اطلعتك في المشاركات السابقة على ( مصر ) و سافرت معك داخل عقلية ( القبطي ) و لم يبق الا الحدث , و ردود الافعال .
اما الحدث فكان هدم كنيسة , و ليس هدم الكنيسة بالشئ الجديد , فقد اعتاد المسلمون هدم الكنائس , بل و يكتبون في ذلك الادبيات , فتقرأ عناوين مثل :
النفائس في أدلة هدم الكنائس
كشف الدسائس في ترميم الكنائس
وفاء العهود في وجوب هدم كنيسة اليهود
إقامة الحجة الباهرة على هدم كنائس مصر والقاهرة
و غيرها مما يمكن متابعته على هذا الرابط
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1657472
و مؤخرا حاول المفتي المستنير ( علي جمعة ) التخلص من هذا الارث الحقير بجرة قلم , فكتب ان هذه الادبيات انما كانت في عصور الحملات الصليبية و ان لها خلفية تاريخية
http://www.dostor.org/society-and-people...r/12/57644

و ان كانت هذه المحاولة حميدة , نشجعها و نشجع مثلها , الا انها تغفل عنصر العنف في العقيدة الاسلامية , ليس فقط في مواجهة المسيحيين , انما في مواجهة الطوائف الاسلامية نفسها , بل و في الفروع الفقهية , و دونك درة لابن عقيل توضّح ذلك فيقول " رأيت الناس لا يعصمهم من الظلم إلا العجز! لا أقول: العوام، بل العلماء. كانت أيدي بعض الحنابلة مبسوطة في أيام ابن يوسف –الحاكم السابق- فكانوا يتسلطون بالبغي على أصحاب الشافعي في الفروع –التي يخالفونهم فيها- حتى لا يمكنوهم من الجهر بالقنوت، وهي مسألة اجتهادية –يعني لا حرج في اختلاف فيها- فلما جاءت أيام النظام ومات ابن يوسف، وزالت شوكة الحنابلة استطال عليهم أصحاب الشافعي استطالة السلاطين الظلمة فاستعدوا عليهم، وآذوا عامتهم بالسعايات، والفقهاء بالنبذ والاتهام بالتجسيم.!!"
"قال ابن عقيل: فتدبرت أمر الفريقين فإذا هم لم تعمل فيهم أداب العلم، وهل هذه إلا أفعال العسكر؟ يصولون في دولتهم ويلزمون المساجد في بطالتهم!"
و ان كان ابن عقيل يرى ان العلم يمنع عن هكذا افعال , فانه في نفس الوقت يشهد ان مرتكبي هذه المجازر هم العلماء انفسهم , مما يؤيد اتجاهنا ان العقيدة الاسلامية ذاتها تؤجج هذا التصرف - قارن ذلك بالرابط الذي يوضح عقيدة تولستوي المسيحية تجاه العنف - فان اعدت قراءة ادبيات هدم الكنائس , لعلمت الحالة التى عاشها الاقباط مئات السنين
النفائس في أدلة هدم الكنائس
كشف الدسائس في ترميم الكنائس
وفاء العهود في وجوب هدم كنيسة اليهود
إقامة الحجة الباهرة على هدم كنائس مصر والقاهرة


ثم كانت الثورة , و المكسب الوحيد - في نظري - ان المصري قد بدأ يشعر , بعد ان عاش الاف السنين سميك ( القفا ) بارد ( الدم ) لا يعرف عن (مصر ) الا مناوشات جيل التنوير .
لقد ادرك المصري بان شيئا ما يسمى ( الكرامة ) قد نبت بين ضلوعه , و ان (مصر ) تعني له شيئا .
بدأ هذا الشعور يتسلل مع فوز (مصر ) بكئوس الامم الافريقية , و قد حار المحللون في تفسير هذا الولع المفاجئ بالعلم المصري , و صيحة الجماهير المصرية التى هزت القارة ذهابا و ايابا (مصر ...مصر ) هزة انهارت امامها اقوى الفرق الافريقية كساحل العاج , الكاميرون و كوت دي فوار , انهيارا لا يمكن تفسيره بتفوق المنتخب المصري , فكلنا يعلم ان ( حسن شحاتة ) كان يكسب ببركة دعاء الحاجة !
انما هو هذا الفيروس الجديد .....مصر , لذلك ليس غريبا ان تكون جماعات ( الاولتراس ) في مقدمة ثوار التحرير , و حائط الصد الاول ضد البلطجية و الداخلية و كل من سولت له نفسه ان يقتحم قدس الاقداس المصري ....التحرير


لكي تعرف هل اخطأ اقباط ماسبيرو او لا , فقط اعقد مقارنة بسيطة بين احراق الثوار لعربات الداخلية في التحرير , و احراق الاقباط سيارات الجيش في ماسبيرو . اننا نكتب هذه المشاركة بينما يؤيد تحليلنا للاحداث تقرير تقصى الحقائق الصادر عن العاملين بحقوق الانسان , و لم يبق في عرضي الا ان اعرض ما حدث في ماسبيرو , و كيف يمكن ان نحل هذه المشكلة الي اللابد , ليس بالكذب البوّاح كما يفعل البعض , او بالمغالطات الساذجة كما يفعل غيرهم , اننا نقدم رؤية صادقة واضحة للحدث , لا يعيبها - عند هؤلاء - الا انها من وجهة النظر القبطية ...... و يا له من عيب !