لا شك في أن الحوار حول الكتاب والقراءة حوار شائق وممتع ،وبجانب متعته المؤكدة ففيه فائدة مؤكدة تنبع من تعدد تجارب كل شخص مع الكتاب والقراءة.
لذلك فكرت في أن يكون هناك موضوع مستقل عن ساحة اللقاءات يختص بهذا الموضوع فقط ،فيكون الحديث مركزا عليه .
وقد اقتبست عنوان الموضوع من البرنامج الإذاعي الشهير الذي يحمل نفس الاسم ،وأرى أن العنوان يتوافق مع مقصدنا وهو التعرف على مكتبة زميل ما من أعضاء المنتدى وبالتالي التعرف على أراءه واهتماماته .
وأتمنى أن تجيء الحوارات ممتعه خاصة مع توفر زملاء عديدين في المنتدى يتميزون بالثقافة والقدرة على إمتاعنا وإفادتنا، مع وجود موضوع يضفي على الحوار الجدية والمتعة ،فإذا توفر لنا الجليس الممتع والكتاب الذي نتحاور حوله فماذا يبقى لكي نتمناه ؟
نتذكر قول الخيام :
زجاجة الخمر ونصف الرغيف …وما حوى ديوان شعر طريف
أحب لي إن كنت مؤنسا…….في بلقع من كل ملك منيف
ونظرا لعدم قدرة المنتدى على تلبية الشطر الأول في الوقت الحالي:) ،فسنضطر للاستغناء عنه مؤقتا:no:
وقد اخترت أن يكون ضيفنا الأول هو الزميل العزيز بهجت ،وهو –بدون مقدمات لا أجيدها أساسا –من أكثر أعضاء النادي ثقافة ،لذلك أتوقع معه حوارا دسما ممتعا.
و نظرا لكثرة عدد الأسئلة المعدة -حوالي الثلاثين- فسأطرحها على أكثر من مرة ، وبعدها ندع الفرصة لمن يريد أن يسأل سؤال لم يوجه،أما بالنسبة للمشاركة والتعليق فهي ممكنة في أي وقت بالطبع .
ونترك له المجال أولا قبل إمطاره بالأسئلة.
تحياتي للجميع.

عزيزي
هناك موضوع أيضا للزميل أورافي عن بهجت في ساحة الإجتماعيات ، و لهذا فالسماء تمطر بهجت في النادي هذا اليوم .:D
أنتظر الأسئلة ، فما أجمل الحديث عن الكتب !.:loveya:
تحياتي و شكري على اهتمامك .(f)

الزميل العزيز بهجت..

أبدأ بثلاثة أسئلة قبل القيام بالجولة الاستكشافية لمكتبتك
1-لماذا تقرأ؟ وكيف تقرأ ؟ومتى تقرأ؟
2-هل لك أن تحدثنا عما يمثله لك الكتاب بصفة عامة ومكتبتك بصفة خاصة من معاني؟
3-هل تحب القراءة في المكتبات العامة؟

1-

اقتباس:لماذا تقرأ؟ وكيف تقرأ ؟ومتى تقرأ؟.

أقرأ للفائدة و المتعة و العادة ،و أقرأ لأنه لم يعد حولنا أناس حقيقيون ، و أقرأ بحثا عن إجابات لأسئلة أطرحها على نفسي بلا توقف ،و أقرأ هروبا من العالم و من التفاهات و من الغباء .
و أقرأ في كل مكان و كل الأوقات ، و لكن أحب الأماكن لدي عند القراءة هو شاطئ البحر ، و قديما بين الحقول في القرية خاصة مع شروق الشمس أو عند الغروب ،و في القاهرة أخيرا في حجرة المكتبstudy .و لكنب لا أقرأ مطلقا قراءات حرة في أماكن العمل ، ولا أحمل فيها صحيفة أو ما يشبه ذلك ،ولم أفعل ذلك حتى عندما كنت أعمل في الجهاز البيروقراطي الحكومي ، بينما قراءة الصحف هو الشعار الرسمي .

اقتباس:2- هل لك أن تحدثنا عما يمثله لك الكتاب بصفة عامة ومكتبتك بصفة خاصة من معاني؟

لست أدري متى أصبحت عاشقا للكتاب بالمعنى الحرفي ،و لكني أشعر أن رائحة الكتب هي أجمل روائح العالم ، و أتعامل مع الكتاب كأميرة لا أقترب منها سوى خلال طقوس معروفة ، لا شخبطة بالقلم ولا مرمطة للكتاب ، ممنوع القراءة في السرير ، ممنوع الإعارة ، ممنوع نقل الكتاب من موضوعه ،و يمكنك أن تتصفح كتابا لدي اقتنيته منذ عشرين عاما لتجده نظيفا جديدا .
بالفعل لدي مكتبة و حجرة للمكتب بالمنزل و أقضي فيه كل أوقاتي تقريبا خارج العمل ، هذه هي حجرتي الخاصة التي استعيض بها عن أي مكان آخر .وعندما أذهب بعيدا عن البيت لسهرة أو لرحلة فإني أتحين الفرصة للعودة سريعا إلى حجرة المكتب و أتفحص الكتب كصديق او حبيب افتقده .

اقتباس:3- هل تحب القراءة في المكتبات العامة؟

لا مطلقا . ولكني بالطبع أحيانا أفعل ذلك مضطرا .

اقتباس:ممنوع القراءة في السرير ، ممنوع الإعارة ، ممنوع نقل الكتاب من موضوعه

أخي أستاذ بهجت:

أغلبنا تعود على القراءة في السرير كل هذه العادات:(

هل من الممكن أن تتفضل ببعض النصائح لخلق جو مناسب للقراءة و بعض العادات الصحية من حيث المكان والكيفية و .....إلخ؟ و أكون عاجز عن الشكر لك فأنا قطعا أقدر أن أستفيد بخبرتك و هناك من سيتعلمون منك كثيرا في هذا المجال. و لك كل الشكر.

عزيزي إبراهيم .
لا تتوقع مني نصائحا صحية أو علمية ، فقط أنقل لك عاداتي التي ربما لا تكون صحية إطلاقا .:no:
مثل أي ريفي من شمال الدلتا ، تعودت القراءة في الحقول عندما يتاح لي ذلك ، فللأسف لست ابنا لفلاح يعيش في الحقل و لكن لموظف يأتي إلى البلدة للأجازات ثم للإقامة شابا صغيرا ، لهذا كان للحقول سحرا رومانسيا و ليس واقعا قاسيا كما عرفت لاحقا بعد أن تعرفت على حياة الريف عن قرب .
إن كا ما قرأته بين احضان الطبيعة البديعة ظل حيا دائما في عقلي حتى قصائد الشعر التي أحفظ معظمها منذ ما يقرب من 35 سنة إلى اليوم .
أيضا أعشق القراءة بجوار البحر ،و أمضي الساعات الطوال قارئا ومتأملا بل ملل ، و قبل الزواج كنت أقضي كل إجازاتي بالأسكندرية صيفا و شتاء وكانت مازالت مدينةهيلينية ولو بالخيال ، و لهذا أحبها بلا حدود . أصحب معي يوميا عددا من الكتب إلى شاطئ البحر ،و لا أغادر موضعي حتى أفرغ منها جميعا وربما يستغرق ذلك 15 ساعة متصلة او اكثر .
منذ مغادرتي مصر و حتى اليوم و باستثناء الإجازات الصيفية التي أقضيها في الأسكندرية دائما ، لا أقرا بشكل منتظم سوى في حجرة مكتبي ، وهي حجرة تعمل كstudy ،ورغم ان وجود مثل هذه الحجرة لم يعد مألوفا في منازلنا في مصر ، إلا أنني فضلتها عن حجرة الصالون الغبية التي لا أعرف لها غرضا سوى في قصور اللوردات !.كذلك استغل الأوقات الضائعة في إنتظار المعاملات الحكومية أو عندما أصطحب عائلتي للتسوق أو للنوادي و الملاهي في القراءة ولكنها عادة قراءة خفيفة مثل الأعمال الأدبية و الروايات .
أحرص على تنظيم الكتب في المكتبة بشكل صارم ، فليس نادرا ما أعيد ترتيب صفا من الكتب لضمان وضع كتابا ما في النقد الأدبي أو الفلسفة اليونانية في مكانه الصحيح ، و لهذا لا أستغرق سوى ثواني قليلة في العثور على أي كتاب ، ففوضى المثقفين تقتلني فعلا ، فمحدثك دقيق و منظم لحد المرض . وفي ( حجرة المكتب ) لا أستقبل احدا حتى أفراد أسرتي الذين يدخلونه بصمت ،ولا أرد على احد عندما أشرع في القراءة ولا أستقبل مكالمات،و لا أستطيع القراءة إلا بعد إخلاء سطح المكتب من كافة الأوراق و الأدوات ، فلا اترك سوى مقلمة صغيرة أضع فيها مجموعة من الأقلام .
لا أحب قراءة الصحف ،و نادرا ما اتصفح صحيفة ، و لو فعلت ففي الليفنج روم living room ، و أقرئها سريعا جدا في دقائق ،ولا أسمح بدخول الصحف إلى حجرة المكتب ولكن ربما قطعت مقالة ووضعتها في فولدر خاص لو كانت مهمة او كانت مترجمة أو لكاتب احترمه ،وما اندرهم .
استخدم حاليا نظارة للقراءة ولكني احيانا أقرا بدونها لو كنت خارج البيت ، فلا استخدم نظارة نظر .
هكذا تجد انني أضعت عمرا في القراءة ، بينما الكثيرون استثمروه في تقبل الرشاوي .
ألا ترى كم اني ساذج تقريبا .

الدكتور بهجت
سعيدة بمتابعة هذا الموضوع.(f)
واسمح لي بالتالي:
1. "غبي من يعير كتاب، وأغبى منه من يعيده" ما رأيك بهذه المقولة -التي أحرص على شقها الأول كثيراً؟

2. هناك كتب أثيرة إلى أنفسنا، فهل هناك كتاب أثير جداً إلى نفسك؟
:bye:

و أنا سعيد أيضا بالمتابعة
و أما

اقتباس: غبي من يعير كتاب، وأغبى منه من يعيده" ما رأيك بهذه المقولة -التي أحرص على شقها الأول كثيراً؟

فمن يعير الكتاب غبي وهذه المقولة مأثورة عن بائع كتب يسعي لرواج يضاعته :rolleyes:.
فعلا اما من لا يعيده فلص .:D كما ترين .
أحب الكتب سأتركه لموضعه قريبا جدا .!:what:و تحياتي

اقتباس:هناك كتب أثيرة إلى أنفسنا، فهل هناك كتاب أثير جداً إلى نفسك؟

هناك مجموعة من الكتب أثيرة لدي ، و لهذا أعود لقراءتها كل فترة ، بل لدي في كل مرحلة عدة كتب أثيرة ، و تتسع ذاكرتي الآن لكتب متنوعة مثل كتاب حياة محمد لمحمد حسين هيكل و كتاب دع القلق و ابدأ الحياة لدايل كارينجي والأخوة كرامازوف لديستوفيسكي و مسرحية بيكيت لجان انوي و كثير من روايات نجيب محفوظ ،و الأيام لطه حسين و بعض مسرحيات توفيق الحكيم ، و روايات ديستوفيسكي جميعا مثل the idiot & insulted and humilated& crime and punishment
,أيضا روايات هيمنجواي مثل لمن تدق الأجراس ووداعا للسلاح ، وزوربا اليوناني لنيكولس كازانتازيكس ، و..... و بطبيعة الحال دواوين الشعر خاصة المتنبي و جرير و أبو العلاء المعري وأحمد شوقي و أبو القاسم الشابي و نزار قباني و عبد الوهاب البياتي و بعض صلاح عبد الصبور و الجواهري .
أما لو طلبت كتابا واحدا فسيكون الأخوة كارامازوف .

اقتباس:لا شخبطة بالقلم ولا مرمطة للكتاب

عكسي تماما:D
أقصد الشخبطة لا المرمطة:)

لكن ألا تعتقد بوجود كتاب يدرس وأخر يقرأ..
بالنسبة للكتاب الذي يدرس ألا نحتاج إلى تدوين ملاحظات عليه ،أتستعين بأشياء خارجية؟

سؤال شخصي

هل مازالت مقيم خارج مصر؟

باقي الأسئلة


1-هل كل الكتب التي بمكتبتك أنت مالكها الأول أم أن جزء منها ينتمي لشخص أخر ..الوالد مثلا؟
2-و هل تجد لها المكان المناسب بالبيت أم يضيق بها المكان أحيانا؟ وهل يمثل هذا مشكلة لأحد أفراد البيت ..الزوجة مثلا؟
3-ما عدد الكتب في مكتبتك بالتقريب ؟وكيف تصنفها ؟
4- ما هو أكبر قسم في مكتبتك من حيث الكم؟ وما هو أصغر قسم؟
5-من هم أكثر ثلاثة مؤلفين تقتني كتبهم؟وهل يوجد كاتب تقتني كل مؤلفاته؟
6-هل قرأت كل الكتب الموجودة بمكتبتك؟

ويتبع..