إيران: النظام في مواجهة الشارع

أن تثير النتيجة النهائية للانتخابات الرئاسية في إيران التساؤل، وأن تفرض أكثر من علامة تعجب ليس جديداً تماماً. الانتخابات الرئاسية السابقة عام 2005 أثارت التساؤلات، لكنها لم تنته إلى صدام. ينقل الدكتور توفيق السيف في كتابه المهم "حدود الديمقراطية الدينية" المشهد التالي عن نهاية تلك الانتخابات: "آوى مهدي كروبي، رئيس البرلمان السابق، والمرشح لانتخابات الرئاسة، إلى فراشه بعدما قرأ تقارير تشير إلى تقدمه على بقية المنافسين في الانتخابات التي جرت في اليوم السابق. اعتمد كروبي في تقديراته المتفائلة على تقارير مساعديه المتواجدين في مراكز التصويت والفرز، إضافة إلى الموقع الرسمي لوزارة الداخلية على شبكة الإنترنت والذي كان ينقل بثاً مباشراً من غرفة عمليات الوزارة عن تقدم عمليات التصويت، والفرز، وما يرد من معلومات من الأقاليم حول النتائج الأولية لكل صندوق يجري فرزه". لكن بعد ثلاث ساعات، أو "في الثامنة من صباح ذلك اليوم، استيقظ كروبي على صورة مختلفة تماماً... فالمرشح أحمدي نجاد الذي كان خلفه بمسافة كبيرة قفزت أصواته فجأة إلى المركز الأول." (ص 310). لا يتفق الدكتور توفيق تماماً مع هذا التشكيك الذي أثاره كروبي حينها، معتمداً في ذلك على معطيات يرى أنها لا تسند إدعاءات المرشح الإصلاحي.

لم يعد مهماً التأكد من صحة وقانونية ما حصل في الانتخابات السابقة. الأهم أن المشهد نفسه تكرر مساء الجمعة الماضي مع مرشح إصلاحي آخر، هو مير حسين موسوي، وأمام المرشح المحافظ نفسه، أحمدي نجاد. والمثير في كل ذلك أن الأخير كان، ولا يزال مرشح النظام الحاكم الذي يتولى إدارة الانتخابات والإشراف عليها. من هنا يفرض السؤال نفسه: هل حصل تلاعب في عمليات التصويت، وفرز الأصوات من قبل الجهات الرسمية المشرفة على الانتخابات من أجل أن يفوز مرشحها مرة أخرى؟ حجم الاحتجاجات والمظاهرات التي اندلعت بعد إعلان النتائج مساء الجمعة الماضي، وضع النظام في مأزق مواجهة موجة عارمة من الشك، والمطالبة ليس فقط بإعادة فرز الأصوات، بل وبإعادة عملية الانتخاب برمتها. والمعطيات التي يعتمد عليها المحتجون كثيرة، وتستحق أن تأخذها السلطات وتواجهها بكل ما تحمله من جدية وتحد لمصداقيتها. من هذه المعطيات أن شيئاً شبيهاً بما حصل مع كروبي في 2005 تكرر مع موسوي هذه المرة. فحسب محسن ماخبالباف، المتحدث باسم موسوي، اتصلت وزارة الداخلية في الساعات الأولى بعد انتهاء التصويت بالمقر الانتخابي لحسين موسوي وأخبرتهم بأن موسوي سيكون الفائز في الانتخابات. وطلبت الوزارة من موسوي أن يبتعد في خطابه الذي سيعلن فيه فوزه عن التفاخر كثيراً بالانتصار الذي حققه حتى لا يستفز أنصار أحمدي نجاد، والكثيرين منهم من المليشيات التابعة للنظام. بل يقول المتحدث بأن مرشد الجمهورية، علي خامنئي، أطلع على النتيجة، وأنه بدوره أكد على ضرورة أن يبتعد موسوي عن الاستفزاز حين الإعلان عن انتصاره. ثم بعد ساعات من هذه التطورات، وحسب ماخبالباف مرة أخرى، تم تطويق المقر الانتخابي لموسوي، ومبنى وزارة الداخلية من قبل عناصر مسلحة من قوات الأمن. وبعدها بدأت المعلومات تأتي من وزارة الداخلية تؤكد فوز أحمدي نجاد. من هنا، يؤكد المتحدث باسم موسوي بأن انقلاباً حصل، وأن عملية تزوير على نطاق واسع تم تنفيذها لتغيير نتيجة الانتخابات. هذه مجرد إدعاءات لم يتم التأكد منها حتى الآن. ومع ذلك، فإن حجم انتصار نجاد (63 في المئة)، وتسرع مرشد الجمهورية في مباركة النتيجة، ثم رد فعل الحكومة على الاحتجاجات التي انفجرت بسرعة لافتة، كل ذلك ألقى بظلال كثيفة من الشك حول الطريقة التي تمت بها إدارة الانتخابات، وفرزت بها الأصوات. فأحمدي نجاد لم يحقق الفوز في الأرياف، ولدى الطبقات الشعبية والمحافظة كما كان متوقعاً. بل فاز في المدن الكبيرة التي كانت الاستطلاعات تقول إنها تميل إلى المرشحين الإصلاحيين. الأكثر من ذلك أن نجاد فاز حتى في المناطق التي ينتمي إليها كل من موسوي وكروبي. ومما أضاف إلى الشكوك النسبة المتدنية التي خسر بها كروبي انتخابات هذا العام مقارنة مع خسارته في الانتخابات السابقة. هذا رغم أن أداء حكومة نجاد خلال الأربع سنوات الماضية كان سيئاً من الناحية الاقتصادية نظراً لتصاعد معدلات غلاء الأسعار، والتضخم، والبطالة، وتدني الأجور. من ناحية السياسة الخارجية لم يكن الأداء أفضل من ذلك، خاصة لجهة تأزم علاقات إيران مع الكثير من الدول المجاورة، ومع الدول الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة، الأمر الذي جعل إيران تعاني من عزلة إقليمية ودولية. كيف يمكن في هذه الحالة أن يحقق نجاد فوزاً كاسحاً في انتخابات كانت المؤشرات تقول إن نتيجتها مرشحة لأن تكون متقاربة؟

الرد العنيف الذي لجأت إليه الحكومة أمام الاحتجاجات المتصاعدة، والتعتيم الذي فرضته بتعطيل شبكة الهاتف المحمول، ومنع تبادل الرسائل الجوالة، وإغلاق مواقع الإنترنت، زاد من شكوك وريبة الجماهير. إذا لم يكن هناك تزوير، وإذ كانت نسبة فوز نجاد بالحجم الذي أعلنته الحكومة، لماذا اللجوء إلى العنف والتعتيم؟ كان الهدف الواضح من تلك الإجراءات منع التواصل بين أنصار المرشح موسوي، ومنع التنسيق لتنظيم المظاهرات. لماذا الخوف من المظاهرات؟ لكن المظاهرات استمرت بوتيرة تصاعدية أدت حتى الآن إلى سقوط سبعة قتلى، وعدد من الجرحى. ثم لجأت السلطات إلى التضييق على الإعلام الأجنبي في تغطيته للأحداث. ثم يأتي موقف المرشد، الذي بارك فوز نجاد بعد ساعات من إعلان النتيجة، ليزيد من الشكوك، ويغذي الاحتجاج. يبدو أن المرشد أراد بذلك وضع حد للاختلاف والجدل، وفرض القبول بالنتيجة كما هي، وهو ما لم يحصل. والأسوأ أن المرشد تعدى بذلك على الحق الدستوري لمجلس صيانة الدستور المنوطة به مهمة الإشراف على الانتخابات، والمصادقة على نتيجتها. والسؤال هنا: لماذا تسرّع المرشد في الإقدام على خطوة تبين أنها ليست دستورية؟ وهو تسرع اضطر في الأخير إلى التراجع عنه، والتسليم بأن نتيجة الانتخابات ليست نهائية.
إذن ما بين انتخابات 2005 و2009 تبدو أحداث الداخل الإيراني وكأنها تجاوزت مرحلة فاصلة. آنذاك لم يتجاوز الأمر حالة التساؤل والتعجب. الآن تحول التساؤل إلى شعارات واتهامات، وتحولت علامات التعجب إلى أعمال احتجاجية، وعمليات صدام تغذيها حشود كبيرة من المتظاهرين في الشوارع.
ما يحصل في طهران هذه الأيام يحمل في طياته مؤشراً قد تثبت الأيام أنه أكثر خطورة مما يبدو على السطح. ما يحصل هو أول صدام، وعلى نطاق واسع، بين النظام السياسي وبين الشارع الذي أتى بهذا النظام تحت شعار الثورة. منذ عام 1979 لم يحصل أن اندفعت الجماهير بمئات الآلاف تحت شعارات تندد بممارسات النظام، وتتهمه بتزوير نتائج الانتخابات الرئاسية. وهذه تهمة خطيرة لنظام يستند في شرعيته الى أيديولوجيا دينية تفترض حداً أدنى من المصداقية، وغلالة من الالتزام الأخلاقي أمام الشعب كان يبدو أنه من الصعب التشكيك فيها. أضف إلى ذلك انقسام المؤسسة الدينية نفسها بسبب هذه الانتخابات. فعدد المراجع الدينية التي أعلنت رفضها ما حدث ويحدث قبل وبعد الانتخابات يضع النظام في موقف حرج، ويغذي الانقسام بين الجماهير والنظام السياسي. تراجع النظام أمام الحشود، وقبوله بإعادة فرز الأصوات في الدوائر التي هي محل شك، يعبر عن شعور عميق بحجم الأزمة. وهو تراجع قد يكون له تداعيات غير متوقعة. ماذا لو أصرت الجماهير الغاضبة أمام هذا التراجع على المطالبة بإعادة عملية الانتخاب برمتها؟ كيف سيكون موقف النظام حينها؟ المظاهرات التي تتحدى الحظر الرسمي، وتجوب شوارع العاصمة هذه الأيام تمثل سابقة، وشرخاً يتطلب الكثير لإصلاحه. تبدو الثورة الإيرانية أمام أخطر منعطف مرت به. حتى يوم السبت الماضي كانت الحشود الكبيرة تنزل إلى الشارع باسم الثورة، تضامناً مع النظام الحاكم وحمايةً له. الآن تغير المشهد، وربما تغيرت معه المعادلة أيضاً. أصبحت الحشود تندد بممارسات النظام، وتشكك في مصداقيته. واللافت أن هذا يحدث عشية بداية الحوار بين إيران والولايات المتحدة، أو "الشيطان الأكبر". وفي هذا دلالة على حيوية الشعب الإيراني، وعلى وعيه السياسي. فوجود "الشيطان الأكبر" ليس مبرراً لأن ينتهك النظام حقوق الشعب، وأن يتلاعب بصوته الانتخابي. من هنا كان شعار كل فرد من بين الجماهير في طهران: "أين صوتي؟".
خالد الدخيل .

اقتباس: فحسب محسن ماخبالباف، المتحدث باسم موسوي، اتصلت وزارة الداخلية في الساعات الأولى بعد انتهاء التصويت بالمقر الانتخابي لحسين موسوي وأخبرتهم بأن موسوي سيكون الفائز في الانتخابات

كيف يمكن معرفة نتيجة التصويت وعملية الفرز كانت في بدايتها وهناك أربعة مرشحين وموسوي كان يطمع في الدورة الثانية وليس الأولى؟
موسوي خرج يبشر بفوزه خلال عملية الفرز وعندها أعلنت وكالة الأنباء الإيرانية أن نجاد يتقدم في الفرز بنسبة ستين بالمائة ، وبهذا يتضح أن موسوي أدرك خساراته واستبق الأحداث ليعلن عن فوزه ما أدى لمسارعة وكالة الأنباء لإعلان نتائج الفرز غير المكتملة ومع استمرار عملية الفرز حتى ظهر اليوم التالي ظهر أن نجاد هو الفائز بنسبة كاسحة.

والقضية ليست موسوي وحسب بل بمن وراء موسوي ممن هم يخشون من توجه نجاد لمحاربة الفساد ، من أولئك الذي كانوا رموز الثورة والمنتفعين منها وعلى رأسهم رافسنجاني ، ورأيي الخاص أن نجاد أخطا بذكر اسمه في مناظرته التلفزيونية مع موسوي.

وما الفرق فيمن الفائز طالما يجثم خامنئي بسلطاته الإلهية على اعناق الشعب الإيراني .
إن سلطة الولي الفقيه تعني أن باقي النخبة الحاكمة مجرد أصفار على الشمال ، هل بعد سلطة الله و ظله على الأرض سلطة ؟.
كان خاتمي يشكو انه مجرد مدبر أو مورد للخدمات ، و سيبقى من ياتي مورد ىخر للخدمات .
وهناك من يتغزل في ديمقراطية الملالي الإيرانيين .
مهزلة .

اقتباس:وهناك من يتغزل في ديمقراطية الملالي الإيرانيين .
مهزلة .

وهناك من يعول على ديمقراطية الأمريكيين المحتلين.

مسخرة.

(06-18-2009, 04:29 AM)بهجت كتب:  وهناك من يتغزل في ديمقراطية الملالي الإيرانيين .
مهزلة .

ألأخ بهجت

تحية طيبة
أعتقد أن ألأمور يجب أن تؤخذ بديناميكيتها وتأثيراتها ، فحتى ألتغزل بديموقراطية ألنظام ألإيراني أيا كانت مثالبها له فوائده ألكثيرة في ألوعي ألباطن وألظاهر لشعوب ألبلدان ألعربية ألخالي اساسا من مثل هذا ألفهم .
ولأوضح ذلك للزملاء أعطي مثالا تاريخيا :
في عام 1985 حين كان ألعالم في تقديري على شفا هاوية ، وكان ألحزب الشيوعي ألسوفييتي يمسك بكل زمام ألسلطة في كل مجالات ألنظام ألراكد وألمتعفن قال غورباتشوف عبارة صغيرة تبدو ضائعة في خطابه أمام ألكونفرنس ألحزبي ألذي إختاره سكرتيرا عاما للحزب . هذه ألعبارة كانت " سنجعل من بلادنا دولة حقوقية " ،( أي دولة ألقانون بمفهومنا ومصطلحاتنا الحالية ) .. هذه ألكلمات ألقليلة هزت مشاعري آنذاك بمدلولها ألعميق ، ورغم وعيي لكل ألتحديات بسعتها ومخاطرها فقد بذرت في نفسي بصيص ألأمل بعد يأس مطبق . وبعد سنتين أو ثلاث من ألحراك ألإجتماعي ألفكري والسياسي تأسس مؤتمر نواب ألشعب ألسوفييتي ، ألذي رغم كل ألمثالب في عملية إنتخاب أعضائه (من وجهة نظر ألديموقراطيات بمفاهيمها ألمعتادة ) ففي رايي أنها كانت صيغة رائعة للتمثيل ألشعبي وخاصة من جهة إعطائها ثلث ألمقاعد البرلمانية بشكل كوتا للمنظمات ألأكاديمية ألعلمية وألأدبية وكذا ألشبابية وألنقابات وغيرها من مؤسسات " ألمجتمع ألمدني " وطبعا للحزب ألشيوعي أيضا !، ( بإعتباره ألحزب ألسياسي ألوحيد فقد حصل على 100 مقعد من بين 2250 مقعد ) ..
جلسات ألمؤتمر وألتي تابعها بإهتمام بالغ وحماس شديد 95% من مجموع افراد ألشعوب ألسوفييتية ممن في عمر 14 سنة وأكثر .خلقت وعيا جماهيريا ومداً أدى بعد سنتين فقط للأسف إلى قلب نظام ألحكم بشكل مفاجئ بعد دورانه 180 درجة .


ما أضحكني في موضوع ألإنتخابات ألإيرانية ، هو أن احمدي نجاد في خطاب فوزه ألمشكوك فيه تعمد لأول مرة تهدئة مشاعر ألطوائف وألأقليات ألدينية والقومية .. أعتقد أن الحراك السياسي وألإجتماعي أعقد بكثير مما يتصور ألبعض وأن تداعيات ألإنتفاضة ألحالية ستطيح بنظام ألملالي عاجلا أو آجلا .. ولكن هل نستطيع نحن وشعوبنا أن نستلهم ألدروس ونستفيد منها عمليا بدل أن نبقى عالقين في ذيل ألاحداث ، بحيث لا نفهم مسبقا ما ستجره هذه ألأحداث على ألمنطقة وشعوبها ؟
ألتجربة ألإيرانية وتأثيراتها يجب أن تدرس من كل ألجوانب بدل ألإكتفاء بهياج ألمشاعر وسماع ألخطب ألرنانة من كل ألجهات وألأبواق ألمخدرة كألإذان للصلاة .

تحياتي

أعتقد ان ما يجري في ايران في الأيام الاخيرة هذه ، هو على درجة كبيرة من الاهمية . فهي المرة الاولى التي تخرج فيها جماهير ايرانية بهذه الكثافة ، منذ قيام الثورة الخمينية ، لتتحدث بالفم الملئان عن "فليسقط الديكتاتور" بينما ان ذلك الديكتاتور مؤيد تماما بالمقدس الاكبر في ايران ، علي خامنئي . اذا فتلك المظاهرات هي بداية رمزية ، قد تنجح قريبا، و قد يتاخر حصادها ، في اسقاط فكرة تقديس الولي الفقيهو الذي كان يفترض به ان يكون سيد الجميع ، و أب الجميع ، لكنه اخل بالقاعدة ،و بان تحيزه ، و اصبح يؤيد فريقا (الفؤريق الذي في السلطة، فريق احمدي نجاد ) ضد آخر ( فريق الاصلاحيين الذي لم يقصر في كشف فساد نجاد و هدره للمال العام في معارك سياسية دونكيشوتية اوقعت ايران في خسائر و أزمات اقتصادية واضحة ) . و بذلك سقطت هيبته (الولي الفقيه ) في عيون بعض الايرانيين . و قريبا تنتشر العدوى ، و تصبح المظاهرات اكثر شيوعيا ضد النظام ،و تصبح الشعارات اكثر حدية و عمقا فيم تطرح ، و لربما نجد قريبا مظاهرات تطرح شعارات مثل " فليسقط الولي الفقيه " " نعم للديموقراطية الحقيقية " ...الخ .
ثم ان تلك التحركات السياسية التي يقوم بها الاصلاحيون تتلاقة تماما مع المهلة التي قدمها اوباما للشعب الايراني كي يعدل من مواقفه النوية و يبدأ حوارا حقيقيا مع امريكا . اي ان تلك المظاهرات هي انعغكاس لرغبة الايرانيين بتفادي الازمة التي ستقبل عليها ايران فيم لو لم تخفف من عدائيتها للمجتمع الغربي كما تعكس خطابات نجاد و مواقفه السياسية و تعامله مع وكالة الطاقة الذرية . فامريكا و ان لم تعلنها ، فهي ولا شك تعتمد على ضغوط الاصلاحيين و مشاغباتهم ضد النظام الحاكم ،و هذا ما يفسر ما ورد في خطاب نجاد بان اعداء الشيعب الايراني يقفون خلف تلك المظاهرات . و هذا يفسر ايضا ذلك الدعم القوي الذي يقدمه على خامنئي لنجاد ، اذ انه يرى في نجاد آخر الملوك المؤيدين لسلطته الدينية التي سرعان ما يرمي بها الاصلاحيون الايرانيون في سلة الزبالة باحثين عهن الديموقراطية التمثيلية ، و مبتعدين عن السيطرة و الهيمنة الفردية التي يمثلها الولي الفقيه ذاك .

و أشكر الاخوان الذين شاركونا هذا الشريط .

(06-18-2009, 12:55 AM)السلام الروحي كتب:  

اقتباس: فحسب محسن ماخبالباف، المتحدث باسم موسوي، اتصلت وزارة الداخلية في الساعات الأولى بعد انتهاء التصويت بالمقر الانتخابي لحسين موسوي وأخبرتهم بأن موسوي سيكون الفائز في الانتخابات

كيف يمكن معرفة نتيجة التصويت وعملية الفرز كانت في بدايتها وهناك أربعة مرشحين وموسوي كان يطمع في الدورة الثانية وليس الأولى؟
موسوي خرج يبشر بفوزه خلال عملية الفرز وعندها أعلنت وكالة الأنباء الإيرانية أن نجاد يتقدم في الفرز بنسبة ستين بالمائة ، وبهذا يتضح أن موسوي أدرك خساراته واستبق الأحداث ليعلن عن فوزه ما أدى لمسارعة وكالة الأنباء لإعلان نتائج الفرز غير المكتملة ومع استمرار عملية الفرز حتى ظهر اليوم التالي ظهر أن نجاد هو الفائز بنسبة كاسحة.

أكثر ما اغاظني بالنتائج الرسمية التي اعلنها وزير الداخلية الايراني ادعاءه بأن المشاركة في الخارج كانت بنسبة 100% وقال مازحاً يبدو أن الايرانيين بالخارج اكثر وعياً من الداخل ، ما اغاظني كان هذه النسبة التي ادعاها رغم أن كل وسائل الاعلام عرضت مظاهرات اليساريين والمعارضين للنظام أمام القنصليات الايرانية في العالم .
فلا تحاول أن تجمل الصورة لتظهر بأن نظام ايران نظام ديمقراطي ناجح ونزيه .

وأكثر ما اسعدني هو سقوط هذا النموذج الديكتاتوري الظلامي من عيون الشبان العرب جميعاً بعد أن وصل الذروة في اعجابهم بدأت مرحلة الانقلاب لتتغير هذه الصورة .

مازالت الامور تتصاعد و تتعمق في الشوارع الايرانية . فالجماهير المؤيدة لموسوي تثبت انها فعلا تبحث عن حل مناسب مع ذلك النظام الاستبدادي . و هي تعبر عن مرات متكررة من فشل الاصلاحيين امام هيمنة و فساد و تطرف المحافظين اليمينيين الذين تجاوزتهم الامور في ايران ، و ما زالوا يفكرون بعقلية الثورة ضد الشاه ، متجاهلين التغيرات التي مست المجتمع الايراني . اضافة الى ان الغرب الاوروبي و الامريكي ، اضافة الى اسرائيل يراهن على نجاح القوى الاصلاحية في تغيير ، ولو طفيف ، في البنيسة السياسية للمجتمع الايراني .

هذه العوامل جميعها يضيف إليها استطلاعات رأي أجريت قبل الانتخابات أظهرت أن نجاد لا يحظى بشعبية كبيرة نتيجة فشل سياسياته الاقتصادية والسياسية . لكن النتيجة التي استخدم التزوير للوصول اليها ، تدل على أن الهدف هو نجاح النظام أكثر مما هو نجاح شخص نجاد ،وبقاء صورة النظام قوية موحدة . و رسالة الانتخابات الموجهة للداخل والخارج معا تعني بأن هذا النظام قادر على حشد مؤيدين كثر ، وان لديه قوة كافية لمواجهة التحديات ضده من قبل المجتمع الدولي.

أعتقد أن خطاب خامنئي أليوم يمثل بداية ألعد ألعكسي لأنهيار ألجمهورية ألإسلامية ، ولربما حتى لتفتت إيران كدولة .
أتمنى أن يكون ألعد بطيئا ! .. ليس حبا بنظام ألملالي أو إمبراطورية فارس ، بل تخوفا على شعوبها ألحرة من ألصدمات ألمؤذية وألكدمات ألمفاجئة،وألدوران حتى نقطة ألصفر , .. وأيضا لكي يكون ألوقت كافيا حتى تعطي أمثلة ملهمة ودروسا تستفيد وتتعلم منها كل شعوب ألمنطقة وخاصة في ألسعودية .

(06-18-2009, 04:57 PM)sad14 كتب:  

(06-18-2009, 12:55 AM)السلام الروحي كتب:  

اقتباس: فحسب محسن ماخبالباف، المتحدث باسم موسوي، اتصلت وزارة الداخلية في الساعات الأولى بعد انتهاء التصويت بالمقر الانتخابي لحسين موسوي وأخبرتهم بأن موسوي سيكون الفائز في الانتخابات

كيف يمكن معرفة نتيجة التصويت وعملية الفرز كانت في بدايتها وهناك أربعة مرشحين وموسوي كان يطمع في الدورة الثانية وليس الأولى؟
موسوي خرج يبشر بفوزه خلال عملية الفرز وعندها أعلنت وكالة الأنباء الإيرانية أن نجاد يتقدم في الفرز بنسبة ستين بالمائة ، وبهذا يتضح أن موسوي أدرك خساراته واستبق الأحداث ليعلن عن فوزه ما أدى لمسارعة وكالة الأنباء لإعلان نتائج الفرز غير المكتملة ومع استمرار عملية الفرز حتى ظهر اليوم التالي ظهر أن نجاد هو الفائز بنسبة كاسحة.

أكثر ما اغاظني بالنتائج الرسمية التي اعلنها وزير الداخلية الايراني ادعاءه بأن المشاركة في الخارج كانت بنسبة 100% وقال مازحاً يبدو أن الايرانيين بالخارج اكثر وعياً من الداخل ، ما اغاظني كان هذه النسبة التي ادعاها رغم أن كل وسائل الاعلام عرضت مظاهرات اليساريين والمعارضين للنظام أمام القنصليات الايرانية في العالم .
فلا تحاول أن تجمل الصورة لتظهر بأن نظام ايران نظام ديمقراطي ناجح ونزيه .

وأكثر ما اسعدني هو سقوط هذا النموذج الديكتاتوري الظلامي من عيون الشبان العرب جميعاً بعد أن وصل الذروة في اعجابهم بدأت مرحلة الانقلاب لتتغير هذه الصورة .

يا رجل أنت اقتبست كلامي ولم ترد على ما أثرته فيه ، وإنما قفزت لنقطة أخرى فما الحاجة للاقتباس؟!
ثم بدأت تسرح بالأوهام وأحلامك الخاصة كحال من سبقك ومن لحقك