اقتباس:  العاقل   كتب  
هذا موضوع متشعب ، وساحاول الإختصار .  


السؤال يقول : هل تعتبر الفتاة العربية المقيمة في الغرب التي تنام في بيت البوي فرند عاهرة ؟


هذا سؤالي ينطلق من عدة مقدمات :

1- أن هذا ( الشخص ) الذي سيعتبر ، هو شخص يحمل اعتباره نوعا من انواع السلطة . بحيث يكون هذا الإعتبار نوعا من انواع الحكم .  


2- وضع قيد ( العربية ) على  ( الفتاة ) . وهذا ينطلق من كون العروبة في حد ذاتها تحمل خصوصية ما ، وان هذه الخصوصية تنتقل أيضا مع هذه الفتاة أينما عاشت .  


3- مفهوم ( العهر ) .



هذه المقدمات تحدد ، بشكل من الأشكال ، نوع ردة الفعل التي نجدها ترتسم على وجه القارئ .  



وحتى أوضح وجهة نظري ، وأضمن في الوقت نفسه احتفاظها بمعناها وعدم غمكانية تاويلها . لابد من اوضح عدة مفاهيم .  


العهر - بالنسبة لي - هو ( عدم إلتزام الشخص - ذكرا كان او انثى - بالقيود الجنسية التي فرضها على نفسه ) . بمعنى ، أن من يرى أن الجنس لا يسمح فيه إلا في الزواج ، نحكم عليه بالعهر إذا مارسه هو خارج إطار الزواج . وأن المرأة التي لا ترى مانعا من ممارسة الجنس مع أيا كان وكيفما كان .. فهذه لا توصف بالعهر بناء لما تعتقده . فالامر منبن أساسا على الحرية الشخصية .


فانا عندما أرى امرأة مسلمة مقتنعة بإسلامها تمارس البغاء ، فأنا سأصفها بانها عاهرة لأن ما تؤمن به يصفها بذلك . في الوقت ، نفسه ، لا أصف جارتها التي تمارس نفس الوظيفة ، ذلك لأن تلك لا تؤمن بأي نظام أخلاقي يحكم المرء .



هذا ما يتعلق بمسألة العهر .  


نأتي الآن لمسألة الوصاية . هل انا أملك وصاية أو سلطة على أختي ؟


هذا سؤال مهم وجوهري . لذلك لا بد ان نتكلم عن المبدأ .  


من ناحية المبدأ : متى يكون لأحدنا السلطة على الآخر ؟


الجواب : أنه حتى تكون سلطة لشخص على آخر لا بد من توفر شرطين ضرورين :

الأول : الإشتراك في نفس المنظومة الإعتقادية او الفكرية او الأخلاقية . فلا يمكن أن أأمر زوجتي المسيحية بالصلاة .. لأنها مسيحية .  

الثاني : الرضى ، وإلا تحول الأمر إلى استبداد .  


فإذا كان هناك رجل مسلم وله أخت . فالمنظومة التي تجمعهما وهي الإسلام لا تعطي هذا الأخ أي سلطة على اخته . بل إن ولاية الأمر هي للأب فقط . وليس للاخ من الأمر شيء .

وإذا كانت الأخت مخالفة لي في الدين .. وترى انه لا شيء يمنعها من ممارسة الجنس مع البوي فريند . فحينها لا يحق لهذا الأخ فعل أي شيء . لأن أي فعل يفعله إنما ينطلق من منظومته وإطاره الذي ارتضاه لنفسه ، وليس له أي حق في أن يفرضه على الآخرين ، حتى لو كانت أخته .  



هذا البناء المنطقي ، يوصلنا إلى نتيجة خطيرة تفرض نفسها علينا ، هي : أنه إذا صادف أن هناك أخ واخته تبنيا فكرة تقول بشرعية ممارسة الجنس بينهما ، وقاما بهذا الفعل . لا يحق لأي أحد أن يصفهما بالعهر أو أن يتخذ موقفا سلبيا منهما .  


هذا ما أراه ..



شكرا