{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
أولا : ثبوت النشوء والتطور من شأنه إسقاط الأديان
يجعله عامر غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 2,372
الانضمام: Jun 2007
مشاركة: #71
أولا : ثبوت النشوء والتطور من شأنه إسقاط الأديان

سؤال للسادة القارئين عن التطور بالعربية
_________
[صورة: s3140685.jpg]

هل كتاب عصام الدين حفني ناصف / نظرية التطور مرجع مفيد ومحايد في الموضوع ؟
03-12-2009, 02:34 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #72
أولا : ثبوت النشوء والتطور من شأنه إسقاط الأديان
Array
"عن طريق جدك أم جدتك تزعم بأنك انحدرت عن قرد؟.. " .
السؤال الساخر الذي وجهه الأسقف صامويل ولبرفورس إلي توماس هكسلي خلال مواجهتهما الشهيرة .
كتاب " البشرية تفقد الذاكرة "
تحياتى
[/quote]
عزيزي اسحق .
تذكرني بدفاع قس بروتستانتي عن نظرية الخلق الخاص ، فعندما نشر داروين كتابه الشهير عن أصل الأنواع ، أحدث ضجة كبرى في الغرب ، لأن الكثيرين اكتشفوا الحقيقة المزلزلة و هي أنه( لو كانت النظرية صحيحة تصبح التوراة مجرد قصص قديمة عن الحروب البشعة و الجنس الإباحي) ، و لأن الحقائق كانت دامغة ، استثارت (عبقرية) بعض رجال الدين منهم هذا الداعية البروتستانتي ، وهذا تماما ما يحدث حاليا بين الشيوخ المسلمين كالقرضاوي ، لهذا خرج هذا القس العبقري بنظرية تقول أن الحفائر التي وجدها داروين و دعم بها نظريته ، وضعها الرب متعمدا في طريقه ، كي يختبر بها إيمانه و إيمان غيره ممن غرر بهم ذكائهم و ظنوا في الرب الظنون ، مفترضا أن الرب هذا مجرد طفل شقي يعبث بالكون كي يلاعب داروين المسكين !، في الواقع فكثير مما يدفع به رجال الدين نظرية التطور لا تختلف كثيرا عن أفكار ذلك القس الساذج في الزمن القديم .
03-12-2009, 03:56 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #73
أولا : ثبوت النشوء والتطور من شأنه إسقاط الأديان
لا تكشف الآلهة منذ البداية
كل الأشياء لنا و لكن بمرور الوقت
ومن خلال البحث قد نتعلم و نعرف الأشياء بصورة أفضل
و بالحدس نرى أن هاتيك الأشياء تماثل الحقيقة
أما عن الحقيقة اليقينية فلا إنسان يعرفها
ولن يعرفها إنسان ولا أحد من الآلهة
ولن يعرف كل الأشياء التي نتحدث عنها
و حتى إذا تفوه أحد مصادفة
بالحقيقة النهائية ، فإنه هو نفسه لن يعرف هذا .
الشاعر الإغريقي الجوال ( كسينوفان ) .

.........................
الأخوة .(f)
هناك بعض الملاحظات أوحى لي بها مداخلات الزملاء ، و أتمنى أن نهتم بهذه الملاحظات فهي نتاج جهود ليست قليلة في نظريات وسوسيولوجيا المعرفة ، و كل منها موضوع طويل يصلح لمناقشات لا داعي حتى للدخول فيها .
1- تصادم نظرية التطور البيولوجي بالأديان الإبراهيمية الثلاث لا يعني أنها تتصادم بالضرورة مع الإيمان بإله أو بفكرة التدبير في الكون ( رغم أني شخصيا لا أعتقد فيها ) ، فالأديان هي إجتهادات للوصول إلى الحقيقة مباشرة خلال الإلهام و الحدس و ليس العقل الواعي ، و لكنها بالطبع ليست الحقيقة في ذاتها ، فتلك الحقيقة المطلقة غير موجودة ،و من العبث البحث عنها ، بل يكفي استهدافها .
2- ليس هدفنا ولا يجب أن يكون .. دفع الاخرين للإعتقاد في نظرية التطور عن طريق المحاجات العقلية ، فهم لم يؤمنوا بأفكار الخلق الخاص المضادة عن هذا الطريق ، و لكنهم يؤمنون نتيجة الإعتقاد العاطفي في أساطير بدائية ، كما يجب أن نعرف أن الإنسان ( اليومي ) غير معتاد على التفكير العلمي بل الديني الدوجمائي ، وهو لا يستوعب مثلا أن تكون المعرفة ( كلها ) إحتمالية ترجيحية ، بل هو معتاد على التعامل مع الأفكار كعقائد ، أي الإيمان النصي المطلق ، و بالتالي فهناك إختلال ما في تعامله مع العلوم في نموذجها المعرفي العام ، أرى أن نحصر جهدنا في عرض الإنجازات العلمية ذات المصداقية كما نفهمها في مصاردها العالمية مباشرة ،و أن يقتصر حوارنا على ذلك ، حتى لا نصل لدائرة الإبتذال لأفكار هي في صميم الوعي الأساسي في هذا العالم .
3- هناك فارق بين الملاحظة الحسية الإنسانية ( للجنس البشري ) و الملاحظة الشخصية .. أقر مبدئيا أن حضارتنا العلمية المعاصرة هي حضارة قائمة على الحواس ، لذلك لو بحثت في كل الفلسلفات و العقائد الرئيسية المعاصرة ، لن تجد أن هناك من يشكك في الحواس و صدقيتها ، و لكن هناك فرق أن تقتصر معارفنا على الحواس المباشرة و الملاحظة الشخصية كما فعل رجل أحمق مثل ( ابن باز ) عندما كفر القائل بكروية الأرض و أنها تدور حول الشمس ، و بين أن تمتد لتكون معارف الجنس البشري المتراكمة خلال الأدوات و الأفكار التي هي في الواقع إمتداد للحواس البشرية ،و كي نوضح ذلك سنجد أن البيروسكوب و التلسكوب و الميكروسكوب كلها إمتداد لحاسة البصر ، كذلك يمكننا الرؤية في الماضي خلال نظرية علمية بسيطة هي نظرية نصف العمر half- life period للنظائر المشعة isotopes( الكربون 14 تحديدا ) ، ولن أطيل في هذه النقطة و يمكن لمن يريد البحث عنها goggle it، بذلك يمكننا تحديد عمر الحفريات ، و خلال علوم متعددة بالغة التعقيد و التطور ، أصبح يمكننا رؤية الماضي و عمل نماذج إرشادية ( براديم ) لدراسته ، لو مضينا في هذا السبيل سنجد أننا في الواقع نبسط كثيرا كيف يفكر الإنسان العلمي المعاصر ، لأننا لا نعتمد فقط في معارفنا على تكوين الصور بل أيضا على قدرة العقل على تفسيرها ،و العقل لا يمكنه أن يفسر مباشرة الصورة سوى خلال نموذج ثلاثي الأبعاد ، و لكننا نسمع زويل ( الأمريكي ) مثلآ يتحدث عن ميكروسكوب رباعي الأبعاد ، و أنه يسعى خلاله إلى نوبل جديدة ، فكيف سيقرأ العقل تلك الصورة التي تربط الأبعاد الثلاثة المادية بالزمن ، نحن هنا نتكلم عن معرفة ليست تقليدية ، ليس فقط لأنها تعتمد على إمكانيات مادية فائقة بل أيضا على عقلية يعاد تشكيلها لتكون فوق بشرية ، نحن بالفعل على مشارف زمن تطوري جديد ، التغيرات فيه تتسارع و لكنها ستكون عقلية و إدراكية أكثر من كونها جسدية ، و ستكون الفروق فيها بين الأجناس البشرية أكبر من تلك بين الشمبانزي و الإنسان العاقل human sapiens.
4- لا يمكننا إذا مناقشة العلوم خلال قعدات الشلت و المصاطب كما يفعل رجال الدين .. خلال منطق الفلاح الساذج القادم من قرية مظلمة ، لا يمكن فهم العلم سوى خلال عقلية علمية التوجه أو على الأقل عقلية تهذبت خلال إطار عقلاني ، و أيضا خلال منطق العلم و أسلوبه ، و لا يمكن قياس العلوم على تجارب الحياة اليومية البسيطة و لغتها القصدية التي تصلح تماما لإنجاب الأطفال و لكنها لا تصلح لفهم كيف أتوا ، نحن نستخدم منطقا و لغة تصلح فقط لممارسة الحياة اليومية ،و لكن عندما نذهب للعلم علينا أن نستخدم منطقا خاصا يتعلمه الطلبة في معاهد العالم المتقدم خلال ربما 15 سنة ،و هذا ما نحاوله في مجتمعاتنا دون نجاح يذكر حتى الآن ، نقل العلوم بغير منطق علمي هذا ما نفعله .
5- الزملاء الذين يعتقدون أنه لم يحدث تطور للإنسان ليسوا على صواب ، فهناك أكثر من علم يتناول هذه الجزئية تحديدا ، منها علم يطلق عليه Paleoanthropology ،وهو الذي يتناول تطور الإنسان بناء على علوم الحفريات و ادوات اخرى ،و قد برز منذ القرن 19 بإكتشاف إنسان نيندرثال "Neanderthal man". و كي يمكننا تصور ما حدث للإنسان كنوع علينا أن نعرف أن أول ظهور لإنسان له أي نوع من الذكاء كان منذ 2.5 مليون سنة ، بينما ظهر الإنسان العاقل human sapiens.
كما نعرفه الآن منذ 250 ألف سنة فقط ، بينما بدأ الإنقسام بين الإنسان و الشمبانزي منذ 5 مليون سنة ،و اترك هذا المجال لزملاء ربما تتوفر لديهم مادة جاهزة باللغة العربية ، فهذه المادة لا تتوفر لدي لهذا سأضطر لترجمة المادة العلمية ذاتها ،وهذا جهد كبير في ذاته ، فقط يمكنني مناقشة هذه المادة عندما تعرض .
متمنيا لكم التوفيق في مناقشة هذا الموضوع بالغ الإهمية ،و الإبحار فيه بادواته .. السفن و الأشرعة و البوصلة ..و ليس جمال الصحراء .
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 03-12-2009, 06:06 AM بواسطة بهجت.)
03-12-2009, 05:55 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #74
أولا : ثبوت النشوء والتطور من شأنه إسقاط الأديان
Array
سؤال للسادة القارئين عن التطور بالعربية
_________
[صورة: s3140685.jpg]

هل كتاب عصام الدين حفني ناصف / نظرية التطور مرجع مفيد ومحايد في الموضوع ؟
[/quote]
بالطبع لا .
كل الكتب القديمة و التي تعود حتى لعشر سنوات ماضية لا تصلح للحصول على فكرة دقيقة و علمية ، بما في ذلك كتاب أصل النواع لداروين و ما كتبه غيره من معاصريه أيضا .
إبحث في الشبكة عن مادة حديثة يحررها علميون ذوي مصداقية ( جهات أكاديمية مثلا ) .
03-12-2009, 06:28 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
يجعله عامر غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 2,372
الانضمام: Jun 2007
مشاركة: #75
أولا : ثبوت النشوء والتطور من شأنه إسقاط الأديان


أشكرك جدا أستاذ بهجت .
هل لي ببعض الاستفسارات بخصوص مداخلتكم الأخيرة ؟

-أوجزت كثيرا سيدي فيما كتبت عما قرأته أنا أمس في مقال هاشم صالح عن التطور ومواجهة الأصوليين أو الظلاميين ، فقد أطنب هو كثيرا ، ويبدو أنه رهين خصمه (الأصولي) .. لكنه لخص أنه مع التطور ومع الفكر الديني في وقت واحد ( إذا ما فهمنا الدين جيدا أي بشكل رمزي ومجازي لا حرفي سطحي فانه لا يعود هناك تناقض بين الكتاب المقدس وداروين ولا بين لوسي وحواء إلا في أذهان الأصوليّين الذين يأخذون سفر التكوين على حرفيته) وهو موقف لا أظنه صوابا من هاشم ، فضلا عن صدقه في تخديره للمتدين ومظنة الحياد ، لعلكم كنتم أصرح منه حين اعتبرتم أن الأديان الإبراهيمية الثلاث محاولات اجتهادية للوصول إلى الحقيقة ، التي ليس لها وجود ! وعبثا نحاول الوصول إليه من بوابة (العاطفة/الروح =التفسير الديني) .. هل فهمي صواب لهذه النقطة ؟

- أحار أيضا في فهم كلمة (أساطير بدائية) هل هي عامة على كل ما أتى به الدين (أي دين من الثلاث) أم هي وصم نصم به كل محاولة عاطفية/روحية تحاول أن تدخل فيما ليس في دائرتها ، كالأمور العلمية من خلق الإنسان وعمره وتكوين الأرض والعالم ؟
Array، كما يجب أن نعرف أن الإنسان ( اليومي ) غير معتاد على التفكير العلمي بل الديني الدوجمائي ، وهو لا يستوعب مثلا أن تكون المعرفة ( كلها ) إحتمالية ترجيحية ، بل هو معتاد على التعامل مع الأفكار كعقائد ، أي الإيمان النصي المطلق ، و بالتالي فهناك إختلال ما في تعامله مع العلوم في نموذجها المعرفي العام ، أرى أن نحصر جهدنا في عرض الإنجازات العلمية ذات المصداقية كما نفهمها في مصاردها العالمية مباشرة ،و أن يقتصر حوارنا على ذلك ، حتى لا نصل لدائرة الإبتذال لأفكار هي في صميم الوعي الأساسي في هذا العال[/quote]
هذا حق بالفعل فكثيرون ، حتى هنا على مستوى هذا الشريط والمناقشين فيه يفكرون تفكيرا دينيا دوغمائيا ، فالمؤمن! (لا المعتمد لتفسير الدراونية) بالتطور ، سلم تسلميا أعمى لما ورد في كتاب دارون الحكيم ، ووقع فيما نبهتم إليه من عدم عرضه للفكرة العلمية من مظانها ، ونبش التراب الذي يرقد دارون فيه في سلام ، فأقلقه وأزعجه ظنا منه أنه بتسفيه الغير ونظرتهم إلى الخلق وفرض (المعتقد التطوري) أنه يتحدث باسم العلم ..
لذلك أثمن هذه النقطة جدا ، وأرجو أن ينتبه لها ، من يتحدث باسم دارون ومن يتحدث باسم الإله .. وكذا هذا التنويه
Array لا يمكننا إذا مناقشة العلوم خلال قعدات الشلت و المصاطب كما يفعل رجال الدين .. خلال منطق الفلاح الساذج القادم من قرية مظلمة ، لا يمكن فهم العلم سوى خلال عقلية علمية التوجه أو على الأقل عقلية تهذبت خلال إطار عقلاني ، و أيضا خلال منطق العلم و أسلوبه ، و لا يمكن قياس العلوم على تجارب الحياة اليومية البسيطة و لغتها القصدية [/quote]
..
متمنيا لكم التوفيق في مناقشة هذا الموضوع بالغ الإهمية ،و الإبحار فيه بادواته <_<.


03-12-2009, 04:10 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #76
أولا : ثبوت النشوء والتطور من شأنه إسقاط الأديان
"عندئذ سوف اخلق المتوحش ،و سيكون اسمه الإنسان .. نعم سوف اخلق الجنس البشري " مردوخ . أسطورة Enuma Elish

Array
أشكرك جدا أستاذ بهجت .
هل لي ببعض الاستفسارات بخصوص مداخلتكم الأخيرة ؟
.......................
- أحار أيضا في فهم كلمة (أساطير بدائية) هل هي عامة على كل ما أتى به الدين (أي دين من الثلاث) أم هي وصم نصم به كل محاولة عاطفية/روحية تحاول أن تدخل فيما ليس في دائرتها ، كالأمور العلمية من خلق الإنسان وعمره وتكوين الأرض والعالم ؟

[/quote]

يجعله عامر .(f)
يا صديقي ..
أنت تطرح قضايا كبرى ،هي طبيعة و دور الأديان ( خاصة الإبراهيمية ) و علاقتها بالألوهية ، و أيضا الميثولوجيا الدينية ، و لأني لا أريد أن نبحر بالشريط بعيدا عن المسار الذي حدده صديقنا بني آدم ، فاسمح لي بأن يقتصر ردي على ماله علاقة بنظرية التطور ، أي تحديدا أسطورة (ميثولوجيا) الخلق ، على ان يكون لنا عودة لباقي ما طرحته في مداخلتك .
في البداية أريد أن أؤكد أن هناك حرفيا ألوف الروايات الأسطورية التي تتحدث عن أصل الكون و الحياة ، كما أن هناك عدد من (التيمات) المشتركة والمكررة في الأساطير التي تتحدث عن أصل العالم ، و تتفاوت أهمية و تأثير الأساطير التي تتحدث عن أصل العالم من ثقافة إلى أخرى و من عصر إلى آخر ، ففي بعض الثقافات لم تحتل تلك الأساطير مكانة مركزية في المعتقدات الدينية بينما كانت هامة في ثقافات أخرى .
و يمكننا ملاحظة مسارات متعددة لأساطير النشاة و التكوين ، ففي المجتمعات ما قبل الزراعية ، تميل الأساطير إلى إفتراض قرابة وثيقة بين الإنسان و الحيوان ، بينما يختلف الوضع في المجتمعات الزراعية ، وهناك الكثير من المعتقدات التي ترى أن الحيوانات تتحول إلى بشر ،و أن هناك بشر من أصول حيوانية ، بينما تكون الآلهة على صورة حيوانات أو مزيج من البشر و الحيوان ، أما في المجتمعات الأكثر تقدما ، حيث يستأنس الإنسان بعض الحيوانات لصالحه ، فهناك تفرقة تامة بين أصل الحيوان و الإنسان .
تعرف بلاد بين النهرين Mesopotamia بأنها مهد الحضارة ، ففيها نشأت الزراعة و الكتابة و منها إنتشرت إلى الشعوب المجاورة ، شهدت الحضارة السومرية أول حروف للكتابة خطها الإنسان ،و شهدت أيضا أسطورة الخلق ، حيث كانت الأرباب تعيش على الأرض و تكدح فيها ، حتى قامت ستة من الآلهة بخلق البشر ليقوموا بالعمل بدلآ من الآلهة ، أما الحضارة البابلية التي خلفتها فعرفت نموذجا آخر من أسطورة الخلق ، ففي أسطورة إينوما إليش , Enuma Elish 1700 ق م ، يقوم الإله الواحد مردوخ بخلق الكون في ستة أيام ( بدلآ من 6 آلهة ) ، و بعد خلق السموات و الأرض خلق مردوخ البشر على شاكلته و جعلهم أزواجا ذكرا و أنثى ، و جعل البشر مكلفا بعمار الأرض و العمل بدلآ من الآلهة ، و قد صنع مردوخ البشر من دماء (كينجو) وهو إله قاد تمردا فاشلآ ضد مردوخ ، و نجد أن البشر في الأساطير السومرية بلا أي نوع من التكريم ، و لكن البشر في الأساطير البابلية لهم تكريم خاص نتيجة أنهم خلقوا من دماء إله هو كينجو ،و لأنه إله خبيث و متمرد فالبشر مازالوا يحتفظون بتلك الصفات الكريهة ، و هذا يفسر ميل البشر لإرتكاب المعاصي ، و تبنت الديانة اليهودية نموذجا مشابها لأسطورة الخلق البابلية خلال مرحلة الأسر البابلي ، في سفر التكوين Genesis الذي كتب عام 440 ق م ، وفي الأسطورة التوراتية هناك أيضا إنفصال بين أصل الإنسان عن الحيوانات التي وجدت قبل خلق الإنسان ، الذي تحقق له السيطرة على كل ما في الكون من أسماك و طيور و دواب الأرض ، و من الجدير بالملاحظة أن أسطورة التكوين في التوراة تتشابه مع نظائرها في الأساطير السومرية و البابلية ، بل وكل أساطير بين النهرين بأنها تتحدث عن وجود قطعان الأغنام ،و أن العمل هو الغاية من الحياة ، أي أنها جميعا تعكس حضارة رعوية زراعية ،و أن هناك إنفصال بين عالمي الإنسان و الحيوان .
شهدت بلاد الإغريق الميلاد الأهم للعقل البشري ، و هناك تفجرت عبقرية قلما يجود بها الزمان ، و كغيرها من الإبداعات البشرية شهدت ميثولوجيا الخلق تطورا كبيرا على يد الفلاسفة اليونان، و بالرغم من أن الفلاسفة الرواقيون كانوا ضد الخرافات و الأديان ، إلا انهم قدموا عالما تم تصميمه بذكاء و بواسطة خالق عاقل ، هذا الخالق ظل يدير العالم بحكمته السماوية ، و في عام 45 ق م ، كتب رجل الدولة الروماني الشهير سيسرو كتابا شهيرا هو ( طبيعة الآلهة ) الذي عرض فيه أكثر فلسلفات اليونان جرأة ، في هذا الكتاب الذي عرف بإختصار ب ( الطبيعة The Nature) ، تعرض فيه سيسرو بأسلوبه الاخاذ لأسطورة الخلق و الالهة و الكون ، وظل تأثير هذا الكتاب طويلآ حتى بداية المسيحية ، فقد تأثر به المسيحيون الرومان مثل القديس ( أوغسطين ) ، وهذا الكتاب يعرض رؤية حضارة المتوسط ( اليونانية – الرومانية ) للخلق و ما يرتبط به من أساطير و عقائد ، و فيه يلخص الحوارات التي ثارت مع و ضد مختلف وجهات النظر خاصة الرواقية الأفلطونية ،و هي التي كان لها التأثير الكبير على المسيحية تحديدا ، و يؤكد سيسرو أن الكون خلق من أجل الإنسان و بالطبع الآلهة أيضا ، و يمكن أن نقول أن الحضارة الهيلينستية بمنحاها الفلسفي ، هي التي وضعت نوعا من المنطق و التماسك للأساطير الشرق أوسطية القديمة في نماذجها السومرية و البابلية و العبرية .
و مما يدعو للدهشة أننا نجد أن هناك كثير من المقاربات في كتاب ( الطبيعة ) التي مازات تستخدم بقوة ضد نظرية التطور منذ أكثر من 2000 سنة و حتى الآن ، و السبب هو ببساطة أن الإغريق كانوا قد طرحوا بالفعل نوعا من نظرية التطور خلال افنتخاب الطبيعي منذ أكثر من 2000 سنة ، ومن المدهش ان داروين ليس أول من إقترح التفسير التطوري لتنوع الحياة على الأرض ، فقد سبقه الإغريق إلى ذلك منذ العام 2300 ق م ،و لكن المسيحيون الأوائل رفضوا تلك الأعمال كغيرها من الأفكار التي تتحدث عن تفسيرات طبيعية للظواهر الأرضية ،و بالتالي قاموا بإتلافها جميعا في نوبة من التعصب العنيف .
الخلاصة : أن أسطورة الخلق الخاص التي يؤمن بها معتنقي الأديان الإبراهيمية الثلاث ، هي تنويعات على أساطير بدائية كانت شائعة في الشرق أوسط القديم ، و أنه تم تطويرها خلال ثقافات عديدة حتى وصلت إلينا في شكلها الحالي .
.................................
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 03-13-2009, 02:05 PM بواسطة بهجت.)
03-13-2009, 02:03 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
اسحق غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 5,480
الانضمام: Jul 2004
مشاركة: #77
أولا : ثبوت النشوء والتطور من شأنه إسقاط الأديان
" و قد رأينا ما فعله داروين في أمريكا الجنوبية , فلم يكن أمامه سوى أن يتبني القول بالكارثية . إنه لم يصل إلي معلوماته عن طريق القراءة فقط , لكنه رأي بعينيه آثار ضحايا الكارثة , لا في المتاحف , بل في مواقعها ذاتها , : في سهول و منحدرات الأنديز. و هذه التجربة أكثر إلزاما من معلومات الكتب . و رغم ذلك قدم داروين - بعد عقدين من الزمان - إقتراحا لا يتفق مع المقدمات حين أرجع كل التغيرات في المملكة الحيوانية إلي تطور بالغ البطء عن طريق التنافس , و لجأ إلي ديالتيك ممتد كي يثبت أن الأرض قد سلكت مسلك التطور الثابت في مسار مستقر هو الدوائر غير المتقطعة , ذلك أن فكرة إهتزاز الكرة الأرضية كلها كانت بعيدة عن تفكيره لكنه رأي تلك الحيوانات بنفسه , رأي عظامها المتناثرة المتشظية , مكومة في مجموعات غريبة تضم الحيوانات الضخمة من الكسالي و الفيلة إلي جانب الطيور و الجرذان , و كان عليه أن ينسي صور الكارثة تلك من أجل وضع نظرية عن أرض عاشت في سلام و لم تعرف إهتزازا أو إرتجاجا في كليتها , أرض تعيش عليها أنواع متنافسة من أجل الحياة , مستفيدة من التنويعات التي تحدث مصادفة , و كلها تطورت عن قلة من الكائنات العضوية ذوات الخلية الواحدة , و عن طريق التنافس " البقاء للأصلح " يمكن أن ينتج عن الحيوان الجد نفسه طائر بجناحين و ثعبان و حشرة متعددة الأرجل و إنسان "
" نفسه"
تحياتى
03-13-2009, 03:40 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #78
أولا : ثبوت النشوء والتطور من شأنه إسقاط الأديان
أتمنى ألا يتوقف الشريط ، فالموضوع هام و يجب ان يكون لأي إنسان معاصر موقفا من نظرية غيرت شكل الحياة على الأرض .
03-15-2009, 11:35 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Abanoob غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,567
الانضمام: Apr 2004
مشاركة: #79
أولا : ثبوت النشوء والتطور من شأنه إسقاط الأديان
وهناك ظاهرة تلفت النظر في موضوع نظرية التطور، لأن هذه النظرية خرجت من كونها نظرية علمية قابلة للصواب أو الخطأ إذ تحولت إلى "أيدلوجية" يدافع عنها أنصارها، ولا يترددون حتى في القيام بعمليات تزوير مشينة من الناحية العلمية والأخلاقية، وهذا ما لا نراه في النظريات العلمية الأخرى, فلا نرى عالماً في الفيزياء أو في الكيمياء أو في أي علم من العلوم يقوم بعملية تزوير لإثبات صحة نظريته أو صحة القانون الذي اكتشفه، لأن غاية العلم هي الوصول إلى الحقيقة. بينما نرى أن عمليات التزوير العلمية منحصرة في موضوع نظرية التطور فقط.

واُولى عمليات التزوير هذه قام بها العالم الألماني "ارنست هيجل 1824-1919" وكان من أنصار نظرية التطور. ولما رأى ان صور الأجنة لا تتطابق تماماً مع هذه النظرية قام بعمليات رتوش وحذف في صور الأجنة البشرية لكي تتطابق مع نظرية "التلخيص Recapition Theory" (وهي إحدى النظريات السابقة التي قدمت كبرهان على نظرية التطور ثم نفض العلماء أيديهم عنها بعد ثبوت خطئها). ولكن أحد العلماء اكتشف عملية التزوير هذه وأعلنها في إحدى الصحف وتحدى فيها "ارنست هيجل" الذي لم ير بدّاً من الاعتراف بجريمته العلمية والأخلاقية بعد فترة صمت وتردد، فاعترف في مقالة كتبها في 14/12/1908 وقال فيها:

(إن ما يعزّيه هو أنه لم يكن الوحيد الذي قام بعملية تزوير لإثبات صحة نظرية التطور، بل إن هناك المئات من العلماء والفلاسفة قاموا بعمليات تزوير في الصور التي توضح بنية الأحياء وعلم التشريح وعلم الأنسجة وعلم الأجنة لكي تطابق نظرية التطور).

إذن فهناك مئات من عمليات التزوير -وليست عملية واحدة أو عدة عمليات- تمت في علم الأحياء وفي علم التشريح وعلم الأنسجة وعلم الأجنة قام بها العلماء من أنصار التطور.

إذن على مثل عمليات الغش والتزوير هذه قامت نظرية التطور وانتشرت، وتمت بها أيضاً عملية غسيل دماغ الجماهير في هذا الموضوع، وأصبح من لا يؤمن بها رجعياً وجاهلاً!!.

وهناك عملية تزوير مشهورة جرت في إنكلترة، وهي عملية تزوير "إنسان بلتداون Piltdown Man" بدأت في 1912, فقد صنعوا جمجمة من تركيب قحف إنسان على فك قرد اورانجتون مع إضافة أسنان إنسانية إلى الفك، وقدموا هذه الجمجمة على أنه الحلقة المفقودة بين القرد والإنسان. وخدعت عملية التزوير هذه كبار علماء البيولوجيا وأطبّاء الأسنان الذين فحصوا هذه الجمجمة المزيفة مدة تقارب 40 سنة, وألفت مئات وآلاف الكتب وتم تقديم رسائل دكتواره عديدة, وكتب ما يقارب نصف مليون مقالة حولها. وفي سنة 1949 قام "كنت اوكلي" بإجراء تجربة الفلور على هذه الجمجمة فتبين أنها ليست قديمة (اُدّعى سابقاً عمرها يبلغ نصف مليون سنة). ثم قام "كنيت اوكلي" و "سير ولفود لي كروس كلارك" من جامعة اكسفورد بإجراء تجارب أكثر دقة واستخدموا فيها أشعة اكس فتبين أن هذه الجمجمة زائفة تماماً ومصنوعة. وجاء في التقرير الذي نشر سنة 1953 (إن "إنسان بلتداون" ليس إلا قضية تزوير وخداع تمت بمهارة من قبل أناس محترفين، فالجمجمة تعود لإنسان معاصر. أما عظام الفك فهي لقرد اورانج بعمر عشر سنوات، والأسنان أسنان إنسان غرست بشكل اصطناعي وركبت على عظام الفك. وظهر كذلك أن العظام عوملت بمحلول ديكرومايت البوتاسيوم لإحداث آثار بقع للتمويه وإعطاء شكل تاريخي قديم لها).

وهناك حادثة "إنسان نبراسكا" فقد عثروا على سن واحدة ليعلنوا أن صاحب هذه السن هو الحلقة المفقودة التي يبحثون عنها، ونشروا صوراً خيالية لهذا الإنسان، بل حتى عن حياته العائلية، وقدّم علماء التطور هذه السن كدليل في محكمة "سكوبس"[2] عام 1925. وعندما اعترض الطرف الآخر[3] سخروا من جهله!! ومع أن المحكمة أصدرت قرارها بإدانة السيد "سكوبس" إلا أن الضجة التي أثارها أنصار التطور في الصحافة وفي المحافل العلمية جلبت عطفاً كبيراً للمتهم، وغضباً على المحكمة.

وفي هذه المحكمة قدّم علماء التطور هذه السن كدليل لا ينقض على صحة التطور، لأنهم اخترعوا من هذه السن الواحدة إنساناً أسموه "انسان نبراسكا" وأطلقوا عليه اسماً لاتينياً رناناً ليسبغوا عليه صبغة علمية.

ولكن تبين فيما بعد أن هذه السن لا تعود لإنسان، ولا لقرد... بل لخنـزير بري!!... نعم خنـزير!! إذن تأملوا مدى المبالغات الموجودة في تفسيرات علماء التطور للمعطيات العلمية أو للمتحجرات التي يعثرون عليها، ومدى انحرافهم عن النهج العلمي الذي يجب أن ينطلق من مبدأ "الموضوعية" في تفسير المعطيات والظواهر العلمية والطبيعية، بينما ينطلق هؤلاء العلماء من فكر مسبق، وهو أن نظرية التطور صحيحة. لذا يقومون بليِّ عنق هذه الظواهر والمعطيات العلمية لكي تتوافق مع ما يعتقدونه من فكر مسبق. ولا يترددون - كما رأينا- حتى من القيام بعمليات تزوير معيبة ومشينة أخلاقياً وعلمياً في هذا السبيل. وهناك أمثلة أخرى كثيرة في هذا الصدد لا نوردها هنا خشية الإطالة.

إذن ألا يحق لنا أن ننظر بعين الشك إلى جميع التفسيرات المقدمة من قبل علماء التطور ولجميع ما يعدونه أدلة في هذا الصدد وهم بهذه الدرجة من البعد عن الحياد العلمي؟

أجل!... لقد خرجت نظرية التطور من كونها نظرية -أو فرضية- علمية يمكن دراستها ووضعها على المحك مثل النظريات العلمية الأخرى، وأصبحت "أيدولوجية" عند علماء التطور يدافعون عنها حتى ولو تطلب الأمر القيام بعمليات تزوير مشينة.

ولكن لماذا أصبحت نظرية التطور أيدولوجية؟

لأنها النظرية العلمية الوحيدة التي يمكن أن تؤدي إلى الإلحاد، لكونها تدعي القيام بتفسير الكون والحياة دون الحاجة إلى الخالق. فإذا ظهر أن كل نوع من أنواع الأحياء خلقت على حدة، وأن الحياة لم تظهر نتيجة مصادفات عشوائية، لأن هذا أمر مستحيل، وأن الأحياء لم تتطور عن بعضها البعض فلا يبقى هناك أي مجال أمام جميع العلماء سوى الإيمان بالله تعالى.

ولو أردنا الإشارة باختصار إلى بعض الشواهد التي تقف ضد نظرية التطور لقلنا:

1. إن كل نظرية علمية تسعى إلى تفسير كل أو معظم الظواهر المتعلقة بها. فمثلاً عندما تضع نظرية حول الجاذبية الأرضية فيجب أن تقوم هذه النظرية بتفسير جميع الظواهر المتعلقة بها. وعندما تضع نظرية حول ماهية الضوء وخصائصها يجب ان تقوم هذه النظرية بتفسير كل ما يتعلق بالضوء وبخصائصها. وعندما تشذ أي ظاهرة من الظواهر عن النظريات الموضوعة لتفسيرها تتم محاولة اكتشاف نظرية أخرى أكثر شمولاً من النظرية السابقة.

إذا نظرنا إلى نظرية التطور من هذه الزاوية نرى أنها نظرية قاصرة جداً في هذا الصدد. وندرج أدناه بعض المواضيع التي لم تقم هذه النظرية بتقديم أي تفسير لها:

أ- أصل الحشرات: لا تقدم هذه النظرية أي تفسير لأصل الحشرات مع أنها تمثل 80 % من مجموع الحيوانات.

بـ- أصل وتطور القوارض غير معروف، مع أن أعدادها هائلة وتزيد على أعداد الثدييات الأخرى.

جـ- أصل الطيران بجميع أشكاله غير معروف تماماً. فكما هو معلوم فهناك أربعة أنواع من الحيوانات:

1- الحشرات
2- الطيور
3- بعض اللبائن (كالخفاش)
4- بعض الزواحف الطائرة (انقرضت)

لا تقدم نظرية التطور أي جواب حول سؤال: كيف ظهر الطيران عند هذه الحيوانات؟

إذن ما بالك بنظرية لا تقوم بتفسير 90 % من الظواهر التي من المفروض تناولها ولا تستطيع تسليط الضوء عليها؟ وما دامت هذه النسبة الكبيرة من الظواهر غير معروفة وغير مفسرة من قبلها فكيف يمكن عدّها نظرية صحيحة؟ وهل هناك نظرية علمية أخرى غير هذه النظرية أبدت عجزها عن تفسير 90 % من الظواهر التي تصدّت لتفسيرها؟ وهل يمكن أن تقبل الأوساط العلمية مثل هذه النظرية؟

2. كيفية ظهور الحياة في الخلية الحية الأولى غير معروفة, والقول بالمصادفة ليس جواباً علمياً، بل جواباً يصادم العلم لأنه كلما زادت معلوماتنا عن الخلية الحية ومدى تعقيدها تأكدنا أكثر وأكثر مدى استحالة ظهورها مصادفة. ويكفي أن نعلم أن جزيئات D.N.A الموجودة في الإنسان تحتوي على معلومات لو قمنا بتسجيلها على الورق لاحتجنا لـ 900 ألف صفحة تقريباً، وهذا يعادل 34 ضعف المعلومات الواردة في دائرة المعارف البريطانية. فكيف يمكن إذن أن تظهر الخلية إلى الوجود مصادفة؟ وقد عُلم من تطبيق قوانين الاحتمالات الرياضية استحالة تكون جزيئة واحدة من البروتين عن طريق المصادفة خلال أضعاف عمر الكون، فكيف يمكن ظهور خلية واحدة حيّة بطريق المصادفة؟

3. تدعي هذه النظرية أن الأحياء قد تطورت من خلية واحدة إلى أحياء ذات خلايا متعددة ثم تشعّبت مساراتها في التطور حتى ظهرت الأحياء الحالية التي تبلغ أعداداها عدة ملايين. لذا فحسب هذه النظرية فلابد من وجود عشرات الحلقات الوسطى أو الحلقات الانتقالية بين كل نوعين، أي أن أعداد الحلقات الوسطى يجب أن تزيد بعشرات المرات على عدد الأحياء الموجودة حالياً. أي أن عدد أحياء الحلقات الوسطى يجب أن تبلغ عشرات ومئات الملايين، ولكن لم يتم العثور حتى الآن على أي حلقة وسطى. ولم يصح الزعم القائل بأن طائر "الاركيوتاتريكس" يمثل الحلقة الوسطى بين الزواحف والطيور، لأنه تم العثور على متحجرة طائر في نفس العهد الذي عاش فيه "الاركيوتاتريكس" وهو العهد الجوراس (أو العهد الطباشيري) من قبل البروفسور "جون ارستروم" من جامعة يالا، وكتب مقالة مفصلة عن هذا الطائر في مجلة الأطبّاء العلمية (المجلد رقم 112 في 24 ايلول/1977). لذا لا يمكن أن يكون طائر "الاركيوتاتريكس" جداً وسلفاً للطيور بينما كانت هناك طيور حقيقة تعيش معه.

كما قدّم التطوريون بعض الجماجم التي تعود لقرود -كانت تعيش سابقاً ثم انقرضت- وكأنها الحلقات المفقودة بين الإنسان والقرد. وكل هذه الجماجم مدار شك ونقاش حتى من قبل علماء التطور أنفسهم. ولو كانت نظرية التطور صحيحة لكان المفروض أن نعثر على مئات الآلاف من متحجرات الأحياء التي تمثل الحلقات الوسطى الانتقالية بين الأنواع. لأنه تم العثور على مئات الآلاف، بل ربما الملايين من المتحجرات في المائة والخمسين سنة الأخيرة وامتلأت بها المتاحف الطبيعية.

وهذا الفشل الذريع في الحصول على هذه المتحجرات (لأنها غير موجودة أصلاً)، هو الذي دفع بعض علماء التطور إلى البحث عن مخرج من هذه الورطة الكبيرة التي تهدد بإعدام نظرية التطور، لذا قام هؤلاء (منهم ريتشارد كولد شميث Richard Gold Shmidt) بوضع نظرية (Hope Full Monsters)، ووضع نظريةPunctuated Equilibrium منهم ستيفن جاي كولد Stephen Jay Gold و "نيلس الدرج Niles Eldnedge. ومجمل هذه النظريات الأخيرة هو أن التطور حصل فجأة ودون مراحل انتقالية (مثلاً حدث أن زاحفاً وضع بيضة خرج منها طائر!!) ولم يستطيعوا أن يقدموا لهذه الفرضية الخيالية البعيدة عن كل قسطاس علمي أي دليل يمكن أن يكون لـه وزن... وبهذا دخلت نظرية التطور في طريق مسدود.

4. وفي السنوات الأخيرة بدأ نقاش حاد بين أنصار التطور وأنصار الخلق حول قانون فيزيائي يرى أنصار الخلق أنه ينقض نظرية التطور من أساسها وهو القانون الثاني من "الديناميكية الحرارية".

فهذا القانون يشير إلى أن الكون منذ خلقه يسير نحو الانحلال ونحو التدهور ونحو الموت الحراري، فالنجوم تبعث بطاقة حرارية وضوئية وإشعاعية ووقودها ينفد، ونحن نرى أن كل شيء يترك لحاله ينحل ويفسد... إذا تركنا قطعة لحم أو فاكهة نراها تفسد بعد مدة. وإذا تركت بيتاً أو سيارة لحالها دون عناية وخدمة أسرع إليها البلى... وهكذا. أي لا يوجد هناك شيء يتطور أو يتحسن حاله إذا تركته لحاله ولم تتدخل بعلمك وإرادتك في تحسين وضعه (مثلاً تستطيع القيام ببناء بناية أو صنع آلة، ولكن العملية هنا عملية مقصودة تدخل فيها العلم والإرادة الإنسانية، وليست عملية تلقائية). أي أن الزمن عامل هدم وليس عامل بناء، لأن الأشياء إن تركت لحالها تميل إلى الانحلال والانهدام والتفتت، ولا تتطور ولا يزداد تعقيدها أو درجة نظامها. لذا ففي مثل هذا الكون، وفي ظل هذا القانون الفيزيائي لا يمكن أن يكون هناك تطور تلقائي مستند إلى المصادفات، لأن هذا الكون متوجه للانحلال وليس للتطور.
03-16-2009, 02:18 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Abanoob غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,567
الانضمام: Apr 2004
مشاركة: #80
أولا : ثبوت النشوء والتطور من شأنه إسقاط الأديان

بالطبع إثبات نظرية التطور - وهو من المستحيل - يقوض أساس الدين المسيحى - وهو من المستحيلات - أيضاً .

ومن الملاحظ أن كل المدافعين عن نظرية التطور الفاشلة يفشلون دائماً فى الدفاع عن نظريتهم الهالكة بإثباتات علمية نزيهة ولكن بأدلة علمية مزيفة ساقطة .. وعندها يلجأون للدفاع عن تلك النظرية بواسطة فسلفات كلامية فارغة وتمويهات عقلية مفضوحة .

ولم ينجح أحد فى إثبات نظرية التطور إلا فى الأفلام العربى القديمة التى يقول فيها البطل لحبيبته "أنا كنت حمار لم فكرت إنك بتحبينى يا فهيمة " ... وهنا فشلت نظرية التطور أيضاً لأنه يتضح لنا من هذا أن الإنسان أصله حمار وليس قرد .



الزميل ابراهيم دائماً يحلو له الهجوم على الطقس .. وللعلم فإن كلمة طقس تعنى نظام .. وعندما نقول طقس دينى فإننا نقصد بأن نعبد الله بنظام وترتيب لأن الكتاب المقدس يقول أن إلهنا إله نظام وترتيب وليس إله تشويش .. فعندما تمارس طقس العبادة بدون تفكير ولا روح فليس العيب فى الطقس ولكن العيب فيك يا من تمارسه بلا روح والعيب فيك يا من لا تفهمه وتستوعبه .

وطقس العبادة فى الكنيسة المسيحية يجمع بين العمق والبساطة .. ففيه تأملات عميقة للفلاسفة وفيه إيماءات بسيطة يفهمها الأطفال فى الإيمان .


03-16-2009, 02:47 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  الأديان والديانات Free_Mind 0 751 06-15-2012, 05:24 PM
آخر رد: Free_Mind
  للتحميل: لماذا النشوء والتطور حقيقة راهب العلم 6 2,070 05-11-2012, 04:05 PM
آخر رد: راهب العلم
  مشكلة الابداع والتطور في العالم العربي mr.H 21 5,565 04-23-2012, 09:46 PM
آخر رد: طريف سردست
  أمامك طريق واحد: إسقاط النظام ! العلماني 0 675 04-06-2012, 02:48 AM
آخر رد: العلماني
  دراسة ( العرب والتطور الحضارى ) - الواقع والازمة بقلم الكاتب // طارق فايز العجاوى طارق فايز العجاوى 0 765 10-25-2011, 11:41 AM
آخر رد: طارق فايز العجاوى

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 3 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS