تحياتي للجميع

أود طرح موضوع عن الجن، ولكن أرجو من الجميع أخذ الموضوع على محمل الجد، وعدم الدخول في متاهات لا نحمد عقباها

يوجد عند المسلمين موضوع "دخول الجن الى جسم الانسان" وبالعامية يقولون هذا الشخص ملبوس، أي ان الجن لابسه اي داخل فيه، والكثير من الناس يتوجهون الى شيوخ يعالجون مثل هذه الحالات بالقرآن. وكان على احدى الفضائيات في السابق برنامج مخصص عن ذلك، لا شك ان البعض شاهده.

ولكن الملفت لي ان بعض الشيوخ لا يقرون بذلك، فمن يفيدونا بهذا الموضوع.

وسؤالي الآخر هو لابناء الديانات الأخرى، ماذا عن هذا الموضوع عندكم؟

تحياتي يا زميل يوسف (f)

فعلا مرة سألت أحد أساتذة الشريعة في جامعتي عن الموضوع وقال مما قال أن الجن لا يستطيع سوى "الوسوسة" يعني أن تأثيره عقلي على البشر ولم يتفق مع القول بأنه قادر على الاستيلاء على الجسد..

عموما أن مؤمن تماما بوجود الجن لكنني لا أصدّقُ صراحة مبدأ "تلبسه" للجسد البشري ولا أنوي ذلك قبل رؤيتي لمثال واضح! لاحظ أيضا أن كل هذه القصص لا نراها إلا على شاشة التلفاز أو التسجيلات التي تباع هنا وهناك، وبحياتي لم أسمع عن شيخ معروف يقوم بإزالة الجن أو مهما كانت العملية ... عموما ستكون تجربة مثيرة الذهاب إلى أحدهم ورؤية ما يحدث على أرض الواقع لكن ربنا يستُر ما ألتمس :D

(f)

تحياتي لك الزميل كمبيوترجي

أنا مثلك تماماً مؤمن بوجود الجن
{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }الذاريات56

ولكن الفارق بيني وبينك هو انك لم تشاهد الا على شاشات التلفاز ولكن انا شاهدته على ارض الواقع، أي حضرت جلسة لاحد الشيوخ في هذا الموضوع وكنت متقتنع جدا بهذا الموضوع الى ان قابلت شيخ قلب الموازين لدي برفضه الإقرار بهذا الموضوع

السلام ..

خرافة و اسطورة .. كونتها الجهل بالاسباب العلمية للامراض ، ثم توارثتها الاجيال بمبدأ تقديس كل ما يأتي من الآباء والاجداد ..

وليست الاديان السماوية التي اورثها الجهل هذه الاسطورة ، بل وتنتشر هذه الاسطورة لدى الديانات القديمة والبدائية وغيرها ..

هذا المشترك (انتشار الاسطورة نفسها) دليل على مرور العقل البشري لدى كافة الثقافات بنف المراحل التطورية من ناحية الاستيعاب ..

اقتباس: [i]  العباسي   كتب/كتبت

هذا المشترك (انتشار الاسطورة نفسها) دليل على مرور العقل البشري لدى كافة الثقافات بنف المراحل التطورية من ناحية الاستيعاب ..

الزميلي العباسي
عذرا لم افهم المقصود بكلامك هذا ارجو التوضيح

تحياتي

السلام عليكم ..

الى yousefabd العزيز ، تحية ،،

الجملة المعنية اشير فيها الى نظرية أؤمن بها وهي ان الثقافات الانسانية في مختلف بقاع الارض تمر بمراحل استيعابية للواقع والوجود .. ، فالانسان القديم أرمز للوجود وقوانينه برموز شخصية لان العقل وقتذاك لم يكن قادرا على استيعاب القوانين الفيزيائية و الكيميائية والبيولوجية وغيرها من قوانين الطبيعة بصورتها الحالية الحديثة ، إنما كان يشخص تلك القوانين، فقانون الاخصاب مثلا تجعله الثقافات الانسانية في بداية مراحلها الاستيعابية اشخاص كانفسهم يتكلمون ويعوون و لهم ارادة كارادة الانسان ، فيكون الخصب مثلا (مارتو) عن الآرميين مثلا ، و حركة الفصول السنوية يشخصها على انها (ديونيسيوس) -إن لم تخبني الذاكرة التفصيلية- و (الماعت) إله مصرية ترمز الى مبدأ العدل الكوني ، وغيرها من آلهة و قوى غيبية هي - بعد التأمل- عبارة عن قوانين الطبيعة نفسها، ولكن العقل البشري وقتذاك ليسهل عليه الاستيعاب كان يشخص تلك المسائل.
وهكذا العقل البشري يتطور في مراحل الاستيعاب ، فتجد ان القرن السادس قبل الميلاد مشترك لظهور العديد من الفلاسفة الذي بدؤوا يمنطقون الميثولوجيا و يفكرون باسلوب جديد ،ففي اليونان سقراط افلاطون ارسطو ومعه السفسطائية وغيرهم ، وفي ايران زرادشت ، وفي الهند بوذا وفي الصين لاوتسو وكونفوشيوس ..الخ .. ثم الفترة الاسلامية ثم النهضة الغربية .. كل ذلك مراحل تطورية للتفكير البشري و الاستيعاب.
نعم هناك استثناءات وتسابق وتسارع او تباطؤ بين الامم والثقافات ، ولكن كلها تمر بنفس المراحل.
و العقل البشري في مراحله الاولى كان محتاج الى دعم خارجي ليستوعب الوجود ، وهذا الدعم - بحسب اعتقادنا- متمثل بالوحي، و ايضا كان الوحي لا يخرج عن نطاق قدرة العقل وقتذاك عن الاستيعاب ، بل كان يخاطبه بمستوى عقله ولكن بخطاب مسير الى الاستيعاب الصحيح والمنطقي ، و عملية تكرار الوحي كان موازي لوصول الثقافة الى طريق مسدود سببه (الانانية) - والشرح المفصل لنظرية الانانية موجود في موقعنا الشخصي عند افتتاحه عن قريب- ، وكلما وصلت الثقافة الى تلك الطريق والذي يعجز فيه العقل بنفسه من الخروج منه يأتي الوحي ويسدد ، وهكذا حتى يصل العقل الى مرحلة تطورية يمكن فيها ان يستوعب ويعي الوجود دون الوصول الى النقطة المسدودة، بمعنى آخر ، عندما اختتمت النبوة وانقطع الوحي فان العقل البشري بعد ذلك يمكنه ان يستوعب ، وطريق النقطة السوادء التي لا عودة منها لم يعد موجودا ، وهذا معنى إتمام الحجة على البشر.
و للثقافة القديمة التي نُتجت بسبب المرحلة البدائية للاستيعاب و قصور العقلية وقتذاك عطت -بطبيعة الحال- الى اجيال متأخرة اساطير واساطير ، واسباب تكون الاساطير اسباب دقيقة شرحها موكول لمحله ، مهما يكن ، فالاجيال المتأخرة تورث الاساطير القديمة والتي هي عبارة عن فهم قديم مخلوط بعامل الانانية والجهل الاجمالي - الذي في قبال المفصل- ، ولكن الاجيال الجديدة تقدس تلك الاساطير لنفس سبب تكونها ، بمعنى ان الانانية لدى الشعوب والفرد هي التي تكون الاساطير -بالاضافة الى الجهل طبعا- ، و هذه الانانية هي التي تحافظ على وراثة الاساطير الى الاجيال الجديدة ، لان الابناء يقولون ان هذه القصص والنظريات هي لآبائنا ، لاحظ الضمير (نا) والذي يرجع للـ(أنا) ، فالانانية تقدس نفسها عن طريق غير مباشر.

وهكذا اسطورة (تلبس الجن) فهي عبارة عن فهم قديم متخلف لقوانين طبيعية ، نحو مرض الصرع و غيرها من الامراض النفسية ، فان الشامانية كانت تنظر الى انها بفعل الارواح الشريرة ، والشامانية ثقافة انسانية بدائية ، و كذا شعوب الديانات القديمة ، والسماوية ايضا ، و أنا لا اقول انه هذه الاساطير كونها الوحي ، إنما قصور الثقافة الانسانية واستسلامها لعامل الجهل والانانية - والذي لا ينفك الوحي عن محاربتها ، بل هما العدوان الرئيسيان له ، بل واشك ان ابليس ترميز لـ(الانانية) والله اعلم- اورثت اساطير ، منها تلبس الجن ، فالناس (جهلوا) باسباب امراض معينة ، فبركبوا اقرب قصة ليجيبوا على السؤال ، فقالوا (الجن) ، ثم ورث الابناء ذلك وقدسوا تلك النظرية لكونها من آبائـ(نا) و أجداد(نا)..

اتمنى انها وضحت ..

أما الجن بشكل عام فالنصوص تشير انحصار دورهم بالوسوسة ، (من شر الوسواس الخناس ، الذي يوسوس في صدور الناس ، من الجنة والناس) ، ولاحظ ان الوسيلة مشتركة بين البشر والجن ، نعم من قصص النصوص - وخاصة قصة سيدنا سليمان (ع) - تفيد انه يمكن للجن أن يُكَوِنوا علاقة مادية مع البشر -نحو نقل عرش بلقيس والتحدث - ، و العلم هنا اجمالي غير مفصل ، فلا نستطيع ان ناخذ مقدمة : قدرة الجن على انتاج عملية مادية كمقدمة لكي نستنتج أمورا كثيرة اكثر تفصيلية منها اثبات(لبس الجن)، فالمقدمات غير كافية..

وشكرا..

الزميل العباسي

اشكرك جزيل الشكر على تواصلك معي وعلى ردك اللطيف

اما بالنسبة للموضوع فانت تشير الى ان قضية تلبس الجن هي مرض صرع او ما شابه "ارجو ان لا اكون اخطأت"

ولكن يا زميل هذا الموضوع بدأت حوله خلافات كثيره هنالك من رجال العلم والدين يقرون بوجود هذا الشيء
وآخرون يرفضون ذلك

نحن الناس كيف لنا ان نتأكد من ذلك، انت تقول ان الجن يوسوس للناس وهذا كلام صحيح ولكن عندما تشاهد بأم عينك شيخ يعالج انسان من الجن
والعلاج يكون على شكل حوار بالقرآن من جانب الشيخ من الجن، علما بانه عندما يقرأ الشيخ القرآن يبدأ جسم الانسان بالرعشة والانتفاض

هذا الشيء انا شاهدته بعين فلا تقل لي بانه صرع او مرض نفسي
حالات الصرع معروف كيف تكون اما هذه الحالات فيها مختلفه تماما

سلام

السلام ..

الى العزيز yousefabd ، تحياتي ،،

مرض الصرع ضربته كمثال ، و الامراض قد تكون بيولوجية وقد تكون نفسية.

أما وجود الخلاف على الموضوع فهو حاصل نعم، و إننا لا نقف بقوة مع احد الاطراف ولكننا نقول: إنه لم يثبت لدينا، بل نحتاج الى ادلة وادلة من النوع الطارد المانع لكي تكون هذه الحالات المرضية هي تلبس للجن ليس إلا ، و حاليا لا توجد هذه الادلة، فالاحتمالات اغلبها واردة.

أما مشاهدتك فإن أكتملت وشروطها لتكون واقع غير قابل للنقض فهي حجة على المشاهِد لا علينا.

المسألة تحتاج الى تجارب موضوعية اكثر، نحتاج ان نأخذ هؤلاء المرضى : ونلاحظ اولا ظروفهم و بيئتهم - ونحن نسأل لماذا هذه الحالات منتشرة في مجتمعات العالم الثالث خاصة في الريف والمدن المتخلفة؟ باستثناء إن اخذنا فلم "إكزورست" كحالة في العالم الغربي :) ، رغم ان اسباب التلبس المذكورة في كتب الجن المنتشرة متكثرة في المجتمعات الغربية اكثر من مجتمعاتنا المتحفظة، ولماذا تتعلق باشخاص فقراء مساكين- .
ثم نحتاج الى عمل تجارب تمنع احتمالات اخرى لنقر بنتيجة محصورة، نحو ان نقرأ القرآن مثلا على اشخاص ظروفهم الاجتماعية والنفسية مختلفة ، ثم نحاول ان نقرأ كلمات ولكن بلحن القرآن لنتأكد هل هي كلمات القرآن من (ينرفز) المريض أم اللحن ؟ علما باننا سمعنا بان هناك حالة -والعهدة على الراوي- إن تم قراءة الموال العراقي على احد المرضى ليبدأ مع القراءة حالات الرعش والانتفاض.. و غيرها من التجارب.

الاقرار بوجود حالات تلبس للجن غير مجدي وفق المعطيات الحالية.

هل تعلم بان فاتحي المومياءات الفرعونية كانوا يصابون بحالات هسترة و تخيلات مخيفة مما تؤدي بالنهاية الى انتحار بعض منهم؟ قد قالوا في البداية ان ان الفراعنة يتعاملون مع الجن وان الجن يحرسون المومياءات ، ولكن بالنهاية أُكتشف بان في التابوت مادة مهسترة سريعة الانتشار تنطلق مباشرة بعد فتح التابوت ليستنشقها المكتشف او الباحث ليصاب بامراض الهسترة والهلوسة.

كنتيجة نهائية : انا لا انكر ولكن لا اثبت ، ممكن ، ولكي اظن ان نظرية تلبس الجن نظرية بعيدة ، لانها اولا غير مدعومة بنصوص قرآنية او حديثية ، ثانيا لا تمتلك ادلة تجريبية جامعة ومانعة لباقي الاحتمالات ، واعتقد بإنها اسطورة قديمة ورثناها من الاجيال السابقة .. هذا رأيي وقد تخطئني الايام ..

وشكرا جزيلا ..

السلام للجميع

في رأي إن مسألة الجن هي من أهم الموضوعات التي قالت بها الكثير من الأديان , والتي يسهل جداً أظهار عدم واقعيتها .
وقد كان رد الأخ " العباسي " دقيق جداً وعلمي وأنا معه
وفي رأي هناك استحالة إثبات وجود الجن في وقتنا الحاضر .
وقد لاحظت أن بعض المتدينين المثقفين يتحاشون مسألة الجن , لوجود تناقضات كثير فيها يجعل الدفاع عنها صعب .

مع تحياتي للجميع

اقتباس:  نبيل حاجي نائف   كتب/كتبت  
 
السلام للجميع

في رأي إن مسألة الجن هي من أهم الموضوعات التي قالت بها الكثير من الأديان , والتي يسهل جداً أظهار عدم واقعيتها .
وقد كان رد الأخ " العباسي " دقيق جداً وعلمي وأنا معه  
وفي رأي هناك استحالة إثبات وجود الجن  في وقتنا الحاضر .
وقد لاحظت أن بعض المتدينين المثقفين يتحاشون مسألة الجن , لوجود تناقضات كثير فيها يجعل الدفاع عنها صعب   .

مع تحياتي للجميع

شكرا لك وللأخ العباسي

ولكن ما زلنا تائهين وبعيدين عن الحقيقة التي نرغب بمعرفتها

تحياتي