عندما قلت أن السجال مع "البهلوان" العاملي مضيعة للوقت فأنا أعي ما أقول ؛ وأوقاتنا أثمن من أن نضيعها في مساجلة من يفتقر للتفكير المنطقي السليم. فالظاهر أنه متأثر جدا بساحات ما يسمى "الحوار العقائدي" في المنتديات الشيعية "الثقافية" أين يسمع المتحدث نفسه ... وفقط

قلت وأكرر .. أن النقاش المنطقي السليم يقتضي الإنطلاق من نقاط اتفاق تقوم على تحديد القواسم المشتركة ؛ حتى لا يكون الكلام رغاء مثل رغاء الإبل ؛ ففي حالات الخلاف فإن نصوص المخالف ليست ملزمة للآخر بحال من الأحوال ؛ والتحجج بها على المخالف يجب أن يكون وفق مباني وقواعد المخاطب المحتج عليه ؛ أما هرطقات البهلوان الموالي فإنها تصلح أن تُروى في الصحون الحيدرية وساحات كربلاء والنجف أين يتم تصديق أن المهدي المنتظر يعيش في مثلث برمودا يصنع السلاح وأن قذائف "الحر" فوق مقام "زينب" في سوريا تستحيل إلى بودرا ناعمة
أمّا هنا فيجب أن يتأسس النقاش حول أسس صحيحة.
الأسس الصحيحة هي التفكير المنطقي السليم الذي لا يتناطح فيه كبشان ؛ ثم "كتاب الله" من خلال المتفق عليه عند المتخالفين ( وليس بالتنقيحات و"التعديلات" و"التتميمات" التي أجراها دجالة الرافضة على كتاب الله ) ؛ ثم بالمباني والقواعد التي ألزم بها كل طرف نفسه.
لكن البهلوان الموالي في حركة هائجة مائجة تشبه دوس الفيل على الحشائش أثناء صراع الفيلة ؛ داس على كل تلك القواعد ؛ وبدأ يرغو لكي يسمع نفسه ؛ ويظن نفسه محاورا عقائديا بارعا ؛ فيا أيها الكائن ألا تعلم أن البرهان العقلي يجب أن يُرد عليه ببرهان عقلي مثله ؛ فعندما تطرقتُ لقضية أصل عمر بن الخطاب ناقشتها بمنطق عقلي صرف وليس شيئا آخر ؛ لكنك خلطت حابلا بنابل ؛ فلم تدحض حججنا العقلية بمثلها في شيء ؛ بل نقلتنا إلى حجج النقل والتاريخ من خلال أثر فرجكم الذي غصبناه..و...و... ؛
وحين تخلط العقل بالنقل ولا تعرف الكوع من البوع فأنت بحاجة أن تفكك تفكيرك المشوّه ثم تعيد تركيبه وفق أسس سليمة ؛ لكن الغباء وصل بك أن صرتَ تقول الشيء ونقيضه .فزعمت أننا جهلة نخلط بين ام كلثوم بنت بجدل الكلبية التي هي زوجة عمر الحقيقية وام زيد بن عمر وبين ام كلثوم بنت علي . ثم في نفس الوقت تتحجج بمقولة صادقكم (هذا فرج قد اغتصبناه ) يعني بالمحصلة إمامكم المعصوم الذي يعلم الغيب جاهل يخلط بين أم كلثوم بنت بجدل وأم كلثوم بنت علي وأم كلثوم كوكب الشرق.
كما أنا نبهناك أن التحجج بما في كتبنا يكون وفق المباني التي ألزمنا بها أنفسنا ؛ لذلك فإن كل الآثار والروايات خاصتنا تخضع لقواعد الجرح والتعديل وعلم الرجال ؛ فلا ينفع أن تقل لي "هذا في كتبكم" وأنت تعلم أنه اثر معلول بعدم وثاقة رجاله أو سنده . كأن يقول ابن كثير "قال الواقدي" والواقدي هذا شيعي محترق .. مجرّد مثال.. لكي يتضح المقال. ففي كتبنا الصحيح والضعيف والمكذوب. فأين في كتبنا - بإعمال قواعدنا ومبانيا - أن خيرة الصحابة هم أبناء زواني .. يا كذاب .. ؟
أم تظن كتبنا على شاكلة كافيكم تجمع قصص ألف ليلة وليلة وأغاني الأصفهاني ومهديكم حيّ يرزق لا يتحرك اتنقية آثار أجداده من أكاذيب الدساسين ؟
لا تأتي هنا لكي تنقل إلينا أساطيركم أو تلوي أعناق نصوصنا وفق مبانيكم ثم تظن نفسك "محاورا عقائديا" بارعا وعالما في الدين ..