اقتباس: neutral كتب/كتبت
حمدله علي السلامة ياست روزا(f)
أتفق معك إلا في هذه
اقتباس:مجموعات مختصة بمحاولة توظيف الشباب لدى رجال الأعمال المسيحيين لينهبوهم بإسم الدين
يعني مشغلوهمش مش عاجبين شغلوهم يبقي بينهبوهم بإسم الدين
هي الدنيا كده ياروزا - فيها غني وفيها فقير والإتنين محتاجين بعض
العزيز جداً نيوترال..
لن أناقشك كثيراً في هذه الفكرة, فأنت تعرف مرجعيتي الفكرية وموقفي من الإقتصاد الرأسمالي بشكل عام. سأحكي لك تجربة مريت بها أنا شخصيا. عملت لفترة -غير قصيرة- في شركة كمبيوتر ضخمة يملكها ملياردير قبطي كون ثروته الطائلة من إحتكار صناعة الأدوية لفترة طويلة. كنت أعمل ك Human Resources Specialist
أي أن عملي كان له علاقة مباشرة بمرتبات الموظفين وعقودهم وتأميناتهم الصحية, علاواتهم, مواعيد حضورهم وإنصرافهم, عقوباتهم..الخ
هذا الرجل لا يوظف إلا الأقباط لأن الأخرين لا يوظفوهم, ويساعد الكنيسة في الكثير من مشروعاتها الخيرية, وهو معروف ومحبوب جداً في المجتمع القبطي بشكل عام ومن موظفيه الذين ينادونه بلقب "بابا ...." في العمل!!
حتى الأن, فهذا الرجل يقوم بدور جليل لا نستطيع أن نلومه عليه. لكن أنظر معي لظروف العمل نفسها,عقود غير قانونية وتعطي له الحق الكامل في فصلهم ولا يكتب فيها الرقم الحقيقي لمرتب الموظف تهرباً من الضرائب, الموظف يعرف أنه مفصول عندما يذهب صباحاً ليجد أن الكارت الإلكتروني الذي يسجل به حضوره لا يعمل!!
مرتبات مختلفة للوظيفة الواحدة لا تمت بصلة لمدى كفاءة الموظف أو إلتزامه بالعمل, ساعات عمل أكثر بكثير من ساعات العمل الرسمية غير مدفوعة الأجر, أنا شخصياً كنت أعمل أحياناً لأكثر من 12 ساعة وكنت أخصم لنفسي -تبعاً لقوانين الشركة- إذا ما وصلت العمل متأخرة 15 دقيقة في اليوم اللاحق!!
فساد ورشاوي ومراكز قوة تثبت أن الموضوع بالنسبة له ليس أكثر من "بزنس" ولعبة ربح وخسارة ليس لها أي علاقة بالدين أو التدين المفرط الذي يبديه هو وعائلته. كل هذا وهو مقتنع هو ومن حوله وموظفيه المسروقين عيني عينك بأنه رجل طيب يساعد شباب الأقباط ويوفر لهم فرص عمل غير متاحة في أي مكان آخر.
بالنسبة لي -إذا ما إستخدمت طريقة قطقط في التحليل- فهذا الرجل ليس شرير, بل هو الشر بعينه. لكن أحوال القطاع الخاص بشكل عام هي هكذا في كل مصر, وهو لا يفعل ذلك وحده, أنظر لكل الشركات والمصانع الضخمة المملوكة لمسيحيين ومسلمين ستجدها تعمل بنفس الطريقة, وبنفس القوانين, الفرق الوحيد هو أن هذا الرجل -ومن هو مثله بغض النظر عن الدين- يستفيدون بشكل مباشر من حالة البطالة بشكل عام ومن بطالة المسيحيين بشكل خاص.
أما عن فكرة أن "هي الدنيا ماشية كدا" و "أن المسألة عرض وطلب" والكلام ده كله, فأنا مختلفة تماماً مع هذه الفكرة وإن كنا هنا لسنا بمعرض مناقشة طبيعة الإقتصاد الرأسمالي وحقوق العمال بشكل عام وإمكانية التغيير الجذري أو حتى الإصلاح الجزئي. نحن هنا نتحدث عن إستغلال الرأسماليين للحالة الدينية والطائفية وتوظيفها من أجل زيادة ثرواتهم في بنوك سويسرا. وأن الأقباط ليسوا كتلة واحدة, كما أن المسلمون ليسوا كتلة واحدة.
هذا فقط ما أردت الإشارة اليه من الجملة التي إعترضت عليها في مداخلتك.
وأجمل صباح لأجمل نيوترال..
(f)