"من ينسى كينونته سوى أن يكون مصريا هو أخي التوأم" . بهجت

وقفة قصيرة ..
................................

" هل نفهم العلمانيين ؟" .

الزملاء الأفاضل .

اقتباس:" بكثير أو بقليل من التواضع (أو الغرور) أقول للجميع: من أراد أن يجدني فليبحث عني في دائرة الإنسان، وربما في دائرة أكثر اتساعاً، هي دائرة هذا الكون الرائع الذي نحيا فيه . فإلى هذه الدائرة وحدها أنتمي . ليست هذه الكلمات دفاع عن النفس، بقدر ما هي دعوة للجميع أن يفعلوا نفس الشيء، الانتماء للحياة والنماء والسعادة ليس فقط لجميع البشر، بل لجميع الكائنات الحية في عالمنا هذا." كمال غبريال

هذه العبارة البسيطة و الواضحة للمفكر العلماني المصري " كمال غبريال " تعبر عن موقف العلماني و كيف هو محاط دائمآ بسوء الفهم في عالم أصولي منغلق و متخلف ثقافيآ ، لهذا لا يجب أن نفاجئ بكل تلك الشكوك و سوء الفهم و التواقح في هذا الشريط و غيره ، فتلك طبائع الأمور في مجتمع غير معتاد على التفكير العلماني أو الليبرالي . في مجتمع لم يعد يجمع مسلميه و مسيحييه شيء هو النفور من الليبرالية و التفكير الإنساني الحر .
طرحت موضوعآ في نادي الفكر ربما يتذكره البعض بعنوان " لماذا لست أصوليا " و قد ضاع للأسف في الأرشيف القديم ،و لهذا استخدمت مادته في بعض ردودي كي أحافظ على المادة التي تعبت فيها بالفعل . في مداخلة له في نفس الشريط طالبني زميل عزيز بأن أكتب موضوعآ آخر بعنوان " لماذا لست مسيحيآ أصوليآ " معتقدآ أنه بذلك يحرجني كوني مسيحيآ ! . هذا الإعتقاد ظل ملازمآ لي طويلآ بل و حتى الآن . ففي موضوع " من أجل مصر .. المسلم و المسيحي .. لا للطائفية و التمييز .. " ستجد المداخلة ( 6 ) لزميل لم يجد ما يرد به على ماطرحته سوى أنه أخذ يتقصدني شخصيآ كمسيحي يكيد للإسلام .." مسيحي لقيها صعبه ينادي بدوله قبطيه وهم لايمثلون إلا 5% ... قام يطالب بدوله أسماها عصريه ... وأهم معالمها أنها تناسبه.... كل واحد منبوذ من مجموعته يقوم يعمل مثقف و يأيد المجموعات الآخرى لكي يجد التقدير الاجتماعي الذي يفتقده ... وفي الأخير يدور حول نفسه وعقده النفسيه على حساب الغلابه .. قلة مرجله " . هناك زميل فاضل ظل مزاملآ نشطآ في نادي الفكر لسنوات ،و أيضا شغل وظيفة اشرافية لفترة ، فوجئت به يراسلني و يشكرني أنني دافعت عن الإسلام في موضوع ما ، و ذلك رغم كوني مسيحيآ و لكنني منفتح الفكر و ... و ...! . كنت مشاركآ في "هجر" و معي الأخ جمال الصباغ وهو كما نعلم مسيحي قومي ناصري منفتح الفكر ، و لم يكن نادرآ أن يخلط بيننا الزملاء فيجيبوني على مداخلة له و هكذا بصفتنا مسيحيين و لكن منصفين ! . في المقابل أذكر في بداية انتسابي لنادي الفكر ( عام 2000 في أيام سيرفر آربيا ) أني أعددت مداخلة غاضبة أدين فيها جمال الصباغ كأصولي إسلامي متشدد ،و كدت أن أرسل مداخلتي بالفعل لولآ أنني وجدت بالصدفة - وفي نفس لحظة إرسال المداخلة - مداخلة أخرى لمسلم متعصب يتبرأ فيها من جمال الصباغ المسيحي بصيغة مألوفة لديهم هي ( الولاء و البراء ) !.لدينا هنا الأخ العلماني " المسيحي " وهو بالطبع غني عن التعريف فهو مع قلة نادرة من تبقى من " الزمن الجميل " ، و له بعض المداخلات الشهيرة التي يتبنى فيها الفكرة الإسلامية ( و القومية ) عن كون العرب هم المستودع البشري الذي غذى الحضارات المجاورة ، بينما على النقيض تماما يتبنى فيها بهجت " المسلم المصري عربي الأصول " رؤية أخرى مخالفة كلية ترى العرب شعب حديث من " مطاريد" الشعوب المجاورة ! ، و في الوقت الذي يرى فيه العلماني أن الغزو العربي ظاهرة ايجابية و أن الشعوب التي تم غزوها كانت قد أفلست حضاريا ، يرى بهجت النقيض تماما و أن الغزو العربي دمر الحضارات المجاورة و حرم البشرية من تنوعها الحضاري و الإنساني الخصب ، و أخرج مصر كلية من خريطة الحضارة حتى العصر العلماني الحديث . لن أناقش مدى مصداقية تلك الآراء الآن لأني فعلت بالفعل في شريطي القبطي المتعصب كما وصفه البعض ( خراب مصر في عمار مدينة رسول الله . ) !
http://nadyelfikr.com/showthread.php?tid=37075
أمامنا حالات ثلاث مختلفة
جمال الصباغ : العلماني القومي الناصري - الطبيب الأردني المسيحي الذي يعمل في دولة أوروبية .
العلماني : العلماني الليبرالي العروبي – المثقف و الأديب الفلسطيني الذي يعيش في وطنه التاريخي و يعمل في أوروبا - ذو الأصول المسيحية السورية
بهجت : العلماني الليبرالي العروبي – المهندس المصري ذو الخلفية العسكرية و الأصول العربية الأزهرية و الصوفية .
تنوع هائل لا يجمعها شيء سوى الفكر المتحرر و العلمانية ، و أيضا الموقف الملتزم بقضايا أمتهم و الرغبة في خدمة شعوبهم ،و إن اختلفت وجهات نظرهم .
هذه الحالات لرجال بعضهم تجاوز منتصف العمر و الأصغر سنآ في مرحلة النضج الرجولي . هل تعتقد أن أحدهم يبحث عن تقدير أو شهرة أو يتصنع شيئا غير حقيقته ، من يعتقد ذلك لا يعرف شيئا عن أهمية الوقت و الجهد لرجل هو رب أسرة و يعمل في مجتمع غريب متطلب . و بالتالي فقد شبعوا من التقدير و مواجهة مصاعب الحياة ، وإن كتبوا شيئا فلا باعث لهم سوى الرغبة في خدمة شعبهم العربي و الإسهام في تكوين وعيه ،ولو على حساب الوقت و الجهد - و في حالة الصباغ و العلماني - و المال أيضا .
هل أصبح من الممكن أن نفهم هؤلاء العلمانيين ولو قليلآ .