جقل
عضو متقدم
المشاركات: 678
الانضمام: Oct 2004
|
هل الكون معقد أم بسيط ؟
تحية الى زميلي بهجت و أخرى الى زميلي وليد....:97:
حتى أتأكد أننا في "نموذج إرشادي" واحد و نتحدث عن شيء واحد هاك ما فهمته من طرح الزميل بهجت عن التعقيد و كنت قد نوهت به في المداخلة السابقه و ميزت بين التعقيد و بين الكثرة والتي قد يعتقد البعض خطأ أنها تعقيد ,المعقد هو غير المفهوم أو هي حالة يقف فيها الفكر عاجزا أمام أمر فلا يتمكن من توصيفة او تفسيرة فهذا امر معقد , عند الوصول الى مرحلة التعقيد تتوقف القدرة على تشكيل نماذج رياضية أو منطقية تحاكي المشكلة التي نحن بصددها , ليس لقصور رياضي و لكن لإستعصاء "منطقي" يمنعنا من تشكيل ذلك النموذج , بيد أن الإنسان كان على الدوام قادرا على التصدي لتفسير او توصيف تجاربة و بالتالي كان قادرا على تشكيل نماذجه التي تبسط امامة التجربة, ,قد يكون ذلك النموذج اسطورة أو معتقد أو معادلة رياضيه.لا يستطيع الإنسان أن يبقى مبهورا الى مالانهاية فيأتي النموذج ليفك عنه حالة الدهشة ,و يجب أن يكون ذلك النموذج من البساطة بحيث تزول الدهشة نهائيا.
بحسب الفهم السابق يكون التعقيد مغالطة منطقية أو تناقض فيتعذر فهه ,و لذلك يجب أن تكون البساطة موضوعية لأنها نقيض لعدم الإتساق المنطقي وموضوعيتها تكافىء تكافىء النتائج المنطقية أو الحسابات الرياضيه ,, و استخدم كلمة موضوعي بمعناها الكانطي , اي ما هو ضروري و كلي ,فبساطة النماذج موضوعيه بقدر ما هي مفهومة و متناسقة ,,و هنا أريد ان أفرق بين الموضوعي و الواقعي ,فمحور الأرض مثلا هو موضوعي و لكنه ليس واقعي كالأرض ذاتها , و محور الأرض ضروري للفهم , و بهذا الإعتبار أجد ان بساطة الكون هي أمر موضوعي و إلا تعذر فهمة و و التنبؤ بظواهرة بل و قد يتعذر العيش فيه إطلاقا.
كان فرض "الأثير" من الفروض التي لاقت شعبية واسعة بين فيزيائيي القرن التاسع عشر,و لكن الاثير الفرض الذي كان ضروريا لتفسير ظواهر إنتقال موجات الضوء بدأ يعاني من مشكلات منطقية خطيرة منها أن كثافته تكاد تكون معدومة و ذلك لأنه لا يبدي اي ممانعه عندما تخترقة الكواكب و لكنه من جهة أخرى فهو ذو كثافة عالية لأن موجات الضوء تنتقل فيه تنتقل معترض , عند هذه المرحلة اصبح الأثير مفهوما معقدا و غير قادر على أداء اية وظيفة , بل أصبح عبئا على الفيزياء , ففضل اينشتاين التخلي عنه كليه و تبني معادلات ماكسويل و لورنتز بدلا من تبني نموذج شاذ . لم يبدو الأثير معقدا إلا عندما تناقضت تعريفاته و خالف بكل صراحة مبدأ الهوية "أ هو أ"فعندما اصبح كثيفا و غير كثيف لم يعد هو ذاته فألقي به بعيدا بإعتباره امرا معقدا لا يمكن التعبير عنه لا بشكل منطقي و لا بشكل رياضي.
لا يجب أن نصاب بالهلع إذا تعددت مدخلات و متغيرات أي نموذج رياضي يعبر عن واقعة فيزيائية "فلكل فولة كيال",و إذا أقتصرت معرفة الحل على أهل "الحل" أي الرياضيين فهذا لا يعني أن النموذج معقد فهو بسيط بقدر ما يحافظ على قواعد الإستنباط الرياضي وصولا الى النتيجة.و عند تقييم اي نموذج من حيث البساطة فيجب النظر الى النسق كله كوحدة فيزيائية متكاملة معبر عنها بنموذج رياضي متكامل , فقد تكون الدائرة اكثر بساطة من الإهليلج , و رغم إستبدال كبلر لمدار كوبر نيق الدائري بآخر إهليلجي مازال نموذج كبلر اكثر بساطة , لأن الإبقاء على الدائرة كمسار للكواكب يحتم عليه تغيير كبير في قوانين إنتشار الضوء , لذلك كان من الأفضل تغيير الدائرة بأهليلج و الإبقاء على قوانين إنتشار الضوء كما هي.ومن حيث النتيجة النهائية فإن نموذج كبلر اكثر بساطة و اكثر دقة في التنبوء , و لا يعني هذا بأن نموذج كوبر نيق كان خاطأ فهو غير ملائم او معقد فقط , و من ناهية ثانية لا يمكنني القول بأن نموذج كبلر ينطبق على الواقع و بالتالي فإن مسار الكواكب أهليلجي , فهذا القول متعسف , فالنماذج لا تملك اي فحوى أنطولوجي , و هي تشبه الخرائط الطبوغرافية التي ترشد الملاحين الى مرافئهم , دون أن ندعي أن هذه الخرائط هي الواقع.
التجربة كمعيار لصدقية النموذج مفهوم مضلل , و لا يزيد من شرعية النموذج تطابقه مع التجربة ,فقد يصدق كلام الكثير من المتنبئين و قارئي الطالع و لكن هذا لن يجعل التنجيم علما رغم تطابقه مع التجربة ,بالإضافة الى أن التجربة واقعة وحيدة مفردة لا تشرعن تعميم النموذج المقترح , و يظل الصدق طبقا للتجربه إحتماليا و مهما صغر الإحتمال يبقى الباب مشرعا لدخول نماذج بديلة اكثر بساطة و تحمل الإتساق التجريبي ذاته ,و الواقع الذي تشير أليه التجربة شيء غير محدد فما اعرفة هو مجموعة إنطباعات إدراكيه تنقلها الحواس لمجموعة من الحوادث المتلاحقة , لذلك افضل ان استبدل مفهوم الواقع "بالوقائع" و و تأتي النظريات و القوانين العلمية لتنسيق هذه الوقائع ضمن سياق منطقي بسيط وواضح , الوقائع التجريبية لا تحسم الأمر حيال إعتماد نموذج و قد تكون معاملا مكملا و لا بد من وجود عناصر اخرى ليتم التحديد , و قد اثبتت مبرهنة "جودل" في الاإكتمال بأن هناك صياغات لا يمكن إثباتها و لا إثبات نفيها , و يبقى مبدأ البساطة معيارا لقبولها أو رفضها.
البساطة في مقابل التناقض او التعقيد امر ضروري و ضرورته تنبع من إعتماد الرياضة و المنطق في نمذجة الواقائع الفيزيائية , بإعتبار أن الرياضة و من خلفها المنطق انساق استنباطية تعتمد على مبادىء شديدة الوضوع و البساطة من قبيل "أ هي أ" و قضة كهذه من ابسط القضايا التي يمكن للعقل البشري أن يصيغها.
مودتي
|
|
10-20-2007, 06:39 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
Waleed
عضو رائد
المشاركات: 959
الانضمام: May 2005
|
هل الكون معقد أم بسيط ؟
الزميل الفاضل / جقل (f)
Arrayحتى أتأكد أننا في "نموذج إرشادي" واحد و نتحدث عن شيء واحد[/quote]
يبدو بالفعل أن هناك إختلاف في إستخدام الإصطلاحات. لكن رب ضارة نافعة. فهي فرصة لإلقاء الضوء على الموضوع من أكثر من جانب. و لا ضرر في أن نسلك طرقا مختلفة لنتلاقى في نهايتها.
لي تعليق مطول على مداخلتك القيمة أجهز له حاليا. و سوف يكون موضوع مداخلتي القادمة.
كل إحترام و تقدير ,,,
الأطر الثقافية و العزلة
هل تلك اللغة المشتركة بين العلوم بمختلف مباحثها و باراديجماتها - هي لغة تقتصر على العلوم و المتعاملين فيه فقط؟ أم أنها أيضا لغة مشتركة بين البشر بغض النظر عن إنتماءاتهم و أديانهم و فكرهم و ذكاؤهم و تحضرهم ... إلخ؟
كنا قد قررنا أننا لو إفترضنا أن القطيعة المعرفية تحدث حين لا يتغير مادة المعرفة أو موضوعها بل تتغير فيها المصدر أو الطرق الذي يستقي منه البشر معرفتهم. و لذلك فالإنتقال من عصر المعرفة الدينية الميتافيزيقية لعصر المعرفة العلمية هي قطيعة معرفية كاملة. حيث إختلف مصدر المعرفة أصلا و ليس موضوعاتها من الكائنات الميتافيزيقية و نصوصها ليتجه للعالم بواقعه.
كما قد قررنا أنه بالرغم من أن مصادر جميع البنيات الثقافية الدينية يشترك في كونه من الكائنات الميتافيزيقية إلا أنها و حيث أن تلك المصادر مقطوعة الصلة ببعضها أصلا فكل منها هو عالم فكري مقطوع الصلة بالآخر كلية. أي أيضا توجد قطيعة معرفية بشكل ما بينه و بين العالم الميتافيزيقي الإفتراضي الآخر في جوهر تكوينه.
لكن و بالرغم من وجود القطيعة المعرفية في الحالتين إلا أنه يجب ألا يجرفنا تعميمنا لكي نعتبر جميع الحالات هي جزر معزولة يستحيل التواصل بينها.
ففي الحالة الثانية - حالة الثقافات ذات البنيات الدينية الميتافيزيقية - و بالرغم من إشتراكها جميعا في نفس نوعية مصدر المعرفة إلا أن كل منها فعليا يمثل جزيرة منعزلة نسبة للباقي.
و الحال جد مختلف في الحالة الأولى - حالة ثقافة ذات خلفية علمية و أي أخرى ذات بنية دينية - و حتى و إن بدا ظاهريا غير ذلك. فالمد دائما في إتجاه واحد من الثقافة العلمية للأخرى و ليس العكس.
و يرجع هذا الإختلاف لطبيعة المصدر المعرفي ذاته. حيث الفارق بين الخلفية المعرفية العلمية و كل ما خلافها.
الثقافات الدينية تستمد مصدرها دائما من بنيات ميتافيزيقية تحمل في أهم صفاتها عدم إمكان تجريب صدقها من عدمه. و إنه و إن كان الإنتقال من بنية دينية لأخرى ممكن إلا أنه و بنفس الوقت فإستحالة الإنتقال ممكنة أيضا. فالمعرفة الميتافيزيقية هي معرفة غير موضوعية. لا تحتوي على موضوع يمكن إختباره ناهيك عن قياسه و معايرته و هذا بشكل مشترك بين الذوات الواعية. حيث لا توجد تجربة تقرر وجود الإله من عدمه ناهيك عن تجارب للمفاضلة بين الآلهة المختلفة.
و البنيات الدينية كذلك تتبع القانون The whole or nothing - الكل أو لا شئ حيث أنه بإسقاط أي جزء في عقيدته أو نصوصه - سوف تتسلسل عملية الإسقاط لنهاية البنية وصولا للاشئ.
و تباعا فالثقافات الدينية تمثل و بطبيعتها جزرا منعزلة - لا توجد قوة على الأرض لإقناع إنسان بالإنتقال فيما بينها و تبقى تلك العملية ذاتية بحتة. و في الأغلب فعمليات الإنتقال بين تلك الثقافات لا تحكمها عمليات فكرية بقدر ما قد تحكمها عوامل أخرى مثل القوة و الإرهاب و العوامل الإقتصادية البحتة.
أما في حالة البنيات الثقافية ذات الخلفية العلمية فالأمر مختلف تماما. و من الخطأ معاملة العلوم ذات معاملة الميتافيزيقا أو الأيديولوجيات.
فما حدث حين القطيعة المعرفية بعد العلوم هو إعتماد المعرفة الموضوعية و التي تحتوي على موضوع يمكن إختباره ناهيك عن قياسه و معايرته و هذا بشكل مشترك بين الذوات الواعية كمصدر وحيد للمعرفة القياسية (المشتركة و الممكنة التبادل).
و إعتماد هذا النوع من المعرفة كمصدر وحيد لا يعني أبدا أنه مصدر جديد للمعرفة. فالمعرفة الموضوعية تلك تمثل المصدر الأقدم للمعرفة على وجه الإطلاق. بل و تمثل المصدر الوحيد للمعرفة للأجناس غير البشرية. و بالإضافة لكون تلك المعرفة القديمة تحمل البساطة و البداهة في طياتها فهي المعرفة الوحيدة القياسية و القابلة للتبادل بين الذوات الواعية.
فالإنسان / المجتمع المتدين - و بجانب آلهته و ميتافيزيقاته و نصوصه كمصدر معرفي يعتمد المعرفة العلمية بصفة قهرية و بحكم تكوينه المبدئي By Default.
فقد يختلف أصحاب الميتافيزيقات على آلهتهم و كائناتهم و نصوصهم إلى مالانهاية - لكنهم متفقين ضمنا على لون البحر و السماء و طبيعة الماء و طول الشجر نسبة لمعيار ثابت و هم لا يستطيعون الإختلاف على درجات الحرارة بتثبيت قياسهم و على سمية عنصر الزرنيخ - و على المتضرر منهم اللجوء لتجربته - و قد يختلفون على خالق الحجر لكنهم لا يملكون إختلافا على وزنه نسبة لوزن معاير أو على طوله نسبة لطول قياسي معاير - حتى لو كان طول قدم ملكهم.
و هم تباعا أيضا لا يستطيعون الإختلاف على قوانين نيوتن للمقذوفات الحرة لو قاسو مسافة سقوط ذلك المقذوف بواسطة نفس المعيار السابق - قدم الملك. و إن إختلفوا في من هو الذي يقف وراء ذلك العمل الرائع - سقوط المقذوف - من الآلهة المختلفة.
يمكننا أن نستمر في تلك الأمثلة وصولا للنسبية و نظرية الكم و أعقد النظريات العلمية. فالمعرفة الموضوعية - بسيطة الفهم كانت أم صعبة - كلها من هذا القبيل. هي معرفة قابلة للتبادل و ببساطة.
لم توجد مشاكل أبدا بين المعرفة ذات المصادر الميتافيزيقية و الأخرى الموضوعية إلا قريبا. بل على العكس فكل قد لعب دوره المقدر له. فالمعرفة الميتافيزيقية كانت تملأ الفجوات المجهولة و التي لم تستطيع المعرفة الموضوعية سبر غورها في وقتها.
فهي لم تأتي سابقة على المعرفة الموضوعية بل لاحقة لها و مكملة لما لم تستطع فهمه. و كان الأصل أن تكون مرنة - أي تنسحب من مكانها فور تمكن المعرفة الموضوعية من ملئه - فالجن يتراجع عن كونه مسببا للأمراض العضوية حال إمكان رؤية الجراثيم تحت المجهر و هكذا دواليك.
لكن و لأسباب عديدة ليست مجال موضوعنا الحالي - فالبنيات الدينية قد تيبست على وضعها بدون أي أمل في تغيير. فالجن قد رفض التراجع عن دوره حتى و هو يرى الجراثيم.
و كمثال توضيحي فقد يختلف صاحبا ثقافتين ميتافيزيقيتين مختلفتين عن ما يسبب الطاعون تحديدا - هل هو الشيطان - أم هو عقاب من الملائكة. لكن رؤية جراثيم الطاعون كافية تماما إنهاء هذا الخلاف. فالمعرفة الموضوعية الحسية هنا - و المشتركة بالضرورة - على بداهتها و بساطتها - قد أنهت خلافا كان ليستمر آلاف السنين. لكن قد لا تقف المسألة عند هذا الحد. فكل منهما سوف يفكر ألف مرة في نصوصه و في نياته السابقة في إيذاء الآخر بسبب موقفه المعارض - و هذا ألف مرة - أي سيحدث شرخ حتى في بنيتهما الأخلاقية.
إن ما نراه اليوم من مظاهر العزلة و التجزر لبعض الثقافات الدينية هي مجرد حالة دفاعية يائسة لبنياته و عفاريته و جنه ليس أكثر. لكنها أبدا و في نفس الوقت لا تستطيع إنكار المعرفة الموضوعية. إنها عزلة مصطنعة و تجزر مقصود و واعي. و تلك العزلة المقصودة - و المستحيلة - هي سبيلها لدفع هذا التناقض المؤلم.
و تلك الجزيرة المعزولة غارقة حتى أذنيها بمياه الثقافة الوافدة - و القديمة أصلا و لا يجد سبيلا لدفعها.
و المعرفة العلمية بصورتها الحالية لا تغير فقط من فهمنا للعالم و للواقع - بتغييرها لمصدر المعرفة ذاته - بل هي تطيح تباعا ببنيات أخرى - كأثر جانبي - مثل البنية الأخلاقية و غيرهها هادمة إياها و معتمدة أخرى يحل فيها الإنسان مكان الله.
و المسألة بذلك مسألة وقت قبل ذوبان الجليد بين الجزر - فالعالم في طريقه للتوحد و ليس العكس. و ما نراه اليوم من مظاهر العولمة هي مجرد البداية.
ما نسميه اليوم صحوة دينية قد يكون صحوة حضارة تحتضر.
للجميع كل إحترام و تقدير ,,,
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 10-22-2007, 10:10 PM بواسطة Waleed.)
|
|
10-22-2007, 09:55 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت
الحرية قدرنا.
المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
|
هل الكون معقد أم بسيط ؟
"كلما نمت معارفنا ندرك أكثر ضآلة ما نعرفه " كارل بوبر .
عزيزي جقل .:97:
أشكر لك اهتمامك خاصة أنك أعدتني مرة أخرى إلى عالم الفيزياء الذي أولع به أكثر من أي شيء آخر ، هذه مجموعة من التعقيبات أتمنى ان يتسع لها صدرك و سيسعدني أن أسمع المزيد منك .
Arrayحتى أتأكد أننا في "نموذج إرشادي" واحد و نتحدث عن شيء واحد هاك ما فهمته من طرح الزميل بهجت عن التعقيد و كنت قد نوهت به في المداخلة السابقه و ميزت بين التعقيد و بين الكثرة والتي قد يعتقد البعض خطأ أنها تعقيد ,[/quote]
أضيف أيضا أن التعقيد توصيف نوعي qualitative بينما الكثرة كمية quantitative ، و هكذا فإن البساطة هي المضاد للتعقيد بينما القلة أو الندرة هي المقابل للكثرة .
Arrayالمعقد هو غير المفهوم أو هي حالة يقف فيها الفكر عاجزا أمام أمر فلا يتمكن من توصيفة او تفسيرة فهذا امر معقد , عند الوصول الى مرحلة التعقيد تتوقف القدرة على تشكيل نماذج رياضية أو منطقية تحاكي المشكلة التي نحن بصددها , ليس لقصور رياضي و لكن لإستعصاء "منطقي" يمنعنا من تشكيل ذلك النموذج , بيد أن الإنسان كان على الدوام قادرا على التصدي لتفسير او توصيف تجاربة و بالتالي كان قادرا على تشكيل نماذجه التي تبسط امامة التجربة, ,قد يكون ذلك النموذج اسطورة أو معتقد أو معادلة رياضيه.لا يستطيع الإنسان أن يبقى مبهورا الى مالانهاية فيأتي النموذج ليفك عنه حالة الدهشة ,و يجب أن يكون ذلك النموذج من البساطة بحيث تزول الدهشة نهائيا.[/quote]
أعتقد أن هناك تداخل في المعاني و بالتالي أختلف معك حول تعريفك للتعقيد ، فالمعقد هو ما يوجد صعوبة في فهمه و ليس ما يقف أمامه العقل عاجزا ، فهناك صعوبة في نقل الأفكار من ثقافة إلى أخرى ،وهناك صعوبة لغير العالم الرياضي في فهم نموذج هندسي مثل مسطح المكان – الزمان رباعي الأبعاد ، و بالتالي ليس هناك ما تسميه إستعصاء أو كما يقول الوضعيون ( إستحالة ) منطقية في تكوين نماذجا لهذا المعقد ، فقد ستكون هناك صعوبة وقد تكون هائلة يجب التغلب عليها ، استطرادا مع ذلك أحب أن أوضح أن هناك ثلاث أنواع من الإستحالات : الأولى هي الإستحالة الفنية نتيجة نقص الإمكانيات المتاحة و التي يمكن التغلب عليها مستقبلا مثل توفير سيارات تسير بسرعة الصوت ،و الثانية إستحالة تجريبية عملية نتيجة مخالفة قوانين الطبيعة مثل استحالة إنتقال الموجات الصوتية في الفراغ ، أما الثالثة فهي الإستحالة المنطقية حيث يجتمع النقيضين مثل استحالة أن يشعر الإنسان بألم في ساق جاره لأنه في هذه الحالة سيصبح و جاره شخصا واحدا ، هذه الإستحالة المنطقية تشمل النوعين الأول و الثاني و العكس غير صحيح ، هنا في حالة وجود إستحالة منطقية ستكون القضية كما يقول الوضعيون ليست قضية على الإطلاق ،و سيكون السؤال ليس سؤالا بداية .
Arrayبحسب الفهم السابق يكون التعقيد مغالطة منطقية أو تناقض فيتعذر فهه ,و لذلك يجب أن تكون البساطة موضوعية لأنها نقيض لعدم الإتساق المنطقي وموضوعيتها تكافىء تكافىء النتائج المنطقية أو الحسابات الرياضيه ,.[/quote]
يا عزيزي ..
لو اعتمدنا المنطق الصوري سنجد العكس تماما هو الصحيح و أن التعقيد هو المنطقي ، فالعالم مكون من أشياء بسيطة و أشياء معقدة ، و بالتالي فالكل سيكون معقدا ، فليس من المنطقي أنك لو أضفت مكونات معقدة لمكون بسيط سيكون الناتج مكونا بسيطا ، يبقى أن ينكر أحدهم وجود أي مكون معقد في الكون و بالتالي يواجهنا سؤال كيف ظهرت فكرة التعقيد أصلا طالما هو غير موجود ؟.
البساطة simplicity يا عزيزي ليست نقيضا لعدم الإتساق المنطقي inconsistency و لكن نقيض عدم الإتساق المنطقي هو الإتساق المنطقي consistency ، أو constancy و . uniformity
Arrayكان فرض "الأثير" من الفروض التي لاقت شعبية واسعة بين فيزيائيي القرن التاسع عشر,و لكن الاثير الفرض الذي كان ضروريا لتفسير ظواهر إنتقال موجات الضوء بدأ يعاني من مشكلات منطقية خطيرة منها أن كثافته تكاد تكون معدومة و ذلك لأنه لا يبدي اي ممانعه عندما تخترقة الكواكب و لكنه من جهة أخرى فهو ذو كثافة عالية لأن موجات الضوء تنتقل فيه تنتقل معترض , عند هذه المرحلة اصبح الأثير مفهوما معقدا و غير قادر على أداء اية وظيفة , بل أصبح عبئا على الفيزياء , ففضل اينشتاين التخلي عنه كليه و تبني معادلات ماكسويل و لورنتز بدلا من تبني نموذج شاذ . لم يبدو الأثير معقدا إلا عندما تناقضت تعريفاته و خالف بكل صراحة مبدأ الهوية "أ هو أ"فعندما اصبح كثيفا و غير كثيف لم يعد هو ذاته فألقي به بعيدا بإعتباره امرا معقدا لا يمكن التعبير عنه لا بشكل منطقي و لا بشكل رياضي.[/quote]
أعتقد أن هناك التباس ما حول قضية الأثير ، فرغم تجربة ميكلسون- مورلي التي أثبتت بشكل دقيق أن الضوء يتحرك دائما بالسرعة نفسها بصرف النظر سرعة و إتجاه حركة المراقب ، فقد ظل الفيزيائي الأيرلندي جورج فيتزجرالد و الفيزيائي الهولندي هندريك لورنتز يعتبران أن الأثير مادة حقيقية ، و لشرح نتائج تجربة ميكلسون- مورلي طرح العالمان أن الأجسام عندما تتحرك خلال الأثير ستنكمش و أن الساعات ستبطئ ، و نتيجة تلك الإبطاء سيقيس المراقبون السرعة نفسها للضوء ، بصرف النظر عن طريقة تحركهم بالنسبة للأثير ، على أن أينشتين كتب في عام 1905يونيو ورقة بحث علمي وضح فيها أنه إذا كان الإنسان لا يستطيع أن يكتشف أنه يتحرك أو لا يتحرك في الفضاء فإن فكرة الأثير حشو لا حاجة إليه ، و بدأ بدلا من ذلك افتراضا هاما جدا في رؤية الكون هو أن قوانين العلم ينبغي أن تبدوا متماثلة لكل الملاحظين الذين يتحركون بحرية ،و أن عليهم أن يقيسوا السرعة نفسها للضوء ، بصرف النظر عن سرعة تحركهم هم ، تطلب ذلك نبذ فكرة أن هناك قيمة مطلقة تسمى الزمن تقيسها كل الساعات ، بدلآ من ذلك فإن كل فرد سيكون لديه زمنه الشخصي ،و لن يتفق هذا الزمن بالنسبة لشخصين يتحركان ، فقط سيتفق لو كانا في حالة سكون نسبي أي كلاهما يكون ساكنا بالنسبة للآخر .
Arrayلذلك كان من الأفضل تغيير الدائرة بأهليلج و الإبقاء على قوانين إنتشار الضوء كما هي.ومن حيث النتيجة النهائية فإن نموذج كبلر اكثر بساطة و اكثر دقة في التنبوء .[/quote]
أرى أنك تحاول أن تربط معيارين مختلفان كالشيء نفسه ، فالبساطة أو التعقيد لا علاقة لهما بالصواب أو الخطأ ، فالحكم على النظرية أو النموذج يكون على قدرته التفسيرية و مدى صحة معقباته بصرف النظر عن بساطته أو تعقيده ، و تدلنا التجربة التاريخية أن العكس غالبا ما يكون صحيحا ، فكل النماذج الأحدث هي نماذج أكثر تعقيدا من سابقتها بما لا يقارن ،و لك أن تقارن بين نموذج الذرة لرذرفورد و نموذج الذرة في الطبيعية النووية الحديثة .
Arrayالتجربة كمعيار لصدقية النموذج مفهوم مضلل , و لا يزيد من شرعية النموذج تطابقه مع التجربة ,فقد يصدق كلام الكثير من المتنبئين و قارئي الطالع و لكن هذا لن يجعل التنجيم علما رغم تطابقه مع التجربة ,بالإضافة الى أن التجربة واقعة وحيدة مفردة لا تشرعن تعميم النموذج المقترح .[/quote]
بداية أود أن أؤكد أننا نتحدث عن التجريب بمعاييره العلمية الدقيقة و ليس عن تجربة منعزلة هنا و هناك .
من المعروف أننا في العلوم الطبيعية نبدأ من الملاحظة و نسير عن طريق الإستقراء إلى النظرية ،و لكن لو تعمقنا سنجد أننا في العلوم الطبيعية كما في العلوم الإنسانية نبدأ من الأساطير و الإنحيازات التقليدية ، ومنها نواصل المسير في طريق التجربة و النقد ، فنستبعد الأخطاء و بتصويباتنا لتلك الأخطاء نثير مشكلات جديدة ،و كي نحل تلك المشكلات نبتدع حدوسا افتراضية conjectures ، أي نظريات مبدئية ، هذه النظريات الحديثة نخضعها أيضا للفحص النقدي عن طريق استبعاد الخطأ ، و طالما نحن نسير في شكل مروحة فيمكننا أن نبدأ من أي بداية نشاء ، فيمكن أن نبدأ من النظرية أو المناقشات النقدية أو المشكلة ، إن النقد هو القوة المحركة لنمو المعرفة والتجربة وحدها هي معيار النقد و أداته ، إن استبعاد الأخطاء و الإقتراب من الحقيقة عمل شاق ، ليس هناك غالبا معيار للحقيقة و الصدق و لكن يوجد دائما معيار للخطأ ،و يمكن أن تنمو المعرفة فقط من خلال الإستبعاد النقدي للخطأ نتيجة التجربة .إن العقل البشري لا يبحث عن الحقيقة المطلقة فهذا غير قابل للتحقيق ،و لكنه يبحث عن الحقائق التي تحقق احتياجاته و تكون متسقة مع ممارساته العملية .
كي ندرك هذا يجب أن نكون واضحين بشأن أهداف المناقشة النقدية لأي نظرية علمية ، إن نقد النظرية ( أو النموذج ) العلمي يكون دائما محاولة لإيجاد ومن ثم استبعاد الخلل في صميم النظرية ، و تلك العملية تكون بمثابة تغذية استرجاعية سلبية نتحكم عن طريقها في بناء نظرياتنا ، و المعيار الأهم يكون هل للنظرية معقبات غير مقبولة أو أنها لا تحل المشكلة التي وضعت لحلها , هكذا .
إننا لا ننقد الحجج التي استخدمت لبناء النظرية أو حتى تدعيمها ،و لكننا ننقد معقباتها و قوتها التفسيرية و اتساقها و مدى اتفاقها مع النظريات الأخرى المقبولة أي نتائجها ، إن النظرية العلمية مهما كانت قوتها لا تقبل أبدا كعقيدة قاطعة dogma ، فكل النظريات هي نظريات مبدئية مفتوحة دوما للنقد القاسي ، إن المناقشة العلمية في جوهرها مقارنة لمزايا و عيوب نظريتين ( نموذجين ) أو أكثر ،و المزايا التي تناقش تكون دائما القوة التفسيرية للنظريات ،و كيف تستطيع أن تحل مشاكلنا و أن تفسر الأشياء ، كيف تتناسق مع نظريات أخرى عالية القيمة ، و القدرة على إلقاء الضوء على المشكلات القديمة ، و اقتراح مشكلات جديدة ، أما النقيصة الأساسية فهي عدم الإتساق مع نتائج التجارب التي تستطيع نظرية أخرى منافسة تفسيرها .
Arrayالبساطة في مقابل التناقض او التعقيد امر ضروري و ضرورته تنبع من إعتماد الرياضة و المنطق في نمذجة الواقائع الفيزيائية , بإعتبار أن الرياضة و من خلفها المنطق انساق استنباطية تعتمد على مبادىء شديدة الوضوع و البساطة من قبيل "أ هي أ" و قضة كهذه من ابسط القضايا التي يمكن للعقل البشري أن يصيغها[/quote]
يا عزيزي ..
لو نظرنا إلى النموذج الفيزيائي كمثال سنجد أن البساطة أصبحت من الماضي و ان هناك مزيد من العقول لم تعد قادرة على تصور العالم الفيزيائي ، فنحن الآن قد اكتشفنا بالفعل شبكة من النظريات الفيزيائية المختلفة ،و لكن هناك من يعتقد أن هذا الإختلاف ظاهري ، و أن تلك النظريات كلها صيغ تقريبية للنظرية الأصلية نفسها و لكن عند حدود معينة ، هناك من العلماء من يسمي نظرية كل شيء بالنظرية Mهذه النظرية ليس لها صيغة وحيدة و لكن صيغ متعددة ، و تشبه نظرية M لعبة الصور المتقاطعة ، فمن السهل نسبيا تجميع حوافها و هي الحدود عندما يكون هناك مقدار أو آخر صغيرا يمكن إهماله، وهذا يشبه تماما ما نعرفه أن نظرية نيوتن هي تقريب لنظرية أينشتين عن النسبية العامة عندما يكون مجال الجاذبية ضعيفا ، لكن تبقى هناك ثغرة كبيرة عند المركز ، ماذا يوجد في مركز نظرية M ؟، من خبراتنا الماضية فمن المرجح جدا أننا سنجد ظواهرا جديدة من طبيعة مختلفة كلية ،و سيتسع مدى ملاحظاتنا لتتناول مقاييس أصغر فأصغر ، كنا في بداية القرن العشرين نفهم سلوك الطبيعة بمقاييس الفيزياء الكلاسيكية التي تقاس بالسنين الضوئية نزولا إلى جزء من مائة من المليمتر ، و بعد 30 سنة وصلنا بفهمنا إلى جزء من المليون من المليمتر ، ثم وصلنا إلى الكواركات ووصلت بنا الأبحاث إلى مقاييس طولية أصغر مما سبق بليون مرة ، و سيكون هناك أطوالا أقصر دائما وصولا إلى مايسمى طول بلانك وهو الطول الذي لا يتجزأ ، هذا الطول قد يصل في صغره إلى 1 أس -4374 ، أي مليمتر واحد مقسوما على مائة ألف بليون بليون بليون،ومن المعروف أنه طبقا لشبكة النماذج الرياضية للنظرية M ، فإن الزمكان له 10 أو 11 ، رغم ذلك يبدو بأربعة أبعاد فقط و يكون تقريبا مسطحا ،و منحنيا أيضا (حتى لا نغضب أينشتين) ،و ذلك لأن الأبعاد 6 أو 7 الإضافية تكون ملفوفة في حجم صغير جدا أشبه بالشعرة البشرية التي يظهر لها طول و ليس أي بعد آخر ، على أن هناك طرح حديث بأن واحدا أو أكثر من الأبعاد الإضافية قد يكون كبيرا نسبيا أو حتى لا نهائيا ، وجود هذه الأبعاد الكبيرة تعطي أملا في إمكانية قياسها مستقبلا ،و هذه القياسات يمكن أن تثبت تجريبيا وجود أبعاد أخرى .
الأبعاد الإضافية الكبيرة تطور هائل يغير كلية من تصورنا للنموذج النهائي أو النظرية النهائية ، فهذه الأبعاد تتضمن أننا نعيش في عالم البران ، وهو سطح أو بران من أربعة أبعاد في مكان- زمان له أبعاد أكثر .في هذا العالم من البران سنعيش نحن فوق أحد البرانات و سيكون هناك بران شبحي آخر على مقربة منا ،و لأن الضوء مقصور على البرانات ولا ينتقل في الفراغ بينهما فإننا لا نتمكن من رؤية العالم الشبح و لكن يمكننا فقط الإحساس بمجال الجاذبية للمادة التي على البران الشبح .
و دمتم لكل خير .
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 10-26-2007, 01:44 AM بواسطة بهجت.)
|
|
10-26-2007, 01:37 AM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
جقل
عضو متقدم
المشاركات: 678
الانضمام: Oct 2004
|
هل الكون معقد أم بسيط ؟
تحية جديدة و تقدير لزميلي بهجت ....(f)
لا أريد ان أخرج عن سياق سؤالك "هل الكون بسيط أم معقد", و قد قدمت فهمي للمعقد على أنه غير المنطقي , بناءا على تعريفي للقوانين و للفيزياء كلها بوصفها "مواضعة" تعمل بشكل وثيق مع الرياضيات لتشكيل نماذج قابلة للحل ,دون أن يكون لتلك النماذج اي علاقة بالوجود الخارجي فهي مجرد "خرائط" تعينك على الوصول ,و الخرائط المعقدة لا تقود إلا الى الضياع و لا يوجد مانع من تغيير تلك الخرائط في لحظة نشعر فيها بوجود خريطة اخرى أكثر بساطة و أعم من حيث تغطيتها للوقائع الفيزيائية ,و البساطة خاصة أساسية من خصائص الآداة المستعملة في تخليق النماذج و هي الرياضيات أو المنطق فهذه الأنساق مجرد إستدلالات إستنباطية تبنى على بعضها البعض إنطلاقا من مسلمات قليلة و واضحة .
لا يفترض بنا أن نقع في وهم أن ما نواجهه معقد عندما تتحول التغيرات الكثيرة في نموذج ما من تغيرات كمية الى تغير نوعي طالما أن المبدأ المتوخى من عملية التغيير هذفه البساطة ذاتها ,نلاحظ تغيرا "نوعيا"عند الإنتقال من مكان إقليدي بثلاثة ابعاد الى مكان غير إقليدي منحن كمان ريمان مثلا , و لكننا في الواقع لا نغير الهندسة التي نعمل بها لمجرد تغيير "اللوك"و لكن بهدف اكثر عمقا هو التخفيف من عدد المتغيرات , يقترح إينشتاين حلا كهذا الحل أي إستبدال المكان الإقليدي بمكان لا إقليدي منحن و لديه كل الحق في ذلك لأنه في نموذج كهذا لا نحتاج الى فكرة الجاذبية على الإطلاق و بإعتبار أن الخط المستقيم بمفهوم هندسة لا إقليدية منحنية هو مجرد منحن جيوديزي كالمسار الذي ترسمه الأرض في دورانها حول الشمس و عندها لا نقول أن الأرض تدور حول الشمس و لكن نقول بكل بساطة ان الأرض تسير وفق خط مستقيم ,ودون أن نخرق الميكانيكا الكلاسيكية حتى و التي تقول بأن النقطة المادية تستمر في حركة منتظمة في خط مستقيم ما لم تؤثر عليها اية قوة , و الأرض تطيع هذا القانون فهي تسير وفق خط مستقيم في مكان لا إقليدي, التبسيط الثاني لنيوتن بإعتمادة المكان اللاإقليدي , هو قوانين الإنكسار , فنحن نقول عندما تمراشعة ضوئية صاردة عن نجم قريب من الشمس فإن الضوء ينحرف عن مساره المستقيم نتيجة جاذبية الشمس و بالتالي يجب تعديل مسار هذه الشعة لمعرفة مكان النجم المضيء , مرة أخرى لسنا بحاجة الى تعديل قانون إنتشار الضوء عند إعتمادنا المكان اللاإقليدي فالأشعة الضوئية تنطلق بخط مستقيم ,و هي تفعل ذلك في مكان لا إقليدي حسب الخط المستقيم بتعريفة اللاإقليدي .
الآن إفترض انك في مكان لا إقليدي و تضع على عبنيك منظار مكبر بما فيه الكفاية و لا يوجد أمامك عوائق على الإطلاق فماذا تتوقع أن ترى و اذكرك أنك في مكان لا إقليدي منحن ,بالتاكيد سترى "نقرة راسك",قد تقول هذه نتيجة غير منطقية , و لكن النتيجة طبيعية حتما بإعتبارك في مكان غير إقليدي تسير فيه الأشعة بخوط مستقيمة "لا إقليدية" و المشكلة هنا ليست في الفيزياء و لا في المنطق و لكنها في السيكيولوجيا التي جعلتنا نعتاد التفكير بشكل إقليدي و هذه ليست مشكلة الفيزياء و لن تكف النماذج عن كونها بسيطة لمجرد أنها تخالف الحدس الإقليدي ,و قد ناقش رايشنباخ هذه المسألة تحت اسم المشكلة السيكيولوجية , و ذهب الى أنه ليس ثمة اساس لإفتراض أن الحدس قد تشكل على اساس إقليدي , و يشير الى السمة اللاإقليدية للإدراك الحسي للمكان بقدرة العقل المدهشة على تعديل و تنظيم أي نمط من الخيالات التي تظهر على شبيكة العين , فالشخص المصاب بمرض في العين يجعله يرى الأشياء أطول مما هي عليه لن يحس بذلك لأن كل شيء سيدو أطول بنفس النسبة و عندما تزود هذا الشخص بنظارات لتصحيح هذا العيب فإن بصره يبدو مشوها لفترة زمينة ثم لا تلبث الصورة ان تعود طبيعية لدية .
قد تبدو الهندسة اللاإقليدية صعبة جدا في مقابل الهندسة الإقليدية التي أعتدنا على التعامل بها و قد يبدو من الصعب "نفسيا" قبول "عملة "جديدة و لكن يجب أن لا ننظر الى النظام المقترح نظرة جزئية لا تأخذ بالإعتبار جميع روايا المشهد الفيزيائي , لأن إحتفاظنا بالهندسة الإقليدية سيحتم علينا أختراع قوانين سحرية تعالج إنحراف الشعة الضويئة و انكماش الأجسام و تغير الكتل في مجالات الجاذبية ,و هذا تعقيد لا نواجهه عندما نعمل ضمن بيئة الهندسة اللاإقليدية التي تحذف الى حد ما قوى الجاذبية من الصورة المقترحة و نحتفظ بالصورة القديمة لقوانين الضوء و الإنكسار.فالبساطة معيار للنظام كلة و ليس لجزء منه .
التعقيد الذي يظنه البعض ياتي على شكل صعوبة "سيكيولوجية" في التصور و هذا عيب لا دخل للفيزياء فيه و لن تتاثر البساطة بوجوده , و قد يتمظهر التعقيد "بصعوبة" فهم شخص محدد فلا نتوقع من جميع الناس ان تفهم الرياضيات بشكل متساو ,و ايضا هنا لا يجب أن نظلم البساطة لأن المشكلة تقع على عاتق الشخص "غير الفهيم".
يبقى أن اجيب على سؤال ورد في مداخلتك السابقة :
Arrayسؤال كيف ظهرت فكرة التعقيد أصلا طالما هو غير موجود ؟.[/quote]
كما ظهرت فكرة العدم و هو أصلا غير موجود.
مودتي
|
|
10-28-2007, 03:57 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
|