{myadvertisements[zone_1]}
خرافات الكتاب المقدس
خالد غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 7,660
الانضمام: Apr 2004
مشاركة: #85
RE: خرافات الكتاب المقدس
عزيزي الجواهري،

من السهل الخلط بين الدين كمصدر وآراء معتنقيه الخاصة، ومن السهل أيضا فك هذا الخلط..

فلندع النصرانية واليهودية جانبا ولنتحدث عن الإسلام ومصدريته، ثم نرى هل ابن كثير مصدر معتبر أم لا.

قال تعالى حكاية على لسان نبيه (قل إنما أنذركم بالوحي)

إنما هي أداة تفيد الحصر، ومعنى الآية أن النبي لا ينذرنا غير الوحي، ولا يتخذ آراؤه الخاصة ولا آراء السابقين لغة لإنذارنا.

تكون النقطة الأولى إذن أن المصدر الوحيد للثقافة الإسلامية والدين الإسلامي هو الوحي، والوحي فقط لا غير، وليس آراء الفقهاء ولا تاريخ المسلمين. هذه الأخيرة هي فروع للثقافة وليست مصادر لها، وليست ملزمة لأحد حتى لأصحابها.

النقطة الثانية، ما هو هذا الوحي الذي نحن ملزمون به.
من البداهة بمكان أن أول أركان هذا الوحي هو القرآن نفسه، ثم يتبعه السنة الواردة بطرق صحيحة تصلح للاستدلال ويؤيد القرآن وجودها.
لقوله تعالى
(واوحي الي هذا القران لانذركم به)
وقوله
(واذا قيل لهم تعالوا الى ما انزل الله والى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه اباءنا اولو كان اباؤهم لا يعلمون شيئا ولا يهتدون)

نأتي الآن إلى طبيعة الوحي الموجود بين أيدينا، وعلاقة ذلك باليقين المطلوب منا كمسلمين
أولا، لا يجوز أن يعتقد المسلم بالظن مطلقا، لا في العقليات ولا النقليات، لقوله تعالى
(إن الظن لا يغني من الحق شيئا)

بعد إثبات المسائل العقلية الإيمانية، من مثل وجود الله ووحدانيته ومصدرية القرآن ونبوة محمد عليه الصلاة والسلام، فإن سائر المسائل الإيمانية مرجعها النقل فحسب، نظرا لاستحالة وقوع الحواس عليها، أو إدراكها بالطرق الطبيعية التي فطر عليها الإنسان.

ثانيا، طبيعة النصوص من حيث ورودها عن المصدر الذي هو الوحي تحتمل أمرين:
الأمر الأول هو أن نقطع أنها صدرت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا ينطبق على القرآن المتداول بين أيدينا بأكمله، من الدفة إلى الدفة. وينطبق أيضا على ما تواتر من السنن عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، مثل أن الفجر ركعتين أو أن اليوم التاسع من ذي الحجة هو يوم عرفة. هذا نسميه قطعي الثبوت، وهو اسم اصطلاحي.

الأمر الثاني هو أن يغلب على ظننا ورودها عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فنحن بما نملك من معرفة بشرية ندرك أن هذه النصوص من الأرجح أن الرسول قد قالها، وإن كان هناك من احتمال للخطأ في معرفتنا أو طريقة استدلالنا أو ربطنا الطريقة بالسند الموصل إلى الرسول. وهذا الكلام ينطبق على كل السنة الغير متواترة، من صحيحة أو حسنة. هذا نسميه ظني الثبوت، وهو اسم اصطلاحي أيضا.

بناء على القاعدة الأولى، فنحن لا نستدل في الأخبار، والخبر هو الجملة التي تحتمل الصدق أو الكذب، كقولك الطقس جميل، أو أكل سعيد التفاحة، نحن لا نستدل في الأخبار إلا بالقطعي الثبوت. لأننا قد نهينا عن الإستدلال بالظن في الأخبار بنص محكم، وظني الثبوت هو ظن حتى لو وصل رجحانه 99%. فاحتمال التكذيب الممكن له حتى مع صحة السند الظاهرية يجعله غير مقبول كأصل.
هذه النصوص الظنية إن كانت إنشائية وليست خبرية، بمعنى لو كان فيها الأمر والنهي وما يقوم مقامهما، لا يعود ممكنا تصديقها ولا تكذيبها، فلا تستطيع أن تقول لجملة كل طعامك أن هذه الجملة صادقة ولا كاذبة. هذه جملة إنشائية آمرة ولا تخبر عن شيء قد حصل. النصوص الإنشائية الظنية التي تطلب منا أمرا أو تنهانا عن غيره يتم الإستدلال بها، لأن الله قد تعبدنا بغلبة الظن مع نهيه لنا عن الإعتقاد بهذا الظن.

نرجع لطبيعة النصوص من حيث متنها،

هناك متون لنصوص لا تحتمل في ذاتها إلا معنى ممكنا واحدا، وهذا نسميه قطعي الدلالة، كقوله تعالى (قل هو الله أحد) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم "لا تحاسدوا".
وهناك متون لنصوص تحتمل في ذاتها معان ممكنة متعددة، كقوله تعالى (والمطلقات يتربصن بانفسهن ثلاثة قروء)، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك"، وهذا نسميه ظني الدلالة.

بنفس الفهم السابق في قطعي الثبوت، فنحن أيضا لا نستدل بالأخبار ظنية الدلالة، بغض النظر عن ثبوتها. لأن مرجح الظن في الحالتين هو الفهم البشري الغير مؤيد بالوحي، ونحن منذرون بالوحي فقط ولسنا منذرين بالفهم البشري الغير مؤيد بالوحي.

نخلص إلى نتيجة هامة،
الأخبار التي يتم بناء الإيمانيات عليها هي الأخبار قطعية الثبوت قطعية الدلالة حصرا، وهذه بعد التمحيص محصورة في القرآن، ولا يمكن أن تجدها في السنة القطعية المتواترة، ولا يمكن أن تجدها في أخبار السابقين الذين نص القرآن بنصوص قطعية عنهم أنهم قد كتبوا الكتاب بأيديهم زاعمين أنه من عند الله، ولا يمكن أن تجدها في آراء الفقهاء المتقدمين ولا المتأخرين مطلقا. فلا يعبأ بكل الفقهاء لو أجمعوا أن عمر الأرض 10 آلاف سنة أو مائة ألف، أو مائة مليون، لا يعبأ بهم لأن كلامهم ليس مؤيدا بالوحي بل هو فهمهم هم لشيء ظنوه من الوحي. أو لأنهم يجمعون الآراء ويتركون مسألة التمحيص لمن يتبعهم ويقرأ لهم، فلم يزعم منهم أحد أن كلامه هو القرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

بناء على ما تقدم، فالإيمانيات الإسلامية يمكن حصرها بما يلي:

الإيمانيات المستندة على اليقين العقلي: الإيمان بالله عز وجل وجودا ووحدانية، الإيمان بالقرآن من عند الله سبحانه وتعالى، الإيمان بنبوة محمد صلوات الله وسلامه عليه وآله الطيبين الطاهرين.

الإيمانيات المستندة على اليقين النقلي: الإيمان بأسماء الله التي ثبتت يقينا عن الوحي، الإيمان بالملائكة، الإيمان بالكتب، الإيمان بالأنبياء، الإيمان باليوم الآخر بنعيمه وعذابه، الإيمان بالقدر خيره وشره، الإيمان بالرزق والأجل، الإيمان بوجود الجن ولا يدخل فيه خرافات العوام في أمور المس وما شابه لأن القرآن صريح بانقطاع العلاقة إلا من الوسوسة، إن نسيت شيئا ذكرني.

اليقين النقلي لا يستند على الإدراك الحسي لأنه يتحدث عن غيب يستحيل وقوع الحواس عليه في الزمن الحاضر.

نأتي الآن عن سبب عدم تحدث القرآن عن الديناصورات أو عمر الأرض.

باختصار لأن القرآن ليس كتاب تاريخ ولا أركيلوجيا، القرآن كتاب هداية للإنسان، وككتاب هداية فإنه منصب على جانبين فحسب من الإنسان.

العقلية، بمنع التصورات الخرافية المسيئة للإنسان، من مثل عبادة المخلوقات، والتصديق بالأوهام، أو جعل الغيب أساسا للتفكير.
السلوكية، بتنظيم ما يجب على الإنسان فعله، وما يستحسن للإنسان فعله، وما يجب عليه تركه، وما يستحسن له تركه، وما يخضع للعاقلين من جنسه في تمييز صلاحه من عدم صلاحه كفعل.

قال تعالى (ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين)، وقال (فاما ياتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى). والهدى لا علاقة له بتفجير الذرة أو نظرية الكوانتم، ولا علاقة له بوجود الديناصورات قبل ملايين السنين أو وجود الماموث قبل عشرات آلاف السنين، هذه الأخيرة كلها تندرج فيما هو مسخر لنا لنبحثه ونعرفه، ولا نحتاج في ذلك إلى كتاب من الله عز وجل فيه، لأنه ضمن المسخر، ولأنه لا يخضع للهوى على الأغلب ولو خضع فإن كشفه ممكن، ولأنه يقع في مدى الحواس والقدرات العقلية البشرية.

أما سلوك الإنسان وعالم الغيب المطلق، فلا يمكن أن تترك للإنسان وهو معرض للهوى والتحيز والجهل والضلال. فكان لا بد له من كتاب يفصل له هذا ولا يتركه (افمن يهدي الى الحق احق ان يتبع امن لا يهدي الا ان يهدى فما لكم كيف تحكمون)

أتمنى أن تكون وضحت الصورة، وصار في فك ارتباط بين الفهم اليهودي والنصراني من طرف، وبين المفهوم الإسلامي المستند إلى الوحي من طرف آخر. وصار في فك ارتباط كمان بين مصادر المفهوم الإسلامي المحصورة في الوحي، وبين فروعيات المفهوم الإسلامي التي ليست حجة لا على أصحابها ولا على غيرهم إلا أن تكون مؤيدة بالوحي.
10-25-2012, 01:02 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
خرافات الكتاب المقدس - بواسطة الجواهري - 09-28-2011, 04:11 PM,
RE: خرافات الكتاب المقدس - بواسطة ابانوب - 09-28-2011, 05:38 PM,
RE: خرافات الكتاب المقدس - بواسطة عوني عوني - 09-28-2011, 08:23 PM,
RE: خرافات الكتاب المقدس - بواسطة الجواهري - 09-28-2011, 11:26 PM,
RE: خرافات الكتاب المقدس - بواسطة عوني عوني - 10-01-2011, 12:53 PM,
RE: خرافات الكتاب المقدس - بواسطة ابانوب - 09-28-2011, 10:03 PM,
RE: خرافات الكتاب المقدس - بواسطة TERMINATOR3 - 09-28-2011, 11:14 PM,
RE: خرافات الكتاب المقدس - بواسطة الجواهري - 09-29-2011, 09:40 AM,
RE: خرافات الكتاب المقدس - بواسطة TERMINATOR3 - 10-19-2011, 06:25 PM,
RE: خرافات الكتاب المقدس - بواسطة Kairos - 09-29-2011, 06:11 PM,
RE: خرافات الكتاب المقدس - بواسطة الجواهري - 09-29-2011, 06:16 PM,
RE: خرافات الكتاب المقدس - بواسطة الجواهري - 10-01-2011, 03:50 PM,
RE: خرافات الكتاب المقدس - بواسطة عوني عوني - 10-01-2011, 10:33 PM,
RE: خرافات الكتاب المقدس - بواسطة عوني عوني - 10-02-2011, 12:44 AM,
RE: خرافات الكتاب المقدس - بواسطة عوني عوني - 10-02-2011, 02:48 AM,
RE: خرافات الكتاب المقدس - بواسطة الجواهري - 10-02-2011, 02:06 PM,
RE: خرافات الكتاب المقدس - بواسطة الجواهري - 10-01-2011, 11:39 PM,
RE: خرافات الكتاب المقدس - بواسطة الجواهري - 10-02-2011, 12:26 AM,
RE: خرافات الكتاب المقدس - بواسطة TERMINATOR3 - 10-03-2011, 12:44 AM,
RE: خرافات الكتاب المقدس - بواسطة عوني عوني - 10-03-2011, 01:22 PM,
RE: خرافات الكتاب المقدس - بواسطة الجواهري - 10-03-2011, 07:21 PM,
RE: خرافات الكتاب المقدس - بواسطة سليم عقل - 10-20-2011, 06:16 PM,
RE: خرافات الكتاب المقدس - بواسطة الجواهري - 03-23-2012, 05:35 PM,
RE: خرافات الكتاب المقدس - بواسطة ((الراعي)) - 10-22-2012, 09:43 PM,
RE: خرافات الكتاب المقدس - بواسطة vodka - 10-22-2012, 11:23 PM,
RE: خرافات الكتاب المقدس - بواسطة ((الراعي)) - 10-23-2012, 04:05 AM,
RE: خرافات الكتاب المقدس - بواسطة الجواهري - 10-23-2012, 01:43 PM,
RE: خرافات الكتاب المقدس - بواسطة خالد - 10-23-2012, 04:24 PM,
RE: خرافات الكتاب المقدس - بواسطة الجواهري - 10-25-2012, 12:05 PM,
RE: خرافات الكتاب المقدس - بواسطة خالد - 10-25-2012, 01:02 PM
RE: خرافات الكتاب المقدس - بواسطة ابانوب - 11-17-2012, 11:04 AM,
RE: خرافات الكتاب المقدس - بواسطة الجواهري - 09-10-2013, 02:30 PM,
RE: خرافات الكتاب المقدس - بواسطة ابانوب - 09-16-2013, 12:35 PM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  هل المسلم يستطيع ان يحكم على الكتاب المقدس بانه محرف coptic eagle 57 9,273 02-07-2013, 09:47 AM
آخر رد: الصفي
  الاقتبسات الاسلاميه من الكتاب المقدس coptic eagle 59 14,479 09-20-2012, 11:51 PM
آخر رد: coptic eagle
  الكتاب المقدس رفيق رحلتي من الإسلام للمسيحية   إبراهيم 2 1,430 03-27-2012, 07:05 PM
آخر رد: ahmed ibrahim
  الكتاب المقدس : للأنثى مثل حظ الذكرين ...لكن من النجاسة .مكان المرأة في دين الرب !!!! جمال الحر 7 2,384 02-06-2012, 10:35 AM
آخر رد: ABDELMESSIH67
  من خرافات رسول الاسلام JOHN DECA 20 8,646 02-01-2012, 06:46 PM
آخر رد: جمال الحر

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS