أولاً يا عزيزي أنا لا أعتبر نفسي ملحداً ..وإعتقادي الشخصي إن القوة الهائلة وراء تكوين هذا الوجود لا تزال تعجز أدمغتنا عن فهما وقد أسائت ألأديان في وصف هذه القوة وشخصنتها حسب أهوائها...وأستخدمتها كحجة لتبرير تجاوزاتها على الإنسان ألآخر...!
أنت تستطيع تصنيف الملحدين كما تريد وهذا لا يغير من الحقيقة التي ذكرتها من أن المجتمعات البشرية إنتقلت من مجتمعات همجية تحكمها قوانين الغاب الى مجتمعات حضارية نتيجة للتطور ألأخلاقي للإنسان ..وحتى قبل نزول ألأديان السماوية...!

ثانيا أنا لم أُشتت الموضوع وبقيت في صلبه ..ولكنك بدأت بلإبتعاد بالتركيز على تصنيف الملحدين...وأنا لا أرى أي علاقة بين تصنيفات الملحدين والسلوك الجنسي لهم...فالسلوك الجنسي تحدده عوامل كثيرة ولكن أعنفها تأثيرأً هو الكبت الجنسي وتأتي العوامل ألأخرى أقل تأثيراً مثل الأعراف والتقاليد والثقافة والوازع الديني..ويجدر بالذكر إن أخطر المتجاوزين هم من نشأوا في بيئة متزمتة وعلى تربية دينية متشددة ..وذلك لسبب واحد وهو إن كل القيم الأخلاقية التي نشأ عليها هذا الفرد تستند على وجود إله رقيب يعاقب ويجازي ...فلو مر هذا الفرد في حياته بضروف تجعله يشك بوجود هذا الإله ويلحد,فستنهار هذه المنظومة الأخلاقية التي نشأ عليها ويصبح كل شئ مباح...لإنه لم يعد هناك رقيب ومعاقب لما يفعله..ونشاهد الكثير من هذه ألأمثال في مجتمعاتنا والتي تتذبذب بين التطرف الديني وألإباحية المطلقة..وإذا كنت تقصد هذا النوع من الأفراد فأنا أتفق معك.
ولهذا أنا أعتقد بأن غرز الأخلاق في نفوس النشئ يجب أن يبتعد عن التخويف والترهيب بعقاب أزلي من إله قد يفقدوا الإيمان به في مرحلة من حياتهم فيما بعد..وإنما يجب التركيز على تنمية الضمير الإنساني فيهم كما تفعل مثلاً المجتمعات ألغير متدينة ..كاليابان والصين والبلاد الإسكندنافية ...وقد تختلف معي في هذا لأني أعتقد إنك تحاول أن تجرنا الى أن ألإسلام هو الدين الوحيد الذي يحافظ على الأخلاق ويمنع زنا المحارم...! ...وذلك أبعد ما يكون عن الحقيقة....!
زرت وأختلطت بمجتمعات من الباكستان وبنكلاديش ومصر والعراق وسوريا.وأُناس ملتزمين ومواضبين على العبادات.مع إحترامي لهم أُصبت بخيبة أمل عندما وجدت نسبة التردي الأخلاقي فيهم يفوق ألمجتمعات الغربية ...الكذب والغش والتحايل والإبتزاز والسرقة..ولكننا كعادتنا لا نعتبر هذه السلوكيات تابعة الى الأخلاق ...لأن الأخلاق عندنا أُختزلت الى السلوك الجنسي للفرد...فقط...! ..فنحن مهوسين بالجنس أولاً وآخراً...!