{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
مشرحة أبو إبراهيم : الجميع مدعوون...
coco غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 1,795
الانضمام: Oct 2004
مشاركة: #40
RE: مشرحة أبو إبراهيم : الجميع مدعوون...
يدق كاتبنا نغمته هذه المرة مصورا لنا شكلا آخر من أبطاله الذين تراوحوا بين السلبية التامة و بين الإيجابية البسيطة من خلال استيقاظ وعيهم في اللحظات الأخيرة , هذه المرة يطرح بطلا كان من الممكن أن يكون إيجابيا ليتحول في نهاية القصة إلي بطل سلبي , بطله ككل أبطاله يقع تحت وطأة نظام لم يوفر الحد الأدني من الحياة الحقيقية لمواطنيه , يقول عنه : ( وأمي تنظر إلي، وأنا أحتسي القهوة وقد تجاوزت الثلاثين وما زلت في منزلها غير قادر على استئجار حتى شقة صغيرة. ) , رغم أن هذا البطل لم يدخر وسعا في الاجتهاد و التفوق والعمل يقول كاتبنا : ( فرغم تفوقي في دراستي سابقاً، فإن عملي في الجامعة كمهندس يتلخص بأن أقوم بكل أعمال الخدمات التي لا يود الدكاترة أو المدراء القيام بها. بدءاً من تحضير جلسات العملي، إلى مراجعة مشاريع التخرج، إلى صناعة دارات إلكترونية من أجل إشارات المرور أو الشاشات الكبيرة الموزعة في مدينتنا هنا وهناك، وانتهاءاً باستقبال الزوار والوفود، وتأمين الحجز الفندقي لها. ) , بطلنا بالرغم من الإحباط الذي لخصه سريعا في الاقتباس الأول لكي يتجاوز في ضربة فرشاة سريعة تفاصيل كثيرة يستطيع القارئ أن يعرفها بنفسه دون حاجة لذكرها إلا أنه مازال مخلصا في عمله , فوجود شخص جاوز الثلاثين في بيته أمه لا يستطيع استئجار شقة عوضا عن أن يتملكها يشي بالكثير , وعند وضعها بجوار الاقتباس الثاني عن تفوقه الدراسي واجتهاده في العمل نصل إلي نتيجة حتمية وهي ثيمة القصة التي تتحدث عن هجرة العقول من الوطن , كذلك فإن كاتبنا يلمح سريعا أن التفوق والاجتهاد ليس كل شئ في هذا الوطن بل أن هناك قيما أخري هي السائدة , يقول كاتبنا : ( وبفضل تفوقه ومنصب عمه بعثته الجامعة لإتمام دراسته في الخارج، ولم يعد من يومها.) يلقي هاتين الكلمتين الصغيرتين ( ومنصب عمه ) عرضا بضربة ريشة أخري سريعة دون تفاصيل لكي يبين لنا أن التفوق ليس هو كل شئ وأن الاجتهاد ليس هو المعيار في الوطن .

يبدأ كاتبنا للتعرض لقضيته ( الاغتراب عن الوطن) حين تزمع الجامعة عمل مؤتمر لتلك الأدمغة المهاجرة الفارة من الوطن , ويتناول في قصته بطلا آخر يدعوه حبيبا سافر إلي الخارج في بعثة دراسية ولم يعد , وكأنه اسم علي غير مسمي فهو محبوب الوطن ولكنه لا يحب الوطن , هذا البطل حبيب يأتي ضمن من يأتون لكي يقابل بطلنا الذي يعرفه من قبل لكي نكتشف خلال القصة أن هذا المؤتمر ما هو إلا مجرد ديكور يغطي به النظام فشله العلمي والتقني في مؤتمرات وهمية ليس الغرض منها كما قيل جذب الأدمغة المهاجرة للوطن أو الانتفاع بخبراتها في مشاريع مشتركة مع العالم الذي تأتي منه وإنما هو مجرد احتفالية بائسة لا معني لها , ففي نهاية القصة تتكشف لنا الحقيقة المريرة أن الطيور المهاجرة ظلت مهاجرة ولكن بقدومها للمؤتمر فتحت بابا من الأمل لطيور الوطن لكي تهجره معها , فما كان سبيلا للجذب أصبح سبيلا للطرد ( والطيور علي أشكالها تقع) , ويتعجب حبيب من بطلنا المنغمس في هموم اجتهاده وعمله حين يسأله : ( هل حضرت سيرتك الذاتية ؟ هل أستطيع إفادتك بشيء؟
استغربت في البداية ثم أدركت ما يقصد عندما أخرج من حقيبته عشرات السير الذاتية لأساتذة الجامعة ومدرسيها.
) يلقي له بالكلمات وكأنه أمر مفروغ منه أن كل من يلقاه يطلب منه بكل رجاء مساعدته علي الفرار من هذا الوطن , عندئذ تنفتح بصيرة بطلنا ومعه قارئ القصة علي أزمته وأزمة وطنه , لكنه لا يقرر الصمود يل يقرر الهروب , وبالرغم من أن هذا القرار يظل مجرد قرار مؤجل التنفيذ بسبب قدري لا يد لبطل القصة فيه ( ركضت إلى المطار مسرعاً في أقرب سيارة تكسي. وهأنا أنتظر منذ ساعات على باب المطار. أنظر كالمجنون في أوجه المغادرين وكل من يصل في سيارة قد تشبه سيارة مدير الجامعة.
أعتقد أن الطائرة التي أراها الآن تقلع، هي طائرة حبيب. لا أعرف كيف دخل المطار وسافر دون أن أراه
)
إلا أنه يتحول في قراره المؤجل إلي بطل أشد سلبية , حين لا يفكر في الفرار بنفسه فقط بل سوف يدعو الآخرين من أصدقائه للفرار معه , بل يقرر أيضا أن يتحول إلي صورة حبيب البشعة يوما ما حين يعود مثله في أحد المؤتمرات لكي يرحل محملا بحقيبة متخمة بالسير الذاتية لمن يبتغون الفرار .

قصة كاتبنا الرابعة منشور سياسي آخر في وجه نظام لم يرحم مواطنيه اجتماعيا وجعل اغترابهم داخل الوطن هو الحل ولم يبق فقط إلا أن يجدوا الفرصة للاغتراب خارج الوطن مكانيا ليكون الاغتراب جامعا بكل وجوهه , صرخة أخري ككل قصص كاتبنا التي تعرضنا لها بأن الوطن يغرق في الاغتراب بناسه التي تعيش فيه وناسه الذين فروا منه .

بعد أن تجهز العزيزة هالة نهائيا علي عزيزنا ( أبو إبراهيم ) ولا يتمكن من إبداء أية مقاومة , ربما أعود لكي أعلق سريعا علي الأعمال الأربعة وأحدد الملامح الأدبية العامة التي تميزه ككاتب .

كوكو


10-22-2011, 10:17 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
RE: مشرحة أبو إبراهيم : الجميع مدعوون... - بواسطة coco - 10-22-2011, 10:17 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  وفاة الأديب المصري إبراهيم أصلان بسام الخوري 9 2,305 01-14-2012, 07:23 PM
آخر رد: بسام الخوري
  مختارات من كتابات إبراهيم أصلان الحوت الأبيض 0 1,086 01-09-2012, 03:52 AM
آخر رد: الحوت الأبيض
  الزجال الفلسطيني الشعبي نوح إبراهيم أبو إبراهيم 3 1,580 10-19-2011, 07:32 PM
آخر رد: هاله
  التخييل هو فعل صناعة الخيال : حوار مع صنع الله إبراهيم الحوت الأبيض 1 1,022 06-12-2011, 06:17 PM
آخر رد: عادل نايف البعيني
  في ظل المتاهة - قصيدة للشاعر إبراهيم عبد الله- إبراهيم عبد الله 2 1,589 06-06-2009, 03:23 PM
آخر رد: إبراهيم عبد الله

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS