عزيزي العلماني،

لا تخرج من الموضوع لغيره، فخلافنا أصولي وليس فروعيا، وخلافنا ليس على الغزّالي والشافعي والنبهاني ومحمد باقر الصدر، بل خلافنا على محمد رسول الله والله نفسه وماذا يراد منا كبشر وماذا نريد…

وحنانيك عزيزي دعك من السفاسف، فمقالات من مثل شيخك وشيخي وإسلامويين وما تحسبه كنوزا لا تقال بيننا نعيذك بالله أن تصنع كما يصنع من لا نريد، فادخل في الأصول ودعك من الفصول، إن لم يكن للدنيا رب خلقها، أو كان لها رب خلقها ولا شأن له بها، أو كان لها رب خلقها وله شأن بها لكن لا شأن له بمحمد بن عبدالله يغنيك عن كل هذا التقحّم فيما لا ينفع، ليت شعري كيف يدعى إلى دولة إسلامية حين تسقط قيمة العقيدة الإسلامية الفكرية؟


ليس أني لست أهلا للحوار في الفروع، بل إن هذا الحوار الفروعي لا طائل تحته حين يجرى معك أو مع من يرى رأيك في الألوهية والنبوة والمعاد.

نحن لا نخترع العجلة عزيزي، بل نبحث في كيفية تسيير المركبة.

أختم بما بدأت، ودعك من لحن القول، وأعلم من هو تقي الدين النبهاني، ولو رأيت رأيه كله لجهرت به لا أخشاك ولا أخشى غيرك، وفيم الخشية، فدعك من هذا الباب واذكر لي ملاحظاتك على كتابه التفكير، في مسألة الطريقة العلمية التجريبية وقصورها عن الإدراك في خارج مجالها، تلك الفكرة التي لعل محمد باقر الصدر قد أجاد شرحها ووفق فيه أكثر من تقي الدين، هنا الخلاف وليس الخلاف في أن تقي الدين قد رأى رأيا تراه أو أراه خاطئا دون أن يكون له علاقة مباشرة، أو حتى غير مباشرة بطرحنا.

ثم ما هي الأصول التي سببت أن يكون الشافعي سببا لانحطاطنا، وكيف صار ذلك؟ وهل ترى تناسبا عكسيا بين النهضة والإسلام منذ القرن السابع الميلادي؟ وهل الحل برأيك ترك الإسلام جملة أم تقسيطا؟ وما هو العمل مع من يرفض رأيك، وماذا لو كان هذا الغير هي الأغلبية الغالبة؟