abu yasaar
عضو فعّال
  
المشاركات: 53
الانضمام: Jan 2006
|
ماذا قال نائوم تشومنسكي في صدام حسين
حسام مطلق_ "الرأي / خاص"
السطور المدرجة ادناه هي نقل حرفي من كتاب نائوم تشومنكي ( الهيمنة أم البقاء ) وفقا للطبعة الصادرة عن الكتاب العربي بيروت لبنان وهو من ترجمة سامي الكعكي. السطور تقع بين الصفحة 151و 153.
وقد يكون مجديا تقديم تعريف سريع بنأوم تشومنسكي لمن لم يسعفه الحظ في الوقوع على احد آثاره.
هو آستاذ اللغات والفلسفة بجامعة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أصدر من العام 1696 وحتى تاريخ نشر كتابه هذا 23 كتابا منها اربع كتب تبحث في قضايا الشرق الاوسط اخرها كتاب اوهام الشرق الاوسط فيما كانت باقي كتبه تتمحور حول السياسة الاميركية في غالبها وبعضها تناول مواضيع سياسية من جوانب فلسفية واخلاقية.
النص : الفصل الخامس – الصلة العراقية
( ... بالرغم مما كان يتصف به صدام حسين من قسوة وشراسة, الا انه وجه العائدات النفطية لاغراض التنمية الداخلية. " ثمة طاغية على رأس نظام حول العنف الى اداة للدولة " وحاز على " سجل مروع على صعيد حقوق الانسان " الاانه استطاع مع ذلك ان يرفع نصف سكان البلاد الى مستوى الطبقة الوسطىو العرب في العالم اجمع يأتون للدارسة في الجامعات العراقية ". الضريبة التي فرضتها حرب 1991, وما اشملت عليه من تدمير متعمد لمرافق المياه والطاقة وشبكة الصرف الصحي, كانت باهضة للغاية, وجاء نظام العقوبات الذي فرضته الولايات المتحدة وبريطانيا ليدفع بالبلاد الى مستوى الإدقاع. وحسبنا شاهدا على ذلك تقرير عن حالة اطفال العالم لعام 2003 الذي نشرته منظمة اليونيسيف, والذي جاء فيه " أن تراجع العراق على مدى العقد النصرم يعد الاقسى بين البلدان الـ 193 التي جرى مسحها" مع معدلات لوفيات الاطفال, وهو افضل مؤشر على رفاهية الأطفال, ارتفع من 50 الى 133 حالة وفاة لكل الف حالة ولادة, وبما يحل العراق أسفل البلدان جيمعا خارج افريقيا وبإستثناء كومبوديا وأفغانستان. وأقر إثنان من المحللين العسكريين المحسوبيين على معسكر الصقور بأن العقوبات الإقتصادية ربما تسببت بموت أعداد كبيرة من الناس في العراق مما تسببت به اسلحة الدمار الشامل على مدى التاريخ كله, وهم بمئات الآلوف وفقا للتقديرات المحافظة.
ما من غربي يعرف العراق بافضل مما يعرفه دنيس هاليداي وهانز فون سبونيك الدبلوماسيان المحترمان في الامم المتحدة, اللذان عملا على رأس منسفي الامم المتحدة للشؤون الانسانية, مع طاقم دولي من مئات المحققين يجوبون العراق كل يوم طولا وعرضا. وقد استقالا احتجاجا على ما وصفع هاليداي " بطابع الابادة الجماعية " الذي يطبع نظام العقوبات نظام العقوبات الأميركي – البريطاني. وكلاهما رفضا المزاعم القائلة إن السلطات العراقية تضع يدها على الموارد الغذائية والطبية. وأيد خلفهما, تون ميات, رأيهما هذا, واصفا النظام العراقي بأنه احسن نظام للتوزيع رآه في حياته, من موقعه كمسؤول في برنامج الغذاء العالمي ". وقد افاد كبير مسؤولي برنامج الغذاء العالمي التابع للامم المتحدة, بأن البرنامج قد اجرى اكثر من مليون عملية تفتيش على نظام التوزيع, فلم يكتشف اية ادلة مهمة على وجود أعمال غش أو محاباة " واردف بأنه " لم يكن ثمة سبيل لايجاد بديل آخر قابل للعمل بنصف نجاعة" النظام العراقي في التوزيع, الذي هو أكفأ نظام في العالم وأن خطر وقوع أزمة إنسانية واسعة النطاق سوف يزداد في حال حدوث شيء يعطله.
وكما اشار هاليداي وفون سبونيك وآخرون لسنوات وسنوات, فقد دمرت العقوبات حياة السكان بنما قوت صدام حسين وطغمته, وضاعفت كذلك من اعتماد الشعب العراقي على الطاغية من أجل البقاء. نقل عن فون سبونيك الذي استقال عام 2000, قوله إن الولايات المتحدة وبريطانيا " حاولتا, وبصورة منتظمة, منعه ( هو وهاليداي ) من اطلاع مجلس الامن ... لانهما لم تكونان تودان سماع ما كان يجب ان نقوله " حول همجية ووحشية العقوبات. وأبدت وسائل الإعلام الأميركية موافقة علىذلك في الظاهر.
ومع أن المعرفة المطلعة والمتمرسة لمنسقي الامم المتحدة لا تضاهيها اية معرفة أخرى, فقد تعين على الاميركيين أن يتوجهوا الى جهات اخرى لسماع ما لديها, حتى والتركيز شبه الليزري منصب على العراق. فكان النقاش حول آثار العقوبات مقتضبا وتبريريا, على جري العادة فيما خص الجرائم المنسوبة الى دولة الشخص المعني.
ووجدت الباحثة الاكادمية, جوي غوردونو انه حتى المعلومات التي لم تصل الى مجلس الامن " ابقيت بعيدا عن تمحيص الجمهور " وإن كانت قداطلعت كسواها على ما يكفي من الحقائق لكشف السجل المخزي للوحشية المقصودة والجهود المبذولة " على نحو عدواني طوال العقد الفائت للتقليل ما امكن والى الحد الاقصى من المواد الانسانية التي تدخل البلاد ... في وجه معاناة بشرية هائلة. بما في ذلك زيادات كبيرة في وفيات الأطفال, وتفشي الاوبئة على نطاق واسع " فقد اعترضت الولايات المتحدة سبيل نقالات المياه ومنعتها من الوصول الى العراق بحجة بالغة السخف وهي رفض خبراء السلاح التابعين للامم المتحدة استقبالها, هذا في وقت كان فيه السبب الرئيسي لوفيات الاطفال هو تعذر الوصول الى مياه الشرب النقية, وفي وقت كانت فيه موجة من الجفاف تضرب البلاد ".صرت واشنطن على احتباس حتى اللقاحات لامراض الاطفال الى ان اجبرت على التراجع عن موقفها هذا في وجه احتجاجات قوية من منظمة اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية يساندها في في ذلك خبراء الاسلجة البيولوجية الاوربيون الذين وصفوا مزاعم الولايات المتحدة حول الإستخدام المزدوج لهذه اللقاحات بانها "مستحيلة قطعا ".
والصليب الاحمر الدولي من جانبه,و هو العليم بأحوال البلاد, خلص في عام 1999 الى ان عقدا من العقوبات قد " ترك الاقتصاد العراقي في حالة يرثى لها " و " برمامج النفط مقابل الغذاء " المطبق بموجب قرار الامم المتحدة رقم 986 منذ عام 1995 لم يوقف انهيار النظام الصحي وتردي إمدادات المياه, اللذين يشكلان معا واحدا من افدح الاخطار على صحة السكان المدنيين ورفاههم" وأفادت للجنة الدولية للصليب الاحمر بأن وكالات الإغاثة لايسعها غير الامل بالتخفيف شيئا ما من اوخم مفاعيل العقوبات وانها عاجزة تقريبا عن تلبية الاحتياجات الشاملة للسكان البالغ عددهم22 مليون نسمة.
سأكتفي بهذا القدر من تفاصيل كثيرة اوردها الكاتب عن العلاقة بين العراق والولايات المتحدة الاميركية والتي تظهر بما لايقبل الشك ان الولايات المتحدة الاميركية متورطة عن سابق عزم واصرار, ليس فقط في الإضرار بالنظام العراقي, فهذا مفهوم, ولكن في توجيه الامور نحو الكارثة بحق الشعب العراقي عموما. لقد اراد الاميركيون ان يعيدوا العراق الى العصور الوسطى, تماما كما قال كولن باول يوم كان رئيسا لهيئة اركان الجيش الاميركي إبان حرب 1991 وقد فعلوا كل ما يستطيعون من اجل تحقيق هذا الهدف. انصح القارىء الكريم بالاطلاع على الكتاب لكي يرى الصورة الاميركية على حقيقتها, فالسطور القليلة التي اوردتها لاتكفي. بقي ان اذكر ان الفيلسوف تشومينسكي لم يذكر اي معلومة الا واسندها الى مرجع محددا اسم الكتاب او الجريدة او الجهة ومدللا على ذلك بالصفحة وتاريخ الاصدار. ولكن المجال لم يسمح فيما اوردته من سطور لذكر كل ذلك.
|
|
01-04-2007, 12:58 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
|