coco
عضو رائد
    
المشاركات: 1,795
الانضمام: Oct 2004
|
RE: مشرحة أبو إبراهيم : الجميع مدعوون...
في هذه القصة نري نوعا آخر من نوع الشخصيات السلبية التي سبق وأن تناولنا ملامحها , كاتبنا ( أبو إبراهيم ) يضع هذا البطل هذه المرة في مواجهة ساخرة مع النظام , والنظام - أي نظام - كما ينبغي أن يكون - يملك شرعيتة السياسية والاجتماعية والقانونية والأخلاقية من انشغاله بالهم العام ورعاية شئون آحاد المواطنين وسهره علي الصالح العام في الدولة , أما أن يتحول النظام في مواجهة المواطنين إلي أداة قمع لينكل بهم سواء بطرق قمعية مباشرة أو غير مباشرة عن طريق الخديعة فهذا هو النظام الفاقد لشرعيته .
كاتبنا يضع بطله هذه المرة في مأزق حقيقي مع هذا النوع الأخير من الأنظمة , مأزق مثل الكابوس , مأزق يؤدي به إلي الموت ولكنه الموت المجاني قربانا لنظام يملك سلطات واسعة فضفاضة ليس لها أي حدود تتحكم في حياته كلها بل ومصيره , نظام وصل لحالة من التسلط والجبروت لدرجة العبث والتلاعب بالمواطنين ليس فقط في أمورهم العامة ولكن بالنهاية في حياتهم , يشخص كاتبنا هذا النظام فيما يسمي بجهاز أمن الدولة والذي له دور مختلف تماما عن هذا الدور الذي رسمه كاتبنا له في قصته , دوره الحقيقي هو أمن المواطنين والدولة ولكنه يتحول علي يد كاتبنا إلي دور يتلاعب بهذا الأمان حسب أهواء أجهزته وشهواتهم وطموحاتهم .
يطرح الزميل ( أبو إبراهيم ) بطله السلبي الذي تتقاذفه الظروف الاجتماعية فهو مهندس ميكانيكا يعاني من وطأة تلك الظروف التي تمنعه من القدرة علي تزويج ولديه ولا يملك في بيته برادا أو غسالة لائقتين تريحان زوجته , ولايملك سيارة ومثقل بالديون , يعمل بطلنا في مصنع من المفترض أنه كان في الماضي لإنتاج الصواريخ , وتبلغ سخرية بطلنا من النظام الذي تدور القصة في ظله في أنهم لا يستطيعون التعامل مع البارود , سخرية مريرة من نظام لا يكفل الحد الأدني من المعرفة ليدير مصنعا عليه أن ينتج الصواريخ , وكأنه يحدد لنا ملامح هذا النظام ويضعنا في مفارقة ساخرة معه , فهم يستعينون ببعض صيادي البادية لكي يرشدوهم عن كيفية التعامل مع البارود بعد أن انفجر البارود في أحد العمال لكي ينتهي الأمر بكارثة في المصنع لكي يقنع النظام في النهاية بأن مستواه العلمي والتقني غير قادر علي إنتاج الصواريخ التي تحمي الوطن في مواجهة أعدائه الخارجيين ولكي يداري هذا العجز يحول المكان إلي مصنع لإنتاج الصابون مبددا قدرات الوطن وطاقات المواطنين , ويبدا في اختلاق أعداء داخليين وهميين ويعتبرهم أعدائه الحقيقين وما ذلك إلا لكي يتخلص من عجزه وفشله أمام نفسه وأمام مواطنيه , وكاتبنا عندما يعري النظام لهذا الحد يفقده كل مصداقية علي المستوي السياسي بعد أن فقدها علي المستوي الاجتماعي والعلمي , ولكن أني يكون لهذا النظام أن يصل لمبتغاه و يظهر بمظهر المحافظ علي أمن الدولة والمواطنين إلا أن يوقع بعض المواطنين الأبرياء - لعجزه عن الإمساك بأعداء الوطن الحقيقيين - في شراك خدعة ليصل في النهاية إلي فقدان المصداقية الأخلاقية .
يبدأ كاتبنا في تحريك الأحداث من حيث يلتقي بطلنا الغارق في تلك الهموم مع أحد الأشخاص والذي يظن بسلبيته أنه يمكن أن يستفيد منه بعض المال لتحسين ظروفه لكي نكتشف في النهاية أنه كان أحد أفراد أمن الدولة يعبث ببطلنا العبث الأخير الذي يؤدي به الموت , ويستجيب بطلنا ببراءة لهذه الخدعة لأنه لايفعل أي شئ فيه أي تجاوز قانوني حتي يحبك هذا العضو من أمن الدولة شراكه حوله لكي يحوله بطريقة تبدو في نظر القاضي حقيقية إلي جاسوس علي الوطن فيصدر عليه الحكم بالإعدام .
قصة كاتبنا في هذه المرة صرخة مريرة بطريقة ساخرة تهيب بنا أن نفيق وأن ننتبه إلي أن النظام يملك الكثير والكثير من السلطات والآليات الشريرة , فهل ننتبه ؟؟ !!
هاهو عزيزنا ( إبو إبراهيم ) ممددا علي طاولة التشريح لم يفق بعد من أثر المخدر , فانتهزوا الفرصة قبل أن يفيق .
نلتقي بعد الفاصل
كوكو
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 10-16-2011, 08:15 PM بواسطة coco.)
|
|
10-16-2011, 08:10 PM |
|