عزيزي تورنادو .
هناك نظريات عن الذكاء أحدهما وراثية genetic و الأخرى بيئية environmental و كلاهما أثبت صحته ، و بالتالي يمكن أن نقول ان الذكاء موروث و إجتماعي أيضا . ما يربكنا أحيانا أن المشاهدة الشخصية ليس لها شمولية المشاهدة العلمية التي تقيس عوامل عديدة ، بعضها لا يكون ملحوظا لنا ، هناك أيضا الفهم الشائع للذكاء كونه الذكاء الأكاديمي ، الذي يهيأ الإنسان و يمكنه من اكتساب المعارف الأكاديمية التي ييوفرها التعليم العام ،و لكننا الآن نعترف بأنواع أخرى من الذكاء مثل الذكاء الحركي و الموسيقي ،و لكن لعل أهمها ما يمكن أن يعرف بكونه ذكاء المشاعر أو الذكاء العاطفي Emotional intelligence ، وهو الذكاء الذي يمكن الإنسان من السلوك الحكيم في الحياة ، و بالتالي مجال عمله هو الحياة اليومية و التعامل مع المجتمع الحي و ليس العلوم المصمتة ، و يعود الفضل في إكتشاف هذا النوع من الذكاء و تأصيله إلى دانيال جولمان ، هناك كتاب شهير له بهذا الإسم ، مترجم في مصر بواسطة د. هشام الحناوي ،و صادر من مكتبة الأسرة لعام 2004 م ،و غالبا هناك ترجمات عربية أخرى له .
إننا نلاحظ أن المتفوقين علميا ليسوا هم بالضرورة من يحرز نجاحا في الحياة ، و الذكاء العاطفي هو الذي يتصدى لشرح هذه الظاهرة و يحاول قياسها .
لست أدري لماذا تعتقد أنهم يقيسون الفهلوة و البرمجة ضمن قياسات الذكاء !، هذه مؤشرات قطعية على الغباء . قياسات الذكاء هي قياسات علمية و تجريبية دقيقة تقيس المهارت الأكاديمية بدقة عالية ، فكل العلماء الكبار يحرزون تقديرات مرتفعة في هذه الإختبارات . هذه الإختبارات يتم تطويرها بإستمرار،و هي تقيس بالفعل القدرات العقلية الضرورية للإنسان المعاصر .