه وبيانه وفي آياته وسوره ودعوته إلى مكارم الأخلاق·
وقال النجار في محاضرته التي ألقاها بدبي تحت عنوان ''الجديد في الإعجاز العلمي للقرآن'' ، إن القرآن هو كلام الله الخالق الذي أنزله بعلمه على رسوله صلى الله عليه وسلم، وتكفل بحفظه إلى يوم القيامة تحقيقاً للوعد الإلهي ''إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون''، وهذه هي الرسالة الخاتمة، حيث لا نبي أو رسول بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، مضيفاً أن الله سبحانه وتعالى أشار في الآيات القرآنية إلى انه لا يعذب الناس إلا بعد إرسال رسول يبلغهم الرسالة، مصداقاً لقوله سبحانه ''وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً''·
وأكد أن رسالة النبي صلى الله عليه وسلم هي الرسالة الخاتمة، ليكون النبي قائما بين أيدي الناس إلى قيام الساعة·
وذكر أن هناك من يحاول التشكيك في القرآن وإعجازه، مدللاً على ذلك بمقال نشر منذ خمس سنوات يتحدث عن مخطوطة إسلامية وجدها العمال في مسجد بمدينة صنعاء فحملها أحد العلماء إلى متحف بالمدينة وأخبر عنها اليونسكو ولكنه فوجئ بأحد المعاهد الألمانية يعرض عليه ترميم المخطوطة، وقام العالم بأخذ تعهد من المتخصصين في الترميم بأن لا يتم نقل أجزاء منها إلى ألمانيا، ولكنه فوجئ بأنهم نقلوا أكثر من 30 ألف ميكرو فيلم، وحددوا عمر هذه المخطوطة إلى القرن الهجري الأول، وأشاروا إلى أنها من أقدم المخطوطات للقرآن الكريم، وثبت أنها لا تختلف عن القرآن الكريم حالياً، إلا أن الحروف لم تكن منقوطة ولا مشكلة·
وأفاد الدكتور النجار أن من ينتقدون القرآن يرجحون بأنه ''القرآن'' يتحدث عن أمم لم يزرها الرسول صلى الله عليه وسلم مثل قوم لوط وقوم هود وتبع وغيرهم، مشيرين إلى أن محمداً نقل ذلك عن العهد القديم·
ورد عضو مجلس إدارة الهيئة العلمية للإعجاز على هؤلاء المشككين بقوله: إنني وجدت بوناً شاسعاً بين القرآن وبين العهد القديم، حتى أن أساتذة اللاهوت يعترفون بأن العهد القديم والعهد الجديد ليسا من الكتب السماوية، وإنما كتب بأقلام مجهولين وفي أزمنة متفرقة، ثم جمعت منذ مئات السنين، مشيراً إلى أن القرآن معجز بذاته، ممثلاً لذلك ببعض الاكتشافات العلمية الحديثة التي يأتي على رأسها اكتشاف سفينة سيدنا نوح عليه السلام والتي استقرت على جبل الجودي في جنوب تركيا والتي اكتشفها العلماء مؤخراً، وقد ذكر في القرآن أنها استقرت فعلاً على هذا الجبل، على عكس العهد القديم الذي ذكر أنها استوت على جبل أرارات في الشمال الغربي من تركيا·
وأضاف الدكتور النجار إن العلم الحديث ما زال يكتشف عجائب القرآن وأسراره التي لا تنتهي، ومن ذلك قصة سيدنا نوح عليه السلام التي قال فيها الله تعالى ''وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء واستوت على الجودي''، ومن هنا يؤكد العلم أن إغراق أهل نوح كان بماء عذب من السماء، لافتاً إلى جانب الإعجاز العلمي في القصة من خلال قوله تعالى ''وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون'' وآية أخرى تقول ''إنا لما طغا الماء حملناكم في الجارية'' وهو ما يدلل على أن امتداد البشرية كان في صلب نوح عليه السلام ومن نجا معه، حيث انتقلت الصبغيات ''الشفرات الوراثية'' من آدم عليه السلام إلى ذريته وحتى قيام الساعة .
وتطرق الدكتور زغلول النجار إلى بعض الآيات القرآنية التي تثبت هذه الحقيقة، وتحدث عن أمثلة أخرى حول اعجاز القرآن الكريم، فقال ان سيدنا يونس بعث لأهل نينوى وكان أهلها مؤمنين ثم أشركوا ثم عادوا إلى التوحيد ثم انقلبوا مرة أخرى فخرج غاضباً من دون أمر الله سبحانه وتعالى، ومعروف أن الأنبياء والرسل لا يخرجون إلا بأمر ربهم.
وأشار إلى انه عندما خرج وركب احدى السفن وأشرفت السفينة على الغرق استهم القوم فخرج السهم على يونس ثلاث مرات فألقوه في البحر فالتقمه الحوت، ولم يقل القرآن بلعه الحوت بل كان كاللقمة السائغة في فم الحوت.
وأشار إلى ان هذا الحوت من نوع الحوت الأزرق الذي يبلغ طوله أكثر من 35 متراً ووزنه 85 طناً وهذا الحيوان يستطيع لسانه أن يقف عليه 50 رجلاً ومع ضخامته لا يأكل إلا الحيوانات الميكروسكوبية وليس له أسنان بل هي عبارة عن شرائح يصطاد بها الميكروبات وعندما التقم يونس بقي في فمه إلى أن لفظه.
وبهذا أراد الله أن يستر عبده ونبيه فأنبت عليه شجرة اليقطينة التي لا تقربها الحشرات.
وقال إن مكة المكرمة في وسط اليابسة على الرغم من تحرك القارات وهي أول بيت وضعه سبحانه وتعالى في الأرض هو البيت الحرام وهو البيت الذي بنته الملائكة قبل خلق آدم عليه السلام. ومن علامات كرامة هذا المكان ان الله حرّمها يوم أن خلق السماوات والأرض وأن أركان الكعبة متجهة إلى الجهات الأربع وهي التي بنيت في وقت لم تكن فيه أجهزة مساحية وفيها مقام إبراهيم والحجر الأسود، وماء زمزم الذي ينبع منذ أكثر من ثلاثة آلاف سنة وله من الصفات الطبيعية والشفائية ما ليس لغيره.
http://www.alwatanvoice.com/articles.php?g...ticles&id=28320
:no: