(06-07-2011, 06:17 PM)نوار الربيع كتب: (06-07-2011, 05:41 PM)طنطاوي كتب: اعتقدت الكاتب يقصد ان الرهان الحقيقي هو في ان تنتفض دمشق حمية لما يحدث لاخواتها
بالفعل الرهان الحقيقي هو علي دمشق واذا لم تنتفض دمشق فسيتم وءد الانتفاضة السورية بكل هدوء وقسوة
ببساطة هذا لن يحدث يا طنطاوي ..
التواجد الأمني هائل في دمشق بشكل لا يصدق , هذا الحضور الكبير هو من مكن ريف دمشق و الضواحي من الانتفاضة بقوة في وجه النظام, لأن النظام وضع ثقله الأمني و المخابراتي و الشبيحي في العاصمة ما سبب فراغ ملحوظ في الريف فانتفض ريف دمشق عن بكرة أبيه ..
نفس الشيء حدث في حمص في الجمعات الأولى انتفضت حمص المدينة بقوة و تم قمعها بعنف لدرجة أن أصبح عدد الأمن و الشبيحة في المساجد يناهز أعداد المصلين , لكن هذا سبب فراغ في ريف حمص كما حدث مع دمشق تماماً فانتفض الريف بقوة أكبر مستغلين هذا الفراغ الأمني فيه , فانتفضت تلبيسة و الرستن و تلكلخ و ديربلعة بقوة .
عندها أخرج النظام ورقة العصابات الإجرامية الديناصورية و أصبحت المعادلة الجيش في الريف و الأمن و الشبيحة للمدن .
لا احد يتمتع بحد ادنى من الموضوعية يصدق فعلا هذا التبرير المضحك....
عاصمة يسكنها 10 ملايين نسمة يفترض انها تغلي و تزمجر غضبا ولا نشاهد فيها أي حدث او مظاهرات تذكر فقط بسبب التواجد الامني المفترض...
شاهدنا جميعا في مصر كيف نزلت الجموع بالملايين دفعة واحدة واسقط في يد الاجهزة الامنية التي لا تستطيع التعامل مع الملايين بدون سقوط عشرات الاف الضحايا و مئات الاف المعتقلين...
بينما في سوريا, ما زال الشارع السوري بمعظمه غير متجاوب مع الدعوات للتحرك (على عكس الحالة المصرية حين هب الشعب المصري هبة واحدة و في الوقت نفسه) و ما زال الناشطون الفيسبوكيون يرجون الناس للنزول كل جمعة و يتفننون في عرض مواهبهم التحريضية على المشاركة و يقبلون ايدي و ارجل و اقفية رجل الشارع للتحرك و النزول, فلا نرى نرى اثر ذلك في دمشق...
أين الجماهير؟ أين الشارع الذي يغلي؟ اين الملايين الناقمة المتحفزة؟
انا زرت دمشق منذ حوالي 3 اسابيع مع عائلتي, و كان كل شيئ هناك طبيعيا , حتى انني توقعت ان تكون الاسواق و الشوارع خالية او يكون الزحام المشهور في دمشق خفيفا, اللا انني فوجئت بأن الحركة طبيعية جدا...
لا يعقل ان يكون كل ذلك بسبب الخوف و سيطرة الاجهزة الامنية الخ و غيرها من التبريرات...
مالذي يمكن للاجهزة ان تفعله مع جميع سكان العاصمة في وقت واحد في جميع الطرقات و الاحياء و الازقة و على مدار الساعة؟؟؟؟؟
و كيف تنجح الاحتجاجات يوميا في قرى صغيرة بائسة و تفشل في عاصمة مترامية الاطراف و مزدحمة؟؟؟
من خلال احتكاكي الواقعي بالعديد من الاصدقاء و المعارف من الاخوة السوريين, تلمس لدى معظمهم حالة من اللامبالاة تجاه الدعوات للتظاهر, او في اسوء الاحوال, انتظار و اعطاء فرصة للنظام او ترقب لمسار الامور, لكنك لا تصادف ابدا هذا الكم من الحنق و الغضب و الغليان و الانقضاض كالذي يخبروك عنه على النت...
برأيي و بحسب تقديري, هؤلاء الذين لم يتحركوا ليس بسبب القمع الامني المستحيل عمليا... بل ببساطة لانهم لا يرغبون بذلك, و هم يما زالوا يكنون بعض التقدير و يعقدون الامل على بشار في احداث الاصلاح, كما انهم يخشون الفقز بسوريا في المجهول ...
ببساطة هم يريدون أكل العنب, و ليس قتل الناطور...