اقتباس:لكني اخطط للحصول على موسوعة اليهودية لعبد الوهاب المسيري و لكني أجدها ضخمة و لهذا أنتظر طبعها على سي دي .

موسوعة اليهود واليهودية متوفرة بالفعل على cd وأصدرها "بيت العرب للتوثيق العصري والنظم" وتجدها لدى منافذ بيع "جريدة الأهرام" وفي معرض الكتاب الحالي..
وإن أردت أعمل لك منها copy





















وبسعر مهاود:D

اقتباس: فقط بعض كتب دار سيناء التي أغلقت أبحث عنها دون جدوى

منذ فترة كنت أبحث عن بعض كتب أصدرتها دار سينا ،فبحثت عن نمرة هاتف الدار في عدد قديم من مجلة "العصور الجديدة" التي كانوا يصدرونها وعرفت أن الدار أفلست وأغلقت ، ولم يكن عندي فكرة بالطبع لانشغالي وبعدي عن القراءة ومتابعة ما يجرى لفترة طويلة لظروف مرت بي.

منذ شهر تقريبا وعلى أحد أرصفة "وسط البلد"..
كلما تصادف مروري بالقرب من هذا المكان أنتهز الفرصة وألقي نظرة على باعة الكتب على الرصيف، فهم مصدر جيد للكتب الرخيصة دائما والجيدة أحيانا ، وعند إلقائي نظرة على قسم "أي حاجة ب5جنيه" وهو أغلى الأقسام!!! إذ بي أفاجأ بالكثير من كتب دار سينا معروضة على الرصيف ،وجزء منها هو الذي كنت أبحث عنه .
وفرحت أول الأمر بالفعل ،واشتريت ما أريد ،لكن سرعان ما أدركت حجم المأساة التي أدت إلى حصولي على الكتب بهذه الطريقة ..
وأنتهز الفرصة لأسألك..
أسماء مثل ..مكتبة صبيح،المكتبة التجارية الكبرى بشارع محمد علي،مدبولي ،دار الشروق،الخانجي ،مكتبة الأداب،دار النهضة العربية ،دار سينا ،دار الهلال،دار المعارف،شارع الفجالة ومكتبات وسط البلد ..إلخ
ما المعاني والذكريات التي تثيرها عندك؟
كلها بالطبع أسماء عريقة في حركة النشر ، لكن منها ما أغلق للأسف وتم بيعه بأصول الكتب مثل مكتبة "صبيح" ،وبعض منها استمر والبعض أفلس وكانت نهايته مأساوية مثل دار سينا التي قدمت لنا عدد مهم من الكتب من بينها بعض الكتب "الممنوعة"،وشارع مثل الفجالة يشتهر الآن بمتاجر الأدوات الصحية لا المكتبات التي كان يشتهر بها لسنين عديدة .
ما رأيك في هذا الذي يحدث؟
تتذكر بالطبع مقولة أن الكتاب يؤلف في القاهرة ويطبع في بيروت ويقرأ في بغداد..هل انتهى هذا ولم يبق سوى "يطبع في بيروت"؟
ما رأيك في حركة النشر الآن ومنذ خمسين عاما مضت؟

هذا زمن التقدم للخلف و الأصولية .
زمن الشيوخ و الكاسيت و البلاهة فلا تعجب .

د.عبد الرحمن بدوي ،د.لويس عوض ،د.حسين فوزي..
أسماء بارزة لمفكرين أثروا تأثيرا ضخما في حياتنا الثقافية..
ماذا يمثلون بالنسبة لك؟
وما هو المكان الذي يحتلونه من مكتبتك؟
تحياتي

اقتباس:د.عبد الرحمن بدوي ،د.لويس عوض ،د.حسين فوزي..
أسماء بارزة لمفكرين أثروا تأثيرا ضخما في حياتنا الثقافية..
ماذا يمثلون بالنسبة لك؟
وما هو المكان الذي يحتلونه من مكتبتك؟.

حسنا سأبدأ بأكثرهم تأثيرا و أهمية لدي وهو د/ حسين فوزي ، و يمثل لي حسين فوزي قيمة ثقافية استثنائية ،و أثره كبير جدا في ميولي و تكويني الشخصي و الفكري ، و يمكنني أن أضعه بعد سلامه موسى من حيث أثره على حياتي كلها ، فعن طريقه تعرفت على الحضارة الأوربية في أبدع تجلياتها .. الموسيقى و العمارة و الفكر التنويري ، تابعت حسين فوزي في البرنامج الثاني في الإذاعة المصرية التي أنشأها ، و كان يشرح السيمفونيات العالمية بشكل مشوق و جميل ، و أتذكر واقعة تبدوا لي غريبة الآن ، هي أنه كثيرا ما تصادفت الغارات الإسرائيلية الجوية خلال حرب الاستنزاف مع شرح الدكتور حسين فوزي لسيمفونيات بيتهوفن ، و هكذا ارتبطت لدي انفجارات القنابل بموسيقى بيتهوفن في لحن عبثي غريب . و لكني كنت – وما زلت - واثقا أن ألحان بيتهوفن ستتغلب على القنابل في النهاية .
كما نعلم أن دكتور حسين فوزي ولد عام 1900 وبدأ كتاباته للصحافة عام 1923 و مديرا لجامعة الإسكندرية عام 1954 منح جائزة الدولة التقديرية عام 1965 وانتخب رئيسا للمجمع العلمي المصري عام 1968 و توفى عام 1988 . و الكتب التي احتفظ بها للدكتور حسين فوزي هي :
1- سندباد إلى الغرب ،و هو أهم كتبه بالنسبة إلى ، فخلاله تعرفت على مفاتن الثقافة الغربية في صورتها الأوروبية ، و همت بها عشقا ما زال يملأ قلبي ،و ما ندمت قط على تباريح الهوى ، و أذكر أني نقلت عنه عبارة منسوبة إلى بيتهوفن هي " [U]هبنا من لدنك الجمال معقودا بالخير "، و كنت أكتبها دائما على كشاكيل المحاضرات . وما زلت أتذكر أول مرة قرأت فيه هذا الكتاب بجوار تمثال لعروس البحر على شاطئ الشاطبي بالإسكندرية أمام مكتبتها التي أقيمت بعد ذلك بسنوات طويلة ، بينما أطلقت روحي تبحر إلى الشاطئ الآخر للمتوسط أراقب بشغف الإسكندر الفتى يوحد العالم بحد السيف مدفوعا بحلمه البريء.
2- سندباد مصري ،وهو جولات في رحاب التاريخ المصري القديم ، وقد أنهاه بمجمل لتاريخ مصر ، يمكن أن يكون مرشدا لمن يريد دراسة هذا التاريخ الحافل . و احتفظ حاليا بالنسخة الأنيقة من الكتاب التي أصدرتها مكتبة الأسرة 1997 .
3- حديث السندباد القديم ، وهو مقسم إلى كتابين الأول باسم بين الواقع و الأساطير ،و الثاني القصص البحرية العربية ،وهو كتاب يتنقل فيه حسين فوزي بين روائع التراث القصصي العربي القديم ، في كتب مثل الحيوان للجاحظ و مروج الذهب للمسعودي نزهة المشتاق للإدريسي ،وحي بن يقظان لإبن طفيل ....و بالطبع ألف ليلة و ليلة .
4- سندباد عصري : و يتناول فيه رحلته إلى المحيط الهندي و الهند القديمة على ظهر السفينة الاستكشافية مباحث التي عمل عليها كطبيب السفينة وكان ذلك عام 1933 ، وصدر كتابه بتلك الجملة التي صارت علما عليه هي :" درجت على حب حضارة الغرب ......فلما ذهبت إلى الشرق وعدت إلى بلادي استحال الحب و الإعجاب إيمانا بكل ما هو غربي ". و كان انطباعه عن الهند سيئا و كئيبا .
5- سندباد عصري يعود إلى الهند : و يتناول فيه رحلته إلى الهند عام 1970 ، و حاول فيه إنصاف الثقافة الهندية ، و ليس صدفة أن يصدر الكتاب بعبارة لنهرو كثيرا ما كنا نرددها :" أن نقيم دولة عادلة بوسائل عادلة ".
6- سندباد في رحلة الحياة و لدي منه نسخة قديمة من سلسة اقرأ بتاريخ يونية 1968 ، و هو بمثابة سيرة ذاتية بقلمه .
7- سندباد في سيارة: وفيه يتحدث عن رحلته إلى المغرب العربي أساسا .
8- بيتهوفن و هو كتاب مخصص أساسا لشرح موسيقى بيتهوفن ،و نعلم أن بيتهوفن يأتي الثاني بين المشاهير الذين صنفت عنهم الكتب بعد نابليون ،و لكن هناك القليل من الكتب العربية التي ألفت عن بيتهوفن ، و يشمل الكتاب تعريفا بسمفونيات بيتهوفن و كونشرتواته و الصونات الخاصة بالبيانو و الفيولونسيل و الفيواينه ، مع مقدمة عن بيتهوفن في 62 صفحة تقريبا تتناول دور الثورة و البطولة في موسيقى قيثارة السماء بيتهوفن . وهذا الكتاب بحق دليل العربي المستنير إلى موسيقى بيتهوفن ، وهو بالطبع لغير المختصين .
9- تأملات في عصر الرينسانس و هو كتاب ينقلك إلى إيطاليا عصر النهضة متنقلا بين فنونها و آدابها و تاريخها . وكم تألمت عندما وجدته في معرض القاهرة الدولي للكتاب معروضا ضمن كتب الجنيه الواحد من الرواكد على أرفف دار المعارف ، و اكتشفت أن مؤلفه أصبح مجهولا من الشباب الغارق في كتب الجن و علامات الساعة ،ولن أحدثك عن شباب لا يعرفون كيف يقرءون كلمة الرينسانس فما بال معرفة معناه .
10- سان جوست ،وهو دراسة صغيرة صدرت عن كتاب الهلال تتناول حياة هذا الثائر الفرنسي ،والذي كان من أنصار روبسبيير و مثله انتهت حياته على المقصلة التي تفنن في إرسال الآخرين إليها .
11- قلوب للبيع و لدي منه نسخة مهترئة من سلسلة كتابي ، كذلك بعض الكتب الأدبية الأخرى الأقل شهرة .
سأكتفي الآن بهذا القدر عن حسين فوزي ،و سأجيبك عن لويس عوض باكر عن شاء الله .
ولك خالص تمنياتي .

عزيزي .
نسيت كتابا صغيرا للدكتور فوزي وربما كان آخر كتبه هو سندباد إلى العالم الجديد من إصدار دار المعارف عام 1984 ، و فيه يتحدث عن زيارة قام بها للولايات المتحدة عام 1975 ،وهو أشبه بانطباعات سريعة و أنيقة ، من كاتب متمرس يجلس في بهو فندق نيويوركي كبير .

اقتباس:هكذا يصبح الإنسان روحا واحدا منسجما
يضم أرواحا كثيرة متباينة
ولا رقيب عليه من قبل السماء
اللهم إلا جوهر روحه الإلهي،
ومن روحه يصب كل شيء في الكل الكبير  
شلي
نحن ننتقل في الوجود اللامحدود بغير ضابط كالسحاب
ومنه نأتيك بالنبوءة التي تبدأ بك و تنتهي فيك .
شلي .
على رمال مارجيت
لم أعد أستطيع  
أن أربط شيئا بشيء  
أظافر مكسورة في أيد قذرة
قومي شعب مسكين
لا ينتظر شيئا .
ت س إليوت

[B]الدكتور لويس عوض هو واحد من أهم الكتاب الذين عاصرتهم في شبابي المبكر ، و تابعت ربما صبيا مقالاته في الأهرام التي كان ينقد و يحلل فيها روايات نجيب محفوظ ، و كنت مفتتنا بتلك الروايات و كل ما يكتب عنها ، و سرعان ما اكتشفت أن النقد أيضا عمل إبداعي ، و كنت أراه بمثابة تحريض على القراءة و تواطؤ من أجل الثقافة . أرى نفسي ربيب ثقافة مصرية ستينية تضع الناقد في نفس منزلة الكاتب المبدع ، فأصبحنا نتابع أسماء مثل محمد مندور ، أنور المعداوي ، علي الراعي ، عبد القادر القط ، لويس عوض ، رجاء النقاش ، كما نتابع الأعمال الأدبية بنفس المستوى ، ولم يكن نادرا أن يتفوق إبداع الناقد على النص الأدبي الذي يتعرض له . تابعت لويس عوض بعد ذلك في أعماله الفكرية و الأدبية ، وكنت أعتبره رائدي في عالم الأدب .لويس عوض هو الذي عرفني بالأدب الإنجليزي ، وهو الذي دفع زورقي كي أبحر هناك بعيدا عن التراث بل و الأدب العربي بشكل عام خاصة الرواية . واحتفظ حاليا بمجموعة من كتب لويس عوض هي :
1- برومثيوس طليقا ، من تأليف الشاعر شلي و ترجمة د لويس عوض ، و صدرت الطبعة الأولى من هذه الترجمة عام 1947 ، و أما الطبعة التي احتفظ بها فهي الطبعة الثانية الصادرة عن الهيئة العامة للكتاب عام 1987 ، أي بعد 40 عاما من صدور الطبعة الأولى ، وهي نموذج للشعر المسرحي ، وتنتمي إلى الأدب الرومانسي في القرن 19 ولا يدانيها إلا فاوست جوته ، وفي نهاية الكتاب مرثية ( أدونيس ) التي رثى بها الشاعر شلي جون كيتس الشاعر الرومانسي الذي مات في شرخ الشباب ،و يراها البعض أعظم مرثية في الأدب العالمي .
2- في الأدب الإنجليزي الحديث : وهي من إصدار هيئة الكتاب 1987 ، و يضم بحوثا عن مجموعة من عمالقة الأدب الإنجليزي مثل اوسكار وايلد و برنارد شو و ه. ج. ويلز و ت . س. إليوت و جيمس جويس و د. هـ. لورنس .و يحتوي الكتاب قصيدة الأرض البوار أو الموات للشاعر ت س إليوت ، وربما كانت هذه القصيدة هي أشهر قصائد الشعر الإنجليزي و أكثرها تأثيرا .
3- صورة دوريان جراي لأوسكار وايلد ، ترجمة .
4- بلوتولاند و قصائد أخرى ، شعر عامي ،ولدى نسخة مهرجان القراءة للجميع .
5- المسرح العالمي : و يتناول تطور المسرح العالمي بشكل تاريخي .
6- البحث عن شيكسبير : و لدي طبعة دار الهلال ضمن كتاب الهلال فبراير 1965، و به تعريف جيد عن شاعر الإنجليزية الأكبر ، خلال المهرجان الذي جرى في إنجلترا و أوروبا عام 1964 بمناسبة مرور 400 عام على ميلاده .
7- ثلاث من مسرحيات اسخيلوس هي أجاممنون و حاملات القرابين و الصافحات ، من ترجمة لويس عوض و مجمعة في كتاب واحد باسم ثلاثية أوريست .
8- الثورة و الأدب : ولدي الطبعة الثانية وهي ضمن الكتاب الذهبي لروز اليوسف ، 1971 .
9- تاريخ الفكر المصري الحديث ، من الحملة الفرنسية إلى ثورة 1919 ، وهو مكون من جزئين .الجزء الأول ، و الجزء الثاني الفكر السياسي و الاجتماعي و يتناول فيه أعظم ثلاثة من قادة الفكر في ذلك العصر و هم عبد الرحمن الجبرتي ورفاعه رافع الطهطاوي و أحمد فارس الشدياق .
10- دراسات أوروبية : وهو صادر عام 1971 عن كتاب الهلال ، ومن الغريب أن تعلم أن ثمنه 10 قروش فقط ، و يتناول فيه جان جينيه و برتراند راسل و بعض الموضوعات عن الوجودية و غيرها من اهتمامات الثقافة الأوروبية .
11- أقنعة الناصرية السبعة ، لدي طبعة القاهرة 1976 ،وهو كتيب صغير يروي فيه تجربته الناصرية التي يرفضها .
12- رحلة الشرق و الغرب .
13- الوادي السعيد لصمويل جونسون ، ترجمة .
14- الثورة الفرنسية ، وهو آخر كتاب للويس عوض ، و صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 1992 .

عبد الرحمن بدوي . هلا أمهلتني قليلا ؟!.

http://www.neelwafurat.com/abookstore/loca...try=حسين%20فوزي

بما أن الحديث القادم سيكون عن عبدالرحمن بدوي ، استغل الفرصة لأطرح هذا التساؤل الذي لم أجد له أي إجابة إلى الآن :
__________________________________________


[ ملاحظة : حذف من هذه الطبعة الباب المتعلق بالدروز ، وذلك بناء على طلب الهيئات الدينية المختصة . ]

الذي يطالع كتاب : مذاهب الإسلاميين لـ عبدالرحمن بدوي [ الطبعة الثانية 1997 ] ، يتفاجأ بوجود الملاحظة المذكورة أعلاه في نهاية المقدمة ، وعلى مر سنين أثارت عندي الكثير من التساؤلات التي لم أجد إجابة لها ، ولم أجد من أتوجه له بالسؤال .... إلى أن توكلت على الواحد الأحد - أنا - وقررت أن أضع أسئلتي هنا :

1- لم تم حذف هذا الفصل من الكتاب ؟
2- ما هي الجهة التي أشارت أو أمرت بحذف الفصل من الكتاب ؟
3- ما هي طبيعة ( الهيئات الدينية المختصة) التي طلبت ذلك !!!! ؟
4- لماذا لا يعاد طبع هذا الباب مرة أخرى ؟
5- هل كانت هذه الملاحظة من المؤلف أم من دار النشر !!!؟
6- لماذا لم يحذف الفصل الخاص بالنصيرية ؟ وهذا على فرض الغرض الطائفي من المادة الموجودة في الباب !

أجرت مجلة الحديث الحلبية –سنة 1938- استفتاء حول كيفية إحياء الثقافة العربية القديمة ،والمؤلفات العربية التي نحتاجها في نهضتنا الفكرية وهل يغني التلخيص عن الترجمة.
وقد شاركت نخبة من المفكرين والأدباء في هذا الاستفتاء من بينهم الدكتور حسين فوزي وهذه مقتطفات من رأيه:
"ماتت الثقافة العربية عقب القرون الوسطى وذهب غبارها مع الثقافات الأخرى التي عرفتها أوربا فيما بين انحلال الإمبراطورية الرومانية وعهد الرينسانس .ولا قيمة عندي للثقافة العربية أكثر من أنها لعبت دور انتقال في الصور الوسطى فكانت مستودعا لبعض مظاهر تفكير اليونان فيما قبل عصر إحياء العلوم"
"وإذا ثبت تاريخيا حرق مكتبة الإسكندرية على أيدي العرب فإن هؤلاء الناس قد ارتكبوا أكبر جريمة ثقافية عرفها التاريخ"
"وعلى هذا أختم جوابي بالمجمل الأتي:
الثقافة هي الصيغة التفكيرية- أي المظهر المكتوب والمبني والمنحوت والمنقوش-للحضارة والثقافة الحية تعني أن أهلها يعيشون حضارتها.والحضارة العربية القديمة قد راحت بلا رجعة .فلم يبق لثقافتها إلا قيمة الأثر في المتحف مما عدا لغة هذه الثقافة فهي ذات حيوية رائعة بدليل ملابستها لتطور جميع الشعوب التي تتكلمها.
فجوابنا عن إحياء الثقافة العربية مجتمعة :لا إحياء لميت.
وجوابنا عن إحياء اللغة العربية :لا إحياء لحي . إنما تكتسب اللغة العربية قوة وجدة ومرونة كلما استطعنا فهم أصولها ومراجعها وتطور حياتها وحاضرها وما يؤثر به الماضي والحاضر على مستقبلها.
والعبارة التي ذكرها الزميل بهجت مختصره بعض الشيء المذكرة في كتاب "سندباد عصري" من أكثر ما قاله الدكتور حسين فوزي تعبيرا عن توجهه..
"درجت على حب حضارة الغرب،
والإعجاب بحضارة الغرب،
وقضيت أهم أدوار التكوين من عمري في أوربا فتمكنت أواصر حبي،
وتقوت دعائم إعجابي.
فلما ذهبت إلى الشرق عدت إلى بلادي
وقد استحال الحب والإعجاب إيمانا بكل ما هو غربي"

يشترك لويس عوض مع سلامه موسى في كونهما مرفوضان بسبب أنهما من أصل مسيحي ،فكان الدين سبب للتخوف والحذر من كل رأي لهما ..
يقول لويس عوض في مقدمة كتابه "على هامش الغفران" عن الهجوم عليه بسبب المقالات المكونة لكتابه هذا والتي سبق نشرها في "الأهرام"..
"..ولو أن كل ما كتبه نقادي عندي إبان هذه الفترة جمع في مجلدات لبلغ عددها خمسا أو ستا من أضخم الأحجام .ولست أحسب أن كل ما كتبه نقادي عني كان يدور حول موضوع "الغفران"،فقد استطردوا إلى وجوه أخرى من إنتاجي الأدبي والفكري خلال ربع قرن كانوا قد صمتوا عنها هذا الزمان المديد ،ثم شاءوا فجأة أن يتناولوها بالنقد والتحليل ،وفي مقدمة هذه الوجوه موقفي القديم من مشكلة الأزدواج اللغوي وموقفي القديم الجديد من عمود الشعر العربي التقليدي،ثم موقفي من تاريخنا الثقافي والفكري إبان الحملة الفرنسية على مصر وموقفي من تاريخنا القومي والروحي إبان ثوراتنا الكبرى على روما وبيزنطة ،ثم بعض اجتهاداتي عن ابن خلدون .وأخيرا وليس آخرا موقفي من السياسة ،وهو ما عجزت وعجز الناس عن فهمه لأني لا أكتب في السياسة ولا سبيل إلى معرفة أرائي فيها إلا لمن أوتي العلم اللدني والقدرة على التفتيش في ضمائر الناس وأفئدتهم. ولكن الذي لا شك فيه أن كلام نقادي عن "الغفران" كان بمثابة حجر الزاوية في كل هذا النقد الغزير .ومجمل هذا الكلام أني ارتكبت إثما عظيما وتطاولت على حضارة العرب حين ذهبت إلى ترجيح أن المعري كان مطلعا على تراث اليونان.
ومن أراد فكرة مجملة عن صورتي في ذهن نقادي ،فهي أني باختصار في يقين بعض أدباء اليسار قائد الفكر اليميني في العالم العربي،كما كتب عني الشاعر المبدع عبد الوهاب البياتي وذلك الناقد اللبناني الشريف القلم العف البيان حسين مروه،وأني باختصار في يقين بعض أدباء اليمين قائد الفكر اليساري الماركسي الملحد في العالم العربي كما كتب عني نقاد مجلتي "الرسالة" و"الثقافة" وغيرهما.
وفي يقين فئة ثالثة أني آخر قنصل للعالم المسيحي في مصر منذ الحروب الصليبية ،كما كتب عني الأستاذ محمود شاكر في كتابه "أباطيل وأسمار" ،وهو الجزء الأول من مقالاته عني في مجلة "الرسالة"،وفي يقين فئة رابعة أني داعية فكري للقومية المصرية الفرعونية وعدو فكري للقومية العربية كما روى عني الأستاذ ميشيل عفلق وكما صورني نقاد مجلتي "الرسالة" و"الثقافة" وغيرهما.وقد كان آخر نعت نعت به على سبيل الدعابة أني قنصل أثينا وأسبرطة في ديار مصر كما وصفني صديقي المبدع سعد الدين وهبة.."
ويوجد للويس عوض كتاب جميل هو "مذكرات طالب بعثه" يروي فيه "بالعامية" تجربته في أوربا للدراسة والتقاءه بالناقد محمد مندور الذي عرفه على باريس ومتاحفها ومكتباتها وأحداث أخرى..
وللكتاب نفسه قصة طريفة يرويها في المقدمة ..
فيقول أنه فقد النسخة الأصلية من الكتاب في ظروف ما ثم فوجيء ذات يوم بنسخة تصله هو وأدباء آخرين بالبريد بها بعض فصول الكتاب ..ثم توصل في النهاية أن شخص ما اسمه "كناري" يصفه لويس عوض بأنه "رجلا معقدا من طراز غير مألوف ،فهو خليط غريب من المثالية ومن الالتواء" تمكن كناري من الحصول على الكتاب بالصدفة من رجل كان يشتغل بالرقابة على المنشورات واحتفظ به فترة طويلة حتى أن قرر نشر جزء منه ويكمل لويس عوض بقية القصة عن كيفية التقاءه بكناري وحصوله على الكتاب .
وفي النسخة المنشورة الكاملة من الكتاب نجد كلمة لكناري هذا في أول الكتاب وآخره.
ويوجد كتاب آخر هام أيضا للدكتور لويس عوض هو "أوراق العمر" وهو عبارة عن مذكراته ،وأنا لم أقرأه لكني أعرف مما قرأته عنه أنه كتاب جريء جدا وعرض فيه بصراحة لسيرة حياته وآرائه في بعض الناس ومنهم أقاربه وكان أخيه د.رمسيس عوض من الناقمين على الكتاب.
وكان آخر كتاب له هو "الثورة الفرنسية" كما ذكر الزميل بهجت ويبدو أن فصول منه كتبت أثناء مرضه الأخير حتى أن أخيه د.رمسيس عوض يقول في تصديره للكتاب:
"لقد حاولت قدر جهدي عن طريق الحذف والإضافة في أضيق الحدود أن أغير بعض الكلمات الواردة في مقالتيه الأخيرتين عن "دانتون" و"روبسبير" حتى تبدو صياغتهما متماسكة كما عودنا على ذلك الراحل العظيم.."