اقتباس:  اسحق   كتب/كتبت  
اندثرت المانوية لأن نبيها نبى كاذب و ما أعرفه من العهد القديم أن النبى الكاذب يموت شر ميته مقتولا فى خلال فترة وجيزة قد تزيد أو تقل عن عام وهذا النبى الكاذب تنطبق عليه نبوءة المسيح بنسبة 100%  
-0------------------------
الكلام لم يتطرق إلى النبوة كما أرى .
النبى يموت لكن النبوة تعيش .
تحياتى

عزيزى اسحاق ,

أنا لن أجادل لأن الموضوع لا يعنينى كثيرا وقد كان السؤال عن سبب اندثار المانوية وقلت أن السبب انه نبى كاذب بل وثبت كذبه عند الحاكم ..... لذلك فضح وقتل و من الغباء أن يتبعه أحد بعد هذه الفضيحة الواضحة وضوح الشمس.

اقتباس:الموضوع المقدم من السيد عرفات بيقول : إن المانوية ديانة عقلية والمسيحية ليست عقلية

الأستاذ قطقط:
يؤسفني أن أقول لك إنك قد قرأتني قراءة خاطئة. أنا لم أقل أن المسيحية ليست ديانة عقلية و لكني قلت إنها ليست مؤسسة على العقل. هذا مهم جدًا. أيضا، المانوية ليست بالضرورة عقلية و لكنها تزعم أن الخلاص يكون بالمعرفة، شأن الغنوصيين في ذلك.

اقتباس:اندثرت المانوية لأن نبيها نبى كاذب و ما أعرفه من العهد القديم أن النبى الكاذب يموت شر ميته مقتولا فى خلال فترة وجيزة

الأستاذ مستر كامل:
الصدق أو الكذب في الديانة هنا ليس ما يهمنا و لكن ما يهمنا هو تقدير الديانة في سياقها الأصلي بذاتها و لماذا اندحرت في حين انتصرت أديان أخرى. و شكرا لمشاركتك و محاولتك.

نعود لزبد الكلام و ما يجعلني دوما مبتهج و هو قراءة كلام زميلنا المثقف بجدارة "كوكو" فهناك من يفتح فاه ليتكلم لأنه يجب أن يقول شيء ما على أية حال، و هناك من يفتح فاه لأن فعلا لديه شيء يستحق القول. هذا يذكرني بما قاله الكتاب المقدس عن بطرس: و بطرس غير عالم ماذا يقول فتح فاه!
قال كوكو:

اقتباس:1 - مقاومة الدولة الرومانية إذ رأت فيها تلك الدولة ضربا من ضروب الفوضوية يفوق في خطره خطر المسيحية ويؤدي بأتباعه إلي التخلي عن واجباتهم كمواطنين وكأفراد مجتمع إنساني بعد أن تسرب إليهم من بلاد فارس وهي العدوة اللدودة للإمبراطورية الرومانية وكان ذلك موقف الإمبراطور ديوكليسيان عندما أصدر أحكامه الرهيبة التي قررت ضد أصحاب المانوية أقسى العقوبات وأبانت عن الرغبة في القضاء عليهم قضاء مبرما

أعرف أن الإمبراطورية كان لها دور ضخم في رفعة شأن الدين أو إخفاضه و أعرف أنه لولا قسنطين لما امتد ثراء المسيحية لهذا القدر حيث قام بتكليف يوسابيوس القيصري بنقل نسخ الإنجيل في صحائف من ذهب و كانت المسيحية عندئذ ديانة القيصر فكان ما لله هو ما لقيصر في آن واحد. لكن يا كوكو أي خطر للمانوية يفوق المسيحية؟ لا أذكر أن المانوية دعت أصحابها للتخلي عن واجباتهم كمواطنين،إنْ لم مخطئًا، برغم العدواة بين فارس و روما. اشتهر ماني بالرسم و الرقي الفكري بشكل كان من الواجب أن يشد إليه الامبراطورية الرومانية في صفها لا أن تنفر منه. لا يذكر لنا التاريخ، حسب معرفتي المحدودة، مقاومة تاريخية تذكر ضد المانوية و أدت لاندحارها.
وأشكرك على باقي النقاط و التي أجدني متفق جدًا فيها معك. رائع و أبدعت يا كوكو. أشكرك لأني ساندتني بحضورك في هذا الموضوع. (f)

اقتباس:  مستر كامل   كتب/كتبت  

اقتباس:  اسحق   كتب/كتبت  
اندثرت المانوية لأن نبيها نبى كاذب و ما أعرفه من العهد القديم أن النبى الكاذب يموت شر ميته مقتولا فى خلال فترة وجيزة قد تزيد أو تقل عن عام وهذا النبى الكاذب تنطبق عليه نبوءة المسيح بنسبة 100%  
-0------------------------
الكلام لم يتطرق إلى النبوة كما أرى .
النبى يموت لكن النبوة تعيش .
تحياتى

عزيزى اسحاق ,

أنا لن أجادل لأن الموضوع لا يعنينى كثيرا وقد كان السؤال عن سبب اندثار المانوية وقلت أن السبب انه نبى كاذب بل وثبت كذبه عند الحاكم ..... لذلك فضح وقتل و من الغباء أن يتبعه أحد بعد هذه الفضيحة الواضحة وضوح الشمس.

السيد المحترم، مستر كامل:

كذب النبي ليس شرطًا لأن تندثر الديانة. و مَنْ يا صديقي يحدد معيار الصدق و الكذب؟! ما هو القياس المتبع؟! أحيانا كان قياس الإجماع هو المعيار الرئيسي لتقييم ما هو صادق و ما هو بعكس ذلك. أيضا، في مسألة إتباع الأديان ليس هناك ذكاء و غباء بل كثيرا ما يتبع الـ"جماهير" شخصا ما لمجرد أنهم ينجذبون إليه لذاته و أنه يمنحهم ما لا يجدونه في مكان آخر. عندما تنظر إلى من يدعون النبوة في قرننا هذا و يجذبون إليهم ناس يقبلون أن يعيشوا معهم في بيت أو مزرعة تضمهم جميعا، لوجدت أنهم ليسوا مختلي العقل و لكن المسألة أبعد من ذلك و تتصل بالقلب و الوجدان. يمكنك أن تقرأ أي عمل مثلا عن الـ cults in the 20th C. و هناك كتاب لـ كولن ولسن عن الأمر ذاته و عنوانه Rogue Messiahs
تحياتي.
(f)

عزيزى مستر كامل
إقتباس
وقد كان السؤال عن سبب اندثار المانوية وقلت أن السبب انه نبى كاذب بل وثبت كذبه عند الحاكم ..... لذلك فضح وقتل و من الغباء أن يتبعه أحد بعد هذه الفضيحة الواضحة وضوح الشمس.
-----------------------------------
لم أقرأ عن المانوية كثيرا .
رجاء الإيضاح إن أمكن .
تحياتى

العزيز / إبراهيم عرفات (f)


كتبت
( لكن يا كوكو أي خطر للمانوية يفوق المسيحية؟ لا أذكر أن المانوية دعت أصحابها للتخلي عن واجباتهم كمواطنين،إنْ لم مخطئًا، برغم العدواة بين فارس و روما. اشتهر ماني بالرسم و الرقي الفكري بشكل كان من الواجب أن يشد إليه الامبراطورية الرومانية في صفها لا أن تنفر منه. لا يذكر لنا التاريخ، حسب معرفتي المحدودة، مقاومة تاريخية تذكر ضد المانوية و أدت لاندحارها.
وأشكرك على باقي النقاط و التي أجدني متفق جدًا فيها معك. رائع و أبدعت يا كوكو. أشكرك لأني ساندتني بحضورك في هذا الموضوع. )

عزيزي
لدينا عدة نقاط في الموضوع لو أردت ترتيبه
1 – المانوية كدين بصفة عامة

2 – انتشار المانوية في فارس وانحسارها هناك وفارس هي مهد منشأها وأتباعه الأوائل وبطبيعة الحال فإن الأسباب هنا غير الأسباب علي الجبهة الرومانية

3 – تسرب المانوية إلي الأمبراطورية الرومانية سواء بصورة سافرة أو تغللها في الديانة المسيحية في شكل تأليفات في الديانة سمتها الكنيسة هرطقات

4 – شارل جينيبيروإن كان قد مس مسا خفيفا العوامل المثبطة للانتشار في المانوية بالقياس للعوامل المساعدة علي الانتشارفي المسيحية وهو ما اتفقت معي أو مع هذا المؤرخ علي الصحيح فيه فإنه لم يتعرض بقدر كبير لفشلها الداخلي إلا من ناحبة أنه بالرغم من أن العقيدة فيها لم تكن أقوي من الميتافزيقا اللاهوتية المسيحية إلا أنها كانت أقرب منها إلي البساطة والمشكلة كانت في منهجها الأخلاقي الذي يسمو عن قدرة البشر و لا يستطيع أن يغري جماهير الناس إلا أنه يعود فيقرر أنها حاولت إيجاد حلول وسط ونجحت فيها ودلل علي ذلك بفرق الألبيجية في جنوب فرنسا خلال العصور الوسطي

5 – سؤالك عن ( أي خطر للمانوية يفوق المسيحية ) فإن الدولة الرومانية في هذا الوقت قادت صراعا واضطهادا للمسيحية وغيرها من الأديان التي رأت أنها تهدد الدولة وأتركك مع جيبون في اضمحلال الإمبراطورية الرومانية لكي تري تفاصيل ما حدث ومع يوسابيس القيصري في تاريخ الكنيسة الذي كان معاصرا للأحداث فإذا خرجت أن من ضمن الأسباب للاضطهاد مثلا هو رفض الجندية من المسيحيين فلماذا تستبعد أن يكون نفس السبب واردا في المانوية والتي من أهم مبادئها الزهد في الأمور الدنيوية أليس في هذا خطرا علي الدولة وكذلك فإن منشأ المانوية في فارس ربما كان يهدد الحساسية السياسية أكثر من ديانة كان منشأها في أحد الولايات التابعة لروما كالمسيحية وأيضا فإن الاضطهاد الذي قادته الدولة الرومانية مع المسيحية كان هدفه استعادة مكانة الوثنية التي بدأت هي الأخري تجدد من شبابها وتحارب المسيحية بأسلحة استعارتها منها فإذا كانت الوثنية تعلن حربا علي المسيحية أفلا تشن تلك الحرب علي المانوية أيضا التي تدعي في صلب عقيدة مؤسسها من الناحية الروحية أنه من خلفاء المسيح وأنه هو الفارقليط نفسه حسب يوسابيس القيصري عندما تحدث عن هرطقة المانيكيين في تاريخ الكنيسة ص 368

6 – المراجع التي يمكن أن تتحدث عن الاضطهاد الذي لحق بالمانوية سوف تكون مراجع متخصصة جدا ولقد راجعت أرثر كريستنسن وهو حجة في التاريخ الإيراني علي أظفر منه بشئ يضئ اندحار تلك الديانة التي يتناولها شارل جينيبير بهذه السرعة وأحاول أن استنطق الكلام ما يمكن أن يوصلنا لوجه الحق في انحسارها علي الجبهة الفارسية فلم أفز منه بطائل - وتجد الحديث عن المانوية عنده في الفصل الرابع –إلا بتفاصيل التفاصيل للديانة وكلام سريع عن اضطهاد رجال الدين الزرادشتين للمانوية و حماية عمرو بن عدي أحد ملوك الحيرة لها واستمرارها في بعض المناطق

7 – حدد فراس السواح الاندحار علي الجبهة الشرقية بالضربات التي تلقتها من الزرادشتية ثم المسيحية كما أسلفنا وأضاف في النهاية الإسلام عندما قامت الخلافة العباسية باستئصال شأفة المانوية من موطنها الرئيسي في إيران والمشرق العربي وإن بقيت لها جيوب صغيرة حتي مطلع العصور الحديثة ص 102 وما بعدها


بالنسبة للفن المانوي فسوف تجد عند كريستنسن تفصيلا رائعا

أما كلام الزملاء المسيحيين عن الصدق والكذب لصاحب الديانة فمع احترامي الشديد لكل ما قالوه فإن علم التاريخ لا يعرف ذلك
علم التاريخ يا عزيزي قطقط يورد الحدث التاريخي بشروطه العلمية ثم يبدأ المؤرخ يتفسير لماذا حدث ذلك ,أما أن هذا صادق وهذا كاذب فلا شأن له به لأنه سوف يعتمد علي معيار ذاتي لدي المؤرخ فإذا حاول المؤرخ أن يفسر الأحداث بهذا المعيار الذاتي فقد صفته كؤرخ
وسوف أنقل لك شهادة يوسابيس القيصري علي ماني وهي في موضوعنا نفسه علي سبيل المثال لكي تري تلك النظرة الذاتية

يقول ( في هذا الوقت ظهر ذلك الرجل المجنون واسمه مشتق من هرطقته الجنونية وحصن نفسه بقلب أوضاع عقله وتفكيره كما أبرزه إبليس , الشيطان , عدو الله , لهلاك كثيرين . قد كانت حياته وحشية في القول والفعل وطبيعته شيطانية جنونية . ونتيجة لهذا تظاهر بموقف كموقف المسيح . وإذ انتفخ في جنونه نادي بنفسه بأنه البارقليط , الروح القدس نفسه . ثم اقتدي بالمسيح فاختار اثني عشر تلميذا كشركاء له في تعليمه الجديد . ومزج معا تعاليم مزورة وكفرية جمعها من بعض الآباء الإلحادية التي انقرضت من عهد طويل وبعث بها كسموم قاتلة من الفرس إلي ذلك العالم الذي نعيش فيه وإليه يرجع ذلك الاسم البغيض ( المانيكيون ) الذي لا يزال سائدا بين الكثيرين . هذا هو أساس ذلك العلم الكاذب الاسم الذي برز وقتئذ ) ص 368

وبالرغم من النظرة الذاتية فيمكن للمؤرخ أن يلتقط منها بعض المعلومات غير الذاتية
أن هذه الفرقة كانت تؤرق المسيحيين في ذلك الوقت و أنهم اعتبروها هرطقة مسيحية قادمة من الخارج وأن أتباعها كانوا من الكثرة بحيث شغلوا السلطات الكنسية في هذا الوقت وأن الحرب كانت قائمة ومنها النص نفسه الذي يلصق بها شتي تهم الكفر والإلحاد أي يحاربها من الداخل



كوكو

لعلّك تقصد الغنوصية أو مايسمى في التراث العربي (العرفان) وهي النقيض للعقل . ولكن يا ابراهيم العقل يدحض ويقوّض الغنوصية ولا يعترف بها لانها غير موثوقة كالعلم مثلاً .

الديانة ليست فكر مجرد
الديانة هى روح وحياة
اليهود آمنوا بموسى ليس بكلامه لكن بمعجزاته
وكذلك السيد المسيح ( وكل الأنبياء الصادقين )
فمن يؤمن بالله يعيش معه ويتعامل معه ويتكلم معه

وكذلك فى الأديان الأخرى غير الخيرة حيث يسمع الشيطان طلبات من يعبدون الأوثان أو أى إله آخر غير الله الحقيقى ، ويحقق الشيطان لهؤلاء الناس طلباتهم الأرضية ( سلطة مال جنس )

عزيزي جوبيتر:
تحياتي المخلصة لك صديقي،

حسب فهمي، فالعرفان هو نوع من أنواع الاشراقات في النفس أو الولوج في المعرفة الباطنية. ليت أحد الزملاء ينير بصيرتي أكثر في العرفان هنا. بحسب اعتقادي، الـ غنوص GNOSIS أكبر من ذلك و يشمل المعرفة العرفانية و يمكن أن يأخذ أبعاد فلسفية و فكرية كذلك. ما رأيك؟ ليت أحد العارفين هنا يساعدنا.

قال قطقط:

اقتباس:الديانة ليست فكر مجرد
الديانة هى روح وحياة
اليهود آمنوا بموسى ليس بكلامه لكن بمعجزاته  
وكذلك السيد المسيح ( وكل الأنبياء الصادقين )
فمن يؤمن بالله يعيش معه ويتعامل معه ويتكلم معه

المسيح نفسه قال يا قطقط: جيل شرير و فاسق و يطلب آية و لا تُعطى له. المسيح لم يؤسس دعوته على المعجزات و لا الخوارق بدليل أنه قال لمن يريدها كعلامة بأنه "شرير" و "فاسق". و أتفق معك أن الديانة روح و حياة و ليست فكر مجرد و لكن حينما تقدمها لمن هو من خارج إيمانك فأنت تعرض فكر و لست تعرض روح هلامية تحلق في الفضاء تحاول الإقباض عليها لتأتيهم بقبس من هذا الروح. ثم أعود و أتفق معك في أن من يؤمن بالله يعيش معه و يتعامل معه و يتكلم معه. هذا كلام إيمانيا سليم مائة بالمائة.

المانوية
أصحاب ماني بن فاتك الحكيم الذي ظهر في زمان سابور بن أردشير وقتله بهرام بن هرمز بن سابور وذلك بعد عيسى بن مريم عليه السلام‏.‏
أحدث ديناً بين المجوسية والنصرانية و كان يقول بنبوة المسيح عليه السلام ولا يقول بنبوة موسى عليه السلام‏.‏
حكى محمد بن هارون المعروف بأبي عيسى الوراق وكان في الأصل مجوسياً عارفاً بمذاهب القوم‏:‏ ان الحكيم ماني زعم‏:‏ أن العالم مصنوع مركب من أصلين قديمين‏:‏ أحدهماا نور والآخر ظلمة وأنهما‏:‏ أزليان لم يزالا ولن يزالا وأنكر وجود شيء إلا من أصل قديم وزعم أنهما لم يزالا‏:‏ قويين حساسين دراكين سميعين بصيرين وهما مع ذلك‏:‏ في النفسن والصورة والفعل والتدبير‏.‏
متضادان‏.‏
وفي الحيز‏:‏ متحاذيان‏:‏ تحاذي الشخص والظل‏.‏
وإنما تتبين جواهرهما وأفعالهما‏:‏ في هذا النور جوهره‏:‏ حسن فاضل كريم صاف نقي طيب الريح الظلمة جوهرها‏:‏ قبيح ناقص لئيم كدر خبيث منتن الريح النور حسن المنظر‏.‏
الظلمة قبيحة المنظر‏.‏
النور نفسه‏:‏ خيرة كريمة حكيمة نافعة عالمة‏.‏
الظلمة نفسها‏:‏ شريرة لئيمة سفيهة ضارة جاهلة‏.‏
النور فعله‏:‏ الخير والصلاح والنفع والسرور والترتيب والنظام والإتفاق‏.‏
الظلمة فعلها‏:‏ الشر والفساد والضر والغم والتشويش والتتبير والإختلاف‏.‏
النور جهته‏:‏ جهة فوق وأكثرهم على أنه مرتفع من ناحية الشمال و زعم بعضهم أنه تجنب الظلمة‏.‏
الظلمة جهتها‏:‏ جهة تحت وأكثرهم على أنها منحطة من ناحية الجنوب وزعم بعضهم أنها تجنب النور‏.‏
النور أجناسه خمسة‏:‏ أربعة منها أبدان والخامس روحه فالأبدان هي‏:‏ النار والنور والريح والماء وروحها النسيم وهي تتحرك في هذه الأبدان‏.‏
الظلمة أجناسها خمسة‏:‏ أربعة منها أبدان والخامس روحها‏.‏
فالأبدان هي‏:‏ الحريق والظلمة والسموم والضباب وروحها الدخان وتدعى الهامة وهي تتحرك في هذه الأبدان‏.‏
النور صفاته حية خيرة طاهرة زكية‏.‏
وقال بعضهم‏:‏ كون النور لم يزل على مثال هذا العالم‏:‏ له أرض وجو‏.‏
فأرض النور‏:‏ لم تزل لطيفة على غير صورة الأرض وشعاعها كشعاع الشمس ورائحتها أطيب رائحة وألوانها ألوان قوس قزح‏.‏
وقال بعضهم‏:‏ لا شيء إلا الجسم والأجسام على ثلاثة أنواع‏:‏ أرض النور‏:‏ أرض وهي خمسة‏.‏
وهناك جسم آخر الطف منه وهو‏:‏ الجو وهو نفس النور‏.‏
وجسم آخر وهو ألطف منه وهو النسيم‏.‏
قال‏:‏ ولم يزل يولد النور ملائكة وآلهة وأولياء لا على سبيل المناكحة بل كما تتولد الحكمة من الحكيم والمنطق الطيب من الناطق‏.‏
قال‏:‏ وملك ذلك العالم‏:‏ هو روحه‏.‏
ويجمع عالمه‏:‏ الخير والحمد والنور‏.‏
الظلمة صفاتها ميتة شريرة نجسة دنسة‏.‏
و قال بعضهم‏:‏ كون الظلمة لم تزل على مثال هذا العالم‏:‏ لها ارض وجو‏.‏
فأرض الظلمة‏:‏ لم تزل كثيفة على غير صورة هذه الأرض بل هي أكثف وأصلب ورائحتها كريهة أنتن الروائح وألوانها ألوان السواد‏.‏
وقال بعضهم‏:‏ لا شيء إلا الجسم‏.‏
والأجسام على ثلاثة أنواع‏:‏ أرض الظلمة وجسم آخر أظلم منه وهو الجو‏.‏
وجسم آخر اظلم منه وهو السموم روح النور‏.‏
قال‏:‏ ولم تزل تولد الظلمة شياطين وأراكنة وعفاريت لا على سبيل لا على سبيل المناكحة بل كما تتولد الحشرات من العفونات القذرة‏.‏
قال‏:‏ وملك ذلك العالم هو‏:‏ روحه الشر والذميمة والظلمة‏.‏
ثم اختلفت المانوية في‏:‏ المزاج وسببه والخلاص وسببه‏:‏ قال بعضهم‏:‏ إن النور والظلام امتزجا بالخبط والإتفاق لا بالقصد والإختيار‏.‏
وقال أكثرهم‏:‏ إن سبب المزاج أن أبدان الظلمة تشاغلت عن روحها بعض التشاغلن فنظرت الروح فرأت النور فبعثت الأبدان على ممازجة النور فأجابتها لإسراعها إلى الشر فلما رأى ذلك ملك النور وجه إليها ملكاً من ملائكته في خمسة أجناس من أجناسها الخمسة فاختلطت الخمسة النورية بالخمسة الظلامية‏:‏ فخالط الدخان النسيم وإنما الحياة والروح في هذا العالم من النسيم والهلاك والآفات من الدخان و خالط الحريق النار والنور الظلمة والسموم الريح والضباب الماء‏.‏
فما في العالم من‏:‏ منفعة وخير وبركة فمن أجناس النور ومافيه من‏:‏ مضرة وشر وفساد فمن أجناس الظلمة‏.‏
فلما رأى ملك النور هذا الإمتزاج أمر ملكاً من ملائكته فخلق هذا العالم على هذه الهيئة لتخلص أجناس النور من أجناس الظلمة‏.‏
وإنما سارت الشمس والقمر وسائر النجوم والكواكب لاستصفاء أجزاء النور من أجزاء الظلمة‏:‏ فالشمس تصطفي النور الذي امتزج بشياطين الحر والقمر يصطفي النور الذي امتزج بشياطين البرد والنسيم الذي في الأرض لا يزال يرتفع لأن من شأنها الارتفاع إلى عالمها وكذلك جميع أجزاء النور أبداً في الصعود والارتفاع وأجزاء الظلمة أبداً في النزول والتسفل‏.‏
حتى تتخلص الأجزاء من الأجزاء ويبطل الامتزاج وتنحل التراكيب ويصل كل إلى كله وعالمه وذلك هو القيامة والمعاد‏.‏
قال‏:‏ ومما يعين في التخليص والتمييز ورفع أجزاء النور‏:‏ التسبيح والتقديس والكلام الطيب وأعمال البر فترتفع بذلك الأجزاء النورية في عمود الصبح إلى فلك القمر ولا يزال القمر يقبل ذلك من أول الشهر إلى نصفه فيمتلىء فيصير بدراً ثم يؤدي إلى الشمس إلى آخر الشهر وتدفع الشمس إلى نور فوقها‏.‏
فيسري ذلك في العالم‏.‏
إلى أن يصل إلى النور الأعلى الخالص‏.‏
ولا يزال يفعل ذلك حتى لا يبقي من أجزاء النور شيء في هذا العالم إلا قدر يسير منعقد لاتقدر الشمس والقمر على استصفائه فعند ذلك يرتفع الملك الذي يحمل الأرض ويدع الملك الذي يجذب السماوات فيسقط الأعلى على الأسفل ثم توقد نار حتى يضطرم الأعلى والأسفل ولا تزال تضطرم حتى يتحلل ما فيها من النور وتكون مدة الاضطرام‏:‏ ألفاً وأربعمائة وثمانياًو ستين سنة‏.‏
و ذكر الحكيم ماني في باب الألف من الجبلة وفي أول الشابرقان ‏:‏ أن ملك عالم النور في كل أرضه لا يخلو منه شيء وأنه ظاهر باطن وأنه لا نهاية له إلا من حيث تناهى أرضه إلى أرض عدوه‏.‏
و قال أيضاً‏:‏ الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة والمزاج المحدث هو‏:‏ الخير والشر‏.‏
وقد فرض ماني على أصحابه‏:‏ العشر في الأموال كلها والصلوات الأربع في اليوم والليلة والدعاء إلى الحق‏.‏
وترك‏:‏ الكذب والقتل والسرقة والزنا والبخل والسحر وعبادة الأوثان وان يأتي على ذي روح ما يكره أن يؤتى إليه بمثله‏.‏
واعتقاده في الشرائع والأنبياء‏:‏ ان أول من بعث الله تعالى بالعلم والحكمة‏.‏
آدم أبو البشر ثم بعث شيثا بعده ثم نوحاً بعده ثم إبراهيم بعده عليهم الصلاة والسلام‏.‏
ثم بعث بالبددة إلى أرض الهند وزردشت إلى أرض فارس والمسيح كلمة الله وروحه إلى أرض الروم والمغرب وبولس بعد المسيح إليهم ثم يأتي خاتم النبيين إلى أرض العرب‏.‏
وزعم أبو سعيد المانوي رئيس من رؤسائهم‏:‏ أن الذي مضى من المزاج إلى الوقت الذي هو فيه وهو سنة إحدى وسبعين ومائتين من الهجرة‏:‏ أحد عشر ألفاً وسبعمائة سنة وأن الذي بقي إلى وقت الخلاص‏:‏ ثلاثمائة سنة‏.‏
وعلى مذهبه مدة المزاج‏.‏
اثنا عشر الف سنة فيكون قد بقي من المدة خمسون سنة في زماننا هذا‏:‏ وهو غحدى وعشرون وخمسمائة هجرية‏.‏
فنحن في آخر المزاج وبدء الخلاص فغلى الخلاص الكلي وانحلال التراكيب خمسون سنة‏!‏‏.‏
المزدكية اصحاب‏:‏ مزدك ومزدك هو الذي ظهر في أيام قباذ والد أنوشروان فدعا قباذ إلى مذهبه فأجابه‏.‏
وطلع أنوشروان على‏:‏ خزييه وافترائه فطلبه فوجده فقتله‏.‏
حكى الوراق‏:‏ أن قول المزدكية كقول كثير من المانوية‏:‏ في الكومين والأصلين إلا أن مزدك كان يقول‏:‏ إن النور يفعل بالقصد والاختيار والظلمة تفعل على الخبط والاتفاق‏.‏
والنور‏:‏ عالم حساس والظلام‏:‏ جاهل أعمى‏.‏
وإن المزاج كان على الاتفاق والخبط لا بالقصد والاختيار وكذلك الخلاص إنما يقع بالاتفاق دون الاختيار‏.‏
وكان مزدك ينهي الناس عن‏:‏ المخالفة والمباغضة والقتال ولما كان أكثر ذلك إنما يقع بسبب‏:‏ النساء والأموال أحل النساء وأباح الأموال وجعل الناس شركة فيهما كاشتراكهم في‏:‏ الماء والنار والكلأ‏.‏
وحكى عنه‏:‏ انه أمر بقتل الأنفس ليخلصها من الشر ومزاج الظلمة‏.‏
ومذهبه في الاصول والأركان انها ثلاثة‏:‏ الماء والأرض والنار‏.‏
ولما اختلطت حدث عنها‏:‏ مدبر الخيرن ومدبر الشر فما كان من صفوها فهو مدبر الخير وما كان من كدرها فهو مدبر الشر‏.‏
وروي عنه‏:‏ أن معبوده قاعد على كرسيه في العالم الأعلى على هيئة قعود خسرو في العالم الأسفل وبين يديه أربع قوى‏:‏ قوة التمييز والفهم والحفظ والسرور كان بين يدي خسرو أربعة أشخاص‏:‏ موبذان والهربد الأكبر والأصهبدن والرامشكر‏.‏
وتلك الأربع يدبرون امر العالم بسبعة من وراءهم‏:‏ سالار وبيشكار وبالون وكازران ودستور وكوذك‏.‏
وهذه السبعة تدور في إثني عشر روحانيين‏:‏ خوانندهن ودهنده وستاننده وبرنده خور ننده ودونده وخيزنده وكشنده وزننده وكنندهن وآبنده و شونده وباينده‏.‏
و كل إنسان اجتمعت له هذه القوى الأربع والسبع والإثنا عشر‏:‏ صار ربانياً في العالم السفلي و ارتفع عنه التكليف‏.‏
قال‏:‏ وإن خسرو العالم الأعلى إنما يدبر بالحروف التي مجموعها الاسم الأعظم ومن تصور من تلك الحروف شيئاً انفتح له السر الأكبر ومن حرم ذلك بقي في عمى الجهل والنسيان والبلادة والغم‏:‏ في مقابلة القوى الأربع الروحانية‏.‏
وهم فرق‏:‏ الكوذية وابو مسلمية والماهانية والإسبيد خانمكية‏.‏
والكوذية بنواحي‏:‏ الأهواز وفارس وشهرزور والآخر بنواحي‏:‏ سغدسمرقند والشاش وإيلاق‏.‏

[SIZE=4] عزيزي كوكو: من الطريف أن نقرأ ما قاله الشهرستاني بحق طائفة كهذه و نقارنه بما قاله يوسابيوس القيصري و هو ينعتم بأنهم جماعة بغيضة كريهة ريحتها عفنة لا تستحم إلخ إلخ إلخ

اقتباس:  إبراهيم عرفات   كتب/كتبت  
 
المسيح نفسه قال يا قطقط: جيل شرير و فاسق و يطلب آية و لا تُعطى له. المسيح لم يؤسس دعوته على المعجزات و لا الخوارق بدليل أنه قال لمن يريدها كعلامة بأنه "شرير" و "فاسق". و أتفق معك أن الديانة روح و حياة و ليست فكر مجرد و لكن حينما تقدمها لمن هو من خارج إيمانك فأنت تعرض فكر و لست تعرض روح هلامية تحلق في الفضاء تحاول الإقباض عليها لتأتيهم بقبس من هذا الروح. ثم أعود و أتفق معك في أن من يؤمن بالله يعيش معه و يتعامل معه و يتكلم معه. هذا كلام إيمانيا سليم مائة بالمائة.

المعجزات كان لها أثرها الكبير فى إيمان الناس بالسيد المسيح
وهى تقدم لصاحب الضمير السليم فيؤمن ، لكن الأشرار الذين يريدون أن يلهوا بالمعجزات فلا يروها ولاتقدم لهم
إيمان الناس بالمسيح يكون بالروح القدس ، وكثيراً ماترافق الدعوى الرؤى أو المعجزات بالإضافة لحوار الأفكار ، وكذلك وجود حوادث معينة تسوق الإنسان للإيمان
فالموضوع هو عمل إلهى متكامل