الاختلافات بين القراءات
يوجد بين القراءات الاف الاختلافات في قسمي ( الاصول ) و ( الفرش ) , فتبلغ مثلا اختلافات الفرش بين القراء الاربعة عشر في سورة البقرة وحدها 300 اختلاف ( 1)
و الاختلاف موجود بين تلميذي نفس الشخص اي راوياه , فمثلا اختلف راويا نافع ( ورش و قالون ) في " اكثر من ثلاثة الاف حرف " ( 2)
يمكن تقسيم الخلافات بين ( القراءات القرآنية) خصوصا المتواترة منها الي خمسة انواع
1-
اختلاف القراءات بما يتعلق باضافة جملة او حذفها :
مثل البسملة (3 )
2-
اختلاف القراءات بما يتعلق باضافة كلمة او حذفها
مثل : فاء التعقيب أو الاستئناف أو العطف ، وكذلك ما يعتبر حرفا لغة كحرف الجر وكذلك ضمائر الغيب والمخاطب و من امثلة ذلك ( اوصى , و اوصى ) ( تجرى تحتها الانهار , تجري من تحتها الانهار )
3-
اختلاف بنية الكلمة ويقسم الي ثلاثة اقسام :
•
اختلاف الكلمات القرآنية اختلافًا يتعلق بتغير حرف ما مع تغيير المعنى
مثل : (لامستم، لمستم) (كأن لم تكن، كأن لم يكن) (ولا تظلمون فتيلا، ولا يظلمون فتيلا ) (فتبينوا، فتثبتوا ) ( سحر، ساحر ) ) آية، آيات ) (وقتلوا وقاتلوا، وقاتلوا وقتلوا)
وقد تأتي قراءات بما يخالف الرسم العثماني مثل: بظنين قرئت (بضنين)
• اختلاف الكلمات البنائي من ناحية زيادة حرف أو نقصانه أو تغييره مع تغيير بسيط في المعنى
مثل: (عقدت، عاقدت) (بالغدوة، بالغداة) (استهوته الشياطين، استهواه ((تخف، تخاف) و (صراط، سراط)
• اختلاف الكلمات البنائي من ناحية الحركات داخل الكلمة
مثل: (فهُو ، فهْو ) (حَسَنًا، حُسنًا) (القدْس، القدُس).
4-
اختلاف الكلمات القرآنية اختلافًا يتعلق بالحركات الإعرابية وقسم إلى ثلاثة اقسام :
• اختلاف الكلمات القرآنية اختلافًا يتعلق بالحركات الإعرابية ويؤثر في المعنى
مثل : (يُصلحا، يَصّالحا) (استَحق، استُحِق) (تَخرجون، تُخرجون - المبني للمعلوم وللمجهول) (المخْلِصين، المخَلصين) (فتلقى آدمُ من ربه كلمات ، آدمَ من ربه كلماتٌ ) (ونكفرُ، ونكفرْ) (وضعْتُ، وضَعَتْ) (تساءلون به والأرحامَ ، والأرحا ِم)، ( وامسحوا برؤسِكم وأرجلِكم، وأرجلكم).
• الاختلاف الاوجه النحوية و يؤثر بالمعنى تأثيرا بسيطا لأنه لا بد من وجود أثر معنوى دقيق لكل وجه نحوي ولو لم يكم واضحًا لأول وهلة
مثل (هذا يوم ، يومَ) (ولكنّ البر ، ولكنّ البرُ) (نرفع درجاتٍ من نشاء، نرفع درجاتِ من نشاء ) (فيغفرْ ويعذبْ، فيغفرُ ويعذبُ)
• الاختلاف المنسوب الي اختلاف لغات العرب
مثل : (لا خوفٌ، لا خوفَ) (تجارٌة ، تجارًة )
5-
اختلاف القراءات اختلافًا أدائيًا غير مؤثر في المعنى المتمثل بأحكام التجويد .
مثل : ( الغنة، الإظهار، المد..).
-------------------------------------
1- اعجاز القراءات القرانية , الاشوح 183
2- الابانة 61
3- ايه عند الكوفيين و المكيين و ليست ايه عند المدنيين والشامي والبصري راجع النشر لابن الجزري1/210
اتجاهات تفسير اختلافات القراءات
ينقسم علماء الدين الاسلامي حول تفسير ( نشأة ) الاختلافات القرانية , و الممثلة امامنا في القراءات الي فريقين
• الفريق الاول يرى ان القراءات هي من البشر ,لا علاقة لها بالوحي ولا علاقة لها بالاحرف السبعة.
و يتزعم هذا الفريق ( الطبري ) من القدماء و يقول ان اختلاف القراءات لا علاقة له بالاحرف السبعة (1 )
يوافقه على ذلك (ابو غانم بن حمدان ) حيث يقرر ان القراءة هي من " عند القارئ " و " من صنعه " ( 2)
و مثله ( ابن مقسم ) ( 3)
و من المحدثين د( طه حسين) و يقرر ان " القراءات ليست من الوحي في قليل ولا كثير .... و ليس منكرها كافرا ولا فاسقا و لا مغتمزا في دينه " ( 4)
, الاستاذ محي الدين درويش ( 5)
و يعلن صراحة ان " الاحرف غير القراءات " و ان " الاحرف السبعة شئ اخر غير هذه التعديلات و التبديلات " (6 )
,و يضاف اليهم ( ابو القاسم الخوئي ) و ( ابراهيم الابياري ) حيث ذهبا الي ان القراءات مجرد " اجتهاد من القراء " ( 7)
و كذلك د عبد القادر الهييتي ( 8)
, حيث اعتبر ان " ان القراءات هي نتيجة لغة القراء و ليست الاحرف السبعة و يمكن تضعيفها " ( 9)
• اما الفريق الثاني يرى ان القراءات لها علاقة بالوحي و بشكل خاص بما يسمي
ب ( الاحرف السبعة )( 10)
و ينقسمون حول هذا الراي الي قسمين , قسم يرى ان الاختلافات كلها قد نزل بها ملاك ما ( جبريل ) على محمد الذي نقلها لمن حوله , فالمنشأ هنا هو ( اقراء ) محمد للناس هذه الاختلافات كلها وهو الظاهر من موقف ( ابن الجزري ), و قسم اخر يرى ان منشأ هذه الاختلافات هو البشر , وانها قد نالت موافقة محمد و بالتالي موافقة الوحي ومنه يظهر ان الاختلافات ظهرت نتيجة ( اقرار ) محمد للناس و ليس اقراءه المباشر لهم وهو الظاهر من موقف (الداني) ( 11)
• و يمزج ( عبد الصبور شاهين ) بين الاتجاهين و يرى ان القراءات فيها من هذا و فيها من
ذلك نتيجة " توسع الناس في الرخصة " و نتيجة " رغبتهم في الاختلاف " (12 )
اذن , فهذا الفريق الثاني بقسميه يعتمد على اسطورة ( الاحرف ) السبعة و هذا لكي يتمكن من نسبة ( اختلاف القراءات ) الي السماء .
--------------------------
1- جامع البيان1\ 65
2- علم القراءات نشاته اطواره – اثره في العلوم الشرعية 406
3- المصدر السابق 51
4- في الادب الجاهلي 96 – 97
5- إعراب القرآن الكريم وبيانه، درويش م4، ص : 116
6- المصدر السابق 122
7- القراءات المتواترة التى انكرها ابن جرير الطبري 123
8- عضو هيئة التدريس بقار يونس
9- بيان ما انفرد به كل من القراء السبعة ص 8
10 - سنناقش هذا لاحقا
11- اعجاز القراءات القرانية 25 , تاريخ القران شاهين 89
12 - شاهين , تاريخ القران ص 42