Array
ما نسميه "بالحضارة اليونانية" عبارة عن مجموع حضارات "المدن اليونانية" بالإضافة إلى الإنتاج الثقافي "للحوض الشرقي" للبحر المتوسط منذ القرن الخامس قبل الميلاد وحتى استبدال اليونانية بالسريانية، كلغة للشرق، في القرن الثالث والرابع بعد المسيح. هنا، لا يهم إن كان "زينون الرواقي" مثلاً قد أتى من "صور الفينيقية"، فانتاج الرجل ومدرسته هي هيلينية إغريقية محضة بتوابع رومانية (شيشرون، ماركوس أوريليوس وسينيكا).

ما نسميه "بالحضارة الرومانية" هو ليس حضارة "روما" المدينة التي أسسها "روموللوس وريموس" في القرن الثامن قبل الميلاد. ولكنها مجموع حضارات المدن والأقطار التي اعتمدت اللاتينية تحت سطوة الامبراطورية الرومانية. يدخل في هذا "أوفيد" الروماني كما يدخل فيه "فلافيوس جوزيف" اليهودي الشرقي.

ما نسميه "بالحضارة العربية الإسلامية" هو مجموع النتاج الثقافي الشرقي الذي سطر "باللغة العربي&#
3fe0
1577;" ولعب فيه "الإسلام" دوراً رئيسياً في كثير من الأحوال تحت "دولة الخلافة" بين القرن السابع لميلاد المسيح والقرن الثالث عشر (سقوط بغداد 1258).

كي تبني اليونان حضارتها، جاءت بعلوم الشرق "الفينيقي والمصري" وأنتجت رويداً رويداً. فقام السفسطائيون بالتعليم، وقام مثلهم سقراط. وجاء أفلاطون كي يدون ما قاله سقراط ثم ينفرد بمذهبه الخاص (خصوصاً في "الجمهورية")، ثم جاء أرسطو كي يتتلمذ لافلاطون ثم يعاكسه في نهجه. وبين هذا وذاك جاء "أبوقراط وجالينوس" للطب،و"بطليموس" للفلك" و"أرخميدس" للفيزياء والحساب ...إلخ. هنا، لا تهم "الجغرافيا" كثيراً، فالفلسفة اليونانية نشأت مثلاً على السواحل الغربية لتركيا الحالية، وازدهرت في كثير من بقاع الشرق في فترة متأخرة (حرّان وقنسرين والاسكندرية).

كي تبني "روما" حضارتها، فإنها أخذت جميع "المعارف والعلوم اليونانية" وطورت شيئاً منها (الفلسفة الرواقية مثلاً) ثم أضافت الكثير في "الفنون المعمارية" وفي"إدارة الدولة" و "القانون" بالذات. ومن جديد فإننا لا نحفل بالجغرافيا كثيراً عندما نتذكر بأن من أعظم مراكز القانون الروماني في العالم الروماني كانت "بيروت" (كان اسمها "بيريت" وقتها).

كي يبني العرب حضارتهم فإنهم، شيئاً فشيئاً، أسسوا دولتهم وفق المعارف الرومانية المكتسبة (أنشأ "عمر بن الخطاب" دواوين الدولة بهداية من الإدارة الرومانية) و أخذوا جماع ما وقع تحت ايديهم، وقاموا بترجمة مئات الكتب اليونانية والرومانية ولقنوها وطوروها وزادوا عليها. فهم لم يكتفوا بحسابات "المجسطي" فجاء "ابن الهيثم" و"الخوارزمي" كي يزيدوا عليها، وجاء "ابن سينا" كي يكتب "القانون في الطب" ويبز طب جالينوس. وجاء "الفارابي" كي "يخترع" نظاماً خاصاً جداً في الفلسفة خرج من دائرة فلسفة "افلاطون" و"افلوطين" و"ارسطو" وبنى عالمه الذاتي الذي تابعه فيه "ابن سينا" وشذ عنه "ابن رشد".
قد يقول قائل مثلاً: ولكن "الفارابي" ليس عربياً، ونقول : ولكن "ابن رشد" عربي قح، ومع ذلك فهذا "تفصيل سخيف"، لأن روح الدولة هي "عربية اسلامية" ولغتها عربية ودينها إسلامي. ودون الدين الإسلامي لم يكن الفارابي ليصل إلى "نظامه". ولعل قراءة متأنية في "المدينة الفاضلة" تفهمنا إلى أي مدى كان "الفارابي" اسلامي الروح.

هناك انجازات ذاتية لللحضارة العربية الإسلامية وأخرى "عالمية". الإنجازات الذاتية تكمن في تطوير "اللغة العربية وآدابها"، والإنجازات العالمية تكمن في تطوير المعارف المختلفة المتنوعة (الحساب والهندسة والفلك والفيزياء والطب والموسيقى والفلسفة ...إلخ).
"بشار بن برد" لم يكن عربياً؟ طيب لولا اللغة العربية السائدة والحضارة العربية الإسلامية القائمة لما سمعنا بذكر "بشار". وإن لم يكن ببشار عربياً "فعمر بن أبي ربيعة" و"العباس بن الأحنف" و"جرير" و"الفرزدق" و"الأخطل" كانوا عرباً قبله. وعنهم أخذ صناعته. وبعده أتى من العرب من بذه في الشعر والشهرة على السواء مثل "أبو تمام" و"البحتري" (وهما من قبيلة طيء العربية)، وفي وقته كان شاعر الخليفة الأول "مروان بن حفصة بن أبي الجنوب" وكان يعاصره في هذا كله "الجاحظ" العربي الصليبة والمدافع الأول عن "فضل العرب". أما "المعري" يا سندي، فهو يعود إلى "التنوخيين" العرب الأقحاح، وليس مهماً إن كان يسكن "معرة النعمان" في سوريا. فالقبائل العربية كانت قد أسست ملكها &#
3fe0
1602;بل الإسلام في العراق وفي بلاد الشام. فقبيلة "لخم" التي حكمت العراق وقبيلة "غسان" التي حكمت الشام لم تكن إلا قبائل عربية قديمة، هاجرت في فترة متقدمة. بل أكثر من ذلك. ما رايك بان "الفينيقين والآراميين والكنعانيين" أنفسهم كانوا عرباً؟

بعد خروج العرب من الجزيرة تراجع مجدها الحضاري، ولكن هذا التراجع أتى بسبب البعد الجغرافي عن مركز الدولة. ولا تنس، في هذه الفترة (فترة ازدهار الخلافة في دمشق وبغداد) لم تكن "مصر" تنتج الكثير من "الزاد الثقافي أيضاً" بسبب بعدها الثقافي عن "المركز". بل دور "دمشق" نفسها تراجع مع ملك المأمون في بغداد. ولم تعد هي أو القاهرة إلى مراكز أولى في العالم العربي الإسلامي إلا بعد تضعضع الدولة المركزية واستقواء "الاطراف" ابتداء من القرن العاشر الميلادي. (في هذه الفترة نجد "حلب" و"دمشق" و"القاهرة" تزدهر وليس قبلها).

أخيراً، نحن لسنا بحاجة للحديث مطولاً عن "الحضارة العربية الإسلامية" وفتوحاتها المعرفية ووهجها الحضاري، فهناك آلاف الكتب باقية كي تذكر بهذا. بل لعل معظم هذه الكتب موجودة الآن في تناولنا على الانترنت من خلال موقع "الوراق"، الذي يعرض اكثر من "مليون صفحة" من "الصفحات المعرفية" لهذه الحضارة السامقة حقاً (في زمنها طبعاً، فنحن لا نقارن معارف القرن العاشر الميلادي بمعارفنا اليوم). لذلك،فلكي نتأكد من "سمو هذه الحضارة وسموقها" فإن علينا أن ننقر على الرابط التالي وندخل كي نتأبط مئات آلاف الصفحات المعرفية التي لم يكن لها نظير في زمنها.

www.alwaraq.com

واسلموا لي
العلماني
[/quote]

اكلو والله عروه :lol:

(f):98::97::redrose::wr:

من كل بستان زهره لاحلى واجدع علمانى :thumbup:

ما سطره(f) العلماني (f)في الأعلى حروف من نور ..

وهو سبب غيرتي العمياء على " الحضارة العربية الإسلامية " التي لا تستحق أن تنحصر محاكمتها في غيبيات الدين ، جنته وناره ، وثوابه وعقابه ، وحدوده المختلف عليها ، ففي هذا ظلم شديد لها وتجاهل لمحاسنها الكثيرة ..

تلك الحضارة هي أساس ثقافتنا الحاضرة ، وقد احتفت بنجوم متوهجة لن يأفل ضياؤها ، وقد أنجبتنا كلنا ، فهي نحن ونحن هي ، بنقصنا واكتمالنا ، وأورثتنا كنوزا لا تقدر بثمن ولآلئ لا تضاهى ..

لذلك تظل حيرتي ( وأعرف أنها مضيعة للوقت ) كيف انتهى بأبنائها أن يطمسوا جمالها ويواظبوا في محاولة رميها إلى الدرك الأسفل من الحياة ..

كان على الجميع رأب صدوعها ، ورتق أثوابها ، فهي مأواهم وكساؤهم ، وشجرة فاقدة جذورها ما نمت ولا تفرعت ..

تعلم اللغة العربية صعب جدا ....

فعندك الكثير من المصاعب.

1- تعلم الخط العربي ، تحدي كبير أمام من اعتاد على القراءة و الكتابة بالخط اللاتيني .

2- عدم التخاطب باللغة الفصحى إلا على بعض وسائل الإعلام مثل قنوات الجزيرة أو العربية ، و الفرق الهائل بين اللغة الفصحى و اللغات المحكية .

3- قواعد اللغة العربية صعبة جدا مقارنة بغيرها من اللغات ، و بصراحة رايت حتى دكاترة في جامعات يخطئون في الاعراب !!! برايي انهم يجب ان يجدوا حلا لموضوع الاعراب ، فمن يدرس موضوع الاعراب يشعر أنه في ( طوشة ) ... بما فيه من رفع و نصب و جر . يتطلب هذا الامر الكثير من المساعدة.

4- موضوع المؤنث و المذكر ، هذه مشكلة خصوصا ممن تأسس على اللغة الانجليزية فلا يوجد مذكر و مؤنث في الانجليزية ... يعني مثلا الشمس تعامل معاملة المؤنث و القمر يعامل معاملة المذكر و قس على ذلك الكثير من الاسماء في اللغة العربية.

5- بعض الحروف ثقيلة في اللغة العربية و من لم يعتاد على نطقها سيعاني .... مثل ( ح خ ع غ ص ض ط ظ ) هذه الحروف ثقيلة جدا جدا .... و بصراحة تبشع اللغة بنظري فمخارج هذه الحروف تجعل الانسان يختنق ( هذا الامر بالنسبة لي:) ).

6- ما هي استخدامات اللغة العربية حاليا إن لم تكن مسلما ؟؟ حتى إذا اردت التخاطب مع اهلك فلن تخاطبهم بالفصحى بل باللغة المحكية التي لديها قواعد و كلمات خاصة بها .

في النهاية اتفق مع الزميل العلماني على ان الامر يتطلب بالدرجة الاولى إرادة على تعلم اللغة العربية ..

إذا كان رياض يطمح إلى ذلك و لديه عزيمة كافية لتجاوز كل هذه العقبات فسيفعل ذلك ،لكن إذا لم تتوفر الارادة لديه فتعليمه اللغة العربية سيكون مضيعة لوقته و لن ياتي بنتيجة.

إذا كان رياض يطمح إلى ذلك و لديه عزيمة كافية لتجاوز كل هذه العقبات فسيفعل ذلك ،لكن إذا لم تتوفر الارادة لديه فتعليمه اللغة العربية سيكون مضيعة لوقته و لن ياتي بنتيجة.




هذا ماسيحدث باعتقادي ولكني أريده أن يقتنع بذلك بنفسه بعد دورتين مكلفتين حتى لايدعي بأنني السبب بالوقوف بطريق نجاحه

Array

أخيراً، نحن لسنا بحاجة للحديث مطولاً عن "الحضارة العربية الإسلامية" وفتوحاتها المعرفية ووهجها الحضاري، فهناك آلاف الكتب باقية كي تذكر بهذا. بل لعل معظم هذه الكتب موجودة الآن في تناولنا على الانترنت من خلال موقع "الوراق"، الذي يعرض اكثر من "مليون صفحة" من "الصفحات المعرفية" لهذه الحضارة السامقة حقاً (في زمنها طبعاً، فنحن لا نقارن معارف القرن العاشر الميلادي بمعارفنا اليوم). لذلك،فلكي نتأكد من "سمو هذه الحضارة وسموقها" فإن علينا أن ننقر على الرابط التالي وندخل كي نتأبط مئات آلاف الصفحات المعرفية التي لم يكن لها نظير في زمنها.

www.alwaraq.com

واسلموا لي
العلماني
[/quote]

مبدئياً انا متردد هل انت اللى كتبت الكلام ده يا علمانى , ولا نقلته ؟ أى فتح معرفى يا معلم ؟ هل القرشييون الغزاة كان معاهم علماء مرفقين للحملة مثل نابليون بونابرت ؟ اكثر شئ اضيق منه هو عدم تسمية الامور بأسمائها , لا يوجد شئ اسمه " فتح معرفى " - حروب الغزاة العرب كانت للخروج من الصحراء الكفراء لأرض كلها ثروات وخيرات , كانت تحكمها امبراطرويات ضعيفة وايلة للسقوط . الناس كانت تحت نير الظلم والأضطهاد والتاريخ القبطى المصرى ملئ بقصص تقشعر لها الأبدان من تعذيب المسيحين فى مصر على يد مندوب روما السامى فى مصر , فضلا عن الأنقسام الطائفى اللى حصل فى مسيحية مصر واللى مش متذكر تفاصيله حتى الان !

تعالى الان نسمى الامور بأسمائها , هل الفراعنة - مصر القديمة قامت بغزو اليونان حتى يتعلموا من مكتبة الاسكندرية ويضيفوا اليهم علمهم ؟ هل هكذا ولدت حضارة اليونان العظيمة , وحضارة مفكرينها ؟ أتذكر هنا موقف حدث للاسكندر الاكبر عندما غزى بلاد فارس وسجد له السكان , وعلق واحد وقاله " أنهم يعبدون ملكوهم , فانت نصف اله الان " . وعندما فتح اليونان وطلب من السكان ان يسجدوا له , رد عليه احدهم قائلا " اليونانين لا يسجدون لاحد " . من الموقف ده تقدر تفهم نفسية الشرقى اللى بيعتبر المنتصر هو اله اللحظة والواجب عبادته بالتمام والكمال , وبالتالى هيتعلموا لغته ويتأقلموا بما عرفوه قديما ليتحدثوا بيه بلسان حديث .

حضارة العرب المزعومة لم تكن الا تعريب الالسنة , لكن بقيت مراكز الاشعاع هى هى قبل الاسلام وبعده - مما يعنى ان الاسلام لا ينسب اليه الا فضل واحد انه شال ديكتاتور وحط مكانه ديكتاتور تانى . وأنا ادعو الجميع الى الرجوع الى اصول العلماء العرب وأماكن ولادتهم , والاماكن اللى اتعلموا فيها لن تجدها تخرج عن " بلاد الشام , ومصر " ! فأزى كانت الحضارة العربية هى حضارة الاشعاع والعلم , فماذا فعلوا بالضبط من اجل العلم ؟ هل بنيت مراكز العلم والتعلم ؟ ام قيام مجموعة من الجهود الفردية من مراكز معروفة بعمقها التاريخى والعلمى بشوية حاجات فردية ؟

لا يوجد شئ اسمه " الحضارة العربية " بل وهم العمق التاريخى اللى حاول الناصريين ان يوفره حتى يقفوا على ارض صلبة , وهى الا رمال متحركة سحبت مصر وكثير من البلاد فى شفطتها . فلماذا نلوم اسبانيا عندما ( فتحت ) الاندلس , وتحولت علومهم من العربى الى لغة اخرى ؟ واصبحوا بعد ذلك دولة قوية تجلت قوتها فى اكتشاف امريكا والبعثات الاستعمارية ؟ اعتقد ان اجزاء كبيرة تتحدث الاسبانية فى امريكا الجنوبية بسبب اسبانيا " واعذرنى على قلة المصادر لانى اكتب على سرعة " .

لماذا نلوم " هتلر " عندما أراد ( ألمانة أوروبا وألمانة علومها ) , او الامريكان عندما فتحوا العراق - وكان السكان مقروفين من صدام وحكم صدام ويتمنى ان يزول من على الخريطة ؟ لماذا نلوم الصين ازى قررت ان تغزو مصر , وشعبها يموت ضجرا من حكم مبارك وديكتاتورية الحزب الحاكم ؟

لماذا لا نسمى الاشياء بأسمها , بدون خداع نفس مارسته الناصرية وسئ ذكرهم على طول امد فى ربوع كل من يتحدث بلغة الضاد الملعونة ؟

أسلمى يا سندى

لماذا لا نبسط الامور ؟

انا شخصيا اؤمن بأن الأراء تتكون بناء على المصلحة وتبرير لمواقف قد تكون جزء منها أهمية للأمان النفسى الشخصى او العائلى او حتى المجتمعى . ما حدث ان فوبيا الحضارة العربية لم تكن فوبيا قبل عهد ناصر , لكنها كانت فكرة مطروحة وبقوة ولها من يؤيدها ولها من يعارضها . لكن بعد ثورة الغفر وصعود شوية عيال لراس الهرم فى مصر , حدث فراغ سياسى فى مصر اعتقد انه كان كبير - لان البلد من وقتها كانت مؤمنة بالملكية نظرأ لحكمها اكثر من مائتان سنة , لم يحدث فيها الا شوية خربشة هنا وهناك نذكر منها خالد الذكر ومعلم مصر الكرامة " أحمد عرابى " , وابو المصريين " سعد زغلول " . هؤلاء لم يفكروا ولو لحظة واحدة فى تغيير نظام الحكم , بقدر الوصول الى اكبر صيغة ممكنة للتحقيق مصالح الشعب بدون الاضرار بالبلد .

لكن بعد ثورة العسكرى ومن ضمن غسيل المخ كان لابد ان يتم محو اى شئ او على التضييق لاكبر قدر ممكن على ماسبق - بالرغم من الانجازات الضخمة والاستقرار اللى كانت البلد شاهدها فى ظل حرب عالمية اولى وثانية , حدث فراغ كبير ! من ذلك الفراغ وجدت فكرة القومية العربية وفكرة زعامة العسكرى ارض خصبة يمكن ان تنتشر . لاسف لا يمكن الان ان ندعى الحكمة بالحكم على الاحداث بعد حدوثها , لكن الا يحق لنا ان نتعلم من التاريخ ؟

* كيف لا اسمى اقتحام الغزاة القرشيين مصر وتدمير لغتها " بالغزو " , ولا اسمى اقتحام الامرييكين العراق بالغزو ايضاً ؟

مع الان فى كلا الحالتين تتشابه مدخلات كثيرة , العراق كاره حكم رئيسه , فضلا عن انه ليس غزو - انما فتح ؟ كيف اسمى حرب هتلر على المانيا , فتح ولا غزو ..... ؟

فى النهاية يبقى السؤال المحير الذى لم يجبنا احد عليه ( لماذا لم يحدث اى مركز اشعاع نورى فى جزيرة العرب حتى الان ؟ )

(f)

Array
لذلك تظل حيرتي ( وأعرف أنها مضيعة للوقت ) كيف انتهى بأبنائها أن يطمسوا جمالها ويواظبوا في محاولة رميها إلى الدرك الأسفل من الحياة ..

كان على الجميع رأب صدوعها ، ورتق أثوابها ، فهي مأواهم وكساؤهم ، وشجرة فاقدة جذورها ما نمت ولا تفرعت ..
[/quote]

محاولة اصلاح رأب الحضارة العربية هو بالضبط محاول اصلاح عاهرة طارحت الفراش كل من ينتصر على من نام معاها سابقاً , فحضارة الزور المزعومة سجددت لكل ملك حكم بلد , فمن سجد لعبد الكريم قاسم سجد لصدام - ومن سجدوا للملك سجدوا لعبد الناصر وسجدوا للسادات ومبارك . ومن سجدوا من قبلهم لمحمد على والبريطانين والفاطميين والمماليك سجد لنابليون بونابرت .

لا يمكن ان تصلح عاهرة , لانها تبقى مهما فعلت عاهرة (f)

يابهاء يا بهاء, لا تستطيع كسب أولادك في الغربة الا عن طريق ربطهم بأصولك....وتعلم لغة الام (هنا لغة الاب :saint:) شرط أو عنصر هام لتحقيقه...
لا تأخذ عملية السوق العربية المشتركة محمل الجد.....فلن نعايشها...واذا لم تفشل عن طريق البيروقراطية سوف تفشل عن طريق الفساد, هذا اذا حصلت؟!!!

سؤال للزميل العلماني, ماهي أقرب لهجة عامية برأيك للغة الفصحى؟

Array
يابهاء يا بهاء, لا تستطيع كسب أولادك في الغربة الا عن طريق ربطهم بأصولك....وتعلم لغة الام (هنا لغة الاب :saint:) شرط أو عنصر هام لتحقيقه...
لا تأخذ عملية السوق العربية المشتركة محمل الجد.....فلن نعايشها...واذا لم تفشل عن طريق البيروقراطية سوف تفشل عن طريق الفساد, هذا اذا حصلت؟!!!

سؤال للزميل العلماني, ماهي أقرب لهجة عامية برأيك للغة الفصحى؟
[/quote]

بكرة تندم يا جميل (f)

Array
مبدئياً انا متردد هل انت اللى كتبت الكلام ده يا علمانى , ولا نقلته ؟ أى فتح معرفى يا معلم ؟ هل القرشييون الغزاة كان معاهم علماء مرفقين للحملة مثل نابليون بونابرت ؟ اكثر شئ اضيق منه هو عدم تسمية الامور بأسمائها , لا يوجد شئ اسمه " فتح معرفى " - حروب الغزاة العرب كانت للخروج من الصحراء الكفراء لأرض كلها ثروات وخيرات , كانت تحكمها امبراطرويات ضعيفة وايلة للسقوط . الناس كانت تحت نير الظلم والأضطهاد والتاريخ القبطى المصرى ملئ بقصص تقشعر لها الأبدان من تعذيب المسيحين فى مصر على يد مندوب روما السامى فى مصر , فضلا عن الأنقسام الطائفى اللى حصل فى مسيحية مصر واللى مش متذكر تفاصيله حتى الان !

تعالى الان نسمى الامور بأسمائها , هل الفراعنة - مصر القديمة قامت بغزو اليونان حتى يتعلموا من مكتبة الاسكندرية ويضيفوا اليهم علمهم ؟ هل هكذا ولدت حضارة اليونان العظيمة , وحضارة مفكرينها ؟ أتذكر هنا موقف حدث للاسكندر الاكبر عندما غزى بلاد فارس وسجد له السكان , وعلق واحد وقاله " أنهم يعبدون ملكوهم , فانت نصف اله الان " . وعندما فتح اليونان وطلب من السكان ان يسجدوا له , رد عليه احدهم قائلا " اليونانين لا يسجدون لاحد " . من الموقف ده تقدر تفهم نفسية الشرقى اللى بيعتبر المنتصر هو اله اللحظة والواجب عبادته بالتمام والكمال , وبالتالى هيتعلموا لغته ويتأقلموا بما عرفوه قديما ليتحدثوا بيه بلسان حديث .

حضارة العرب المزعومة لم تكن الا تعريب الالسنة , لكن بقيت مراكز الاشعاع هى هى قبل الاسلام وبعده - مما يعنى ان الاسلام لا ينسب اليه الا فضل واحد انه شال ديكتاتور وحط مكانه ديكتاتور تانى . وأنا ادعو الجميع الى الرجوع الى اصول العلماء العرب وأماكن ولادتهم , والاماكن اللى اتعلموا فيها لن تجدها تخرج عن " بلاد الشام , ومصر " ! فأزى كانت الحضارة العربية هى حضارة الاشعاع والعلم , فماذا فعلوا بالضبط من اجل العلم ؟ هل بنيت مراكز العلم والتعلم ؟ ام قيام مجموعة من الجهود الفردية من مراكز معروفة بعمقها التاريخى والعلمى بشوية حاجات فردية ؟

لا يوجد شئ اسمه " الحضارة العربية " بل وهم العمق التاريخى اللى حاول الناصريين ان يوفره حتى يقفوا على ارض صلبة , وهى الا رمال متحركة سحبت مصر وكثير من البلاد فى شفطتها . فلماذا نلوم اسبانيا عندما ( فتحت ) الاندلس , وتحولت علومهم من العربى الى لغة اخرى ؟ واصبحوا بعد ذلك دولة قوية تجلت قوتها فى اكتشاف امريكا والبعثات الاستعمارية ؟ اعتقد ان اجزاء كبيرة تتحدث الاسبانية فى امريكا الجنوبية بسبب اسبانيا " واعذرنى على قلة المصادر لانى اكتب على سرعة " .

لماذا نلوم " هتلر " عندما أراد ( ألمانة أوروبا وألمانة علومها ) , او الامريكان عندما فتحوا العراق - وكان السكان مقروفين من صدام وحكم صدام ويتمنى ان يزول من على الخريطة ؟ لماذا نلوم الصين ازى قررت ان تغزو مصر , وشعبها يموت ضجرا من حكم مبارك وديكتاتورية الحزب الحاكم ؟

لماذا لا نسمى الاشياء بأسمها , بدون خداع نفس مارسته الناصرية وسئ ذكرهم على طول امد فى ربوع كل من يتحدث بلغة الضاد الملعونة ؟

أسلمى يا سندى
[/quote]

بهاء ... كنت تستطيع أن توفر علي وعلى نفسك الكثير لو كنت ذهبت و قرأت كتاباً واحداً جيداً عن تاريخ الشرق ... حسناً، لأوضح قليلاً،و سوف تكون هذه المداخلة آخر ما أكتب بهذا الشأن، فلا وقت لدي ولا لديك كي نضيعه في أمور بديهية ثابتة تاريخياً مثل هذه. وليس ذنبي أنك لا تقرأ التاريخ ولا تريد قراءته كي أرد على مزاعم سوف يبتسم أمامها بشفقة من قرأ بعض أبجديات التاريخ العربي الإسلامي في هذه الفترة.

1) عندما نتحدث عن الحضارة العربية الاسلامية فإننا لا نتحدث عن الانتاج المعرفي للعرب وهم في داخل الجزيرة العربية. ورغم ذلك فلديهم ثلاثة إنجازات في هذا المضمار.
أ) اللغة العربية التي أثبتت أنها قابلة لاستيعاب جميع العلوم والمعارف الشرقية وقادرة على هزيمة اللغات الأخرى السائدة في الشرق القديم (اليونانية، السريانية والقبطية).
ب) القرآن الكريم والإرث النبوي الذي أثبت أنه قادر على الصمود أمام التراث الحضاري الشرقي ودياناته بالذات.
ج) القدرة على التعلم بسرعة من إنجازات الآخرين واستيعاب هذا التعليم وتجييره لصالحهم (هكذا مثلاً تم استيعاب فن إدارة الدولة من الرومان).

2) عندما نتحدث عن الحضارة العربية الإسلامية إذاً فإننا لا نتحدث فقط عن "اللغة العربية" و"القرآن الكريم" و"انفتاح العرب على الحضارات المختلفة الغنية للشرق القديم"، بل نتحدث أيضاً عن الخطوات التي رسخت قدمهم في هذا المجال منذ أن استقدم "خالد بن يزيد" المترجمين كي يترجموا له بعض الآثار اليونانية حتى سقوط بغداد.
نحن نتحدث إذاً عن "علم الكلام" وعن "دار الحكمة" (المأمون) وترجمات اسحق بن حنين وانجازات الخليل بن أحمد في اللغة وابن المقفع في السياسة والجاحظ في الأدب وابن الهيثم والخوارزمي والكندي والفارابي وابن سينا والغزالي مروراً بالمولدين من الشعراء حتى أبو العلاء المعري.

هذا "المجموع بذاته" هو ما ندعوه بالحضارة العربية الإسلامية. وهي حضارة شكلت في كثير من الأحيان فتوحاً معرفية جديدة ذاتية (كما قلنا) وعالمية. "الفتح المعرفي" الذاتي، لو شئت مثلاً عليه، فإنك تجده عند "الخليل بن أحمد" مثلاً في "تكوين الأسس المتينة الأولى لقواعد اللغة والوصول إلى نظرية كاملة في "عروض الشعر وأوزانه". و"الفتح المعرفي" العالمي (القابل للتصدير خارج حدود الخلافة) هو "جبر الخوارزمي" مثلاً أو "إضافات ابن سينا الطبية" أو "إضافات ابن رشد الفلسفية" التي بقيت تشكل مركزاً معرفياً للأوروبيين حتى القرن السادس عشر (آخر كرسي لفلسفة ابن رشد في أوروبا كان موجوداً في بادوفا سنة1516).

هذه الفتوحات المعرفية تستطيع أن تقارنها بتجديدات الأمريكان واختراعاتهم الحديثة. فالأمريكان هضموا معارف أوروبا القديمة وطوروها. كذلك الحضارة العربية الاسلامية، هضمت معارف الشرق القديم وطورتها، ثم صدرتها للغرب عبر "البوابة الأندلسية".

3) الاسكندر ملك اليونان قبل أن يملك بلاد الفرس. ومصر لم تغز اليونان كي تنقل إليها علومها، ولكن اليونان كانت على اتصال حضاري بمصر منذ فترات سحيقة عبر التجارة وموانيء الفينيقيين. ولكن، إذا كنت تقصد بأن الغزو لا يصنع حضارة فاليونان نفسها غزت مصر في أيام الإسكندر، ثم ملكتها (البطالمة) حتى مجيء الرومان، وخلفت فيها حضارة أكيدة. فمكتبة الاسكندرية ليست انتاجاً مصرياً فرعونياً ولكنها انتاج "يوناني" قبل أن يكون مصرياً (التاريخ يقول أن اليونانيين كانوا يحكمون مصر دون أن يكلفوا أنفسهم بتعلم لغتها). و"الاسكندرية" بحد ذاتها في القرون الثلاثة الأولى بعد ميلاد المسيح ، كانت قبلة للمعارف جميعها، ولكنها قبلة يونانية رومانية خالصة. فأشهر فلاسفتها (أفلوطين) ليس له علاقة بأي تراث فرعوني.

4) "الغزو" يصنع حضارة أيضاً. فما هو "انجاز عسكري" في البداية قد يستحيل إلى "لا شيء" (مثل غزوات التتار مثلا) وقد يصنع حضارة مثل حضارة روما التي أخذت جل معارف الشرق وطورت نفسها. كذلك العرب، دخلوا غزاة في البداية، ولكنهم رسخوا أقدامهم في البلاد التي بسطوا نفوذهم عليها وأنتجوا فيها حضارة غزيرة من خلال تفاعلهم مع أبنائها ومع موروثاتها الثقافية.

5) تعريب الألسنة بحد ذاته هو "إنجاز عظيم" لو تعلم. فالأتراك حكموا الشرق كله 400 سنة ولم يستطيعوا أن يقلبوا لسانه إلى التركية. بل بالعكس، فهم اتبعوا الإسلام وأخذوا الحرف العربي كي يكتبوا به لغتهم.
تعريب الألسنة يشهد أيضاً أن اللغة العربية كانت الأصلح على البقاء بين جميع لغات الشرق القديم.
ولكن العرب لم يعرّبوا الألسنة فقط، و"المليون صفحة" التي دللتك عليها في "الوراق" تشهد على أنهم عرّبوا العلوم والآداب وأضافوا إليها وأوصلوا الحضارة الشرقية الى الغرب مطورة جاهزة للبناء عليها (فلسفة ابن رشد بقيت حتى القرن السادس عشر الطريق الأصلح عند جميع الغربيين لمعرفة أرسطو عن كثب، و"قانون ابن سينا" في الطب بقي أفضل بكثير من "طب جالينوس" القديم. واللقاح ضد الجدري الذي انتجه "أبو بكر الرازي" ما زال حتى اليوم ساري المفعول.

6) ليس صحيحاً أن مراكز الإشعاع بقيت هي نفسها. بل تغيرت حسب "قوة الدولة المركزية". فعندما كان المركز في الجزيرةفي السنوات الأولى (حتى آخر الخلافة الراشدية) كانت مكة والمدينة لها السبق. وعندما استقر مركز الخلافة في "دمشق" أصبحت الشام هي مركز الإشعاع. وعندما انتقلت الخلافة إلى "بغداد" أصبح العراق هو المركز بامتياز. وعندما ضعفت سطوة الخليفة صارت مدن الأطراف تأخذ دوراً مهماً. وانت لو أخذت "مصر" مثلاً، فإنك لن تعثر لها على دور كبير في القرون الأربعة الأولى. ولن يلمع بعض أقطابها إلا ابتداء من الدولة الإخشيدية بل الأيوبية بل الفاطمية وبالكاد. فالإسهام الحضاري لمصر كان ضئيلاً جداً بالمقارنة مع العراق الذي صنع مجد الحضارة العربية الإسلامية (لأن الخلافة كانت فيه ... ببساطة، فدمشق بالنسبة لسوريا اليوم هي مركز الثقافة، كذلك القاهرة بالنسبة لمصر، وبيروت بالنسبة للبنان ، وعمان بالنسبة للأردن ... إلخ. هكذا كانت "بغداد" خلال القرون الستة الأولى على الإسلام بالنسبة لجميع أقطار الخلافة، حتى الأندلس غير التابعة لها سياسياً).


7) ليس صحيحاً أن إشعاع الحضارة العربية الإسلامية لم يخرج عن نطاق "مصر والشام"، فالدور "الفارسي" كان كبيراً. ولكن، لو قلنا بأن بلاد فارس هي بلاد حضارات أصلاً فإن العرب أسسوا "حضارة عظيمة" في "الأندلس"، بعيداً عن الشرق برمته وعن تقدمه قبل الإسلام. وهذا دليل على أن "روح الحضارة" في ذلك الوقت كانت "عربية اسلامية"، بغض النظر إن كانت في الشرق أو في الغرب. فإسبانيا برمتها لم يكن لديها "خميرة الشرق المعرفية"، ومع هذا فإن العرب استطاعوا بناء حضارة زاهرة فيها انتجت لنا شعراء كبار (ابن هانيء وابن زيدون مثلاً) وفلاسفة وعلماء سامقين (ابن باجه، ابن طفيل وابن رشد). لذلك فتجاهل العرب ونسب الإرث المعرفي لمصر والشام هو أمر غير صحيح بتاتاً.

8) هل سمعت "ببيت الحكمة" أو "دار الحكمة" التي بناها المأمون في القرن التاسع وركز فيها جميع جهود الترجمة والانتاج الفكري في عصره يا بهاء؟
لا يا صاحبي، الجهود العربية الإسلامية لم تبق فقط جهوداً فردية، ولكن كانت هناك محاولات كثيرة لتنظيمها أشهرها "دار الحكمة" هذه. حيث كانت الدولة تعطي لمن يؤلف كتاباً أو يترجمه وزنه ذهباً. هذا في وقت لم يكن فيه العالم كله يعرف هذا الاعتناء بالعلوم.

9) عبدالناصر لم يؤسس القومية العربية، فالنزعة القومية عند العرب ووعيهم لذاتهم بدأ في أواخر القرن التاسع عشر في بلاد الشام بالذات، وقصيدة اليازجي "تنبهو استفيقوا أيها العرب" ما زالت معروفة مشهورة. وشنق "أحرار العرب الشوام" على يد الأتراك (جمال باشا) معروف مشهور. بل ونظريات القومية العربية نفسها سهر عليها "زكي الأرسوزي" و"ميشيل عفلق" و"صلاح الدين البيطار" وأتموها وأعدوها وأعطوها زخماً أيديولوجيا قبل أن يفكر "عبدالناصر" بإنشاء تنظيم "الضباط الأحرار".

واسلم لي
العلماني