من ينكر الخطيئة الاصلية والله تعالى يقول

فعصى ادم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى

ادم عليه السلام اخطا ولكن لماذا اخطا

ان الله تعالى خلق فيه المشيئة

وعلم الله تعالى قبل خلق ادم انه سيختار بمشيئته ان يعصي و ياكل من الشجرة

ولكن هل هذه الخطيئة تورث

الذي يورث ليس الخطيئة و عقوبةالخطيئة ولكن القابلية للمعصية

فادم لم يعصي الله تعالى الا لان الله تعالى خلق فيه قابلية للمعصية

فلو خلقه الله تعالى منزها عن الشهوات وغير قادر على الاختيار لما عصى

ولكن شاء الله تعالى ان يخلق مخلوقات مكلفة تعصي باختيارها وتستغفر فيغفر الله لها و تكذب وتتولى ولا تتوب باختيارها فتتجلى صفات العذاب

فقوله
فجحد آدم ، فجحدت ذريته ، ونسي آدم فأكل من الشجرة ، فنسيت ذريته ، وخطئ وخطئت ذريته


لا يعني ان ادم اورث الخطيئة لابناءه
ولكن ادم ورث القابلية للنسيان والجحود لبنيه

وما ادم الا سبب فالموجد الحقيقي لهذه القابلية في بنيه هو الله تعالى
قال تعالى

وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا

فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا

قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا

وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا

فادم اورث لبنيه هذا الفجور وهذه التقوى و اورث القابلية للتزكية كما اورث القابلية للانحطاط

فالله اذا هو من خلق في ادم القابلية على معصية والدوافع للمعصية
وهو قبل خلق ادم يعلم انه سيعصي
وهو قادر على ان يمنع ادم من المعصية

فدل ان معصية ادم وان لم تكن باكراه من الله فهي من مشيئة الله تعالى لحكم يعلمها سبحانه وتعالى
ومنها ان تكون هذه المرحلة مثا تربص لادم يفهم فيه الهدف الذي خلق من اجله الا وهو ان يكون خليفة في الارض


عن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏التقى ‏ ‏آدم ‏ ‏وموسى ‏ ‏فقال ‏ ‏موسى ‏ ‏لآدم ‏ ‏آنت الذي أشقيت الناس وأخرجتهم من الجنة قال ‏ ‏آدم ‏ ‏أنت ‏ ‏موسى ‏ ‏الذي ‏ ‏اصطفاك ‏ ‏الله برسالته واصطفاك لنفسه وأنزل عليك التوراة قال نعم قال فوجدتها كتب علي قبل أن يخلقني قال نعم ‏ ‏فحج ‏ ‏آدم ‏ ‏موسى ‏

كما قلت خلق الله تعالى ادم وجعله في الارض خليفة ليبلوه وبنيه
قال تعالى
سورة الأنعام - سورة 6 - آية 165


وهو الذي جعلكم خلائف الارض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم في ما اتاكم ان ربك سريع العقاب وانه لغفور رحيم


فالله خلق ادم لهذه المهمة

وهذه المهمة كما قلنا تتطلب ان يكون مختارا
كما تتطلب ايضا وجود اشياء تدفع للمعصية مثل الشهوة و غيرها لانه لولا دوافع المعصية لما عصى الناس

فالله علم من ادم انه ياكل من الشجرة و وخلقه
ولولا علمه ان ادم ياكل من الشجرة لما خلق لهذه المهمة لان المهمة هي الابتلاء في الارض ثم النعيم او الجحيم وليست المهمة وجوده مباشرة في الجنة

وذلك قوله
قال فوجدتها كتب علي قبل أن يخلقني

وهذا لا يعني ان الله اكره ادم على المعصية و لكن علم الله من ادم المعصية فكتب ما علمه

فاحتج ادم على موسى عليهما السلام بهذا
وهو ان الله خلقني لهذا الامر
ولولا علمه تعالى اني افعل هذا لما خلقني
والله اعلم