RE: الضربه قادمه ولكن هل بداية التغير من القمه
يخطئ خطئا كبيرا من يظن وجود تشابه فى الوضع الايرانى و الوضع العراقى الصدامى .
و بنظرة منطقية بسيطة معا سنعرف الفرق الشاسع بين الحالتين
اولا: القيادة الحاكمة فى العراق جاءت الى السلطة بانقلاب عسكرى ليس للشعب فيه ناقة و لا بعير , بينما القيادة الايرانية تربعت على السلطة بثورة شعبية اسلامية عارمة و هذا يعنى التاييد الشعبى للقيادة الايرانية .
ثانيا: حكومة صدام ارتكبت جرائم ابادة ضد فئات هائلة من الشعب كالاكراد و الشيعة الذين يمثلون معا اكثر من 85% من الشعب العراقى , و هذا يعنى ان صدام اخرج من الصراع 85% من الشعب اذ انهم غير مستعدين للدفاع عن حكومة و حاكم اجرموا بحقهم , بينما الحكومة الايرانية لم ترتكب اى مجازر او جرائم بهذا المستوى , يعنى حتى معظم المعارضة الايرانية لن تسمح باى هجوم على ايران و لن تقف مكتوفة الايدى ,
نعم هناك خلاف بل خلافات و اتهام بجرائم و لكنها تبقى حالات فردية مضخمة اعلاميا لا يستشعرها الفرد الايرانى العادى .
ثالثا :علاقة العراق بكل جيرانه صارت علاقة سيئة الى اقصى حد , فدول الخليج التى كانت الداعم الرئيس لصدام اصبح عدوهم اللدود , اما العداء الايرانى الصدامى فحدث و لا حرج , و علاقة صدام بسوريا علاقة سيئة جدا جدا , و تضعضعب فى الاونة الاخيرة علاقته بالاردن , كما ان صدام هو الداعم للاكراد الذين يشنون هجمات فى العمق التركى .
فالرجل لم يدع له جارا واحدا يقف الى جانبه .
اما ايران
فعلاقاتها بتركيا ممتازة , بالعراق ممتازة , بسوريا ممتازة , بالامارات ممتازة , بقطر ممتازة , بالكويت جيدة , بالسعودية ليست علاقة حسنة او متقلقلة و لكن ليست الى درجة السيئة , بعمان ممتازة , بارمينيا ممتازة , باذربيجان حسنة , بتركمانستان ممتازة .
فبشكل عام علاقتها مع جيرانها مستقرة و ممتازة .
رابعا : عندما شعر صدام بان حبل المشنقة الامريكى بدء يلتف حول رقبته , حاول مسرعا ان يربط الدول الصناعية باقتصاده و لكنه فشل اذ فات الاوان .
اما ايران فانها منذ انتصار الثورة و من ثم وقف الحرب العراقية الايرانية فانها سارعت الى ربط العالم و القوى الصناعية باقتصادها و انتاجها النفطى بحيث اى وقف للنفط الايرانى فانه سيتسبب بكارثة للدول الصناعية .
خامسا : يد صدام الضاربة قصيرة فهى لا تتعدى حدود العراق , بينما اليد الايرانية طويلة تصل الى الحدود مع الكيان الصهيونى بل تتعداه الى داخل الكيان .
سادسا: كذب ادعاءات صدام بوجود تقنية عسكرية عالية و متطورة , بينما ايران اثبتت قدراتها بالفعل و البرهان باطلاق قمر صناعى و هو دليل على قدرتها فى تصنيع الصواريخ بعيدة المدى .
سابعا : صدام كان اعتماده على دول الخليج و بفقده هذا الدعم انقطع شريان الحكومة العراقية , بينما ايران تعتمد على ذاتها اقتصاديا و عسكريا و كل شئ .
ثامنا و اخيرا و هو اهم شئ :
صدام مع الشيطان و قد تخلى عنه فى ساعة الجد , اما ايران فالله معها و سيقصم كل جبار يريدها بسوء.
من دراسة الحروب و الاعتداءات الامريكية على دول العالم و شعوبها :
1. لم تحارب امريكا دولة شعبها فى اغلبيته ملتف حول القيادة .
2. لم تحارب امريكا دولة ليس فيها انقسام شعبى بسبب جرائم الحكومة .
3. لم تحارب امريكا دولة علاقتها ممتازة بجيرانها لانهم يشكلون الخطر الرئيس فى حالة المقاومة كما ان الجار السئ معبر للقوات الامريكية.
4. لم تحارب امريكا دولة اقتصادها مرتبط و تعتمد عليه القوى الصناعية العظمى .
5. لم تحارب امريكا دولة لها يد طويلة
6. لم تحارب امريكا دولة تمتلك تقنية عسكرية عالية من بعد الحرب العالمية الثانية .
7. لم تحارب امريكا دولة تعتمد على ذاتها اقتصاديا و عسكريا و سياسيا ايضا من بعد الحرب العالمية الثانية .
8. تخشى امريكا مواجهة اى دولة او جماعة يكون الله معها , خصوصا بعد هدية حزب الله اليهم فى راس السنة فى بيروت .
كل هذه المعطيات توضح ان امريكا لن تستطيع اسقاط النظام فى ايران و لا احتلال ايران كما فعلت مع العراق , فالفرصة كانت متاحة اكثر عندما كان الجيش الامريكى فى العراق , و لكن خروجه من العراق هو انتصار ايرانى , اذ ان هذا كسر للحصار المطبق على ايران بالقواعد الامريكية من دول الخليج و العراق و افغانستان .
فالحصار تم تفكيكه فى العراق , و الان يتم تفكيكه ان شاء الله فى افغانستان , و مستقبلا سيتم تفكيكه فى دول الخليج المحتلة ان شاء الله
اللهم صل على محمد و ال محمد
لا فتى الا على و لا سيف الا ذو الفقار
|