(01-06-2011, 08:07 AM)بسام الخوري كتب: http://www.aawsat.com/leader.asp?section=3&article=602651&issueno=11727
أعجبتني كاتبة المقالة

، أو قل "صورة" كاتبة المقالة، ففيها الكثير مما أطلبه عندما أتذوق "ألآيس كريم" أو "الشوكولا السويسرية المعجونة بالشمبانيا"؛ فيها حلاوة وكثافة وعذوبة في آن واحد.
هنا، طبعاً، أقدّر أن الصورة "قديمة" بعض الشيء ومنتقاة بعناية لامرأة نَصَف قد جاوزت الأربعين "وما في مره بتوصل لسن الأربعين" - كما يقول الزجال اللبناني "أنطون سعاده"-. ولكن، peu importe كما يقول الفرنسيون، "وكل جيل بيلعب مع جيل" - كما يقول الزجال الآخر - فأنا لا أريد أن أحب هذه المرأة ولا أن أتزوجها، ولكني أريد أن أنوه بنوع من جمال "مثقف" كثيراً ما يجعل حال رأسي كحاله بعد الجرعة الأولى من كأس "بوردو" أو بعض سطور "لجبران خليل جبران".
أيوه،الموضوع ... التهينا بالمره ونسينا الموضوع ... كالعاده، و"طول عمرك يا زبيبه"

.. بس برضو مش مهم، فوجه كاتبة المقال أفضل من موضوعها، رغم أن ما تريد أن تقوله في مقالتها نبيل ، سامِ، مكتظ بمشاعر إنسانية وحضارية رفيعة المستوى. فالقول بأن المسيحي الشرقي ليس عابر سبيل وأنه جزء لا يتجزأ من مجتمعاتنا هو قول نبيل جميل سام، ولكنه أمر مفروغ منه لكل من يعرف تاريخ هذا الشرق البائس. والقول بأن "الغرب" لن يحمي المسيحيين في الشرق صحيح جداً ولكنه - عندي - مفروغ منه أيضاً، فلم ينظر الغرب يوماً إلا لمصالحه وما يزال، وتحميل "الشماعة الإسرائيلية" و"الشماعة الغربية" جزءاً من مخازينا نحن قد يكون صحيحاً، ولكن الأسباب الأولى للقضاء على المسيحيين في الشرق (وهم فعلاً في طريقهم إلى التبخر ما لم تحدث معجزة) يرجع عندي إلى أسباب ثلاثة رئيسية، دغدغت الكاتبة ثالثهم ولكنها لم "تعركه عرك الرحى بثفالها" كما يقول "زهير". هذه الأسباب هي:
1) الإسلام (السني تحديداً) بصيغته العربية الإخونجية الوهابية، أو قل هذه الصيغة المتخلفة التي وصلتنا من الإسلام والتي لا تعرف إلا الاقصاء والتنكيل بالآخر المختلف، وتعيش متقوتة على بول البعير وأجنحة الذباب وضراط الشيطان وملاحقة الجن وعذاب القبر والحور العين، وبين هذا وذاك لا يضيرها التلهي بمؤامرات الغرب وشكر الله وحمده على نعمة الإسلام.
2) مجتمعاتنا العربية المحبطة المتدينة بهذه الصبغة المتخلفة من الإسلام، والتي لم يعد لها من شغل شاغل إلا الغيبيات، لأنه لا حل آخر حسب مفهومها على هذه الأرض غير التمسك بالنصوص الصفراء وانتظار يوم القيامة.
3) دولنا المتخلفة الديكتاتورية الفاسدة التي ما زالت تسعى إلى الحفاظ على "عفنها" من خلال "أسلمة أجهزتها وإداراتها وأصواتها" (على الطريقة الوهابية الإخونجية من جديد) بدلاً من الوقوف
أمام هذا الجهل المتنامي من المحيط إلى الخليج.
أخيراً، وأكيد أنني هنا لا أشارك ابن عمي الأقرع

صاحب الموضوع رأيه كثيراً، فأنا أعتبر أن وجود المسيحيين في الشرق هو مسألة "وقت قصير" ليس إلا (ما لم تحدث معجزة، وأنا لا أومن بالمعجزات ولا الخوارق)، ولكن مصيرهم هذا قد يؤسفني ولكنه لا يؤرقني (لأسباب كثيرة لا تتسع هذه المداخلة لها) بقدر ما يزعجني "ويفلقني" بل يكاد يقتلني هذا الشعور المتنامي عندي باليأس والإحباط والفشل نتيجة للوضع السائد في الشرق كله. فدولنا "الوطنية" كلها عجزت حتى اليوم عن بناء "مجتمع تعددي حضاري واحد" يكون مقبولاً على أبنائه. وهجرة المسيحيين أو أبناء الطوائف الصغيرة الأخرى لن تحسن هذا الوضع أبداً، فهذه الطوائف الصغيرة ليست هي المشكلة ولا تملك الحل، فالحل موجود بأيدي الأغلبية،والأغلبية مغيّبة إلا من رحم ربي من التنويريين القلائل جداً أمام ملايين الغوغاء ... "وشو بدها تعمل الماشطه مع الراس العفن"؟ !!!
واسلموا لي
العلماني