اقتباس: اسحق كتب/كتبت
الزملاء الأعزاء
أتذكر فيلما عن سقوط طائرة و إذا براكب ملحد ضمن الركاب يرشم علامة الصليب و جارته تسأله : ألست ملحدا ؟ فرد قائلا لها : و ماذا الذى سأخسره ؟
قد تشرح تلك القصة السابقة ما اعنيه بحسابات المكسب و الخسارة .
تحياتى
العزيز اسحق
دعني أحاول توضيح المعاني بأسلوب آخر:
في طرحك عامة - و مثالك الأخير بخاصة أنت تفترض فرضا خاطئا و تبني عليه كل وجهة نظرك و هو "إما المسيحية أو الإلحاد" و لربما كنت غير مخطئا إن إفترضت كذلك أنك تقصد بالمسيحية المذهب الأرثوذوكسي فقط متغاضيا عن أنه يوجد عدد كبير جدا من الأديان لابد عندها أن توضع في الإعتبار.
يوجد لدى سيادتكم خلط آخر تستكمل به وجهة نظرك و هو الخلط ما بين النسبة المئوية التي تعتقد و تؤمن بها سيادتكم و بين النسبة المئوية لشخص ملحد و لآخر محايد (أي بين الشخصي - و موضوعي):
فأنت تارة تفترض النسبة 50% و هذا طبقا للفرض الخاطئ - المسيحية/الإلحاد - و هذا الفرض هو من وجهة نظر الشخص المحايد و هو فرض موضوعي و لكنه خاطئ بالتأكيد حيث أن الشخص المحايد سوف يستكمل قائمة الأديان -اليهودية/الإسلام/المسيحية/البوذية/الهندوسية ....إلخ - و تباعا تصبح النسب بالتساوي صغيرة جدا و تكاد تؤول للصفر.
ثم تعود و تقرر أنها 100% - و هي نسبة شخصية في عقلك أنت فقط و ليست من وجهة نظر الشخص المحايد. و بالتالي هي خارج سياق الموضوع.
و تطمئن نفسك بأنه حتى لو كانت النسبة ضئيلة فهي أكبر من الصفر الذي خصصته للملحد - جميل جدا و لكن من قال أن نسبة الملحد صفرا؟
فهذا فرض خاطئ آخر - فالإلحاد في هذه الحالة = الإيمان بالضبط سواء على المستوى الموضوعي أو الشخصي:
- موضوعيا: الشخص المحايد الذي يحكم يجب و بالتأكيد سوف يضع الإلحاد بجانب الأديان كإحتمال قائم و له نسبة و الأكثر من ذلك أن نسبته ستصبح 50% و تقسم ال50% الباقية على كافة الأديان !! و هذا ببساطة أنه عكس الإيمان بالأديان بكافة أنواعها.
- أما شخصيا فالملحد لا يفترق عن المؤمن في أنه يؤمن بعدم وجود إله بنسبة 100% كما تؤمن أنت بالمسيحية 100% و عليها فبالنسبة لشخص ملحد سوف يأخد هو النسبة التي تطمئن نفسك بها تاركا لك الصفر.
أي و ببساطة لو أعدنا طرحك على لسان شخص ملحد و نسبة له و بنفس الأسلوب - مع التغييرات اللازمة - سوف تتحول أنت لوضع الصفر و سوف يرثى هو لحالك كما ترثى أنت الآن له.
و الخطأ أن كلاكما خلط بين ما هو شخصي و بين ما هو موضوعي.
و دعنا نعود للطرح الموضوعي (50% لا يوجد إله - 50% مقسمة على الأديان) و هذا نسبة للشخص المحايد الذي تقفون حوله جميعا مطالبين إياه بأن يصدقكم - و قد فاض به من كثرة الإلحاح و أعياه أن كلا منكم مصمم تماما على وجهة نظره (كل منكم يفترض أنه 100% و الباقي صفر%) و هو كمحايد رتب نسب الإحتمال كما أردفنا - ماذا تتوقع منه الآن؟
لابد أن تتوقع منه أن يطلب من كل منكم أن يثبت له ما يقول - وهذا بطريقة منطقية أو علمية تجريبية لكي يفهمها هو كمحايد و يفهمها كل المحيطين به لكي يقتنعوا أيضا و يذهبون عنه.
و الكل سوف يعجز عن ذلك بالتأكيد - لأن الكل يتحدث من منطلق شخصي (إيمانه هو) مع نفس الفرض الخاطئ أنه موضوعي و كل من حوله يجب أن يراه صحيحا - و يعجز في نفس الوقت أن يمرر هذا الفرض لغيره - لأنه يجهل أن ما يمرر بين الذوات البشرية من قضايا من يقين شخص ليقين آخر لكي تصبح بعدها يقين لديه أيضا هو القضايا الموضوعية فقط و هي ما خضع للمنطق أو الرياضة (العلوم الصورية) أو ما خضع للتجربة.
و الآن بصفتك من أصحاب الديانات - و سأعتبر نفسي هذا الشخص المحايد الذي يقف بينكم - هل تستطيع أن تثبت لي:
أن الله موجود أولا ؟
ثم أن دينك هو الصحيح من دون الأديان الأخرى ثانيا؟
على ألا يعود أي منكم ليبيع لي موضوع النسب التي سبق شرحها بعاليه فكل نسبكم شخصية تتأرجح بين الصفر و 100% - أما لي فهي النسبة (50% لا يوجد إله / 50% مقسمة على الأديان)