المظهر الخارجى من لحية وجلابية وسواك إلخ إلخ إلخ له بعد أخر مختلف عن البعد الدينى وهذا شئ أكتشفته من خلال دراستى الطويلة لهذا النوع من الكائنات. أحد السمات المميزة للجماعات الفاشستية إنها دائما بتحاول أن تميز نفسها عن المجتمع المحيط بها وغالبا بيكون هذا التميز فى الشكل الخارجى من حيث الملبس وحركات الجسد والمشية إلخ من تلك الأمور. عندك مثلا الحزب النازى بألمانيا أبتدع مسألة أصحاب القمصان البنية وشارة الصليب المعقوف والتحية النازية ومشية الأوزة وكل الأونطة التى كان يقوم بها إبن القحبة هتلر لنفس السبب الذى يتمسك به هؤلاء باللحية والجلابية والحركات المميزة لهم- القبلة على الكتف الأيمن, الأكلاشيهات المملة التى يرددونها مثل بارك الله فيك ياأخى, أشهد الله أنى أحبك فى الله, نحسبه كذلك ولانزكى على الله أحدا, روح ياشيخ الله يخرب بيت دين أمك وغيرها من الأكلاشيهات, الشرب على ثلاث مرات, تناول الطعام على الأرض وإستخدام اليد بدلا من أدوات المائدة بشكل مقرف ومقزز ومثير للإشمئزاز, تواجد سواك جنبا إلى جنب مع المصحف فى جيب الجلابية الأيسر الموجود على القفص الصدرى مع تناوب الإعتداء عليهم بشكل دورى.

السؤال الذى يفرض نفسه بشدة الأن هو ما الغرض من إرتكاب كل تلك الحماقات دفعة واحدة من جانب هؤلاء الفاشيست?

الحقيقة الإجابة على هذا السؤال تحتاج لمجلدات فى علم النفس حيث أن الإنسان الفاشيستى هو فى حقيقته مستودع عقد و أمراض نفسية تمشى على قدمين لكنى سأختصر على قدر الإمكان.
الفاشيستى هو شخص فاشل سواء مهنيا أو إجتماعيا ولكنه يتميز عن غيره من الفاشلين بأنه دائما يعزو أسباب فشله لا لتقصير منه ولكن لشخص أو جماعة أخرى -وهذا يفسر الولوع بنظرية المؤامرة سواء لدى النازيين أو جماعات الإسلام السياسى- ونظرا لإحساس الفاشيستى بالدونية والضألة فهو دائم البحث عن شئ أو قضية أكبر منه ليغرق فيها كل فشله وإحباطاته وبينتهى الأمر به بإنه بيتلم على غيره من الفاشلين والمحبطين وتبدأ العجلة الجهنمية للبارانويا الجمعية فى الدوران ويصبح وقوع الكارثة مسألة وقت ليس إلا.

نظرا لأن الفاشيست ليس لديهم أى شئ يميزهم إلا فشلهم وإحباطاتهم فلابد من جذب الأنظار بعيدا عن تلك المناطق المؤلمة والمظلمة وتوجيهها ناحية المظهر الخارجى لأن فى داخلهم خواء وفراغ كامل والمظهر الخارجى المميز لهم هو بالنسبة لهم كالزى العسكرى للظابط إعلان عن الإنتماء لجماعة معينة مما يعطيهم إحساس زائف بالأهمية والقوة كما أن هذا المظهر هو وسيلة يتعرفون بها على بعضهم البعض فى حال تواجدهم فى تجمعات مخالفة لهم ويستخدم المظهر الخارجى أيضا فى عمليات البروباجندا وتجنيد البسطاء وأمثالهم من الفاشلين والمحبطين لتظل تدور تلك العجلة الجهنمية.
لو نظرت لهتلر والدائرة الضيقة التى كانت تحيط به لن تجد منهم شخص واحد يمكن أن تطلق عليه شخص طبيعى أو سوى نفسيا بل كان كل واحد منهم بمثابة قنبلة موقوتة من العقد والأمراض النفسية وجل من عرفتهم من أعضاء تلك الجماعات يرجع سبب إنتمائهم إليها لفشل دراسى أو عاطفى أو الإثنين معا أو نتيجة للتهميش الإجتماعى والمادى الموجود بالعشوائيات والمناطق الشعبية وإذا أضفت للمسألة هم مابين الفخذين والحرمان الجنسى بيتحول الإنسان إلى شحنة تى إن تى ولله الحمد والمنة. الحوينى هذا هو مثال كلاسيكى على ماأقول. شاب قروى منطوى تلقى أول صفعة بعدم قدرته على الإلتحاق بالكلية التى يريدها كما فعل أخوته الأكبر منه ثم أنتقل للقاهرة وألتحق بكلية الألسن وسكن بجوار المقابر ومعروف أن المستوى الإجتماعى والمادى لطلبة الألسن مرتفع نسبيا وبها نسبة كبيرة من الفتيات وهو الشئ الذى كرس بداخل الفتى القروى الشعور بالإغتراب وهنا تلقفته أيادى الفاشيست السوداء التى أطلق لها العنان فى السبعينات وعرف الفتى القروى سكة عبد الحميد كشك وتمرغا سويا فى حمأة الرذيلة وذاقا طعم المتعة الحرام إلى أن وصل للحالة التى نراها عليه اليوم ولله الأمر من قبل ومن بعد.