الحجاب سجن و النقاب قبر ..
لا يمكن لإنسان حر من ذوي الدم الحار أن يقبل أن يدخل السجن بإرادته الحرة و طبعا ليس القبر أيضا. و لذلك فأي رجل يحكم على إمراة بالسجن او القبر أتهمه بانه قاسي القلب فظ الشعور, لكن أن تأتي فتاة و تقول أن السجن (الحجاب) هو من باب الإحتشام فأقول ان هذا الرأي كريه و غير إنساني و أن تلك الفتاة منقادة للثقافة الذكورية البدوية.

ما هو الإحتشام أصلا ؟
ما المشكلة يعني لو تعرى الرجال و النساء في الشوارع ؟
و ماذا لو ظهر من المراة صدرها أو فخذيها أو حتى عورتها ؟
البشر أساسا نوع حيواني و لا توجد حيوانات ترتدي ملابس ..

لكن الفكرة هو في شكل الإنسانية التي نختارها طواعية ..
الملابس عموما لها معنى و ليست لقهر للغرائز الحيوانية لدينا.
يعني الإنسان (سواء رجل أو إمرأة) يرتدي الملابس لكي تقيه من تقلبات الطقس أساسا و هذا يعني أن الطقس الحار يفرض علينا التحرر من الملابس دون حرج ..
ثم إن الملابس من أجل حسن المظهر سواء للرجل أو للمراة و بالتالي فإن التنوع في الملابس يعكس روعة خيال الإنسان و طريقته في تقديم نفسه للناس في أبهى شكل.
و أخيرا فأن الملابس من أجل إدخار الغريزة الجنسية و إثارتها, فظهور جزء من صدر المرأة قد يعني إثارة اكثر من رؤيتها عارية و رؤية الكثير من النساء الجميلات في الشارع و في الأماكن العامة يرتدين ملابس مثيرة يغذي الخيال الجنسي و يعطي الدافع للرجل لممارسة جنسية رائعة مع شريكة الفراش ..
يعني فلسفة الملابس من وجهة النظر التي أراها إنسانية هي :
1- الحماية من تقلبات الطقس
2- الظهور بشكل جميل
3- تغذية الخيال الجنسي عن طريق التلميح بالجسد
و خصوصا أن الجنس عند الرجل قائم كليا على الإرتباط الشرطي : يعني الإثارة الجنسية بمجرد رؤية الجسد العاري.

لكن الحجاب و النقاب ليسوا ملابس أصلا ..
فلسفة الحجاب و النقاب هي عدم إعطاء تلميح بالجسد لكي لا يثير على الإطلاق لأن الجنس أساسا شيء معيب, و هذا ما يسمى بالحشمة ..
يعني الحشمة هو سياسة لا معنى لها من ضمن عدة سياسات تهدف لتفريغ المجتمع الإنساني من أي تلميحات جنسية مثل الفصل بين الأنواع أو إلزام المرأة بالمكوث في المنزل و ختان الإناث و .. ألخ, و بالتالي خلق كائنات لا جنسية تحيا على أمل ممارسة الجنس في جنة لن تأتي أبدا, و طبعا هذا لا يحدث و ينتج كائنات بهيمية لا تفكر إلا في الجنس ..
بالطبع سياسات الحشمة هي شيء قميء و خرافي لعدة أسباب :
1- الجنس ليس شيئا معيبا
و بالتالي فإن التلميح بالجسد ليس شيئا معيبا, ولا حتى الجهر بالجسد و لكن المسألة معتمدة على درجة حرارة الجو و شخصية صاحب الملابس و الإيحاءات التي يريد أن يوحي بها و المكان الذي يشغله صاحب الجسد.
2- تغطية الجسد لن تمنع الخيال الجنسي
فلإن تغطية الجسد هي محاولة لقهر الخيال بمنع وجود مادة لإثارته, يتحول النوع المختفي تحت طبقات القماش إلي كائن من كوكب آخر أو كائن خرافي في معظم الحالات. تغطية الجسد بالكامل تصنع قطيعة حقيقية بين الجنسين و لكنها لا تحد الخيال الذي يقتات على الجنس المسروق من الصور أو الفيديو أو التلصص على الجارات.
تغطية الجسد بالكامل تحول الرجل إلي سارق خبيث يتلصص على الفتيات ليرى لمحة من أجسادهن كان من المفروض أن يراها في الشارع او في الأماكن العامة بطريقة طبيعية لا تلفت نظره ولا نظر المراة صاحبة الجسد.
تغطية الجسد بالكامل تحول صاحبة الجسد إلي ملكية لصاحب الأمر بتغطية الجسد و تحول الحجاب أو النقاب إلي شيء يشبه سرج الحصان أي علامة على الملكية و الإستئناس ..
لكن تغطية الجسد شيء و تغطية الوجه شيء آخر ..
تغطية الوجه عند الرجال تعني التخفي وقت القتال و تعني التهرب من رجال الأمن و لأن الرجل و المرأة كلاهما يعتبران بشر فإخفاء المراة لوجهها يهدد الأمن العام لانه لا أحد يعلم من يقبع تحت القماش ..
يعني الحشمة ضد إنسانية الإنسان و هي غير فعالة في منع الخيال الجنسي بينما الحجاب يشبه صك العبودية للآمر بالحجاب (ولي الأمر) في حين أن النقاب قبر متحرك لكائن مشكوك في آدميته و ربما يكون مجرم عتيد الإجرام.