[CENTER]
![[صورة: zuhri.jpg]](http://www.palestine-info.info/arabic/hamas/hewar/2006/zuhri.jpg)
[/CENTER]
* هناك انتقادات وجهت لأسلوب رئيس المجلس التشريعي في "طرده" إبراهيم خريشة من مكتبه حسب ما أفاد الأخير لوسائل الإعلام، فما تعليقكم على ذلك؟
** "حماس" ملتزمة بكل التعيينات السابقة، ولكن أبدت تحفظها على الترقيات والتعيينات التي تمت في الأيام الأخيرة من عهد المجلس التشريعي السابق، وتريد الحركة أن تنظر في مدى قانونيتها، خاصة وأن أي هيئة رئاسية جديدة للمجلس تريد أن تتعامل مع طاقم في الإدارة في إطار حالة من الانسجام، ولذلك قرار رئيس المجلس كان بتعليق هذه التعيينات الاستثنائية إلى حين النظر في قانونيتها.
وكل ما ورد من حديث عن طرده وما إلى ذلك هو شيء عار عن الصحة، المسألة معكوسة، الأخ إبراهيم خربشة يتجاوز وضعه كموظف في المجلس التشريعي ويفرض نفسه على بقية الموظفين ويخلق حالة غير مريحة من التعامل مع رئاسة المجلس التشريعي.
* ظهرت انتقادات أخرى أن بعض مسؤولي حركة المقاومة الإسلامية "حماس" يقاطعون بعض وسائل الإعلام بحجة انحياز هذه الوسائل لحركة فتح، هل يوجد توجه داخل "حماس" بهذا الخصوص؟
** الحركة لا تقاطع أي وسيلة إعلامية، وكل ما ورد في بعض وسائل الإعلام هو غير صحيح، والخبر الذي ورد عن أن "حماس" على سبيل المثال تقاطع صوت فلسطين، وهذا عار عن الصحة، وهناك عدم دقة في النقل، ورغبة من البعض في تضخيم الأمور، أنا اعتذرت عن عقد لقاء في برنامج في إذاعة محلية بشكل شخصي، وهذا لا يعني موقفاً رسمياً من الحركة بمقاطعة هذه الإذاعة أو تلك.
* أثارت تهديدات دولية بقطع المساعدات قلق الموظفين، بينما يعلن وكيل وزارة المالية د.جهاد الوزير أنه يتوقع "بركاناً لا يتنبأ أحد بنتائجه" على خلفية توقف رواتب الموظفين، ما هو مدى صحة المعلومات، وكيف يمكن التصدي لهذا البركان؟
** وكيل الوزارة مهمته أن ينظم العمل داخل الوزارة لا أن يطلق تصريحات لتخويف الناس أو خلق حالة من الإرباك، هذه ليست مهمته ونحن في حركة "حماس" نؤكد أن الموضوع المالي ليس مقلقاً بالنسبة لنا، وأن الحركة بذلت ولا زالت تبذل جهوداً كبيرة لتذليل هذه العقبة، ربما تكون هناك إشكالية في البداية لكن نحن واثقون أننا سنتمكن من التغلب عليها سريعاً.
* هل تجزم بأن رواتب الموظفين بالسلطة الفلسطينية متوفرة الشهر القادم؟
** توفير المرتبات لشهر شباط/فبراير لازال هو مهمة الحكومة الحالية، ولغاية اللحظة لا يوجد أصلاً حكومة جديدة، وإلى أن تستلم الحكومة المقبلة، وهذا ما زال بحاجة إلى وقت، فالحكومة الحالية هي المسؤولة عن توفير المرتبات المالية لشهر شباط/فبراير الحالي.
* تتحدث "حماس" عن تعهدات إسلامية وعربية حول تمويل للسلطة، ومن ضمن المتعهدين كانت دولة إيران، هل تعتقد أن (إسرائيل) ستسمح بدخول هذه الأموال؟ وكيف لكم أن تؤمنوا وصولها لخزينة السلطة الفلسطينية؟
** هذه قضايا فنية سيسهل التغلب عليها، لكن في النهاية من يحاول أن يفرض حصارا على الشعب وأن يجوع الشعب عليه أن يدرك أن هذه مسؤولية كبيرة، ولا يمكن أن يقبل شعبنا بذلك، ولا يمكن أن تقبل أمتنا الإسلامية والعربية، هذا الحصار هو لعب بالنار ونحن في حركة حماس تعهدنا أن نوفر الإمكانيات اللازمة لشعبنا الفلسطيني، وسنكون عند هذا التعهد بكل الوسائل الممكنة.
* ألا ترى أن التمويل الإيراني للحكومة المقبلة سيكون مشروطاً بمواقف معينة متوافقة مع السياسة الإيرانية يفترض أن تتخذها حكومة "حماس"، مما يؤدي إلى المزيد من الضغط الدولي على السلطة؟
** نحن لا نتوجه إلى إيران لتوجيه الدعم، نحن توجهنا إلى كل الأمة الإسلامية والعربية بما فيها إيران، وكل من يقدم لنا الدعم سنرحب بذلك ومن يتأخر عن ذلك هو الذي سيتحمل مسؤولية تقصيره أمام شعبه، ولذلك حصر المسألة في إيران بهذه الطريقة كما لو كانت الصورة أن "حماس" تلقي بنفسها في أحضان هذا النظام أو ذاك، هي مسألة مغلوطة، "حماس" معنية بأن تخلق علاقات منسجمة متوازنة مع كل الأطراف العربية والإسلامية، والأخوة في إيران أبدوا موقفاً متجاوباً مع القضية الفلسطينية.
* طرح في المؤتمر الاقتصادي الذي عُقد في الآونة الأخيرة في الجامعة الإسلامية إمكانية استيراد البترول من مصر بأثمان زهيدة، مع العلم أن للبترول تسعيرة عالمية وأن الحكومة المصرية هي التي تغطي للشعب هذا الفارق في السعر، فكيف للحكومة القادمة أن تستورد البترول بغير التسعيرة الدولية؟
** أسعار البترول في قطاع غزة أعلى من السعر الدولي بكثير، لذلك التعاون الاقتصادي الذي سنسعى لتحقيقه ليس باتجاه الاحتلال، إنما باتجاه الحكومات العربية والإسلامية، هذه هي البوابة الحقيقية التي يجب أن تكون بالنسبة لنا، وأي تعاون اقتصادي مع الأخوة العرب سيوفر مبالغ كبيرة وسيؤدي إلى انخفاض الأسعار التي يتحكم فيها الاحتلال (الإسرائيلي).
* هناك مخاوف في أوساط حركة فتح ومناصريها مما أشيع حول فصل آلاف الموظفين المحسوبين على "فتح"، فهل بالفعل تعتزم حركة "حماس" إجراءً من هذا القبيل؟
** "حماس" أكدت وستبرهن على ذلك بأنها لن تتعرض لأي موظف بالقطع، وهذا ليس حقاً أصلاً لحركة حماس حتى تمارس هذا الدور، علاقتنا بالموظفين ينظمها القانون الفلسطيني والقانون هو الذي يجب أن نحتكم إليه في تنظيم العلاقة بين المسؤول والموظف، نحن سنتعامل مع الجميع، فمن سيلتزم بالدوام ويقوم بجهده بكفاءة فسيأخذ حقه كاملاً، أما من يقصر بالتأكيد هو من سيتحمل مسؤولية هذا التقصير، ولذلك الحركة ستحفظ لكل موظف حقه بغض النظر عن انتمائه السياسي.
* هناك تقارير صحفية عديدة تحدثت عن خوف المواطنين الفلسطينيين من فوز "حماس" في الانتخابات التشريعية، هل تؤيدون فحوى هذه التقارير، وما هو تعليقكم؟
** كل هذه التقارير لا أساس لها من الصحة، ويرد عليها فقط بأن الشعب الفلسطيني اختار "حماس" بحوالي 60 بالمائة وهي نسبة عالية جداً، هذه النسبة تعني أن الشعب الفلسطيني مطمئن في أيدي حركة حماس.
* ألا ترى أن أمام "حماس" حقلاً من الألغام حول علاقتها بـ "فتح" عندما تتسلم الحكومة مهامها رسمياً، وبالذات عندما ستقوم "حماس" بالتغيير على مستوى الوزارات أو بعض أجهزة الأمن؟
** "حماس" لم تأت لتصنع انقلاباً على الساحة الفلسطينية، هناك وضع قائم، ونحن نراعي هذا الوضع، مهمتنا هي الإصلاح، الإصلاح ليس في خدمة حركة حماس وإنما بهدف خدمة برنامجها الذي وعدنا به الشعب الفلسطيني. ندرك أن الأمور بحاجة إلى صبر، لكن في النهاية نحن واثقون أننا سنصل إلى الإصلاح المنشود.
علاقتنا مع الإخوة في حركة فتح هي علاقة جيدة، هناك تواصل مستمر، ونحن ندير هذه العلاقة بشكل جيد، ويكفي أن مؤسسة الرئاسة أصلاً هي من حركة فتح، الممثلة في الأخ الرئيس أبي مازن، ونحن قلنا وأكدنا أننا سنخلق حالة منسجمة من العلاقة بين مؤسسة الحكومة والرئاسة، نحن غير قلقين وأساساً نحن لم نأت لنستهدف أي فصيل أو نقصي أي فصيل، بدليل أننا نصر حتى اللحظة على حركة فتح للمشاركة في حكومة ائتلاف وطني، وإذا كان هذا موقفنا فهل يمكن أن نفكر في إقصاء بعض الموظفين؟!.
* جاء على لسان السيد أبو مرزوق أن "حماس" تعترف بوجود (إسرائيل) على أرض الواقع، ما مدى تعاطي "حماس" مع هذا الواقع؟ وإلى أي حد سيصل هذا الاعتراف؟
** "حماس" لم ولن تعترف بشرعية الاحتلال (الإسرائيلي) على أرض فلسطين، هذه مسألة ثابتة ولا جدال فيها بالنسبة لـ"حماس"، ما دون ذلك هناك أمر واقع، هناك حياة يومية، احتكاك يومي، ينبغي تنظيمه يتعلق بالأمور الاقتصادية، بالحركة والتنقل وما إلى ذلك، وهناك إدارات داخل السلطة مختصة بإدارة هذا الشأن والتنسيق اليومي، وهذا بالتأكيد ليس لنا اعتراض عليه، باعتبار أن هذه أموراً تمثل واقعاً، ونحن معنيون بها لتنظيم أمور حياتنا اليومية. أما الاعتراف السياسي بالاحتلال فهذا أمر مفروغ منه، فلن يتم تحت أي ظرف من الظروف.
* تقولون إنه لن يتم تحت أي ظرف من الظروف، لكن جاء على لسان السيد مشعل في أحد خطاباته أن ماذا لو اعترفنا بـ (إسرائيل).. ماذا ستقدم لنا مقابل ذلك؟ فهل معنى هذا أن الاعتراف بـ (إسرائيل) ممكن ولكنه مشروط؟
** تصريحات السيد خالد مشعل واضحة بأن المشكلة في الاحتلال وليس في الشعب الفلسطيني، المطلوب اعتراف (إسرائيلي) بحقوق الشعب الفلسطيني وليس اعترافاً فلسطينياً بشرعية الاحتلال على الأرض الفلسطينية، هذا ما أراد أن يقوله السيد خالد مشعل. والعبارة لا تحمل هذا المعنى، وأنا قلت بوضوح حول موقف الحركة من موضوع التفاوض، وهذا ما أكده السيد خالد مشعل في مواقف كثيرة أن الحركة ترفض الاعتراف بالاحتلال.
*هناك من يعتقد وجود لغة مزدوجة بين (إسرائيل) وأمريكا في مواقفها المضادة لحركة حماس والحكومة التي ستشكلها، وأن أمريكا و(إسرائيل) يمكنهما تغيير مواقفهما تبعاً لتغيير موقف "حماس"، ماذا تقولون في ذلك؟
** أنا أعتقد أن الإدارة الأمريكية والاحتلال يريدان أن يفرضا حصاراً على حركة حماس، ولكن الذي يحدث هو العكس، فـ"حماس" أصبحت هي الحاكم هنا في فلسطين بحكم العملية الديمقراطية التي فازت فيها الحركة بالأغلبية، والمحاصر الآن هو الاحتلال والإدارة الأمريكية، هذه الإدارة التي تتنكر لنتائج عملية انتخابية وتعمل على معاقبة شعب بأكمله لمجرد إنجاحه هذه العملية الديمقراطية، ما يجري من ممارسات ومواقف أمريكية يؤدي إلى فضح النوايا الأمريكية، فهي إدارة لا تريد ديمقراطية حقيقية، هي تريد فقط عملية ديمقراطية مشوهة، لا تخدم إلا المصالح والمقاسات الأمريكية، وهذا ما رفضه شعبنا الفلسطيني، وصوت لصالح إرادته واختياره، لذلك فالإدارة الأمريكية في أضعف لحظاتها في مواجهة تمسك شعبنا الفلسطيني بحقوقه وإرادته وفي مواجهة التفاف واحتضان الأمة العربية لشعبنا الفلسطيني وقضيته.
* هنالك وسائل إعلام تتحدث عن فشل متوقع لـ "حماس" ؟
** نستمع كثيراً إلى بعض التصريحات التي تراهن على فشل حركة حماس"في إدارة المرحلة المقبلة، وأنا أريد أن أطمئن الجميع بعيداً عن الرد بأن حركة حماس ستكون وفية بعهدها أمام الشعب الفلسطيني، تبذل جهدها ليل نهار، لتجاوز التحديات المحيطة بها وهي تحديات كبيرة على الصعيد الداخلي والخارجي، لكن نحن واثقون بعون الله من تجاوز هذه التحديات، وسنتمكن حتى من إصلاح الوضع الفلسطيني بأفضل مما يأمله شعبنا الفلسطيني