عزيزي اوبزيرفر،

ابتداء فإن المباهلة لم تكن بسبب إساءة لرسول الله محمد صلوات الله وسلامه عليه وآله الطيبين، المباهلة كانت بسبب الإساءة إلى المولى عز وجل، وهي ليست استنزال لعنات على إنسان بعينه بل على الكاذبين، ولا أظن أن كتابك ولا أن نبي الله عيسى بن مريم عليه السلام قد توقف في لعن الكاذبين.

(ثم نبتهل فنجعل أن لعنة الله على الكاذبين)

هل لعن عيسى عليه السلام في كتابك فريقا من الذين أساؤوا دون تسمية بإسم؟

أما حين تكون الإساءة شخصية، فنجد أن الحبيب المصطفى قال لمن أساء لشخصه وقتل عمه ومثل به، وشرد أصحابه وقتلهم وصادر أموالهم، قال لهم حين صارت يده عليهم هي العليا "اذهبوا فأنتم الطلقاء"، ومن قبلهم حين ضرب في سكك الطائف ودميت قدماه فقد قال تلك الكلمة "اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون"

تسامح النبي والرسول بشأن إساءة تتعلق بشخصه لا يعني أنه سيتسامح بشأن إساءة للرب عز وجل، لا سيما أنه لا ينطق عن أمر نفسه بل عن أمر الله سبحانه، وحين يأمره الله أن يلعن الكاذبين بمعية الكاذبين، فعليه كرسول أن يستجيب لله ولا يجتهد مقابل الوحي.

ما هو سبب رفض النجرانيين المباهلة؟ هل كان لأخلاق رفيعة أم لحسابات دنيوية؟ أحيلك إلى غزو الأحباش لليمن الذي استجرّه النجرانيون على العرب، ولم تكن العرب تغزى قبل ذلك. لم تتسع الأخلاق الرفيعة لحمير وذي نواس، بل ذهبت تارة لقيصر الروم تستعديه على الجيران، وطورا لنجاشي الحبش، حتى صار يمن العرب، البلد المستقل بذاته، صار مزعة بين حبش وفرس. طبعا لا أبرئ ذا نواس هنا، لكنني أستعرض اخلاق أهل نجران الرفيعة.