والله هاظ مش كلامي يا مهدي، هاظ كلام الحرّ العاملي نقلا عن بعض الأئمة.

هلأ مرجع التقليد تبعك اعتبر كلام الحرّ العاملي حكي فاضي، هاظ شي يحسب اله، وبخليني أحترمه، لكن لا يعني أن غيره من مراجع التقليد رح تلتزم بالكلام نفسه.

يعني من جديد يا مهدي، أنت تخلط العام بالخاص، ونظام حياتك الشخصي الذي تفضلت بطرحه لا يعم الباقين من قومك مع الأسف.

هناك تيارات إصلاحية جيدة في التشيع الإثني عشري، وأنا شخصيا أرى أن التيارات الإصلاحية عند السنة وعند الشيعة يجب أن يعملا سوية لرفع سوية هذه الأمة، وإقصاء التيارات الإقصائية من الطرفين. لكن حتى يحدث هذا، وكوني لست شيعيا إثني عشريا، ولست أيضا بسني، فسأقوم بالضرب بقلم من حديد على التيارات الإقصائية من كلا الطرفين.

رأي الحرّ العاملي، والذي تسرّب أيضا من غيره، أذكر الكوراني العاملي، ورحمة العاملي، يشير إلى اعتبار كل المخالفين نواصب. ومعروف أن الناصبي عند مذهبك مصيبة يجب التعامل معه مثل التعامل مع أي مصيبة. رغم أن ذلك يخالف عمل أمير المؤمنين مع كل من الخوارج والناكثين، لا سيما مع الخوارج الذين جهروا بتكفيره جهارا نهارا. بل وقال لهم "لكم علينا أن لا نمنعكم من مساجد الله تصلون فيها، ولا من الفيء ما قاتلتم معنا عدوا، ما لم تحدثوا حدثا أو تؤؤوا محدثا". ويخالف عمله مع الخلفاء الذين سبقوه حين قال "والله لأسالمن ما سلمت أمور المسلمين، ولم يكن فيها جور إلا ّ عليَّ خاصة"، فصبره على الخلفاء الثلاثة قبله يعني أنهم قد أحسنوا إدارة شؤون الأمة، ولو لم تكن علاقتهم بأمير المؤمنين جيدة كما تصورها أدبيات الإثني عشرية. هذا مع إقرار الإثني عشرية أن الخلفاء الثلاثة نواصب، وأن الخوارج نواصب، وأن الناكثين أصحاب الجمل نواصب. أما أنا فأقول أنهم في أسوء أحوالهم قوم قد أرادوا الحق فأخطؤوه، على خلاف القاسطين الذين حكموا بعد صلح الحسن إلى اليوم، مع بعض استثناءات، الذين هم قوم أرادوا الباطل فأصابوه.
هناك مشكلة مزمنة بين الاثني عشرية وقريش والعرب، تجعلهم يسعون جاهدين للوقيعة فيهم بما كف عنه الأئمة الثلاثة الأوائل الذين عاشوا بين قريش والأنصار والعرب، وهو أمر يخالف سنن آل محمد ويتبع سننا غريبا يخالف الكتاب، بل يصل إلى حد المعصية لكتاب الله، أعني الوقيعة في العرض التي يقوم بها رحمة العاملي وله في ذلك سلف من الاثني عشرية، واقعا في ما حرمه الله تعالى في سورة النور التي تبتدئ بقوله تعالى (سورة أنزلناها وفرضناها وأنزلنا فيها آيات بينات لعلكم تذكرون). ومن يخالف الثقل الأكبر بهذا الشكل الفجّ، لا يستأمن على الولاية للثقل الأصغر، وإنما جعل الله الثقل الأصغر دليلا على الثقل الأكبر وليس العكس. ولا يقبل حديث ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أو قول ورأي منسوب إلى الأئمة الكرام من آل محمد، إن اعترض مع كتاب الله ولم يمكن تأويل قولهم بحال ليتفق مع الكتاب.
كل الآراء التي ينقلها صاحبك أبو محمد عن دعارة ومجون قريش والأنصار يشطبها قوله تعالى بالنهي عن القذف والتقول بغير علم وشهداء، فقال جل وعلا ( لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ *12* لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ *13* ) النور

أنا شخصيا لا أستئمن صاحبك أبا محمد على ولاية لمحمد وآل محمد مطلقا وقد وقع في معصية عظيمة من حيث أراد الطاعة، فوقع في ما حرمه الله ظانا أن ذلك يذب عن أمير المؤمنين والحسنين، فوقع في حرمة القذف والتقول بغير بينة ولا علم ولا هدى ولا كتاب منير. وقال في مثله سبحانه وتعالى (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا *103* الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا *104* ) الكهف