اقتباس:تتكلمين عن هذه البلد وكأنها ليست بلدك،وكأنه ليس هناك واجب وطني وأخلاقي يحتّم عليك اتخاذ موقف بدلا من هذه السلبية المقززة والتي تصرين من خلالها على تصوير نفسك ومن تمثلين بأنهم "ضيوف" على الأرض،مع انهم أصحاب الأرض قبل الاف السنين،ولم يشكك أحد يوما بمكانتهم.
اذا كان بشار الأسد هو من يحمي المسيحيين في سوريا،فحبذا لو تخبرينا أين كان على مدى 1400 عام....وحبذا لو تخبرينا ما هي الحماية التي وفرها لك بشار؟
حاولت قدر الامكان أن أظهر بمظهر المساند لك،حاولت الايمان بمنطقك من أن بشار وطغمته تحميكي....حاولت أن أجد "ميزة" واحدة وفرها لك زيادة عن السوريين..فلم أجد!
لم أجد الا سلبية "فخار يكسّر بعضه وهذول علي ومعاوية ولا يهمونا"،وسلبية "سوف انتظر انتصار الثورة لأرى ماذا سيجري"...وكأن هذه الثورة ليست لك أيضا...وليست لأولادك وأحفادك؟!

كل سوريا -بمسليمها ومسيحييها..بسنتها وعلوييها ودروزها واسماعلييها- عانوا الاضطهاد على مدى 40 عاما من طغمة فاسدة حقيرة حوّلت الوطن السوري الى مزرعة بكل ما تحمل الكلمة من دلالة!
طغمة لا دين لها ولا رب....ولا خلق ولا مذهب...ولا تمثل الا "الشيطان" ذو الشرور "المؤسسية"...طغمة حقيرة تعيش بابتزاز السوريين على اختلاف مشاربهم...تتلاعب على تناقضاتهم وامراضهم وتفاهاتهم...توظف المسجد لضرب الكنيسة..والكنيسة لضرب الحسينية....وتوظفهم جميعا لضرب الأكراد....وهي دائما تقف بالمنتصف!

سيدتي الكريمة...تخلي عن سلبيتك....واعلمي ان هذه ارضك...وهي تحتفل الان بعرس الحرية بدماء أولادها...والثورة السورية ليست ثورة اسلامية...والا بماذا تفسرين اعتقال 60 شاب وشابة مسيحيين مشاركين في المظاهرات....والثورة ليست سنية كما يحاول النظام الحقير ان يوحي...انها ثورة سورية بامتياز...فالسلمية الاسماعيلية كل يوم تخرج في مظاهرات وسبقت حلب ودير الزور وسبقت حتى حماة في الخروج!
في سوريا اليوم دينان لا ثالث لهما.....اما دين الحرية....او دين الاستبداد....فاختاري منهما ما شئتي!

اكذوبة الطوائف وخوفها على مستقبلها اكذوبة يلوكها نظام البعث ليوحي انه "حامي الأقليات" رغم أنه "يحتمي بغبائها".

عزيزي الرمادي، مداخلتك دفعتني لأتبنى مدخلاً جديداً في الحوار و عوضاً عن خسارة فرصة التواصل مع أناس سأستفيد حتماً من رؤياهم بغض النظر طبعاً عن توافقها أو عدمه مع اتجاهاتي، سأقتصر على من يراعي الأساليب المقبولة في الحوار والتي تقوم على احترام الطرف الآخر ونقد الفكر بدل انتقاد صاحب الفكر، وأفهم طبعاً أن الدمج بين الفكر وصاحبه قد يحدث أحياناً، لكن هذا يسمح به كاستثناء لا كقاعدة
قبل كل شيء قلتها سابقاً وأعيدها لاحقاً
أنا مع الثورة قلباً وقالباً، لأنها بالأصل خيار الغالبية, ولا يجسر حتى أشد المؤيدين للنظام على القول أن الشعب السوري نال طوال أربعين عاماً حقوقه المشروعة
لكن وبصدق بعد محاوراتي في هذا المنتدى بالذات، أصبحت شبه واثقة أن الثورة ستحرق أولاً أعداءها وهم من كنت أظنهم أزلام النظام ولن تتوقف بل ستحرق بعد ذلك من وقفوا على الحياد لتنتقل بعد ذلك إلى من ثاروا بفتور و...........
خفت بصدق من أن يتحقق المثل الذي ساد أيام الثورة الفرنسية "قد أخاك إلى المقصلة قبل أن يقودك اليها، مثل مرعب تحقق جزئياً بفضل النظام وسيتحقق كلياً بفضل الثورة
مشكلة أخرى في المنتدى وموجودة طبعاً في كل مكان، القراءة الانتقائية أو الادراك الانتقائي، أنا لم أقل أبداً أن النظام وفر مزايا للمسيحيين أو الأقليات عموماً وبالأصل أنا في أوروبا وأرى الحقوق التي ينعم بها المسلمون كأقلية ومن الطبيعي أن أجد أن ما ناله المسيحيين في أرضي
ليس شيئاً على الإطلاق، بل هو على الغالب رشوة ضئيلة لكسبهم(تعرف طبعاً لعبة العصا والجزرة)، أنا تحدثت عن الأقليات عموماً وتكلمت عن الأقلية المسيحية كمثال، وحاولت أن أبرر سبب سلبيتها،
وفي جميع الأحوال الكل يعرف أن توزيع الغنائم بدأ حتى قبل أن تظهر بشائر نصر الثورة، وأنا هنا لا أتكلم عن اختيار الدكتور الجليل برهان غليون كرئيس للمجلس الانتقالي، بل ما حدث قبل ذلك وما سيحدث بعدها
أنا مع الثورة لكن خطر لي بعد سوء الفهم الذي حصل ذات مرة، فقط لانني أظهرت استنكاري لمقتل نضال جنود، أن الذي سيتغير فقط هو حامل السيف لا لعبة القتل


مع زهرة