وقفت ولا أزال مع المقاومة الباسلة، والدفاع المشروع عن كل القضايا العادلة، وفي مقدمتها قضيتنا الفلسطينية، وفي هذا الإطار لا يمكن إغفال ما قدمته المقاومة اللبنانية صدا للعدو المشترك بينها وبين كتائب المقاومة الفلسطينية...


مع المقاومة يمكن أن يتماهى كل شرفاء العالم بلا تردد، أيا كانت هويتهم الدينية أو الفكرية..


لكن الموقف من المقاومة، لا يعكس بالضرورة موقفنا من الكتل السياسية التي تستوعبها!


لابد من فصل بين الموقفين:


المقاومة الوطنية الإسلامية، وهي تحمل هم الوطن وتذود عن حماه، والأحزاب السياسية التي يشغلها همها الخاص وتسعى لتحقيقه بكل اتجاه.


حسن نصر الله اليوم كياسر عرفات بالأمس، يمثل كل منهما بعدين اثنين على الساحة:


بعد الثورة والمقاومة


وبعد السياسة بكل أدوارها.


نعم قد يتداخل البعدان في بعض المراحل، ويستفيد بعضهما من بعض في جل المراحل، غير أن الموضوعية والواقعية تقتضي أن نفصل بين البعدين تماما حتى لا نتطرف ولا نفرط معا..


عرفات السياسة انتهى في نظري منذ خطاب جنيف قبل أوسلو، وإن كان بقي له وجوده حتى كامب ديفيد الأخيرة...

..........
..........
ما بقي حتى اليوم، هو عرفات المقاومة الرمز، الذي يضطر حتى الحمساوي في سلطته على أن يرفع صورته فوقه في كل اجتماع، يمثل السلطة التي بذل لها أبو عمار ما بذل...




(انقر هنا لقراءة المقال كاملا -إن شئت-)

في مقابلة مع نائب من نواب الحزب -نسيت اسمه (أظنه علي عمار)- يوم أمس على الجزيرة، بدا منتفخا يتهدد الجميع، وبأن عليهم أن يعاملوا حزب الله كمنتصر لا كمهزوم!!

وهذه لهجة قاسية ما أظن أن لبنانيا حرا سيقبلها من قيادات الحزب!


وفي الكلمة التأبينية على شهداء قانا، تحدث الشيخ نبيل قاووق عضو شورى الحزب في الجنوب، عن فضل إيران، وأن هذا الانتصار هو انتصار لها، مزجيا هذه التضحيات لروح أبي عبد الله الحسين..........ولروح الله الخميني المقدس!

في نظري أن المسلك المذهبي للحزب شأنه الخاص، لا ينبغي أن نلومه عليه، لكن الارتهان لإيران بهذه الطريقة، والحديث عنها بكل هذا الوضوح، ليس شأنا داخليا لحزب لبناني وطني!!


من حق الشيعة في كل أنحاء العالم أن يعودوا لمرجعياتهم المذهبية في النجف وقم....

لكنه ليس من حق وطني حر أن يكون له مرجعيته السياسية خارج حدوده مهما كانت الذرائع...

مع الإجلال الثابت والإعجاب المستمر ببسالة المقاومة اللبنانية بكل أطيافها، إلآ أنني أؤكد على أن سياسات (حزب الله) لا تزال تمضي في الطريق الخاطئ، وآمل أن يستفيد ولو متأخرا مما مضى...

واسلموا لود واحترام(f)