أجمعت غالبية العلماء المسلمين على أن الكتب السابقة نزلت جملة واحدة عدا القرآن الذي نزل منجما في ثلاثة وعشرين عاما. وذهب القول القليل بأن الكتب السماوية السابقة لم تنزل جملة واحدة، ولكنها على الأقل لم تنزل في ثلاثة وعشرين عاما! ما الرابط بين هذا الأمر وكون محمد أميا؟
بالنسبة لملحد قد يقول: ليس هناك إله وهذه الكتب من صنع البشر أنفسهم لأغراض سياسية أو مطامع مادية. وبما أن محمد كان أميا، فلم يتمكن من صياغة كتاب كامل مرة واحدة! فاعتمد على الأحداث ليدلي برأيه فيها كل مرة على أنه وحي منزل.
وقد يقول المؤمن بمحمد: بأنه القرآن نزل منجما تثبيتا لقلب محمد ولتسهيل الحفظ عليه لأنه كان أميا، وللتدرج في تربية المؤمنين على الدين. ولكن لم اختص الله بمحمد بتثبيت قلبه من بين عدد من الأنبياء. وما علاقة الحفظ بأميته؟ يمكن للأمي أن يحفظ ديوان كامل دون أن يقرأ أو يكتب. ولم اختص المسلمين في حياة محمد بالتدرج في الأحكام؟ هل أخطأ "الله" قراره في شأن الأمم الماضية وأراد التصحيح مع محمد وأمته؟