الزميل الفاضل نظام الملك ..

الخمر يدخل فى العبادة المسيحية - قليل منه - ليس كمسكر ولكن كان رمزاً فى العهد القديم لذبيحة العهد الجديد .

فملكى صادق ككاهن لم تكن ذبائحه حيوانية كنظام كهنة اليهود ولكن ذبيحته كانت الخبز والخمر .. ولذلك يرمز الى السيد المسيح الذى قال لتلاميذه في العشاء السرّي هذه الكلمات عن الخبز والخمر الذي حولّهما لجسده ودمه: «خُذُوا، كُلُوا: هَذَا هُوَ جَسَدِي!» ثُمَّ أَخَذَ الْكَأْسَ، وَشَكَرَ، وَأَعْطَاهُمْ قَائِلاً: «اشْرَبُوا مِنْهَا كُلُّكُمْ. فَإِنَّ هَذَا هُوَ دَمِي الَّذِي لِلْعَهْدِ الْجَدِيدِ وَالَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا. » (متى: 26-28)

وفى صلاة القداس يخلط الأب الكاهن مقدارين من النبيذ (الأباركة) مع مقدار من الماء ليتحول هذا النبيذ مع الخبز الى جسد المسيح ودمه اثناء صلاة القداس ويأخذ كل مؤمن رشفة صغيرة كبركة عظيمة فى حياته لمغفرة الخطايا وشفاء الأمراض وللحياة الأبدية .

فمسألة تحريم تداول الخمور فى البلاد الإسلامية كان زريعة فى بعض العصور للتضييق على المسيحيين فى ممارسة طقوسهم الدينية حيث قام بعض الخلفاء بكسر كل زجاجات الأباركة فى كل الكنائس وصارت أزمة فى ممارسة طقوسها الدينية .. يعنى هذه المسألة قد تكون وسيلة لإضطهاد المسيحيين والتضييق عليهم فى صلواتهم وطقوسهم الدينية .

ومن ناحية أخرى البيرة مثلاً قليل منها مفيد للكلى والجهاز الهضمى .. وبولس الرسول مثلاً نصح تلميذه بأن قليل من الخمر يصلح أمراضه الكثيرة .. وهناك مبداً فى المسيحية أن كل الأشياء تحل لى ولكن ليس كل الأشياء توافق .. وكل شئ طاهر للطاهرين .

إذاً فى المسيحية المؤمن مطلوب منه أن لا يكون شريب خمر ولا سكير بمعنى لا تكون مسألة شرب الخمر بالنسبة له مسألة إدمان أو حتى تعود .. ولا يتسلط على المؤمن أى شئ .. حتى كوب الشاى أو القهوة لا يتسلط على الإنسان .

ولكننا نؤيد الرقابة على تداول الخمور وعدم بيعها للأحداث ووضع عقوبات لمن يسكر بالخمر وقصر تداولها على أماكن معينة مراعاة لمشاعر المسلمين .