الزميلة هالة والزميل علي
مرحبا بكما وشكرا لمساهمتكما
... هنا تتمة ورؤية أخرى تدخل من قريب أو بعيد في الجدل القائم "عربيا على الأقل" حول الحائز على نوبل للآداب هذا العام...
اقتباس:ما دمنا لا نزال في حديث ماريو فارغاس يوسا الحائز مؤخراً جائزة نوبل، فإن رواية «دفاتر دون ريغوبيرتو» تعنّ على بالي، الرواية الايروتيكية تجد خلفيتها في عمل ايڤون شيل الرسام النمساوي الذي توفي شاباً. في السياق يظهر اعجاب يوسا بأعمال ايڤون شيل لكنه مع ذلك لا يجد مانعاً من أن يعلق بسخرية على أعمال آندي وارهول، الفنان الأميركي، والفنانة المكسيكية فريدا كاهلو. هذان التعليقان يشغلان هامشاً في الرواية، بيد أني أريد التوقف عندهما. في رواية هي أيضاً رواية بحث، يبدو رأي يوسا النقدي مهماً، ثم انني أوافق يوسا تماماً على رأيه في الاثنين، وإن كنت أقل جسارة على اعلانه. والحق ان رأياً سلبياً في وارهول قد يجازى بتهم، ليس أقلها التخلف والمحافظة والعجز عن فهم العصر. فآندي وارهول، فنان البوب آرت، واحد من أصنام الحداثة، وليس عليك الا الخشوع في حضرته، لتبدو جديراً بعصرك. كان وارهول يفضل الآلة على الانسان، ويتمنى لو كان آلة. والحق انه كان ما وسعه ذلك، يتشبه بالآلة. فأعماله الذائعة الصيت لم تكن تحتاج منه الى عمل باليد او الريشة. كان يختار مثلاً صورة لمارلين مونرو ثم يترك ملاحظة مكتوبة لعامل المطبعة، مفادها انه يريد لهذه الصورة ان تتكرر على صحيفة عرضها كذا وطولها كذا. ان تتكرر في أشرطة عدة، أولها بهذا اللون وثانيها بلون سواه وثالثها باللون الفلاني. كان وارهول يترك للطابع ملاحظته تلك، ويترك له أن ينجز اللوحة فتكون هذه بحق عمل آلة. فريدا كاهلو معبودة النسويات والنسويين، هي الأخرى صنم. أما أن تقول انك لا تجد فناً في تكرار صورة مارلين مونرو او اليزابيت تايلور أو جون كينيدي،. وان هذا ليس سوى زراية بالفن واسفاف فعلي، أن البوب آرت لا تبرر ذلك، فإنك تجد حتى في علم غاسبر جونز الأميركي فناً أكثر. فالعلم واشارات السير هي بحق رسوم ذائعة. انها كليشيهات عامة، في تكرار صورة مارلين مونرو «الجاهزة» وطلائها بأي لون، ما لا يحمل أي قصد على الاطلاق انه ارتجال بحث ومجانية كاملة. من الصعب أن نجد لذلك أي معنى، اللهم سوى البهلونة والقفز. ثم إن ما يحصل من ذلك ليس سوى تمجيد للكسل وضعف الخيال. ان تقول ذلك فهذا يعني انك لست في مستوى عصرك. ليكن، لا يطمح يوسا الى أن ينال شهادة من وارهول. آن الوقت لتكون لنا جسارة يوسا، فنقول لوارهول كفى.
http://www.assafir.com/Article.aspx?EditionId=1668&ChannelId=39022&ArticleId=1095&Author=عباس بيضون
متى نقول كفى لأمثال هؤلاء مدراء التحرير في صفحات الثقافة العربية؟؟؟
يأتي مثقف تقدمي"سابقا" أيضاً ليمدح يوسا الحائز على نوبل الأخيرة للآداب.. ويتغاضى مواقفه الفكرية والسياسية الرجعية.. كي لا يدخل في تصنيف التقدمية التي باتت في عصر أميركا الخلاسية تهمة، لأنها ببساطة تقف في وجه الطوفان الأمريكي الغربي في السيطرة على العالم من كل الجهات... الأدب والفن لم يعد لهما مكان خارج المنظومة العالمية التي تسير بأوامر الحضارة الليبرالية في زمن العولمة رغم كل الفسحات المتاحة في ذلك العالم حصراً لإنتقاد النظام الغربي الرأسمالي المعاصر.. الحصر يستثني أي مثقف خارج دائرة القوة الغربية في انتقاد الفكر الغربي وعليك كمثقف عالمثالثي أن تقدم فروض الطاعة والإلتزام وتترك جانبا إنتقادك لعصر الآلة التي تصنع الحياة في الغرب، فهل هو يجرب هنا هذا الإعتدال العالمي المطلوب في دائرة الفكر والثقافة؟؟..
عباس بيضون يهزء من أندي ورهل ويفهم عمله الآلي تمجيداً لتصنيع الحياة في الغرب ولا يشغل ذكائه المعرفي في اكتشاف أسلوب وارهل كنقد لاذع وجارح لعصر الآلة.. إن التكرار اللوني الذي صنعه وارهل في صورة مونرو مثلاً هو عبارة عن رؤية فنية تنقد تسليع الأسطورة كما لوحته الشهيرة لعلب عصير البندورة التي كان قد صمم بنفسه غلافها المعدني.. التكرار والآلية التي لا تعجب عباس بيضون هي الأسلوبية النابعة من صميم الموضوع المعاش والمستخدمة كشكل فني لمفاهيم فكرية إعلامية: concept عبر أسلوب البوب آرت PopArt والذي يعتبر وارهل أحد رواده الكبار..
عباس بيضون في إطار تمجيده ليوسا اليمني المناهض فكريا لوارهل "لم يفاجئني ولم يدهشني أبدا إعتراض يوسا لفن وارهل وفريدا كالهو" كونهما أيقونة فنية مناهضة للفكر اليميني في أمريكا وارهول هو ابن مهاجريين بولونين ذاق الفقر والحرمان في طفولته قبل أن يصبح الصرخة الفنية الأكثر حداثة وشرخا للفكر الآلي للمجتمع الغربي.. فريدا امرأة عانت من تسلط الذكر "زوجها" الذي كان يشبعها ضربا.. هذا لا يمنع من أنهما أصبحا الأكثر شهرة والأغلى ثمناً لدى جامعي الفن المعاصر والأرستقراطية الأمريكية.. خاصة وارهل..
طبعا مثقفنا العربي "رئيس القسم الثقافي لجريدة عربية تقدمية؟؟" لم يفهم من كراهية الحائز على نوبل لوارهل سوى الشكل.. ونسي أن الخلاف الأساسي بين الإثنين هو فكري أولا.. حيث يبدو أن لإستعصاء الشكل الفني في أعمال وارهل "التي تحتاج إلى معرفة فنية تشكيلية غرافيكية واسعة لحل رموزها وتحليل مفاهيمها الحداثية" كان سبب سوء الفهم الأكبر عند بيضون لخلاف الأديب الحائز على نوبل مع الفنان المشاكس المحدث الكبير أندي وارهل...
تعاسة أخرى وتفاهة أخرى تمتد بعفونتها على سطح الثقافة العربية بل على كبار رموزها إذا لم نقل مجرد موظفيها الدائمين الأبديين بعونه تعالى...
شكرا للجميع وإلى اللقاء
أعمال لوارهل :
http://www.google.com/images?hl=fr&expIds=17259,26637,26992,27150&xhr=t&q=andy+warhol&cp=0&wrapid=tljp128724428635900&um=1&ie=UTF-8&source=univ&ei=E8q5TJgCy42MB7W4mbcD&sa=X&oi=image_result_group&ct=title&resnum=2&sqi=2&ved=0CDgQsAQwAQ&biw=1004&bih=658