أخي وصديقي الغالي:

المؤمن كثيرًا ما يلجأ للهروب من الواقع وأما الملحد فلا يخشى شيء وأعلى سلطة عنده عقله. الزميل "شهاب الدمشقي" في هذا الموقع هو أكثر إنسان رأيته على أعلى درجة من المصداقية مع نفسه. وعندما كنا في كلية اللاهوت ندرس كتاب عن عقيدة الوحي الإلهي وكان أحد الكتب المقررة لمؤلف ملحد وسالنا البروفسور عن رأينا فكان هناك صرخات الامتعاض والتأفف والتأذي إلخ. أجاب البروفسور بعبارة خطيرة رسخت في ذهني ونصها كالآتي:

Hey folks, he may be an atheist but he is an honest atheist.

صحيح أنه ملحد ولكنه ملحد صريح وأمين مع نفسه.

ومن يومها وأنا راسخة في ذهني هذه الصورة عن الملحد. أتحدث عن الملحدين الناضجين مثل زميلنا "شهاب الدمشقي" ومجموعة قديمة كانت برفقته في الحوار.

أيضًا تقول: "أما الملحد فقبل إلحاده ورث الدين كغيره وعندما لم يستطع الإقتناع بما يواجهه انسحب دون محاولة الكذب على نفسه" وأنا أقول لك يا صديقي إن هذا تقييم ظالم. الملحد لم يقتنع لأن نحن كمؤمنين عندنا أمور لا نملك لا القدرة ولا الإمكانية لإقناع أي عقل بشري بها. المسيح نفسه قال لبطرس: "إن لحمًا ودمًا لم يعلنا لك هذا". الإعلان يتم على مستوى يتجاوز تمامًا الوسائل البشرية. فكيف نظلم الملحد ونقول إنه يكذب لمجرد أننا نطلب منه الاعتقاد بأمور تفوق العقل وربما بدت له وكأنها فعلا خرافية!! إله يتجسد وإله ينزل كتاب وكلام كثير لا أول له من آخر!!! كيف تطلب من عقل الملحد قبول كل هذا؟ أنا مسيحي ليس لأني عقلي استوعب المسيحية ولكن لأن المسيح دعاني لأتبعه فتبعته. الإيمان على مستوى آخر بخلاف العقل.